خاص/ مجلة القدس- تحقيـق: وليـد درباس

دأبَت الدوائر المعادية على التربُّص بالحالة الفلسطينية ولم توفـّر فرصة إلا واقتنصتها للنيل من الحقوق الوطنية وفي مقدّمها حق اللاجئين بالعودة، ورأت بحالة الخراب والدمار التي لحقت بالمخيمات والفلسطينيين في سوريا وتهجيرهم للشتات والمنافي خدمة مجانية وحافـزاً لتوسيع دائرة النيل من هـذه الحقوق، وليس محض صدفـة أن يجري توظيف معاناة اللاجئين في مخيمات لبنان بالسياق إياه وترفع الاونروا من وتيرة تقليص خدماتها، بالتزامن مع تعكير مناخات مخيم عين الحلوة مؤخّراً والتي كادت أن تؤدي لما لا يحمد عقباه لولا حكمة القيادة الفلسطينية والعلو على الجراح وحُسن درايتها ومساعيها بالتهدئة.

 

شناعة: القيادة الفلسطينية تسعى جاهدة لتجنيب عين الحلوة المعاناة

يؤكّد عضو قيادة الساحة في "م.ت.ف"، أمين سر لجنة إقليم حركة "فتح" في لبنان الحاج رفعت شناعـة أن الرئيس محمود عباس يُولي الوضع الفلسطيني في لبنان والمخيمات الإهتمام الكافي، وهـذا ثَبُتَ بالملموس من خلال الزيارات من جهة وتكليفه الأخ عـزام الأحمد بالإشراف على السّاحة بالإضافة إلى التعليمات والتوجيهات إن للمكوّنات الفلسطينية بالعموم أو لحركة "فتـح" بالخصوص بضرورة ترتيب البيت الفلسطيني وعدم التدخُّل بالتجاذبات الداخلية اللبنانية والحفاظ على أمـن المخيمات من جهة ثانية، مُدرِجاً عمل ومواقف القيادة في لبنان مؤخّراً بتجنيب عين الحلوة المزيد من المعاناة بالتوجهات والمساعي إياها.

ويضيف "فتـح حركة وطنية جماهيرية، ورأس مالنا علاقاتنا مع جماهير شعبنا، ننجح بقدر الإهتمام بهم وتوفير الأمن لهم. نحـن لسنا بتنظيم أمني له اجندته الخاصة وخارج عن الإجماع الفلسطيني، فهناك علاقات جيدة لنا مع الفصائل في المنظمة والقوى الوطنية والاسـلامية، ويوجد تنسيق دائـم على المستوى السياسي والأمني والجماهيري وحتى الداخلي، خاصة أن التأثيرات الخارجية للأحداث بالمنطقة وصلت تداعياتها بوقت سابق إلى شمال لبنان، وانتقلت إلى البقاع، وأصبحنا في خشية من انتقال خلايا أو مجموعات معيّنة إلى المخيمات".

ويشير إل أن القرارات التي كانت تتوصّل إليها القيادة المشتركة في لبنان تتميّز بالإجماع أو شبه اجماع، الأمر الذي ساهم بتشكيل "القوة الأمنية" لتكون أداة ضاربة لدى القيادة الفلسطينية لحماية الواقع الفصائلي والمخيمات من التأثيرات الخارجية.

