دعماً للأسير الصحفي محمد القيق المضرب عن الطعام منذ ما يزيد عن 78 يوماً وتضامناً مع اسرانا البواسل في تحديهم للجلادين الصهاينة ووقوفاً الى جانب ابطال انتفاضة القدس في تصديهم لقوات الاحتلال الصهيوني نفّذت حركة "فتح" في منطقة الشمال اعتصاماً امام مقر  الصليب الاحمر الدولي في مدينة طرابلس، اليوم الاربعاء 10\2\2016.

وتقدّم الحضور ممثلو الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية وقوى واحزاب وطنية واسلامية لبنانية ومؤسسات وفعاليات وجماهير من منطقة الشمال.

بداية كانت كلمة لنقيب المحامين في الشمال الاستاذ فهد المقدم جاء فيها:"من طرابلس العروبة نتوجّه لكم بكل الدعم والتاييد لقضيتكم ، قضيتنا المحقة والعادلة فطرابلس كانت وستبقى الداعم الاول والدائم لقضايا امتنا العربية وفي مقدمتها القضية المركزية فلسطين".

واضاف "واجبنا ان نكون حيث يرتفع صوت من اجلك يا فلسطين، ومن استطاع مد يد المساعدة اليك واستنكف فليُحرَم من شرف النطق باسمك".

وتطرّق الى اعتقال الاسير الصحفي محمد القيق  ليؤكد له أن قيوده سوف تنكسر بفعل ارادته وتحديه للسجان الصهيوني مردفاً "سوف يُكلَّل جبينك بالغار يوم تعود الينا عالي الجبين، واعلم بانك في سجنك تقوي ضعفنا وتعلّقنا بتحرير كامل الارض المحتلة. انك تستنهضنا من وراء القضبان والآذان العربية صمّاء والارادات الخيرة تجاه القضية الفلسطينية تتهاوى في انحدار سريع ونقابة المحامين في فلسطين البارحة قد تضامنت مع قضيتك ونقابتنا نقابة طرابلس، نقابة العروبة تتضامن مع قضايا أمتها وخاصة قضية فلسطين وتدعو المجتمع الدولي للتحرك وانهاء معاناة المعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني".

ثم كانت عضو قيادة حركة الجهاد الاسلامي ابو اللواء موعد حيثُ قال: "محمد القيق عنوان الجرأة والكلمة الحرة.. ٧٨يوماً وهو يصارع السجّان والموت معاً،لا تلين له عزيمة امام عدو ليس لديه مهنة الا القتل والحرق والتدمير".

وأضاف آلاف الاسرى منهم مئات المرضى وما يزيد عن خمسماية طفل وقاصر تُنتَزع منهم حريتهم واعترافات مروّعة تحت التعذيب وارغامهم على التوقيع عليها في مشهد يتنافى مع الاعراف والقوانين والشرائع ولا يمت للانسانية بصلة،  لذا على مؤسسات المجتمع الدولي التحرك سريعا لانقاذ هؤلاء الذين لا ذنب لهم إلا انهم يريدون رحيل المحتل عن ارضهم وبيوتهم".

وطالب موعد المجتمع الدولي والاسلامي بعدم التعامي عن ما يحصل في فلسطين وبموقف داعم لأهلها وخاصة لاهالي مدينة القدس وانتفاضتها وبمساندة اعلامية ومادية  لأنها مسؤوليتكم ولن تعفيكم شعوبكم منها ولا التاريخ.

ثم كانت كلمة للحزب الشيوعي اللبناني القاها القيادي جميل صفية حيث وجّه التحية باسم الحزب الشيوعي للاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني مؤكّدا تضامن الحزب الشيوعي معهم وضرورة اعتبارها قضية وطنية جامعة ورفع مستوى الاهتمام بها لتحتل مكانتها  لتكون من اولويات الثوابت الوطنية وتفعيلها على كل المستويات العربية والدولية والمطالبة بالافراج عن كافة الاسرى والمعتقلين فوراً ودون قيد او شرط.

وحيا الانتفاضة الموحّدة للشعب الفلسطيني وشهداءها وجرحاها واسراها في كل فلسطين، واضاف "نرى في هذه الانتفاضة وفي المقاومة الشعبية الرد الصحيح على مشروع التهويد الذي يقوده الكيان الصهيوني بدعم من القوى الامبريالية والرجعية العربية والاقليمية".

وجدد وقوف الحزب الى جانب الشعب الفلسطيني المقاوم وقضيته المحقّة بمختلف الاشكال السياسية والاعلامية والجماهيرية.

كلمة حركة "فتح" القاها امين سرها في منطقة الشمال ابو جهاد فياض، فقال: "نلتقي لنتضامن مع اسرانا البواسل في سجون الاحتلال الصهيوني وفي  مقدمهم الاسير الصحفي محمد القيق المضرب عن الطعام منذ 78 يوماً متحدياً الجلادين الصهاينة مدافعاً عن حقه بالحرية رافضاً مبدأ الاعتقال الاداري المخالف لكافة القوانين الدولية".

واضاف "أسرانا الابطال يواجهون السجانين الصهاينة بكافة الوسائل انهم يخوضون معركة الامعاء  الخاوية ليسمعوا العالم اجمع بانهم مظلومين في السجون الصهيونية  واعتُقِلوا بسبب دفاعهم عن حريتهم وحريتنا جميعاً".

ودعا العالم العربي والاسلامي وكافة الدول التي تدّعي الدفاع عن الحريات وحقوق الانسان والمؤسسات الدولية أن يقفوا الى جانب قضية الاسرى والعمل على اطلاق سراحهم وانقاذ حياة الاسير محمد القيق.

