لم تلق محاولات حكومة الاحتلال وأجهزتها العسكرية لقمع أهل القدس ومنع احتجاجاتهم ردة الفعل التي أرادوها، فلا هي وفرت الامان للمستوطنين ولا منعت الفلسطينيين عن حراكهم الاحتجاجي، بل زادته اشتعالا.

فمنذ أسابيع، تطلق منظمات تهويدية ونشطاء يمينيون دعوات لاقتحامات موسعة للاقصى، وفعاليات في حائط البراق، احتفالا بالاعياد اليهودية التي بدأت هذا الاسبوع بما يسمى "رأس السنة العبرية"، لكن الاستجابة لهذه الدعوات جاءت بأقل مما كان متوقعا، كما تؤكد مصادر إسرائيلية.

صحيفة "معاريف"، كشفت عن نداء أطلقه حاخامات إلى قيادة الاحتلال للتدخل بعد عزوف المستوطنين عن القدوم للحائط وأداء الطقوس التلمودية فيه، برغم الدعوات المتزايدة لهم وحلول الاعياد اليهودية، والتي كان اخرها دعوة نشطاء من حزب الليكود الذي يحكمه نتنياهو لاقتحامات نوعية أمس، ووعود الشرطة بتوفير الحماية لهم.

وقالت الصحيفة، أمس الجمعة، إن حاخامات نظموا أمسية سنوية لما يسمى "طلب الصفح" في حائط البراق، ووجهوا نداءً لوزير الجيش موشيه يعلون ووزير الامن الداخلي جلعاد أردان، يطالبونهم فيه "بتهدئة الخواطر" حول الاقصى، مؤكدين وجود مخاوف حقيقية لدى المستوطنين من الحضور إلى حائط البراق، خوفا على حياتهم.

ونقلت "معاريف"، أن نسبة المستوطنين القادمين للصلاة قرب الحائط انخفضت بأكثر من 60% خلال الأيام الماضية، فيما دعا مدير تجمع حاخامات الطوائف عميخاي الياهو يعلون وأردان لتهدئة الأوضاع وزيادة الاجراءات الأمنية في الطرق الموصلة للحائط.

وقال الياهو، إنه تلقى اتصالات هاتفية من عشرات المستوطنين للاعتذار عن القدوم إلى حائط البراق، بسبب الخوف من الوضع الامني المتدهور، مطالبا، الشرطة بتهدئة الجمهور والاعلان عن إمكانية الحضور للموقع وأداء الطقوس التلمودية فيه.

ويخضع حائط البراق لسيطرة كاملة من قبل سلطات الاحتلال، لكن هذا لا يبدو كافيا بالنسبة للمستوطنين الذين يشاهدون اشتعال القدس يوما تلو اخر، واتساع رقعة الاحتجاجات الفلسطينية فيها.

ويشير مراقبون إلى أن الاعياد اليهودية والدعوات المكثفة لاقتحام الاقصى والترتيبات لذلك بالتعاون مع شرطة الاحتلال، لم تزد من أعداد المشاركين في الاقتحامات بشكل ملحوظ، وذلك برغم حظر الاحتلال لنشاط المرابطين والمرابطات، ومنعه دخول الرجال والنساء للمسجد في أوقات اقتحام المستوطنين، ونشره قوات كبيرة عند الابواب لتامين الحماية لهم.