وقعت كتلة فتح البرلمانية في العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم الخميس، إعلانًا سياسيًا مشتركًا مع اليسار الأوروبي الموحد لدول الشمال في إطار تضامن الأخيرة مع الشعب الفلسطيني.

وذكرت الكتلة في بيان صحفي أن الاتفاق يعتبر الأول من نوعه بين كتلة في البرلمان الأوروبي وأخرى غير عضو في الاتحاد الأوروبي.

ووقع الاتفاق عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس كتلتها البرلمانية عزام الأحمد، بحضور عضو المجلس الثوري للحركة وأمين عام المجلس التشريعي إبراهيم خريشة، وسفير فلسطين لدى بلجيكيا ولوكمسبرغ عبدالرحيم الفرا، وأمين سر فتح في بلجيكا أيمن قنديل، فيما وقعها عن الجانب الأوروبي رئيس كتلة اليسار الموحد في البرلمان الأوروبي غابي زيمر، بحضور لجنة العلاقة مع فلسطين النائب مارتينا اندرسون رئيس والنائب القبرصي نيكولاليدس والنائب الفرنسي باتريك ليو.

وجاء في الإعلان: "ان وجهة نظر اليسار الأوروبي المتحد/ اليسار الأخضر لدول الشمال تجاه فلسطين تقوم على قيم السلام والديمقراطية والعدالة وتقرير المصير واحترام حقوق الإنسان والقانون الدولي، وكذلك على رؤية تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، حيث أن اليسار الأوروبي الموحد يستذكر الدور الحاسم الذي لعبته القوى التقدمية في الجهود الرامية إلى تحقيق الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، وتحقيق الاعتراف المتبادل وإطلاق عملية السلام".

وعبر اليسار الأوروبي عن دعمه لضرورة تحقيق السلام والاستقرار الشامل والدائم في الشرق الأوسط، وتحقيق الحقوق الوطنية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينة المستقلة.

ودعا اليسار الأوروبي الموحد لاستئناف مفاوضات السلام القائمة على حل كافة القضايا العالقة، بما فيها قضايا الوضع النهائي.

وطالب، المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى وأعضاء المجلس التشريعي وغيرهم من المسؤولين المنتخبين والأسرى القدامى.

وشدد اليسار الأوروبي الموحد في الاعلان على أن تعزيز علاقات الاتحاد الأوروبي مع أي جانب مشارك في "النزاع الإسرائيلي الفلسطيني" يجب أن يرتبط باحترام الالتزامات بموجب عملية السلام والالتزام بمبادئ القانون الدولي، ويرحب باستخدام المقاومة الشعبية السلمية ضد الاحتلال.

وتضمن الإعلان ملحق العمل على تطوير علاقاتهما على أساس المبادئ المذكورة أعلاه، وعقد مشاورات سياسية منتظمة وتنظيم اللقاءات والعمل على تبادل الخبرات، وتنظيم ندوات مشتركة حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وإصدار بلاغ مشترك مرة واحدة في السنة حول العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وفلسطين وعملية السلام في الشرق الأوسط.

كما تضمن الملحق التزام اليسار الأوروبي الموحد في البرلمان الاوروبي، العمل على دعم كتلة فتح البرلمانية وممثلين آخرين من فتح لفهم سياسات ومؤسسات الاتحاد الأوروبي كما سيستضيف اليسار الأوروبي الموحد متدربين من كتلة فتح يتم اختيارهم بصورة مشتركة.

من جانبها تلتزم كتلة فتح البرلمانية بالعمل على توفير دورات إعلامية لممثلي اليسار الأوروبي الموحد فيما يتعلق بوضع الشعب الفلسطيني وحول القضايا الرئيسية التي تم نقاشها في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتنسيق وتسهيل زيارة ممثلي اليسار الأوروبي الموحد  الى الأرض الفلسطينية المحتلة بأكبر قدر ممكن خارج القيود التي تفرضها إسرائيل.

وافتتحت مراسم التوقيع بكلمة رئيس كتلة اليسار الموحد في البرلمان الأوروبي السيدة غابي زيمر، عبرت من خلالها عن ترحيبها بالحضور وسعادتها بتوقيع هذا الاتفاق الاول من نوعه بين كتلتها وكتلة برلمانية لدولة غير عضو في الاتحاد الاوروبي وهي كتلة فتح البرلمانية.

كما أكدت زيمر أن هذه الاتفاقية تعتبر تتويجا للعلاقة القديمة جداً التي تقيمها فتح مع كتلتها البرلمانية خاصة ان كلا الطرفين لديهما مبادئ وقيم ومواقف مشتركة خاصة فيما يتعلق بالحق الفلسطيني وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

ومن جهة اخرى اكدت رئيس لجنة العلاقة مع فلسطين في البرلمان الاوروبي النائب مارتينا اندرسون، سعيها ومنذ اللحظة الاولى لعضويتها في البرلمان الاوروبي لترأس لجنة العلاقة مع فلسطين والذي تم في ذلك الوقت بسبب الدعم الذي لاقته من رئيسة مجموعتها البرلمانية التي قدمت لها كل ما يلزم من تسهيلات وإمكانيات للعمل مؤكدة على التزامها ولجنة العلاقة مع فلسطين لتقديم ما يلزم من مبادرات وأنشطة لدعم القضية.

ومن جانبه، اكد الأحمد، أن الاتفاقية ستساهم في تعزيز وتطوير العلاقة التاريخية بين فتح وكتلة اليسار الموحد، وقال "إن فتح على دراية تامة بالمواقف الايجابية التي تتبناها كتلة اليسار الموحد في الدفاع عن فلسطين وقضيتها العادلة".

يشار إلى انه قد سبق توقيع هذا الاتفاق عقد لقاء بين الاحمد والوفد المرافق مع مكتب لجنة العلاقة مع فلسطين، وضع الأحمد خلاله أعضاء اللجنة بصورة الاوضاع السياسية في ضوء التحركات الدولية والمقترح الفرنسي لاستئناف عملية المفاوضات، إضافة الى آخر التطورات على صعيد ملف المصالحة الفلسطينية، كما إستعرض سلسلة الاعتداءات اليومية والمتواصلة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين ضد الشعب الفلسطيني في كل مكان.