خاص مجلة القدس-  العدد السنوي 322- تحقيق: فاطمة الاسدي

تشارك المرأة الفلسطينية في شتى مجالات النضال. هي رفيقة السلاح قبل أن تكون أمَّ الفدائيين وأخت الأسرى. ونراها في كل المجالس الفلسطينية والتظاهرات الشعبية. وقد استطاعت المرأة أن تؤطّر حضورها الكفاحي ضمن اتحادات نسوية وجمعيات اجتماعية، لذلك أُنشِئ طاقم شؤون المرأة وهو ائتلاف لمجموعة من الأُطر النسوية الفلسطينية التابعة للأحزاب والفصائل الفلسطينية المنضوية في منظمة التحرير الفلسطينية. مجلة "القدس" التقَت أعضاء في الطاقم خلال زيارته إلى لبنان، للتعرُّف أكثر على واقع المرأة الفلسطينية في الوطن.

المرأة الفلسطينية مساهمة فعّالة في جميع الميادين
تشغل المرأة الفلسطينية، حالياً، مناصب كثيرة في المؤسسات السياسية والاقتصادية والامنية الفلسطينية. ولأن فلسطين هي أول الدول العربية التي نادت بالمساواة بين الرجل المرأة، أخذت المرأة قسطها ونصيبها الوافر في القرار والتنفيذ. فليس غريباً أن يكون هناك خمس سفيرات فلسطينيات ووزيرات وقاضيات شرعيات، ويعملن في المجالس المحليّة والبلديات، وأينما استطاعت المرأة أن تتخذ لها موقعاً شغلته بدون تمييز مع الرجل. فالمجتمع الفلسطيني يتقبّل أن تكون المرأة معلّمة، ومديرة مدرسة، وفي كل المناصب الادارية، لكن الاهم هو أن المرأة الفلسطينية هي الفدائية والشهيدة والجريحة والأسيرة.
ويرتبط تاريخ الحركة النسوية الفلسطينية بتاريخ النضال الوطني الفلسطيني، وهو متجذّر في القضية الفلسطينية، وبالتالي يتركّز عمل المرأة الفلسطينية على البرنامج الوطني أكثر من البرنامج الاجتماعي، بحسب عضو طاقم شؤون المرأة، عفاف زبدة.
وقد اختلف واقع المرأة الفلسطينية عند تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية، فتم دمج البرنامج الوطني النضالي الكفاحي مع البرنامج الاجتماعي. واستطاعت المؤسّسات او الحركة النسوية الفلسطينية، أن تدمج البرنامجين خلافاً لكل الحركات النسوية في العالم. وتضيف زبدة، "نحن نؤمن أن المرأة العادية لا تستطيع أن تشارك بالبرنامج الوطني ان لم تكن  تمتلك حقوقها الاجتماعية حتى تكون مساهمة بشكل فعّال بالبرنامج الوطني في الوقت نفسه، ولتستطيع المرأة ان تأخذ حقوقها ولو كانت تحت الاحتلال".
وعملت المرأة الفلسطينية قبل انطلاق الثورة الفلسطينية في كل مناحي الحياة، وقصص ما قبل النكبة تشهد على ذلك. وخلال هجوم العصابات الصهيونية على المدن والقرى الفلسطينية كانت المرأة الفلسطينية هي الطبيبة والمعاونة لكل المجاهدين. لكنَّ ما استطاعت الثورة الفلسطينية أن تجذّره في الوعي الفلسطيني هو أن المرأة باستطاعتها حمل البندقية وتفيذ عمليات ضد الاحتلال، فمن ينسى الاسيرة الاولى فاطمة البرناوي، أو الشهيدات دلال المغربي، ووفاء ادريس، وآيات الاخرس، وعندليب طقاطقة وغيرهن. ولم يتغير دور المرأة الفلسطينية لا بل تصاعد، فهي اليوم تشارك بفعالية في رفع الاقتصاد الوطني والدفاع عن الحقوق الاقتصادية للشعب الفلسطيني وتعمل على توفير خدمات للشعب نتيجة النكبات والكوارث بسبب الاحتلال الاسرائيلي، وفقاً لما تؤكده زبدة.
