اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هو مناسبة تبنتها وتنظمها الأمم المتحدة للتذكير بالقرار "181" الخاص بفلسطين، ويُحَتفَل به في 29 تشرين الثاني من كل عام. ففي ذلك اليوم من العام 1947 اتُخِذ هذا القرار الذي أصبح يعرف بإسم "قرار التقسيم".

بهذه المناسبة وتحت شعار"الإنتفاضة عنوان الوحدة الوطنية والروح الثورية"، نظّمت لجنة مسيرة العودة الى فلسطين، ولجان العمل في المخيمات وتكتل الجمعيات والهيئات الأهلية في لبنان، مسيرة كشفية رياضية، عصر الأحد 29\11\2015 انطلقت من ساحة البربير باتجاه مقر الأمم المتحدة (الإسكوا) في الوسط التجاري لمدينة بيروت. واختتمت المسيرة بإلقاء كلمات لكل من سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، المقاومة اللبنانية، ولقاء الأحزاب اللبنانية. بالإضافة الى وصلات غنائية وطنية وتراثية قدمتها فرقة "حنين" للأغنية الشعبية والتراثية.

وتقدّم المسيرة الى جانب السفير أشرف دبور ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وممثلو فصائل الثورة والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية، وقادة ومسؤولو تكتل الجمعيات والهيئات الأهلية اللبنانية، وقيادة حركة فتح في بيروت، وممثلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني، وعدد من المشايخ ورجال الدين، وجمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية، وجمعية كشافة الغد في لبنان، وكشافة المهدي، وكشافة الجهاد الإسلامي، وحشد فتحاوي وشعبي كبير من مخيمات بيروت، والدفاع المدني التابع لهيئة الإسعاف الشعبي.

ومن أبرز الشخصيات المشاركة: أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين"المرابطون" العميد مصطفى حمدان، ومسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله حسن حب الله، وأمين سر حركة "فتح" في بيروت سمير أبو عفش وأعضاء قيادة المنطقة، وممثل القيادة العامة في لبنان أبو عماد رامز، ومنسق عام الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة العربية معن بشّور، وممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فؤاد ضاهر، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية علي فيصل.

وفي حديقة "الإسكوا" أحرق المشاركون علم إسرائيل، وداسوا بالأقدام على مجسّم لعبة على هيئة نتنياهو. ثم عزفت فرقة "حنين" النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، بعدها ألقى سعادة سفير دولة فلسطين أشرف دبّور كلمة فلسطين، جاء فيها:

"اليوم هو يوم فلسطين والتضامن معها، هذا اليوم أقرته الامم المتحدة في الجمعية العامة ويصادف اليوم المشؤوم والمعروف بتقسيم 1947 الى دولتين عربية ويهودية وعلى الرغم من رفضنا الدولة اليهودية وبعد 68 عاماً نقول اين هي الدولة العربية؟ وما يقال عن تضامن مع الشعب الفلسطيني ما هو الا (ضحك على اللحى)".

وتابع: "التضامن الفعلي يكون بالعمل على انهاء الاحتلال الغاصب لأرضنا، وهذا يكون لزاماً على المجتمع الدولي ممثّلاً بالأمم المتحدة التحرك العاجل لوضع حد للانتهاكات الاسرائيلية اللاإنسانية والاعتداءات المستمرة، وهذا يأتي بقرار من الامم المتحدة بتوفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير مصيره واستصدار قرار من الامم المتحده ليس بالشيء الصعب اذا وجدت الارادة لذلك وهذا لإنقاذ شعبنا من الجرائم الاسرائيلية التي ترتكب بحقه".

وأضاف: "الاطفال يقتلون ويعدمون بدم بارد وبقرارات حكومية وتحتجز جثامينهم لسرقة أعضائهم وكذلك اعتقالهم في اماكن احتجاز ليبلغوا السن الذي يسمح لهذا الكيان الاحتلالي بزجهم في زنازينه اضافة الى تشكيل العصابات من قطعان المستوطنين على غرار ما كان سائداً قبل احتلال فلسطين وكل هذا بحماية من جيش الإحتلال الصهيوني والقيام بالاعتداء على البلدات والقرى والمدن الفلسطينية بهدف بث الرعب في قلوب ابناء شعبنا لإجبارهم على ترك وطنهم. اضافة الى ما تمارسة سلطات الاحتلال ضد الاماكن المقدسة المسيحية والاسلامية في القدس العاصمة الفلسطينية شاء من شاء وابى من ابى حتى اصبحت اليوم أمراً واقعاً بمنع العربي الفلسطيني من دخول الحرم القدسي الشريف من الساعة السابعة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً بينما يسمح وبحماية جنود الاحتلال للمستوطنين بالزيارة واقامة شعائر دينية وهذا بهدف التقسيم الزماني والمكاني".

ولفت سعادته إلى "ان شعبنا اليوم يتصدى بالصدور العارية لأبشع هجمة منذ العام 48 في ظل واقع عربي مرير ومتشرذم ومؤسف حيث نلحظ نمو العداء المذهبي بين أبناء الدين الواحد وواقع للحال الفلسطيني المنقسم على نفسه في ظل شعارات هدفها الوحيد الايحاء بالمسؤولية الوطنية الفلسطينية تجاه تضحيات شعبنا وهي كلام في كلام.. بالله عليكم اين سيجد الاسرائيلي فرصة اثمن من هذه فهو الآن اصبح يملي الشروط، شعبنا يقوم بانتفاضة لرفض الظلم الصهيوني وهو يقوم بالقتل والاعدامات والاجراءات التعسفية ويعمل على فرض واقع جديد ويطالب باعتراف وشرعنة المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية والاعتراف يضم الجولان المحتل حيث انتهى من اقامة حزام امني في تلك المنطقة وبمساعدة اعوانه، وكل ذلك مقابل انه يقبل بتهدئة الاوضاع والعودة الى ما قبل الصرخة، الثورة، الانتفاضة، الهبة الشعبية الفلسطينية والتي قام بها اطفال فلسطين الذين يأسوا من كل شيء وتعبيراً عن رفض الاحتلال فعندما تخرج طفلة عمرها 13 عام لتطعن جندياً مدجّجاً بسلاحه ودروعه ما علينا امام هذا المشهد كعرب ومسلمين إلا نعيد حساباتنا بأن فلسطين لها علينا الحق والواجب".

وختم قائلاً: "ان ما يقوم به ابناؤنا اليوم في فلسطين هو منعطف في ثورة لن تستكين حتى استعادة الحق الفلسطيني في وطنه اذا اردنا الوقوف الى جانب هؤلاء الاطفال والشباب علينا اعادة الخبر الفلسطيني الى الواجهة وليكن زماننا الحالي هو زمن فلسطين واليها تتوجّه كل الافئدة، البوصلة فلسطين، نعم هي فلسطين".

كلمة المقاومة اللبنانية ألقاها مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله حسن حب الله حيث قال: "التضامن مع فلسطين ليس له يوم، فما دامت فلسطين محتلة فعلى كل الامة ان تكون في كل ساعة وفي كل يوم متضامنة معها حتى تحقيق التحرير التحرير الكامل لارض فلسطين التي احتلها الصهاينة".

وتابع: "نحن نتضامن مع فلسطين قولاً ونتضامن معها فعلاً واتوجه الى شباب فلسطين وشعب فلسطين والى كل الامة العربية والاسلامية لأقول  لهم "يا اهلنا يا شعبنا يا امتنا المجتمع الدولي ومؤسساته المتجسّدة في مجلس الامن او هيئة الامم المتحدة او اي من مؤسساتها لن تفعل بقضيتنا شيئاً سوى اصدار القرارت التي لم يطبق منها حرف واحد من اي قرار منذ عام 1948 حتى يومنا كل القرارات الدولية الشرعية وبخاصة ما يخص فلسطين لم يطبق منها شيء وكل الوعود التي تحدث عنها قادة المجتمع الدولي لم يوفوا بها على الاطلاق كلها كانت ضحك على اللحى".

