أعلم بأنني أكتب مقالا" اليوم من المقالات التي لا تٌرضي مزاج الجماهير ولا تٌعجب القارئ ...وأعلم بأن أبطال (الفيس بوك) ووسائل التواصل الإجتماعي سيسارعوا لممارسة هوايتهم في الشتم والتهديد والتكفير .

أعلم ذلك ولكن الكلمة مسؤولية .

أعلم ذلك ولكن الدماء مسؤولية ...دماء أبناء شعبنا لا يجب أن تكون مغامرة أو مقامرة وبالطبع لا يمكن أن نقبل بأن تكون مُتاجره .

أعلم كل ذلك وأكثر وأؤكد بأنني أقول كلمتي هنا من باب إيماني وفقط بضرورة أن نمارس العصف الذهني والتفكير الجامعي  فنتفق ونختلف مع ضرورة أن نتفق ونختلف من على قاعدة الإنتماء لفلسطين والحرص على شعبها .

فلسطين ..فلسطين وطننا وهويتنا وقضيتنا...

ومن باب التأكيد على فلسطينيتنا فمن الواجب أن نبدأ  بالقول بأن (العلم ليس خرقه) !!!! وما قاله الزهار هو تعبير عن طريقة تفكير الإخوانجيه فمن قبله قال مرشد الإخوان (طز في مصر) هم لا يؤمنوا بالوطنية وبالنسبة لهم قضيتهم مختلفه ومرتبطة فقط بالجماعه ومن هنا نقول ونكرر بأننا ندعو حماس للخروج من الإنغلاق الفكري والتبعية التنظيمية لجماعة الإخوان ليكونوا معنا في معركة الإستقلال والحرية  فنحن نمثل شعب  مٌحتل ويعاني من الإحتلال ويجب أن نتوحد جميعا" بكل طاقتنا وقوانا لنتجاوز الصعوبات ولنواجه تحديات الاحتلال و لنتمكن من الوقوف أمام عربدات عصابات المستوطنين.

الأن وشعبنا يواجه سياسيا" تحديات ترسيخ الدولة الفلسطينية دوليا" نستطيع القول بأن قيادتنا برئاسة الأخ الرئيس محمود عباس حققت ما يفوق القدرة إذا كانت القدره مرتبطة بموازيين القوى .

فلقد باتت فلسطين على الخارطة ..ولقد شاهدنا معا" بفخر الأخ الرئيس أبو مازن وهو يرفع علمنا شامخا" في ساحة الأمم المتحده أسوة بكل شعوب العالم ودوله.

لقد نجح الأخ القائد أبو مازن في تعزيز الوجود الفلسطيني وفرض الهوية الفلسطينية على الجميع وبل بأنه بدأ في تحويل فلسطين الى دولة بحق وإن كانت  دولة واقعه تحت الإحتلال.

هذا الإحتلال زائل عن أرضنا المحتلة عام 1967 وزائل ع القدس الشرقية وسنتحرر منه حتما" وستقوم الدولة الفلسطينة وعاصمتها القدس الشريف وسيحل السلام بإذن الله على ربوع فلسطين وقدسها وكل الدول التي حولنــــــــــــــا.

إن نجاح القيادة الفلسطينية سياسيا" دوليا" رافقه تعزيز إسرائيلي لكل مظاهر الإحتلال وبلغ  العداء الإسرائيلي مداه في القدس التي يجري العمل على تهويدها وهو ما لم ينجح به الإحتلال وهو لن يتم أبدا" بجهد أبناء القدس وبالتعاون مع المملكة الأردنية الهاشمية وأمتنا العربية والعالم الإسلامي والمسيحي كذلك ولن يكون مع إسرائيل في هذا الإعتداء سوى بعض من تربطهم مصالح إستعمارية مع هذه القوه المحتلة الغاشمة .

لقد بلغ التناقض مداه بين الإحتلال وممارساته التعسفية والعنصرية ضد شعبنا وبين قياداتنا السياسية والإستراتيجيه التي تستخدمها بعدم الإنجرار للعنف والمقاومة حيث أنه مربع الإنتصار الإسرائيلي ومع ذلك بقي شعبنا مٌحتقنا" يعيش التناقض بين الإنجاز السياسي الفلسطيني والأمل بالحرية وبين ممارسات الإحتلال على الأرض التي تسعى لإزالة الوجود الفلسطيني .

تناقضات كبيرة يعيشها المواطن الفلسطيني .

سلام ومفاوضات هنا ...و إستيطان وقمع وقتل هناك .