وتشير، إلى أن المرأة شاركت في كل مراحل ومعارك الثورة الفلسطينية والانتفاضتَين الاولى والثانية (الحجارة والاقصى)، وقادت المواجهات مع الاحتلال في ظل غياب الشباب بعد اعتقالهم او استشهادهم، وهي تشارك بفعالية اليوم في هبّة القدس، وتواجه الاحتلال الاسرائيلي بشكل مباشر.
وتوضح عضو طاقم شؤون المرأة ايمان نزال، أن "عمل النساء والحركة النسوية لم يقتصر على تنظيم مسيرات واعتصامات ورفع مذكرات لهيئات دولية وللصليب الاحمر، انما تعداه الى زيارة اهالي الشهداء والاسرى والاهتمام بكل الاسر الفلسطينية المحتاجة الى رعاية".
وإلى جانب الواجب الوطني، عملت المرأة الفلسطينية في كنف الثورة الفلسطينية على تأسيس رياض الاطفال وتصنيع الغذاء والثياب، فكان الهدف الاجتماعي بالتوازي مع الهدف الوطني النضالي. ومع تأسيس السلطة الوطنية أصبح وعي النساء لدورهن يأخذ منحىً مختلفاً، فأضحى للمرأة اختصاص في مجالات الحياة الاجتماعية والنضالية، بحسب زبدة.
وناضلت المرأة الفلسطينية من أجل إقرار، كوتا نسوية في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية التي كانت 20%، فقرر المجلس تبني المقترح بأن تكون الكوتا 30%. اما بالنسبة للمشاركة النسائية في سوق العمل، فتجاوزت 17%. وترى زبدة، أن "هذا الموضوع بحاجة لوجود سياسات وقوانين وتمييز ايجابي لتحسين وضع النساء في سوق العمل وإظهار مساهمتهن الفعلية في دعم الدخل القومي عبر احتساب المداخيل الناتجة أيضاً عن عمل النساء غير الرسمي". وإضافة الى العمل السياسي والعسكري والاقتصادي، تؤدي المرأة دوراً ثقافياً مميزاً، فقد برزت المرأة الفلسطينية من خلال القصيدة والرواية والصحافة. فهي شريك الرجل بكل المجالات، وفقاً لزبدة.

المرأة الفلسطينية في ظل الاحتلال
لم يلتزم الاحتلال بالقرار الدولي رقم 1325 القاضي بتطبيق حماية للمرأة في النزاعات المسلّحة. وتؤكّد عضو طاقم شؤون المرأة مريم اسماعيل، أن المؤسسات النسوية الفلسطينية عملت على توثيق الانتهاكات وتوعية النساء على كيفية تعبيرها عن الانتهاكات الاسرائيلية بطريقة قانونية ورفع الانتهاكات لمحكمة الجنايات الدولية، وكذلك الى الامم المتحدة، مثل تقارير اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو" (CEDAW)، وتقارير حقوق الانسان. وساهمت المرأة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال وانهاء الانقسام الفلسطيني، وشاركت بشكل كبير في لجان المصالحة والضغط على اساس إنهاء الانقسام. وتشير اسماعيل، إلى أن "الانتفاضة الشعبية التي نعيشها اليوم لم تأتِ بلحظة مفاجأة. هي تراكمات عديدة من سنوات يعيشها المجتمع الفلسطيني من ضغط وحصار ومحاولة لقتل روح الانسان الفلسطيني. فكانت في بداياتها مقاطعة البضائع الاسرائيلية وانخرطت فيها النساء بشكل كامل في كل المواقع الفلسطينية المحتلة، وأثّرت بشكل مباشر على الاحتلال من خسائر تكبَّدها نتيجة هذه المقاطعة. كما أثّرت على الواقع السياسي داخل الاحتلال من خلال مناقشات في الكنيست ما بين الاحزاب وبدؤوا يفكرون بطريقة مختلفة، وبدأت قوات الاحتلال بالتصعيد من قمع واعتقالات وملاحقات واقتحامات ليليّة. وعند تصعيد الامور بدأ الناس يواجهون الاحتلال، ولم يكن لديهم خيار آخر سوى المواجهة، وكانت النساء في اول صفوف المواجهات. والاحتلال لا يفرّق بين شاب وفتاة، صغير وكبير".
