خاص/ مجلة القدس العدد 319 تحقيق: غادة اسعد

جاءَ العيدُ، عيدُ الأضحى، ثم غابَ عنّا، وكأنما لم يَكُن، إذ لم يَعد للفرح والاحتفالات مكانٌ في القدس، فمنذ العام 1967، والقُدس تئنُّ تحت وطأة الاحتلال، ولا تجِد مُنقِذاً أو منفَذاً للحياة الحُرة الكريمة.

إجراءات اسرائيل تعكّر صفو العيد
يشتدُّ هذا العام الغضب ويستعر، ويُعكّر الاحتلال صفو الحياةِ وأجواء العيدِ والفرح في المدينة الـمُتعبة، وسط إجراءات أمنية مشدّدة تفرضها شرطة إسرائيل على مداخل القدس. مئات الجنود ينتشرون ليلاً ونهارًا ويكثفون وجودهم في المناسبات الدينية، وخلال تواجد المستوطنين قرب الحرم القدسي الشريف، لكنّ الاحتلال كعادته، لا يترك المقدسيين بحالهم، خاصةً عندما تكون الأعياد اليهودية متزامنة مع وجود المقدسيين قرب جنبات الأقصى، فينصُبُ المتاريس للتضييق عليهم. ورغم الحُب الكبير الذي يُكِنُّه المقدسيون لمدينتهم المقدَّسة، إلا أنهم يشعرون أنّهم مغبونون، وأن العيد في القدس ليسَ بِعيدٍ، فكيف يكون العيد ولا هدأة بال أبدًا، علاوة على غلاء الأسعار، والحصار على المسجد الأقصى، ومنع المصلين دون الـ40 عامًا مِن تأدية الصلوات في الأقصى، "بينما يؤمن معظم المقدسيين أنّ العيد ليس باللبس والمال، بل العيد يوم يتم تحرير القدس".
وهذا العام لم يشهد السوق إقبالاً كما كان مأمولاً، خاصةً أنّ الاحتلال أغلق الضفة الغربية، مانعًا بذلك التجار والمواطنين مِن التحرك لكسب لقمة عيشهم، ويبدو أنّ الأعياد اليهودية تُفسِد أجواء عيد الأضحى المبارك، وسط مشاهد أمنية مشدّدة في القدس المحتلة.
وفي حديثٍ مع رئيس لجنة التواصل مِن قبل فلسطينيي الداخل الشيخ علي معدي، (الطائفة المعروفية)، صرّح لـ"القدس" أنّ "حل قضية الأقصى يتم من خلال تحديد أسباب المشكلة، ألا وهي الغطرسة والسياسة الاستعلائية الإسرائيلية التي أوجدَت المشكلة، ولو عادَ اليهود المتزمتون إلى تعليم التوراة لـمَا تعاملوا مع أبناء شعبنا هكذا، فالتوراة تطالب بأن (يحبَ المرء أخاه، وأن يحبَّ لأخيه ما يُحب لنفسه)، إلى جانب غياب القيادات العربية، المنشغلين عما يجري حولهم، والسبب الثالث هو القانون الدولي الذي يكيل بمكيالين".
وأضاف: "إنّ كل مكان في هذه الديار المقدّسة يجب أن يتم الدفاع عنه، وعلى المؤسسة الإسرائيلية أن تعي جيدًا أن النار إذا اشتعلت، فإنها لن تُبقي شيئًا، وعلى المسؤولين الاسرائيليين ان يراجعوا حساباتهم، ويعرفوا أن لكل شيء حدًا فإذا طفح الكيل، ستشتعل النار في كل الأماكن".

