احتفلت جبهة التحرير الفلسطينية بمناسبة ذكرى يومها الوطني في مخيم البرج الشمالي، حيث غصت قاعة المركز الثقافي الفلسطيني بالحشود الجماهيرية في المهرجان الجماهيري- الفني المركزي الذي اقامته الجبهة. تقدم الحضور عضو مكتبها السياسي عباس الجمعة، ومدير الدائرة الاذاعية المركزية في الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين كمال نادر، وأمين سر اقليم لبنان لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة، وعضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني أبو فراس أيوب، وعضو قيادة حركة أمل اقليم جبل عامل صدر الدين داوود، ومسؤول ملف المخيمات في حزب الله أبو وائل، وعضو الأمانة العامة للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور جواد نجم، وممثل الشيخ علي ياسين، ومدير مخيم البرج الشمالي في وكالة الاونروا رائف أحمد، وممثل النقابات العمالية أبو قاسم شعلان، ومختار البرج الشمالي أبو علي عطا، وممثلي الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وعدد من ممثلي المنظمات والهيئات والاتحادات واللجان الشعبية والنقابية، والمكاتب النسوية والاتحاد العام للمرأة، والمؤسسات والفعاليات اللبنانية والفلسطينية، وممثلي وسائل الاعلام، وأبناء المخيمات الفلسطينية في صور، حيث رفعت في القاعة اللافتات والشعارات الوطنية والأعلام الفلسطينية واللبنانية.

بدايةً ألقى كلمة منظمة التحرير الفلسطينية الحاج رفعت سناعة رحب بالحضور فصائل وأحزاب لبنانية وفلسطينية، وقال في اليوم الوطني لجبهة التحرير الفلسطينية يوم نعتز به لأنها منذ عام 1976 عندما بدأت قيادتها بعد استشهاد طلعت يعقوب وتولى القائد المكافح أبو العباس استطاعت هذه الجبهة أن تتميز في أدائها الفلسطيني عبر نضالها في الأوساط الفلسطينية العسكرية والسياسية في اطار "م.ت.ف" فكانت لها الجهود العسكرية الذاتية منذ بداية تأسيسها فكانت عملية نهاريا، تلك العملية التي قادها 4 مقاتلين استطاعوا اختراق الحدود اللبنانية للوصول إلى نهاريا حيث استطاع المقاتلون الأربعة التي قادها الشهيد سمير القنطار تمثل نموذحا بطولي حيث أراد أبطالها أسر جنود للاحتلال لإطلاق سراح 50 أسيراً فلسطينيًّا، وكانت هذه العملية هي إحدى العمليات المميزة لأنَّ الجبهة كانت تخطط بشكل جيد واستخدام أدوات جديدة ومنها المنطاد والطائرات الشراعية، ويجب أن نتذكر أيضًا عندما قامت الجبهة واستطاعت السيطرة على باخرة ايطالية ولم تنجح العملية وحدثت ضجة عالمية وتدخلت مصر وبعض الدول العربية والقيادة الفلسطينية لإيجاد حل وكان على رأس الموضوع القائد أبو العباس، ومنذ ذلك الحين صنفت الجبهة على قائمة الارهاب.

وأضاف: إنَّ ما يحصل في الوطن العربي من خسائر فادحة وتدمير للطاقات، وإسرائيل ترتكب المجازر، والقرار الاسرائيلي واضح هو تصفية الشعب الفلسطيني، كل ذلك هدفه انهاء المشروع الوطني الفلسطيني، لذلك يجب أن نسجل مزيدًا من التماسك والوحدة الوطنية والمصالحة الفلسطينية حتى نحافظ على ما تبقى من أوراق لمقاومة الاحتلال".