واستطرد حب الله قائلاً: "الاعتماد على الله سبحانه وتعالى أولاً وآخراً ثم عليكم يا شباب فلسطين.. كما شباب لبنان صعنوا النصر ولم يكن معهم احد، انتم بإذن الله ستصنعون النصر، ولكن معكم كل المقاومة اللبنانية من لبنان الى سوريا الى ايران سنقف معكم حتى التحرير الكامل لأرض فلسطين، هذه المقاومة التي حققت اولى نتائج النصر في لبنان كانت في مطلع حركتها لم يكن معها أحد حتى جزء من شعبها اما خوفاً او رغباً ولكنها صبرت واتكلت على الله تعالى وحققت النصر. الأمل معقود عليكم أنتم يا شباب فلسطين في التحرير، والامل معقود عليكم انكم بهذه الثورة ان شاء الله ستطفئون نار الفتنة التي اشعلها الصهيوني والاميركي في منطقتنا العربية والاسلامية نريد ان ندعو الشعب الفلسطيني وقياداته الى الوحدة ولو تحت عنوان واحد تحرير فلسطين. اليوم هنالك ثورة ونقول لاهلنا ولقادة الشعب الفلسطيني فلتكن وحدتكم اليوم حول هدف واحد الذي هو الانتفاضة التي يجب ان تؤدي الى التحرير.. الثورة المقاومة التي يجب ان تؤدي الى التحرير لا تيأسوا، الاسرائيلي اليوم اضعف من اي وقت مضى.. الاسرائيلي اليوم مربك حتى في مواجهة السكين، هو ضعيف لم تنفعه لا قنابله النووية ولا طائراته ولا دباباته في مواجهة هذا الشعب الذي يمتلك ارادة وعزيمة وايمان وان شاء الله سيحقق النصر قريباً".

وختم حب الله قائلاً" كما اننا في لبنان بعض القيادات راهنت على تطبيق القرار 425 ولم يطبق، المقاومة حررت لبنان. نحن لن نعوّل على قرارت الامم المتحدة، نعوّل بعد الاتكال على الله على سواعد رجال المقاومة  وشباب المقاومة في فلسطين الذين سيحققون النصر قريباً".

ثم كانت كلمة لقاء الاحزاب اللبنانية ألقاها امين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدان، مما جاء فيها: "خير ما نبدأ به يوم فلسطين ما قاله السيد حسن نصرالله للشيخ القطناني والد "اشرقت" التي اشرقت في كل قلوبنا قال له انا اتخلى عن صلاتي وعن صيامي ولن اتخلى عن فلسطين، وهذا يؤكد المؤكد لنا جميعاً بان بوابة الجنة هي فقط من القدس واي بوابة اخرى على امتداد العالم هي بوابة جهنم وبئس المصير نحن هنا لا نؤاذركم ولا نؤاذر اهلنا في فلسطين نحن هنا نفعل خير العمل وهو السعي الدائم للسير الى تحرير فلسطين من بحرها الى نهرها والقدس الشريف.

نحن يا اهلنا الفلسطينيون في داخل فلسطين ومخيمات الشتات نؤكد لكم ونحن على يقين بأننا هؤلاء الرجال، رجال الله المقاومين الذين يقاتلون اليوم الواحدات الاسرائيلية المستترة، هؤلاء الوحوش الارهابيون على ارض سوريا قادمون معنا للسير من الجليل لنلتقي في القدس وهذا اليوم ليس بعيد يرونها بعيدة ونراها قريبة بإذن الله.

يا اهلنا الفلسطينيين لا يوجد يوم ونحن لسنا بحاجة الى الامم المتحدة كي تعطينا يوماً لفلسطين نحن منذ عام 1948 يوم لفظ هؤلاء الاوروبيون انذالهم الى ارض فلسطين كل يوم هو لفلسطين وكل يوم كان دم اهلنا الفلسطينيين شعب الجبارين يصنع يوم فلسطين يوماً بعد يوم حتى يومنا هذا لذلك كل ما يقولونه عن ايام فلسطين في الامم المتحدة هو باطل.

ما يفعله اهلنا في فلسطين من دهس وطعن وعض واكل لاكباد هؤلاء الاسرائيليين هو الذي سينتج فقط فلسطين الحرة العربية وعدا ذلك فهو ضحك على اللحى كل الايمان بأهلنا الذين يقاتلون على ارض فلسطين".

وختم حمدان بالقول: "اليكم يا اهلنا في مخيمات الشتات نحن الفلسطينييون اللبنانيون نقول لكم كما قال سيد المقاومة انتم تاج الرؤوس واشرف الناس لا يغرنكم احد بأن بوابة فلسطين هي عبر الانتحار، بوابة فلسطين هي الحياة على ارض فلسطين وفي القدس هذه بوابة الحياة انتم ايها الشباب الفلسطيني نقول لكم تدربوا وتدربوا لا قيمة لنا ولكم الا بالسعي والسير عبر الجليل لنلاقي "اشرقت" وكل الشهداء على ارض القدس".