بيان صادر عن قيادة حركة "فتح" – اقيلم لبنان

" إنَّ الأداء الفلسطيني في مقاومته للاحتلال ينسجم تماماً مع التوجهات التي أعلنها الرئيس أبو مازن"

يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات

يا أهلنا وابطالنا الأوفياء في الضفة الغربية، والقدس، وفي القطاع العزيز، وفي أراضي الثمانية والاربعين.

نُحَيي شبابنا واخواننا المرابطين في الأقصى، والذين أخدوا على عاتقهم إسقاط المخطط الاسرائيلي الهادف إلى تهويد القدس، واتمام عملية التقسيم المكاني والزماني في المسجد الأقصى.كما نحيي شعبنا بكل قواه وشرائحه الذين أثبتوا قدرتهم على مواجهة جنود الاحتلال ومستوطنيه في كافة المحافظات الشمالية، والذين دخلوا في اشتباكات شجاعة مع المستوطنين الذين حاولوا الاعتداء على الأهالي في القرى لكن اللجان الشعبية لحراسة القرى دخلت لنشر الطمأنينة بين أهلنا المدنيين.

إنَّ هذا التصعيد الارهابي والعنصري الاسرائيلي ضد أبناء شعبنا إنما يأتي في إطار ارباك الساحة الفلسطينية، والحد من قدرة هذه المقاومة الشعبية الواسعة التي تنتشر كالنار في الهشيم في مختلف القرى والمخيمات والساحات، والحؤول دون تطور الوضع الحالي إلى تشكيل الارهاصات الأولى لبدء انتفاضة عارمة على مستوى الوطن.

إلاَّ أنَّ المجموعات الشبابية المقاوِمة لجنود الاحتلال ومستوطنيه تعمل في إطار التوجيهات القيادية للتنظيم، والامساك بزمام الامور، والعمل في إطار الانسجام الكامل مع المواقف السياسية التي أعلن عنها سيادة رئيس دولة فلسطين محمود عباس أبو مازن، والتي أكد فيها عدم الالتزام باتفاقات اوسلو لأن إسرائيل لم تلتزم بها، وان على إسرائيل أن تتحمّل مسؤولياتها كاملة. والرئيس ذكَّر العالم بعد شرح مفصّل للجرائم الاسرائيلية بأننا كشعب فلسطيني نطالب بإيجاد مظلة دولية تشرف على إنهاء الاحتلال وفق الشرعية الدولية.

 إنَّ الأداء الفلسطيني في مقاومته للاحتلال ينسجم تماماً مع التوجهات التي اعلنها الرئيس أبو مازن، وهناك حرص على خوض معركة إزالة الاحتلال من الاراضي المحتلة من خلال فتح الجبهات السياسية والدبلوماسية والقانونية، والمقاومة بكل اشكالها الممكنة التي تخدم اهدافنا الوطنية.

إنَّ السلوك الإجرامي الاسرائيلي الذي شاهدناه بعد خطاب الرئيس أبو مازن الذي فضح الكيان الاسرائيلي وسياساته العنصرية وارهابه الذي طال المدنيين من الاطفال والنساء إنما يدل على حالة التوتر والارباك ومسابقة الزمن لأنَّ ما هو قادم فلسطينياً هو الرد الطبيعي والنوعي على مخططات الاستيطان والتهويد والطرد والتهجير، والتعذيب والاعتقال. ودماء الشهداء الذين سقطوا خلال الاشتبكات الاخيرة والجرحى وعذابات المعتقلين لن تذهب هدراً، وخاصة الشهداء مهند الحلبي، وحذيفة سليمان، وفادي علون، والشهيد الحي كرم المصري،

 إنَّ ما شهدته الأيام الاخيرة من مواجهات يدلُّ على عظمة شعب الجبارين، شعب ياسر عرفات، ويؤكد أن حركة فتح أخذت دورها المعهود في قيادة مثل هذه التحويلات المفصلية، وانها تضع الخطط والبرامج حتى تبقى البوصلة دائماً متوجّهة نحو تحقيق المصالح الوطنية العليا،  وليس المصالح الحزبية.

وعلينا أن نضع كافة الاحتمالات والتطورات أمامنا. ونحن على ثقة أن كافة حملات التشهير والتحريض والتخوين التي تبثها بعض الاطراف ضد الرئيس ابو مازن، وضد القيادة الفلسطينية ومواقفها المشرفة التي لا تصب في النقد الايجابي داخل الاطر، وانما هي تخدم العدو الذي يسعى باستمرار الى قسمة الصف الواحد، وهذه الحملات المشبوهة لا تنطلي على شعبنا الذي علّمته التجارب بأن يميز بين الغث والسمين.

إننا ومن موقع المسؤولية الوطنية نؤكد ضرورة إنهاء الانقسام الذي يستخدمه العدو الاسرائيلي سلاحا ً فعّالا في قسمة الصف الوطني، واثارة الفتنة، وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية. إننا اليوم كشعب فلسطيني يخوض نضالاً شرساً ضد الاحتلال بأمس الحاجة إلى المصالحة وتجسيد الوحدة الوطنية، والمشاركة، وتطبيق الملفات التي تم التوقيع عليها العام 2011 في القاهرة. وهذا هو المدخل الوحيد لمقاومة الاحتلال من خلال غرفة عمليات مركزية تُنظّم عملنا الفلسطيني سياسياً وعسكريا ً واجتماعياً. وما يحدث على أرض الواقع من تصعيد عسكري وامني يفرض الاسراع في التخلي عن المشاريع الخاصة، والحسابات الفصائلية الفردية، والانغماس في الاطار الوطني العام، وان نفكر معا ً في البيت الفلسطيني الجامع وهو اطار "م.ت.ف".

يا جماهير شعبنا في كافة المناطق والمخيمات، انتم مدعوون من خلال الشراكة الوطنية، والأُخوَّة الفلسطينية للمشاركة الفعّالة في مسيرات حاشدة واعتصامات شعبية لنُصرة شعبنا الفلسطيني الذي يخوض المعركة المشرّفة والبطولية من اجل افشال مخططاته الضاغطة على شعبنا.

إننا في لبنان وبكل ثقة جاهزون لتحمل مسؤولياتنا تجاه أهلنا في أرض الوطن، وسنكون السند لكم.

كما نقول لسيادة الرئيس ان ثقتنا بكم لا تتزعزع، وان مواقفكم السياسية التي عبّرتم عنها كانت زلزالاً سياسيّاً أرعب الاحتلال الاسرائيلي. والذي أرعبه اكثر أنكم وضعتم النقاط على الحروف، ولم نخشَ في الله لومة لائم. سر يا سيادة الرئيس وشعبك معك مهما كانت التضحيات والصعوبات.

كل التحية الى الصامدين على أرض الوطن بوجه الاحتلال

كل التحية الى الشهداء الابطال الذين عبَّدوا الطريق أمام شعبهم

كل التحية إلى الأسرى الابطال الصامدين في الزنازين والمعتقلات

كل التحية إلى قيادات وأبناء حركة فتح الذين يحملون الامانة بشرف ووفاء

وانها لثورة حتى النصر     

         قيادة حركة "فتح" إقيلم لبنان

5\10\2015