 وتفسّر اسماعيل أن "مشاركة المرأة في التظاهرات والاعتصامات وزيارة منازل الشهداء وتشييع جثامينهم كانت لافتة. وعندما أرى أُمَّ الشهيد تحمل ابنها وتشيّعه، أو أُمّاً أخرى ترفع لافتات تطالب بإعادة جثمان ولدها، فهذه مشاركة فعلية واعظم مشاركة في عملية النضال وهي رسالة موجّهة للعالم. وهذا يعني أننا كنساء فلسطينيّات لا نخضع رغم كل المشاعر الإنسانية التي تعتلي في داخل ام الشهيد، إلا أننا قادرات أن نوصل رسالة للعالم برفض الاحتلال. وهذا جزء من عملية النضال للاجيال القادمة. فالفلسطينية هي ام الشهيد والاسير وهذه هي التربية الشعبية الوطنية التي تؤكّد الثبات في الارض والمقاومة والصمود حتى بالانتاج البيتي الذي يعتبر ثباتاً ومقاومة للاحتلال".
وتقبع في سجون الاحتلال 45 أسيرة فلسطينية، ويرتفع هذا العداد مع زيادة نسبة الاعتقالات في القدس والضفة الغربية. وتتعرض النسوة الاسيرات الى الضرب والاهانات والتحرش. ويتساوى الرجل الفلسطيني مع المرأة الفلسطينية بانتهاكات الاحتلال، ان كان بالقتل او الاعتقال.
ونتيجة للحواجز الاسرائيلية، تلد النسوة الحوامل عند الحاجز. ويمكن ان تلد الاسيرة في زنازين الاحتلال. وهذا حصل في اكثر من مرة.

 طاقم شؤون المرأة
انخرطت المرأة الفلسطينية في النضال والمعارك الميدانية إلى جانب الرجل. حملت السلاح والقلم، وتقدّمت الصفوف حتى وصلت إلى المراتب التنظيمية العليا. وقبل المناداة بالمساواة بين الرجل والمرأة في العالم، تساوت الأنثى الفلسطينية مع نظيراتها في الحقوق والواجبات، حتى أَنشَأت لها مؤسسات خاصة بالمرأة. ومن هذه المؤسسات طاقم المرأة الفلسطينية، وهو ائتلاف لمجموعة من الأطر النسوية الفلسطينية التابعة للأحزاب الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير. تأسّس الطاقم قبل عشرين عاماً، ويهتم بقضايا المرأة بأشكالها المختلفة، ويعمل على تمكين وبناء قدرات المرأة الفلسطينية في المجال السياسي بحسب ما تقول عضو الطاقم لبنى الأشقر، التي تضيف "الطاقم يعمل على إدماج النساء في مجالات مختلفة للوصول بالمرأة إلى مراكز صنع القرار، ويستهدف أيضاً الشباب بفئاتهم العمرية المختلفة".
هذا وحقّق الطاقم خلال مسيرته الطويلة انجازات متعددة وله قاعدة جماهيرية، وكثير من النساء اللواتي وصلن إلى مراكز سياسية أو مناصب إدارية في السلطة الفلسطينية هن في الأصل من أعضاء طاقم شؤون المرأة.  
وتؤكد الأشقر، أن الطاقم يعمل على صقل مواهب وقدرات المرأة الفلسطينية ويهدف أساساً إلى تحرير الأرض وتحرير الإنسان وبناء الدولة الفلسطينية.
ويقود الطاقم عدداً كبيراً من الائتلافات ويشارك بها، ويستضيف منتدى مناهضة العنف (14 مؤسسة فلسطينية). وينتمي الطاقم الى "ائتلاف 1325" ومُسجَل حضوره ومشاركته في العديد من الائتلافات المحلية والدولية.

برامج الطاقم
يعمل طاقم شؤون المرأة على برامج عدة، ومنها: برنامج مناهضة العنف ضد المرأة، برنامج العمل، برنامج المشاركة السياسية، برنامج بناء القدرات.
ويضم الطاقم دائرة إعلامية متخصّصة، ومن ضمن أهدافها أن تكون إحدى أدوات التمكين وبناء الوعي. لذلك أصدرت الدائرة الإعلامية جريدة "صوت النساء"، وهي منتشرة منذ 17 عاماً. وتعمل الدائرة على برنامج "ضد الصمت" منذ 16 عاماً، وبحسب الأشقر، "هذه الأدوات الإعلامية هي رسائل تحمل هموم المرأة وصوتها في جنين، طولكرم، الخليل، والمحافظات جميعها".
ويحاول الطاقم نشرَ الوعي حول قضايا النساء، وفي السنوات الاخيرة اعتمد منهجية جديدة لدمج الرجال مع النساء كي يكتمل نصفا المجتمع، بحسب الاشقر. وأصبح الرجال يتفهّمون أكثر حقوق المرأة  عبر البرامج التي تُدمَج فيها النساء مع الرجال والفئات الشبابية من المدارس والجامعات الفلسطينية. ويعمل الطاقم مع التجمعات النسوية، والمؤسسات القاعدية، والمجالس المحلية، مستهدفاً جيل الشباب لأن البناء في الجيل الجديد يعطي نتائج أفضل في الاعوام المقبلة، وهذه من ضمن الرسائل التي يحملها الطاقم، وفقاً لما تقول الاشقر.
ويساهم الطاقم باتاحة الفرصة للمرأة للتحدث عن حقوقها وواقعها، وارشاد وسائل الاعلام للتركيز على قضايا النساء الفلسطينيات؛ فقضية المرأة لم تكن تظهر للرأي العام عبر وسائل الاعلام قبل 15 عاماً، وكان وجودها غير بارز، بحسب الاشقر. ولكن الامور تغيّرت حالياً، وبدأت وسائل الاعلام تتعاطى مع المرأة وقضاياها باهتمام واضح، والطاقم أدى دوراً بهذا الانجاز الكبير حيث استطاع أن يصل لمرحلة تكامل وسائل الاعلام المحلية والمجتمع من ناحية حقوق المرأة. وتؤكّد الأشقر، أن الطاقم عمِلَ على "استحداث مشاريع لقوانين قانون العقوبات، وقانون الاحوال الشخصية، وقانون حماية الاسرة من العنف، بالرغم من أنه حتى هذه اللحظة لم يستطع تطبيق كل القوانين بسبب الانقسام السياسي وانشقاق حركة حماس عن الشرعية الفلسطينية ما انعكس على غياب المجلس التشريعي لاقرار القوانين". وتضيف الأشقر، أنه "على مكتب الرئيس محمود عباس، قانون العقوبات منذ ثمانية أعوام، لكنه غير قادر على توقيع القانون الخاص بتنظيم حياة النساء والمجتمع بسبب عدم اقراره من المجلس التشريعي".

زيارة لبنان
زار وفد من طاقم شؤون المرأة لبنان في اطار المشاركة مع منظمة التضامن النسائي للتعلم، وهي منظمة شريكة مع 20 دولة عربية وافريقية. وحضر الوفد، بحسب عضو الطاقم ازدهار مصلح، بعد ثلاثة أيام تدريبية شارك خلالها مع مجموعة الابحاث للتنمية. والتدريب كان حول مواضيع وقضايا ومفاهيم تعمل عليها منظمة التضامن بالشراكة مع ناشطات وقياديات في المؤسسات الاجتماعية الموجودة في فلسطين. وتضيف مصلح، "نحن كطاقم كانت مشاركتنا عبر أعضاء ومدرِّبات لنقل التجربة والخبرة في هذه القضايا والمفاهيم والمواضيع. طبعاً، نحن ناقشنا خلال هذه الفترة عدة مفاهيم وقضايا مهمة منها، المواطَنة، وحقوق الانسان، والقرار 1325، والمساواة والتكافؤ".