إنَّ فلسطين يجب أن تنتصر ويجب مواصلة معركتنا لأن الخطر يداهم الجميع. وتطرق إلى مخيمات سوريا وعدم القدرة إلى مد يد العون لهم، كفانا شهداء وتضحيات، فلسطين خسرت الكثير لكننا لا نستسلم وهدتنا الأسمى في حياتنا الوحدة الوطنية الفلسطينية، مشدداً على تعزيز العلاقات الفلسطينية اللبنانية.

وألقى كلمة جبهة التحرير الفلسطينية عضو مكتبها السياسي مرحباً بالحضور باليوم الوطني للجبهة، مشيراً أن هذه المسيرة الطويلة كانت شائكة متنقلة من محطة إلى محطة، وأمام هذه المسيرة النضالية الطويلة نسأل أين نحن، وخاصة أن اليوم الوطني يجب أن يشكل لنا بوابة مضيئة لقراءة أكثر جرأة وصراحة للمواقف السابقة وتصويب الأمور بشكل منهجي ينسجم مع استراتيجية الجبهة وتكتيكها، حتى نستفيد من الدروس الهامة.

وأكد على موقف الجبهة الرافض لكل الاتفاقات والمشاريع والمبادرات التي تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية، وكل هذه المواقف موجودة وموثقة وهي تسندها الأفعال أو تمنحها المصداقية، وحتى نحافظ على تاريخ الجبهة ذات التاريخ المضيء في مصداقيتها مع شعبها وجماهيرها والفصيل الذي مثل على مدار عقود من النضال والتضحيات صمام الأمان على طريق تحرير الارض والإنسان واستعادة الحقوق الفلسطينية كاملة، لأن تاريخ الجبهة حافل بالبطولات والمآثر، تاريخ خطت حروفه بدماء قوافل طويلة وطويلة جداً من الشهداء لا يمكن حصرها، دماء زكية روت ثرى فلسطين الغالية، وبلدان عربية شقيقة، من أجل تحرير فلسطين من خلال عملياتها البطولية التوعية التي كانت بإشراف الرفيق القائد الوطني والقومي الأمين العام الشهيد محمد عباس "أبو العباس" الذي امن بشعار الرئيس الراحل القائد جمال عبد الناصر ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، والقائد العسكري للجبهة الرفيق القائد سعيد اليوسف" الذي فقد وهو يقاوم العدو الصهيوني في جبل لبنان الأشم في عام 1982، والرفيق القائد أبو العز الذي فقد أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق، وقدمت الجبهة الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين، ولن ننسى شهداء مسيرتنا الوطنية عبر قرن من الزمان، نستذكر قادة عظام وفي مقدمتهم الرئيس الرمز أبو عمار،  متسائلاً هل من فلسطيني صغيرٍ أم كبيرٍ، مقاومٍ أم سياسيٍ لم يعرف من هو الشهيد القائد أبو العباس، ولم يسمع عن نضاله وتاريخه، وللحق نقول بأن التاريخ الفلسطيني لم يمنح هذا الرجل حقه ولو باسم شارع أو حديقة أو جامعة، فالشهيد "أبو العباس" إسم دبَّ الرعب في قلوب الاحتلال وقياداته العسكريين والسياسيين، فلاحقهم ولاحق عملائهم  في أكثر من مكان .

وأكد الجمعة إن الهدف الأساسي التي تعمل الجبهة علية الآن هو ضخ دماء جديدة في قيادة الجبهة وإفساح المجال لظهور قيادات شابة، لتعمل على حل المشاكل الفلسطينية، وفي مقدمتها إنهاء الانقسام الفلسطيني، وهذا الموقف يأتي حرصاً منا على تجسيداً للديمقراطية والتجدد الذي يحمي مسيرة الجبهة والثورة وراية فلسطين والتقدم والعدالة الاجتماعية.

وقدم قدمت فرقة سراج العودة لوحات فنية في المهرجان، وتلقت الجبهة برقيات تهنئة من حزب الله وحركة "أمل" والتنظيم الشعبي الناصري والفصائل الفلسطينية والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية.