أحيت "لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا – الاسكوا" اليوم "الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني" باحتفال في بيت الأمم المتحدة برياض الصلح، يوم الجمعة 27\11\2015، بحضور سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، ووزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي، وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في لبنان سيغريد كاغ، ورئيس "لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني"، حسن منيمنة، وسفراء دول أجنبية ودبلوماسيون عرب، وممثلو منظمات أهلية فلسطينية ولبنانية.

وأكدت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة الأمينة التنفيذية للأسكوا الدكتورة، ريما خلف، أنه "بين اجتماعنا هنا السنة الماضية واجتماعنا اليوم، استمرت اسرائيل في انتهاكاتها للقانون الدولي، واستمرت في قتل المدنيين الفلسطينيين وحبس الأطفال وتعذيبهم، وصعدت في تدمير البيوت والحقول والممتلكات".

وأضافت "حل قضية فلسطين يكمن في فرض تطبيق القانون الدولي وعدم استثناء النظام الإسرائيلي من المحاسبة في إطاره. ولا عجب أن كل الوثائق التي توافقت عليها دول العالم أجمع، وآخرها أهداف التنمية المستدامة، تضع التزام الجميع بالقانون الدولي شرطا وهدفا للوصول إلى عالم أفضل".

من جانبها، تلت كاغ رسالة مون، وقالت فيها: "يحل موعد الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام في وقت وصل فيه مستوى الأمن والأمل إلى الحضيض. فقد اجتاحت المنطقة موجة عنف شملت شن هجمات مشينة وحوادث طعن وإطلاق نار ودهس بالسيارات، مسببة معاناة شديدة للأسر الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء".

وتابعت: "إن الفلسطينيين يشعرون بسخط عميق إزاء احتلال دام قرابة 50 عاما، أمّا الإسرائيليون، فيخافون خوفا شديداً على أمنهم. وقد يؤدي انسداد الأفق السياسي الكفيل بتحقيق حل الدولتين إلى فقدان السيطرة على الوضع".

بدوره، ألقى منيمنة كلمة لبنان، وقال: "نرى أن هذا اليوم يأتي ليعبر عن معان عديدة، وليذكرنا بأهمية هذه القضية التي تشهد مع الأسف إنحسارا عربيا ودوليا عن إيلائها ما تستحق"، وأضاف: "يأتي يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام، وسط طوفان القمع الذي يتجلى في منح المستوطنين حرية القتل العاري بدم بارد لأطفال وشباب وصبايا فلسطين، بذريعة محاولة طعن جنود الاحتلال بالسكاكين. وفتح أبواب السجون للمزيد من المعتقلين، ومواصلة الحصار على قطاع غزة، والتوسع في ممارسة الزحف الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية. وعليه، يتحول الجلاد إلى القاضي الذي يصدر الأحكام الميدانية وينفذها فورا دون دفاع أو حق استئناف".

وتابع: إن "ما يجري هو نتيجة لاستمرار الاحتلال وعدوانيته المنفلتة من كل قانون وقيد. ولعل ما يستهدف المسجد الأقصي هذه الأيام لتقسيمه مكانيا وزمانيا، بعد أن سبقه إحراق العديد من الكنائس، ما هو الا محاولة متجددة لنسف التراث الروحي للمدينة المقدسة وفلسطين وشعبها".

أضاف  "إننا عندما نتضامن مع فلسطين وشعبها فإننا نتضامن مع أنفسنا، ونقول إننا وأخوتنا من فلسطين تقاسمنا طويلا وما نزال، كل أشكال شظف العيش ومراراته، ولن نتراجع عن توجهنا هذا في مواجهة مخاطر التفلت الإسرائيلي من القوانين والمواثيق الدولية".

وختم: "في هذا اليوم نرفع الصوت عاليا، داعين المجتمعات العربية والدولية الى دعم هذا النضال، ونحن واثقون أن شمس فلسطين ستشرق لا محالة بدولتها وشعبها وعاصمتها القدس، وسينتصر حق الشعب المقهور على القوة الغاشمة مهما طال ليل الاحتلال".

من جهته، قال المالكي: "لقد امتزجت الدماء في الأرض الفلسطينية المحتلة، واتحدت دماء المتضامنين، والعاملين الدوليين مع دماء أبناء شعبنا دون أن تفرق آلة الحرب الإسرائيلية بيننا، فقتلت ودمرت واعتقلت. ومن هنا، فإننا نؤكد على أن شعبنا قد اختار بشجاعة، طريق السلام وأدواته، وبإيمان راسخ بمواصلة المسار السياسي والدبلوماسي والقانوني للوصول إلى سلام عادل وشامل يحقق التطلعات الوطنية المشروعة لشعبنا في العيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة".

من جانبها، قالت مديرة "حملة التضامن مع فلسطين" في المملكة المتحدة، ساره كولبورن: "لا يمكن الاستخفاف بالاحباط الذي يصيب المجتمع المدني ازاء فشل المجتمع الدولي في التصرف لانهاء الانتهاكات الاسرائيلية لقرارات الامم المتحدة والقانون الدولي وحقوق الانسان. عندما تفشل الحكومات في التصرف ازاء الظلم يستعد الشعب للتدخل، حتى ملاجىء الامم المتحدة في غزه الصيف المنصرم لم تسلم من الغارات الاسرائيلية. ان للفلسطينيين الحق في الحياة شأنهم شأن أي شخص آخر".

وختمت: "أنا أحثكم كي لا تستمر إسرائيل بالافلات من العقاب، وعلينا العمل سويا مع المجتمع المدني لانهاء الظلم والاحتلال والعنصرية والاستيطان، ولنعمل سويا من اجل فلسطين حرة".

وتخلّل الحفل افتتاح معرض للاشغال اليدوية الفلسطينية، ورسوم لطفل فلسطيني يجسّد انتماءه لفلسطين.