برعاية وحضور رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري افتُتح في خان الافرنج في صيدا معرض "القدس في عيون صيدا" الذي تنظّمه اللجنة اللبنانية الفلسطينية للحوار والتنمية بالتعاون مع بلدية صيدا في إطار فعاليات شهر التضامن مع الشعب الفلسطيني ودعم انتفاضته في القدس الشريف في مواجهة انتهاكات العدو الاسرائيلي.

ويتضمن المعرض جناحين: الأول جناح تراثي تعرض فيه نحو 13 جمعية فلسطينية اشغالاً يدوية ومطرزات ومجسّمات ومنتجات ومأكولات من التراث الفلسطيني ولا سيما من يافا وعكا والقدس والخليل، والثاني جناح فني يضم صوَراً فوتوغرافية لمدينة القدس وأحيائها والأقصى والممارسات الاسرائيلية بحق المقدسيين وجوانب من الحياة اليومية في القدس التقطها المصور الصحفي المقدسي عطا جبر (الذي منعه الاحتلال الاسرائيلي من مغادرة القدس لحضور فعاليات المعرض) والمصور الصحفي من رام الله فادي عاروري .

وحضر حفل افتتاح المعرض: امين سر قيادة الساحة اللبنانية في حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات، ورئيسة اتحاد المرأة الفلسطينية عضو المجلس الثوري لحركة"فتح" آمنة جبريل، وممثّل حركة حماس في لبنان علي بركة، ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، ومنسّق تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود، ورئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، وممثلون عن عدد من الفصائل الفلسطينية وعن جمعيات اهلية واجتماعية لبنانية وفلسطينية واعضاء في المجلس البلدي للمدينة وفي اللجنة اللبنانية الفلسطينية .

بعد الوقوف دقيقة صمت لأرواح سائر الشهداء في فلسطين ولبنان والنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني كانت كلمة ترحيب من رئيسة لجنة النشاطات في اللجنة اللبنانية -الفلسطينية عرب كلش استعرضت فيها دور اللجنة لجهة مد جسور التواصل بين اهل مدينة صيدا والمخيمات واقامة الانشطة المشتركة الداعمة لاهل فلسطين وقضيتهم معتبرة ان ما تقوم به على مدى هذا الشهر من فعاليات تحت شعار التضامن مع الشعب الفلسطيني هو خير دليل على متانة هذه العلاقة.

وتحدث السعودي فقال: "ان تحضر فلسطين على مدار العام يعني انها ليست فقط في عيوننا بل في قلوبنا ووجداننا وحركتنا اليومية، ومهما حاول أعداؤنا عبر الإعلام والتهويل والترغيب ان يجعلونا نغفل يوماً عن فلسطين لن ينجحوا وستبقى القضية حية فينا وفي الاجيال المتعاقبة حتى يتم التحريرك املا".

وأضاف "نجتمعُ على مدى الايام القادمة في فعاليات "القدس في عيون صيدا" لنذكّر أنفُسنا وأبناءنا وكل من يصله هذا الصوت ولنؤكّد من صيدا عاصمة المقاومة والداعم الأول منذ فجر القضية الفلسطينية لكل من خطا خطوة على درب فلسطين ان فلسطين ليست للفلسطينيين وحدهم بل هي قضيتنا جميعاً مهما رسموا من خطوط وحدود وهمية، فالفلسطيني في لبنان هو في داره ونحن لبنانيين وفلسطينيين سنعود يوماً بإذن الله الى دارنا في فلسطين