ويؤكـّد شناعة أن الرئيس عباس لم يبخَل بتقديم الإمكانيات للقوة على اختلاف فصائلها، وعطفاً عليه ينوّه لظهور مجموعات أو جماعات تسمي نفسها بالشباب المسلم، او بتسميات أخـرى، لها خططها وبرامجها الخاصة ولا تلتزم بأُسس التوافق الداخلي الفلسطيني، وتميل للعنف على حساب لغة العقل (وبعض افرادها ارتكبوا اعمالاً جرمية)، وبالتالي لا تخـدم الإجماع الفلسطيني، ما جعـل عين الحلوة "بعين العاصفة" وتهـدّده المخاطر ودليله أنه "خلال بضعة شهـور وبنفس الشارع وعلى أيدي هـذه المجموعات وقعت عدة عمليات اغتيال لشخصيات وقيادات فلسطينية وبمعظمها من حركة "فتـح" كالعميد جميل زيدان، وقائد كتيبة شهداء شاتيلا العميد طلال بلاونة، إضافةً للشيخ عرسان، ووليد ياسين، وغيرهم، مضيفاً "دعوَنا حينها القوى الإسلامية لأداء دور بلجم هذه الأطراف ودفعها للإلتزام بأُسس التوافق الفلسطيني لتجنيب المخيم أي أنفجـار داخلي، لكن للأسـف لم تتمكن القوى من ذلك، ما جعلنا نتحمّل، وبحكم حرصنا، مسؤوليات مضاعفة، فمن جهة لا يمكن التضحية بأمن المخيم مهما بلغَت الأمور، وأي عمل بشكل منفرد لا يلبي الغاية بأن يبقى المخيم متماسكاً، وعمليات القتـل المتواصل ستُضعِف المخيم أكثر وتفكِّكـه وتدخِلُـه في خلافات عشائرية، عائلية، وعسكرية وأمنية بنفس الوقت. ومن جهة ثانية لا نقبل أن تُهان حركة فتـح وأن يتم استهـدافها وجرها من قِبَل أشخاص مشبوهين لمعركة نحن نرفضها، ونحن أساسـاً نرفض توتير المخيم. وقد كنا في حركة "فتح" واضحين مع جميع الأطراف وحتى مع الدولة اللبنانية، بأن هناك من اعتدى على حركة فتـح وحقنا عنـد مـن اعتـدى، ونحن سنلاحق أيـاً كان مـن قام بهـذه الأعمـال، وقد طلبنا من القوة الأمنية كونها تعمل بقـرار سياسي من كافة الأطراف بأن تتحمّل مسؤولياتها".

وتعقيباً على مقولة "إن كانت فتـح بخير.. فالكل بخير"، يقول شناعة: "ما حصل جعلنا نُعيـد التقييم الداخلي بكافـة أوضاعنا الحركية. هناك إجراءات داخلية لتصليب الوضع الفتحاوي على كافة الصُعُـد التنظيمية السياسية العسكرية وأيضاً الأمنية، وضمن توجيهات مركـزية وبما يجعـل الحركة أكثـر ديناميكية وقـدرة على الـرد على هـؤلاء الـذين اسـتهانـوا وأعتـدوا على أطفالنا، وأوقعوا الشهداء في صفوف الحركة". ويختـم شناعـة بالقـول: "بالمنطق السياسي والوطني من يعتـدي ويرتكب جريمـة بحق مناضل من فتـح فهـو يرتكب جريمة بحق مناضل وطني فلسطيني ومن أي فصيل، والمناضل الـشهيـد طلال ليس ابن حركة فتـح وحسب فهو قبل هذا وذاك فلسطيني، ولـذا فالإعتـداء عليه كان بمثابة إعتـداء على كافة الفصائل الفلسطينية، ما يعني ان كافـة الفصائل معنية باسترداد الحـق الطبيعي للشهـداء وبهكـذا مـواقـف تتعـزّز العلاقات".

 

خطّاب: تحميل القوى الاسلامية تبعات الشباب المسلم موقف غير مسؤول

يؤكّد أمين سـر القوى الإسلامية الشيخ "جمال خطاب" رفض الكل الفلسطيني الأحداث الأمنية غير المسؤولة التي تُخلُّ بأمن المخيم واستقراره، وينوّه إلى أن حالة الفوضى التي يعيشها عين الحلوة تجعل من الصعوبة بمكان الإمساك بالوضع الأمني، موضحاً "تحصل من وقت لآخـر اختراقات من هنا وهناك، وفي الوقت ذاته يوجد بالمخيم تعددية كبيرة وأحياناً وبسبب ضعف الضبط التنظيمي لدى البعض تحصل الإشكالات، وهذا ما لاحظناه بالآونة الأخيرة وخاصةً على مدار شهرين بـدءاً من رمضان حيث ازدادت الاشكاليات".

وحول دور القوى الإسلامية في محاصرة تداعيات الأحـداث الأمنية الأخيرة بعين الحلوة، يقول: "من جهتنا وعند حصول اي حدث من هذا النوع نتداعى لمنع حصول امتدادات لـه ونسعى لمعالجة ذيولـه بهدف إعادة الحياة إلى طبيعتها. فإثـر الحدث الأمني ببداية رمضان بحي طيطبا تسلّمت القوى الإسلامية مسجـد المقدسي سعياً للتهـدئة ولمنع حصول اي احتكاك، وتمهيدًا لعودة الناس إلى بيوتهم والحياة لطبيعتها، وتمّ تسليم المركـز وهو فوق المسجـد لآل الصالح، ثمّ ثُبِّتَت نقطة للقوة الأمنية بالمنطقة"، ويضيف "كذلك كان قد وقع إشكال أمني بين شابَين بالشارع التحتاني وتطـور بإقحام الأهالي والبلدات، فسعى الأخـوة طرفنا للوقوف بين الطرفين للفصل والتهـدئة ما أدى لإصابة بعضهم حيثُ أصيب الأخ "أبو محمد بلاطة" إصابة بليغة تسبّبت ببتـر قدمـه. وإثر اغتيال العميد البلاونة، حصل فعل ورد فعل ومنها محاولة اغتيال محمود عمر الذي أصيب ولكنه لم يتوفَ مباشرة، وجُرِح آخـر، وقضت مساعينا بالاتصال بالإخوة المقيمين بالأحياء القابلة لحدوث الإشكالات ودعيناهم لبذل مساعي التهدئة للحيلولـة دون تفجير الوضع وبعونه تعالى قمنا بهذه الجهود".