الاعتداء على الأقصى ليس اعتداءً على المسلمين فحسب!
يقول رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس سيادة المطران عطا الله حنا لـ"القدس": "الممارسات الإسرائيلية بحق القدس لم تتوقّف منذ احتلال القدس العام 1967، وتمثّلت سياسة الحكومة الإسرائيلية بالسعي لطمس المعالم العربية الفلسطينية، كما تمّ استهداف الأوقاف والمؤسسات الفلسطينية في القدس، والأخطر الأدهى هو تهديد الوجود العربي بكافة المؤسسات، بينما يتم التعامل مع العربي على أنه غريب في مدينته، وكأنه ضيف مقيم بكرمٍ من الاحتلال الاسرائيلي، في حين ان الفلسطيني في مدينة القدس في مدينته ووطنه وبيته، لكن علينا التمسُّك بالحقيقة أنّنا لسنا نحن الذين أتينا الى دولة اسرائيل، بل هي التي أتت إلينا فاحتلَّت فلسطين والقدس، لذا نرفضُ التعامل مع الحضور الفلسطيني في مدينة القدس وكأنه غريب او دخيل، فمدينة القدس عاصمتنا الروحية والوطنية، وهي معراجنا الى السماء، وهي حاضنة لمقدّساتنا، الإسلامية والمسيحية- المسجد الأقصى المبارك اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وكنيسة القيامة- ولا أعتقد أنّ هناك كنيسة أهم من كنيسة القيامة التي تحتضن هذه الحياة الهامة، المرتبطة بحياة السيّد المسيح، وما يحدث حقيقة في المسجد الأقصى المبارك هو تعدٍ على كل الشعب الفلسطيني، ولا ننظر الى استهداف المسجد الاقصى، على انه استهداف للمسلمين لوحدهم".
ويضيف المطران عطا الله حنا: "نحن أردنا الردَّ على هذا الخطاب التحريضي بخطابٍ من نوعٍ آخر، خطاب المحبة، والسلام، والتلاقي، والتعاضد. لقد أردنا أن نكون معًا مسيحيين ومسلمين، في مدينة القدس، لكي نقول للاحتلال لا، أردنا التأكيد على أنّ الشعب الفلسطيني هو شعبٌ واحد، ولن تنجح المؤامرات بتفكيك الترابُط بين البشر، ولن ينجحوا بتفكيك هذا الشعب وبإثارة الفتن والنعرات الطائفية".
وعن القدس قال: "نحنُ نسكن في مدينة القدس، الساكنة فينا، في وجداننا وأفكارنا وثقافتنا، ولن يتمكّن الاحتلال من انتزاع مدينة القدس من هويتنا وثقافتنا وأفئدتنا، ثم إنّ الحقيقة تؤكد أنه لا يمكن فصل ما يجري في العالم العربي عما يحدث في فلسطين من استهداف، وإنه لمؤلمٌ ومبكٍ هذا الكم الهائل من الخراب والدمار في الدول العربية.. أما آن لهذه الشعوب المعذّبة أن ترتاحَ قليلاً؟! لقد مرّت خمس سنواتٍ في ظل ما يسمى الربيع العربي، لكنني أجزم أنه ربيعٌ إسرائيلي، وليس عربياً، وها هي القدس تمر بمرحلةٍ قاسية وغير مسبوقة في تهويدها وأسرلتها، مستغلين الصمت العربي والانشغال بالعنف والدمار الدائر في العالم العربي".
ويتابع المطران عطا الله حنا: "في الماضي كنا نسمع عن اقتحامات تتم مرّة في الشهر، واليوم الاقتحامات تجري كل يومٍ وكل ساعة بطريقة استفزازية، وكأنّ الاحتلال يستغل الانقسام الفلسطيني، هذا هو الاحتلال يدخل في ضعفنا فينهش لحمنا، ويسعى لتمرير مشاريعه العنصرية في مدينة القدس، ولذلك أبعث برسالةٍ للفلسطينيين أقول فيها أننا يجب أن نتمسّك بهويتنا العربية الفلسطينية وأن نشعر أن انتماءنا للوطن العربي، وأنّ فلسطين هي قضيتنا الأولى، ويجب ترجمتها بالفعل لا بالقول، وحل قضايانا يأتي بوقف العنف والقتل والإرهاب، فأنا أحب بلدي، ووطني والقدس وأتمنى الخير للأمة العربية التي يجب أن تعرف أنّ قلبها النابض وقبلتها وحاضنة مقدساتها هي القدس بوجود أهلها".
أما الشيخ د.أحمد أسدي فيقول في حديثه لـ"القدس": "يجب أن يتم تعزيز الوجود الفلسطيني والعربي في القدس، وعلى جميع الأديان أن تذود عن الأقصى وتحميه، صحيح أننا لا نعوّل على الحكومة الإسرائيلية، والحكومات التي لا تهتم بنا، لكننا نعوّل على الوطنيين، الذين يعرفون قيمة القدس ومقدساتها، وما يجري في القدس من تقسيمٍ مكاني وزماني لم يحدث في أي بلدٍ آخر، والتحدي اليوم هو في أسُس التربية على القيم والأخلاق وحب الأرض والمقدسات، وحماية الأقصى، على اعتبار انه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهنا دور أهل القدس والجليل والمثلث والنقب فهم صمام الأمان وهم من يقف متصديًا في وجه تقسيم المسجد الأقصى".