العالم ينظر الينا ويقول لنا نحن معكم ولكن الإستيطان يزداد على الأرض وإجراءات تهويد القدس بدأت ويواجهه شعبنا وحيدا" .

سلام ومفاوضات ومقاومة على شكل مقاومة سلمية شعبيه هنا ....وقمع وقتل هناك وإن كان مع تسهيلات إقتصادية  لن تٌغري شعبنا .

في نفس الوقت ...

عالمنا العربي غائب وقد يكون في غيبوبه مؤقته وكما نرجو ...وعالمنا الإسلامي يناقش كيفية إدارة موسم الحج بسبب حادث عرضي في حج هذا العام بينما الأقصى أولى القبلتين محتلة ويتم تهوديها وتدميرهــــــــــــــــا.

تناقضات مٌربكة !!!!

مع ذلك رفعنا العلم أسوة بكل دول العالم وأوضح الرئيس أبو مازن الموقف الفلسطيني بوضوح تام فنحن أصحاب حق ونريد من العالم إطفاء نار هذا الصراع الدامي والخطير على المنطقة فلا سلام بدون دولة فلسطينية ولا إستقرار بدون دولة فلسطينية .

ولاحقا" للكلمة بدأت مظاهر إنتفاضه تسيطر على الشارع الفلسطيني وبلغت ذروتها بعمليات ضد المستوطنين بدون المساس بالأطفال للتعبير عن إنسانية المقاوميين أمام همجية المحتل .

تصريحات هنا..بيانات هناك ...تأييد ..دعوات والمؤكد بأننا لاحظنا غياب (أبطال التواصل الإجتماعي ) ورجال الــ(الظاهره الصوتيه) وبالتالي غياب واضح للمزاوديين الذي ظهروا فقط لاحقا" للتعليق على تصريح هنا أو موقف هناك .

فهم معلقين وليسوا فاعلين !!!! ويجب أن لا تٌربكنا تعليقاتهم !!!!نحن أصحاب السيادة في الموقف السياسي وصانعي الدولة والفرحة وحافظي العلم  ونحن كذلك أصحاب الفعل المقاوم على الأرض عندما تقتضي الحاجه.

نحن كذلك وهم للأسف كذلك.

بالمقابل على الجانب الوطني يدفع خيرة أبناء شعبنا ثمن الموقف الوطني والسياسي  وهذا الثمن حق نفتخر به وندفعه لشعبنا بلا تردد  ولكن يجب علينا أن نفهم بأن في السياسه هناك (فُسحة) للتحريض وأخرى للتهدئه !!!!

هناك (فٌسحة) للتهدئة كما أن أخرى للتصعيد .

من هنا يجب أن نقبل (بالمناوره) بدون مبالغه في المواقف .

كان البعض يأخذ على القيادة بأنها تنتهج إستراتيجية واحدة مرتبطة بالسلام والان لا يجب علينا أن نجد أنفسنا أمام استراتيجية واحده مرتبطة بمفهوم المقاومة والعمل المسلح ضد الإحتلال لأن من سيدفع الثمن هو شعبنا ومؤسسات شعبنا وقرى ومدن ومخيمات شعبنا ولن نجد لنا  مساند سوى بالكلمات  فها هي غزة التي قدمتها حماس هديه لمعارك أقليمية  ها هي بلا إعمار وشعبنا هناك يعاني الأمرين .

السياسه تقتضي التفكير والعمل بعقل .

وقضيتنا لا تحتاج الى مغامرين وإنما الى قـــادة .

نعم هناك في السياسه (فٌسحه) و(مساحه) للمناورة وللعمل .

قد لا يٌعجب البعض هذا الكلام فهم يريدون منا أن نرفع الصوت ونقول (غلابه يا فتح) ويريدون منا القول بأننا أمام خيارات (النصر أو الشهاده ) ولكن بمسؤولية أقول علينا أن نفكر كثيرا" قبل الإنجرار الى مربع قوة الإحتلال ولا يجب ان نعتمد أبدا" على( أبطال التواصل الإجتماعي ) وبالمقابل على إسرائيل أن تفهم بأن هذا الشعب شعب حي وبأن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) هي صاحبة المبادرة والقرار وهي صاحبة المشروع ومعها الفصائل المخلصه التي نتوجه لها بالتحية وعلى رأسهم فصائل جبهة التحرير الفلسطينية وحزب الشعب والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وجبهة النضال الشعبي والجهاد الإسلامي وباقي الفصائل والأحرار في فلسطين.