والقى ابو العردات كلمة دولة فلسطين فقال: "أولاً أوجّه التحية الى شهداء فلسطين وشهداء لبنان، الشهيد رفيق الحريري والشهيد معروف سعد وشهداء المقاومة وشهداء الثورة الفلسطينية المعاصرة الذين سقطوا وضحوا من اجل لبنان وفلسطين. اليوم "القدس في عيون صيدا "تعني لنا الكثير لأن القدس اليوم هي في عين الاعصار، وهي في مرحلة التهويد الاخيرة كما قال الرئيس ابو مازن في خطابه الاخير امام الامم المتحدة، واليوم عندما نقول القدس في عيون صيدا نعني ان القدس هي بوابة الارض الى السماء، وهي في عيون صيدا عاصمة دولة فلسطين الأبدية شاء من شاء وابى من ابى كما قال الشهيد ابو عمار. وليس منا وليس فينا من يفرّط بحبّة من تراب فلسطين. والقدس في عيون صيدا تعني كذلك الامر أن القدس هي العاصمة الروحية لكل العرب والمسلمين ولكل الأحرار أينما وجدوا، لأنّ الفلسطيني في صيدا لا يشعر بالغربة بل يشعر  بأنه في بلده ووطنه حتى يعود الى أرضه. والقدس في عيون صيدا تعني كذلك الأمر ان القدس هي ركن من اركان الهوية العربية والاسلامية، ومن دون القدس لا يمكن لأحد عربي او اسلامي او قومي ان يدّعي ان اسلامه او عروبته  مكتملة من دون القدس، لذلك نحن اليوم عندما نلتقي بهذه الدعوة الكريمة التي تشكّل احدى فعاليات دعم اهلنا في القدس، انما نلتقي فلسطينيين ولبنانيين من الفصائل والأحزاب والقوى والجمعيات والهيئات والشخصيات الوطنية التي ارى في وجوهها دائماً هذه العزيمة والاصرار من اجل دعم القضية الفلسطيبنية، لأن القدس في عيون صيدا تعني ان القدس هي القضية المركزية للأمتين العربية والاسلامية وستبقى كذلك، لأن هذا التلاحم الاخوي ما بين الشعبَين قد عُمّد بالدم في مواجهة العدو، ولأن البوصلة ستبقى في فلسطين وباتجاه فلسطين، لذلك كانت هذه الفعالية اليوم. واذا أردنا نحن الذين زرنا القدس ان نرى بعيون القدس للبنان ولصيدا فإننا نرى هذه المحبة التي يُكنها اهالي القدس واهالي فلسطين للبنان ولشعب لبنان ولصيدا التي بقيت على العهد وما بدلت تبديلا.

ثم تحدثت راعية المعرض النائب بهية الحريري فقالت: "القدس في عيون صيدا وقلبها ووجدانها .. إنّها أولى القبلتين وثالث الحرمين ومهد السّيد المسيح عليه السلام وعاصمة الدولة الفلسطينية مهما طال الإنتظار .. وإنّنا في كلّ يوم نجدّد العزيمة والأمل مع الشعب الفلسطيني بانتظار عدالة قضيته وإقامة دولته على ترابه بعد أن دفع من أجلها الغالي والرخيص وتحمّل المرارات والعذابات ولم يتنازل عن حقّوقه وفي مقدّمها حقه في أرضه وفي عودة لاجئيه، هذه الحقوق التي تجاهلها العالم سبعة عقود من الزمان. وإنّنا نستبشر خيراً بصحوة الأمم المتحدة بعد طول انتظار برفع علم فلسطين في الأمم المتحدة كدولة بعد التصويت الكبير في الدورة الماضية للجمعية العامة على الإعتراف بفلسطين كدولة مراقب والذي ترافق مع إعتراف العديد من دول العالم بالدولة الفلسطينية .. وإنّ صيدا التي عاشت مع الشعب الفلسطيني مسيرة نضاله وعذاباته يوماً بيوم .. وساعة بساعة .. كانت وستبقى نموذجاً استثنائياً للأخوّة اللبنانية الفلسطينية ..وإنّنا نتطلّع إلى اليوم الذي يحتفل فيه الشّعب الفلسطيني بعودته إلى أرضه وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف".

بعد ذلك قامت الحريري وابو العردات وبركة والحضور بقص شريط افتتاح المعرض، وجالوا في أرجائه واطلعوا على المعروضات، وتوقفوا في جناح معرض الصور الذي يضم نحو 30 صورة عن القدس حيث استمعوا من المصور فادي عاروري الى شرح حولها. هذا ويستمر المعرض حتى التاسع والعشرين من الجاري حيث يرافقه عدد من الأنشطة والفعاليات التضامنية .