ويتابع "من جهة أخـرى وبالخـط الموازي كان للقوى الإسلامية تواصل ولقاءات مع المرجعيات الفلسطينية في "م.ت.ف" وتحالف القـوى وبالأخ عـزام الأحمـد بهدف الحفاظ على المخيم وتجنيب أهله المزيد من الويلات، ولا زلنا مستمرين، وحتى الآن لم يعـد الوضع إلى طبيعته المرجوة بالكامل، وقمنا كذلك بتوجيه رسائل لمجموعات الشباب المسلم كمحاولة لأخـذ ضمانة بعدم تكرار هـذه الأحداث لكن وللأسف لم يحدث ذلك".

ويرى الشيخ خطاب أن تحميل القوى الاسلامية تبِعات الشباب المسلم موقف غير مسؤول، ويُردف "الناس عادة يلقون اللـوم على المسؤولين، حتى بحالات انقطاع المياه أوالكهرباء، وقـدرُنا أن يكـون لنا نصيب بذلك. أما بالنسبة للمسؤولية الحقيقية فنحن لا أمرنا ولا نأمـر بمثل هـذه الأعمال وندينها علانية، ونقـول بأن هذه الأعمال لاتجـوز شـرعـاً، وبالتالي كلامنا واضح وصريح، ومعـروف مـن هـم الـذيـن تحت سلطتنا ومن هـم ليـسوا بإطار سلطتنا، والـمُطلِع على تقسيم المخيم وأوضاعـه يعـرف أن تأثيرنا على هذه المجموعات ضعيف وربما لايتقبّل البعض اي كلمة منـا، ورغـم ذلك نتواصل مع الجميع في محاولـة لإيقاف هـذا النزيـف الـذي لامصلحة لنا فيه". ويختم بالتأكيد على أن "ضبط الوضع الأمني وارد لكـن يحتاج جهداً كبيراً ومساعيَ حثيثة وصبراً وتحمُّلاً ولغة واضحة من جميع الأطراف تستبدل لغـة الثارات بمبـدأ المحاسـبة والمصالحة".

 

شبايطة: لن نسمح بتحويل المخيمات لبؤر تخدم الأجندات الخارجية

حول دور منظمة التحرير في محاصرة الأحداث الأمنية في المخيم يقول أمين سـر حركـة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيـدا العميد "ماهـر شبايطة": "منـذ اللحظة الأولى لانتشار خبر اغتيال العميد "طلال البلاونة" وبحينه علّقنا اجتماعنا الحركي ودعـونا لاجتماع طارئ على مستوى فصائل المنظمة، ثم عُقِدت سلسلة لقاءات فلسطينية موسّعة وبمشاركة لجنة المتابعة أيضاً، وطالبنا الجميع بتحمُّل المسؤولية وبتسليم القتلَة إلى السلطة اللبنانية، حيث لم يعـد من مهـرب لـرمي التهمة على فلان أو غيره كما في السابق خاصةً أن الاغتيال تـم بوضح النهار وكان واضحاً وضوح الشمس"، ويتابع "نحن بحاجة لحسم قضية من نفّذوا الاغتيال وإلا فوضع المخيم سيكون إلى الـوراء"، ويزيد "لم أمت لكنني رأيت من مات"، وعطفاً عليه يستذكر بهذا المنحى ماحلّ قبل ثمانية أعـوام بمخيم نهر البارد ولحينه لا يزال أهله مشردين، وما حل بمخيم اليرموك، راداً السبب للتشابه بماهية المجموعات التي تدّعي الإسلام زوراً وتغتال هنا وتغتصب المخيم هـذا أوذاك، ويتساءل "هـل المطلوب تغيير علم فلسطين باعتباره رمز الشرعية الوطنية أم تفريغ المخيم كونه خزّان المناضلين وتحويله لمجموعات وبؤر خدمة لأجندات خارجية؟!"، واضعاً هذا التساؤل برسم كافة الفصائل والقوى الفلسطينية، وجميعها سبق ان صاغت منذ عام ونصف العام وثيقة تفاهـم مشتركة بترتيب الأوضاع وحماية المخيم وحـرّمـت الدم الفلسطيني على الفلسطيني، ولذات الغاية تشكّلت القوة الأمنية التي يوضح العميد شبايطة أن حركة "فتح" و"م.ت.ف" لم تبخـلا بتوفير 90% من مقومات دعمها.