المقدسيون... استهدافٌ يومي!
يحاول الاحتلال تنغيص حياة الساكنين قرب الحرم القدسي الشريف، فتراه يحرم العائلات التي تسكن هناك من أبسط حقوقهم والتي تتمثّل بحرية التنقُّل والحركة أو احضار مستلزمات المنزل، فترى قوات الاحتلال تغلق أبواب المسجد الأقصى المبارك وتقيم الحواجز في الطرقات، وبعد صلاة العشاء مما يمنعُ سكان هذه البيوت من الخروج أو العودة إلى منازلهم، بل ويمتدُّ هذا التنغيص ليتحكّم أيضاً بكمية الطعام التي يمكن لهم ادخالها إلى بيوتهم وتصبح مسألة إدخال أنبوبة غاز أو إصلاح شيء في المنازل أمراً صعباً، يحتاج إلى تنسيق طويلٍ مع شرطة الاحتلال قد يستغرق أيامًا.
وباختصار فإنّ أهل القدس، المقيمين قرب المسجد الأقصى المبارك، يعيشون في سجن كبير، ولا يتوقّف الجنود الإسرائيليون عن اعتلاء أسطح المنازل، للمراقبة، تاركين الذعر والقلق يملأ قلوب المواطنين المقدسيين.
وعلاوة على ذلك ترى الجنود الإسرائيليين يغلقون القرى المقدسية بالحواجز الاسمنتية، ليحجزوا حرية آلاف المقدسيين ويحرموهم من أبسط حقوقهم في التنقُّل، في سياسة لا تختلف عن سياسة الأبارتهايد في بعض الدول الإفريقية، التي بدأت تتحرّر، فيما اسرائيل ماضية باستعباد المقدسيين.
إنها مشاهد يومية تتكرر، نساء يواجهن الجند كي يدخلن إلى الحرم القدسي الشريف، للصلاة في المكان المقدس، وحماية المكان، لكن الاقتحامات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي يوميًا مستعينًا بأسلحته وقوته، وبدعم المستوطنين، يجعل المشهد المتكرر يوميًا بمثابة حربٍ لا تتوقّف.
فقبيل عيد الأضحى المبارك، أغلقت إسرائيل أسبوعًا كاملاً المدخل الرئيس لقرية صور باهر- جنوب القدس - بالمكعبات الاسمنتية، حيث قُطع بهذا الإغلاق الطريق بين أحياء القرية وزاد من طول المسافة التي يفترض من ساكني القرية قطعها للخروج منها إلى مدينة القدس، وحال دون وصول الأهل والأقارب إلى المنازل المحاصرة ما أثار موجة تذمر كبيرة بين أهل القرية.
وعن أبرز البلدات المستهدفة في القدس تحدثني الزميلة الصحافية المقدسية ميسة أبو غزالة فتقول: "يبلغ عدد سكان صور باهر 18 ألف نسمة وبإضافة عدد سكان الأحياء المرتبطة بها يصل عددهم إلى 27 ألف نسمة، يضعهم الاحتلال ضمن سجن كبير، دون النظر إليهم بعين الرأفة، وكل تلك الاجراءات أتت ضمن معاقبة أهل القرية على أن مستوطناً ثملاً كان يقود السيارة فقُلِبَت به ومات. أمّا قرية الرام شمالي القدس، فيعيش أهلها، البالغ عددهم 58 ألف مواطن، حصاراً بدورهم شأنهم شأن قرية العيساوية، (عدد سكانها 18 ألف نسمة)، التي تُستهدَف لقربها من مستوطنة التلة الفرنسية ولا يقوم الفلسطينيون بخرق قوانين العيد عندهم، إذ يحرّم عليهم قيادة السيارات هناك".

هآرتس تكشف عن مخطّط الاحتلال لتقسيم الأقصى مكانيًا
كشفت صحيفة هآرتس العبرية، مؤخّرًا عن وجود مخطّط إسرائيلي يهدف لفصل المسجد الأقصى المبارك قبل نهاية العام الحالي، أسوة بالحرم الإبراهيمي الشريف، من خلال تقسيمه مكانياً بين المسلمين واليهود، إذ يتم الاستيلاء على الحصة الزمنية المخصّصة للمسلمين في المسجد، لأداء صلواتهم وعباداتهم، مقابل إضافتها إلى التوقيت المحدد للمستوطنين اليهود.
وجاء في الصحيفة أنّ الأمر "يسهّل مخطط الفصل المكاني بين المسلمين واليهود في المسجد، بعد الاستيلاء على المساحة الأكبر منه لصالح المستوطنين اليهود، وتمديد حصتهم الزمنية المخصّصة لأداء طقوسهم، على حساب تواجد المسلمين"، وصرّحت الحكومة أنّ الظروف في المنطقة تمنح الفرصة المناسبة لحسم التقسيم المكاني للأقصى وتنفيذ المشروع الذي شرع به فعلياً، وصولاً إلى الهدف الاستراتيجي المتمثّل في السيطرة على كامل المسجد وبناء "الهيكل"، المزعوم، مكانه.