ومن خلال زيارة الوفد الى لبنان، استطاع الطاقم نقل معاناة المرأة الفلسطينية في ظل الاحتلال الى المؤسسات اللبنانية والعربية والدولية. وشرح الوفد كل الظروف المعيشية والاجتماعية لواقع المرأة الفلسطينية، بحسب مصلح.

واقع المرأة الفلسطينة في لبنان
ولأن النضال الفلسطيني نضال تكاملي، فلا يمكن الفصل بين نضال المرأة الفلسطينية في الوطن أو في ساحات الشتات وعلى رأسها لبنان، وإن كان يشوب التجربة بعض الاختلاف بحكم أن شعبنا في فلسطين يقبع تحت الاحتلال العنصري فيما يعاني اللاجئون الفلسطينيون في لبنان من تبعات اللجوء القاسية في المخيمات الفلسطينية، وفي جانب التجمعات التي لا تشملها خدمات الاونروا.
وفي هذا السياق توضح عضو الأمانة العامة لاتحاد المرأة الفلسطينية، رئيسة فرع الاتحاد في لبنان، آمـنة جبـريـل، أن "المرأة جزء اساسي من مقوّمات الشعب الفلسطيني في لبنان، وشاركت تاريخيّاً في النضال في المراحل كافةً منذ بداية انطلاقة الثورة وحتى اليوم، وكانت لها محطات مشرفة حيث قاتلت واستشهدت وجرحت وأُصيبت بالإعاقة، وما زالت حتى الان تحمل الهدف الاساسي؛ وهو تحرير الارض، واقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين".
وفي ظل رداءة الوضع الذي تعيشه المخيمات في لبنان على الصعد كافةً من اقتصادية واجتماعية وإنسانية، وتقصير الأونروا في تقديم الخدمات اللازمة والكافية للاجئين، بالتوازي مع الواقع المعيشي الصعب الذي يعيشه لبنان، ونزوح المهجّرين من سوريا، تتعدّد وتتفاقم صور مأساة الشعب الفلسطيني بكافة فئاته وشرائحه الاجتماعية، وبينها المرأة. وحول هذا الواقع وأبرز أوجه معاناة المرأة تقول جبريل: "المرأة جزء من نسيج المجتمع الفلسطيني، وما يقع عليه يقع عليها، لذا فمعاناتها هي نفس معاناة الشعب الفلسطيني بشكل عام، وعندما نتحدث عن المرأة نتحدث عن الشريحة الكبرى وعن الاطفال والشباب وكبار السن. ولعلّ أبرز أوجه المعاناة الحاجة للسكن اللائق، إذ ان معظم منازل اللاجئين غير صحية وغير آمنة بل وبعضها لا يصلح للسكن، بالإضافة إلى الفقر والبطالة التي يعانيها المجتمع الفلسطيني ككل والمرأة على الخصوص، إذ تبلغ نسبة الفقر في لبنان نحو 50% وقد تتعدّى ذلك، لأن المعاير الدولية المعمول بها في منظمات العمل الدولية تعتبر أن الذي يعمل يوماً او يومين في الاسبوع ليس عاطلاً من العمل، ولكن معظم العمال الفلسطينيين هم عمال موسميون، وقد فاقم الحرمان من الحقوق المدنية والاجتماعية لشعبنا في لبنان من نسبة الفقر والبطالة، الأمر الذي دفع بالعديدين لركوب البحر عبر مراكب الموت، بعد أن طالت عودتهم، هرباً من واقعهم الصعب وبحثاً عن حياة يستكملونها تحمل شيئاً من الكرامة الانسانية والامل".