وبالسياق إياه يسجل شبايطة امتعاضه وأسـفه الشديـد لعدم توقف الإغتيالات بل وعدم محاسبة أو تسليم أحد للجهات المعنية، معلّقاً "أعطينا الصلاحيات والأمان للقـوة الأمنية واللجنة الأمنية، وصارعنـا حالـة ترهـل.. اعتقدنا أن بعض مقراتنا محمية لوقوعها بدائرة عمل القوة الأمنية، وثبت العكس.. وعليه أُجبِرنا في حركة فتـح أن نتخـذ إجراءات ومواقف بما يؤمّن حمايـة أهلنا ومقرّاتنا وملاحقة الذين قامـوا بإعتيال الشهيد البلاونة في الوقت نفسه"، وخاتماً بالقول: "نحـن التزمنا بالتفاهمات الفلسطينية اللبنانية التي أرساها الرئيس عباس بلقاءاته مع الشرعية اللبنانية وسنسعى بإستمرار لأفضل العلاقات مع الجـوار وتجنيب مخيماتنا مغبّة مالا تحمـد عقباه".

 

العميد خالد الشايب: القوة الأمنية تبذل طاقتها لتوفير الأمن والأمان للأهالي

يرى مسؤول القوة الأمنية في منطقة صيدا العميد "خالد الشايب" أن الأحداث التي تدور في المنطقة باتت تنال بمخاطرها من المخيمات بما تمثّل من رمزية مرتبطة بالقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن تهجير الأهالي بعـد تدمير بيوتهم من جهة والإجراءات الظالمة للأونروا مؤخّراً من جهة ثانية باتت تجبر الفلسطينيين على الهجرة مكرَهين. وعليه فقـد تشكّلت القـوة الأمنية قبل عام ونصف العام تقريباً لحفـظ أمن مخيم عين الحلوة وبالتالي أمن الجوار اللبناني، باعتبار تشكيلها تزامَنَ مع الأحداث التي شهدتها طرابلس بشمال لبنان وظاهـرة الأسير في عبرا بضواحي مدينة صيدا".

ويضيف "القوة الأمنية نتاج توافق كافـة القوى الفلسطينية وتضم فصائل "م.ت.ف"، والتحالف، والقوى الاسلامية وأنصارالله، ومرجعيتها اللجنة الأمنية العُليا، نرفع تقاريرنا إليها ونقوم بأخـذ القرار المشترك، حيث أن رفع الغطاء مثلاً عن أي مخـل بالأمـن واعتقالـه وتسليمه للسطات الأمنية اللبنانية بحاجة لغطاء وتوافق فلسطيني مشترك. وعادة تقـوم القـوة الأمنية بتسيير دورياتها وتعمَد إلى تكثيفها تزامناً مع التوترات، وعلى مـدار الشهرين الأخيرَين أيضاً اضطلعت القـوة بمسؤولياتها فقامت اثـر مقتـل شاب ينتمي لحزب الله في منطقة الطوارئ باعتقال مستدرجيه ومن ثبُتت عليهم التهمة، وسُـلِّموا إلى السلطات الأمنية اللبنانية".

ويتابع "وبالحدث الثاني بحي طيطبا بذلَت القوة الأمنية جلَّ طاقتها وتمكّنت بنهاية المطاف من سـحب مسلحي كافة الأطراف من الشوارع وثبَّتت نقطة لها، وأوصت بمسارعة التعويض على المتضررين حيث تكفّلت المنظمة وحماس بذلك، كما تعاملت مع الحدث الأمني بالشارع التحتاني بمنطقة الزيب بنشر قواتها، وسحب المسلّحين وتشكيل لجنة تحقيق للكشف على الملابسات"، وينوّه لقيام أفـراد مـن قـوى الأمن الوطني بطيطبا باعتقال بعض الأشخاص وتسليمهم للسطات اللبنانية قبـل أن يتسنى تدخـل القـوة الأمنية.