إسرائيل تُقر خطة جديدة لقتل الفلسطينيين في القدس
قرّر المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغّر وضع خطة تصعيدية جديدة لمحاربة راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة، وكان من ابرز البنود الواردة في الوثيقة التي تمّ إقرارها: (إطلاق الرصاص على من ينوي الرشق بالحجارة وإطلاق المفرقعات والزجاجات الحارقة قبل القيام برشقها ويُعرّف بمصطلح "تهديد الحياة"). وكان وزير الامن الداخلي، جلعاد اردان قد أقر الخطة الجديدة على الرغم من معارضة المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، يهودا فاينشتين.
يُذكَر أن وزير الرفاه الاجتماعي يعقوب كاتس أقرّ أيضاً سحب مخصّصات التأمين الوطني من عائلات راشقي الحجارة في القدس المحتلة. وحسب التعليمات الجديدة سيُطلَق الرصاص الحي على الفلسطينيين راشقي الحجارة أو مستعملي المقلاع أو راشقي الزجاج او المفرقعات قبل رشقها، او من يقوم برمي الصخور او الحجارة الكبيرة من مكان مرتفع باتجاه اشخاص غير محصَّنين، إضافة إلى كل حالة يتم التعرف من خلالها على "خطر حقيقي".

الملك عبد الله للنواب العرب: لا شراكة ولا تقسيم للاقصى
رأى ملك الاردن عبدالله الثاني ان ما يقوم به نتنياهو في المسجد الاقصى من شأنه ان يؤدي لانفجار الاوضاع في المنطقة مؤكّداً انه "لا شراكة ولا تقسيم والاقصى هو مكان عبادة للمسلمين". وأضاف: "سوف اطرح قضية الاقصى على قادة العالم في الامم المتحدة واذا استمر تدهور الاوضاع فإن ذلك قد يؤدي لانفجار الاوضاع في المنطقة".
كلام الملك جاء خلال اجتماعٍ له مع أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة، حيثُ شرحوا له خطورة الأوضاع في القدس والأقصى، وقال رئيس لجنة القدس النائب أحمد طيبي: "لقد وضعنا جلالة الملك في صورة الاوضاع الخطيرة التي تُحاك ضد الاقصى وسمعنا منه كلامًا واضحًا وقويًا، وطرح الزملاء أعضاء اللجنة د.جمال زحالقة، والسيدة عايدة توما سليمان، والنائب طلب أبو عرار والنائب أسامة السعدي قضية الاقصى من كل جوانبها إضافة لقضايا المواطنين العرب في الاردن والفلسطينيين في الداخل".

المطلوب تدويل قضية القدس والأقصى!
يرى الناشط الاجتماعي والسياسي فايز منصور، من بلدة الرملة، أنّ "الاقتحامات التي يتعرّض لها المسجد الاقصى ليست جديدة فهي تعود لزمنٍ طويل وتأتي ضمن محاولات لإسرائيل للسيطرة على المكان، واقناع الشارع الإسرائيلي المتطرّف أنّ المسجد الأقصى من حقهم، وهي تلبي مطالب المتطرفين وتلعب بالنار التي ستحرق معها الأخضر واليابس، خاصةً أن أي مسلم أو عربي لن يرضى باستهداف المقدسات الدينية، لمسلمين ومسيحيين، وهناك ضرورة وخطورة تتطلّب ضرورة حماية المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف وجميع المقدسات المسيحية والإسلامية".
أما القاضي أحمد ناطور فيتحدّث عن تجربته مع القضاء الإسرائيلي، قائلاً: "إنّه قضاء موجَه، فالهيئة القضائية التي كانت بقعة نظيفة في المؤسسة العامة، بين السياسية والبرلمانية والسلطة التنفيذية، كان من المتوقَّع أن تكون هي السلطة الثالثة وهي المراقِب وكلب الحراسة لتصرفات السلطات الإسرائيلية، لكن للأسف فإنها أصبحت تشبه الختم المطاطي لسياسة السُّلطتَين التنفيذية والبرلمانية على حدٍ سواء، فالمحكمة العُليا التي من المفترض أن تكون المؤسسة القضائية العادلة، والتي تُسمّى أحيانًا محكمة "العدل" العليا لكنها ليست كذلك في الحقيقة، وخيرُ مثال نبش مقبرة مأمن الله الإسلامية، ومساحتها 180 دونماً، تحوّلت إلى 83 دونمًا، بعد أن تقرّر إقامة متحف للتسامح بين الأديان، وهذا ما يقال عنه "شر البلية ما يضحك"، لقد نقلوا العظام والهياكل العظمية وصادقت المحكمة على بناء المتحف على أرض مأمن الله، فضاعت المقبرة.
ومن هنا فالمطلوب الآن هو النضال الجماهيري، والدبلوماسي، وتدويل وإخراج قضايانا إلى العالم، ليعرفوا حقيقة ما يجري هُنا".