واشار الى ان انتفاضة القدس هي تعبير حقيقي عن رفض جرائم الاحتلال الصهيوني ضد ابناء شعبنا الفلسطيني وتدنيس المقدسات ومصادرة الاراضي واستمرار بناء المستوطنات فوق اراضنا والاعتقالات لاطفالنا وشبابنا وفتياتنا والاعدامات الميدانية وحجز جثامين الشهداء وحرق الفتى محمد ابوخضير وعائلة الطفل علي الدوابشة وهدم منازل الشهداء، وكلها جرائم حرب مطلوب محاكمة مرتكبيها.

ورحّب فياض بلقاء المصالحة في قطر مضيفاً "نعتبره فرصة مهمة، بل تاريخية، لتعزيز الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام، والمطلوب تنفيذ كافة الاتفاقات السابقة الموقعة في القاهرة ومكة والشاطئ، والبدء الفوري بتشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة كافة الفصائل تضع على سلم اولويات عملها دعم واحتضان انتفاضة القدس واعادة اعمار قطاع غزة والتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية بالتمثيل النسبي وعقد مجلس وطني بمشاركة كل الطيف الفلسطيني".

وتابع "يتم الضغط علينا في الشتات من خلال  منظمة الاونروا عبر القرارات المجحفة التي اتخذتها ادارتها بتقليص خدماتها لشعبنا في الجوانب الصحية والتعليمية والاغاثية بهدف سياسي واضح اهم اهدافه اشغالنا  عما يجري داخل الوطن وتهجيرنا بهدف انهاء قضية اللاجئين وشطب حق العودة"، مطالباً القيادة الفلسطينية ممثّلة بالرئيس ابو مازن بالضغط على الدول المانحة من اجل توفير الاموال للاونروا لتقديم خدماتها لأن القيادة السياسية في لبنان قررت مواجهة سياسة الاونروا حتى تتراجع عن قراراتها الجائرة بحق ابناء شعبنا البطل.

وفي ختام الاعتصام سلّم ابو جهاد فياض مذكرة الى مندوب الصليب الاحمر الدولي لتصل الى السيد رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر  بيتر ماورر وهذا نصها:

من موقعكم على رأس اللجنة الدولية للصليب الاحمر نتوجّه اليكم نحن ابناء الشعب الفلسطيني في شمال لبنان بهذه المذكرة، ونحن على ثقة اكيدة بأنكم تدركون حجم الجريمة التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه بحق ابناء شعبنا العزل وتحديداً الصحفيين منهم الذين يتعرضون للاعتقال والتعذيب والاهانة، ونشير هنا الى ما يتعرض له الاسير الصحفي محمد القيق المضرب عن الطعام منذ ما يزيد عن 78  يوماً مما ادى الى تدهور صحته بشكل خطير قد يفارق على اثرها الحياة.

ان ما يتعرّض له اهلنا من قتل وهدم منازل في القدس والضفة وغزة فقط لانهم يدافعون عن مقدساتهم ويذودون عن عائلاتهم كي لا تلقى مصير الشهيد الفتى محمد ابو خضير ولا مصير عائلة الدوابشة التى قتل جميع افرادها حرقا على يد مستوطنين حاقدين.

ان ما يتعرّض له ابناء شعبنا اليوم يندرج تحت وصف الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب، وان واحدة من هذه الجرائم تكفي لمساءلة الفاعل امام المحكمة الجنائية الدولية.

لذلك فإننا  نطالب من خلالكم مؤسسات حقوق الانسان في المجتمع الدولي باتخاذ الموقف الذي ينسجم وخطورة ما يتعرّض له الاسير محمد القيق والضغط على دولة الاحتلال الصهيوني من اجل اطلاق سراحه فوراً وإلا فانها تتحمل كافة المسؤولية عما قد يتعرض له الصحفي الاسير محمد القيق.

كذلك فاننا نطالب مؤسسات المجتمع الدولي وخاصة الصليب الاحمر النظر الى ما يتعرض له ابناء شعبنا الفلسطيني في القدس والضفة وغزة من اعدام ميداني واحتجاز لجثامين الشهداء وهدم منازل ذويهم وكله يقع تحت طائلة المساءلة الجزائية وفقاً لاحكام القانون الدولي الانساني، وعليه فإننا نتوجه اليكم بالطلب عبر هذه المذكرة الوقوف الى جانب ابناء شعبنا في تقديم كل ما تستطيعون من مساعدة طبية وتقصي الحقائق حول الاسرى، ومن خلالكم توجيه الدعوة الى مجلس الامن الدولي للانعقاد الفوري واتخاذ قرار بوقف ممارسات العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه، واحالة ملف الجريمة التي ترتكب بحق شعب فلسطين في القدس والضفة الغربية وغزة الى الجنائية الدولية وفقاً لاحكام الفقرة (ب) من المادة (13) من نظام محكمة لاهاي، واعلام سعادة الامين العام للامم المتحدة من خلالكم بأن ما يرتكبه العدو الصهيوني جريمة تضعها تحت المساءلة الجزائية والسياسية الدولية وان تماديها بذلك بدون رادع سيزيد من معاناة شعب فلسطين وسيفسح المجال لأن تبقى شريعة الغاب هي السائدة على حساب شريعة الحق الانساني وحمايته والذي انشئت هيئة الامم المتحدة ومؤسساتها ذات الصلة بحقوق الانسان وحق الشعوب بتقرير مصيرها من اجل حمايتها.

ونطالبكم بالعمل على حماية ابناء شعبنا ومقدساته وحقوقه البديهية في العيش بحرية على ارضه في كنف دولته التي اعترف بها العالم ورفع علمها فوق الامم المتحدة.