وبخصوص اغتيال العميد "طلال البلاونـة" يؤكـد الشايب أن كافة القوى أدانت الإغتيال واستنكرت هـذه الجريمة، وينـوّه لحصول الاغتيال وللأسـف بمربع مُسيطَر عليه من "فتح" ولها كتيبتان فيه، مردفاً "قامت لجنة المتابعة العُليا والقـوة الأمنية بتشكيل لجنة تحقيق لمتابعة آلات التصوير ومعرفة هوية مرتكبي الجريمة، وهناك توافـق على رفـع الغـطاء عـن كل مـن تـثبُت مشاركته، وكذلك الأمر بالنسبة لمقتل الأخ طلال المقدح في بستان القدس وغيره. كما تـم تشكيل لجنة تحقيق داخلية خاصة بالحركة". ويخـتـم العميد الشايب حديثه قائلاً "نؤكّد التزام القـوة الأمنية تعليمات القيادة الفلسطينية وعلى رأسها المشرف على الساحة اللبنانية الأخ عـزام الأحمـد ولما فيه خدمـة أهلنا ومخيمنا وإن على حساب دمائنا".

 

حسن سرحان: الأحداث الأمنية حرفت مجمل الحركة الفلسطينية

يشير عضو لجنة إقليم لبنان في حزب الشعب الفلسطيني أمين سـر اللجنة الشعبية بعين الحلوة "حسن سرحان" إلى أن أي إرباك أو خـلل أمني  وبغض النظـر عـن حجمـه والمخيم الذي يحدث فيه يُلحِق دون شك الأذى بحياة الفلسطينيين وبقضيتهـم وعلاقتهم مـع الجوار أيضاً، ويوضح "بسبب ما حدث مؤخّراً في عين الحلوة تراجـعت الحركة الإعتيادية لعامة الناس على مستوى المخيم وأيضاً باتجاه مدينة صيدا تحسُّبا وخـوفـاً على حياتهم، إضافةً إلى إغـلاق كـم غير مألوف من المحال، وتحوُّلِ صفحات الوتس آب للتواصل الإجتماعي لمنابر إعلامية مفتوحة بدون رقيب ولا حسيب لبث الأخبار وتوجيه رسائل منها التحريضية وغير المسؤولة التي كانت تثير الريبة والخوف عند العامة وتوتّر وتحرّض المسلحين، علاوةً على تضرر العلاقة مـع الجوار".

 ويُلفت سرحان لوقـوع الأحداث الأمنية بالتزامن مـع إعـلان الأونـروا عــن وقـف بعض تقديماتها للفلسطينيين المهجرين مـن سـوريا إلى لبنان، ولربمـا شجّـع إنشغـال الفلسطينيين بقضاياهم الأمنية الأونروا للكشف عـن توجهاتها بتقليص الخدمات للاجئين في لبنان لدرجـة التلويح بالإستغناء عـن موظفين وتأجيل العام الدراسي، ويضيف "بالتوازي مع محاولات القيادة السياسـية الفلسطينية تنفيس تداعيات الأحداث الأمنية قامت اللجنة الشعبية ببرمجـة عملها بما يضمـن لها خدمـة هـدفيـن اثـنيـن هما: المساهمة بتنفيس الإرباك، وتشكيل حراك مجتمعي شعبي لمواجهة سياسـة الأونـروا. فجالت على الجمعيات الأهلية ودفعت بمنحى تفعيل الأخيرة لنشاطاتها لترييح المناخات العامة، ومعها نظّمت الرحـلات الأهلية والشعبية للمصايف والمنتزهات بالجـوار، وتقـرَّر أيضاً تنظيم ماراتـون للأطفال بالمخيم وبالمربعات الأمنية إياها، ولـذات الغاية جالت اللجنة ايضاً على الفصائل الفلسطينية، ومؤخـراً عقدَت حوالي عشرين جمعية أهلية اجتماعاً موسّعاً بمشاركة الفصائل واللجان الشعبية والفعاليات وتمخض عنه لجنة مصغّـرة تمكّنت مـن تنفيذ اعتصامَين حاشـدَين أحدهما في عين الحلوة، والآخر في مدينة  صيدا بالتعاون مع إتحاد موظفي الاونروا".

من ناحيـة أخـرى يدعـو سـرحان السلطات اللبنانية  للسماح للفلسطينيين بحق العمل، والتعاطي مع قضية المطلوبين قضائياً جـراء تُهـم وتقاريـر أمنية هامشية بإصدارها عفـوًا عـاماً عوضاً عن تركهـم فريسـة تتصيدهم هذه المجموعة الموتورة أو تـلك، ويختـم بالدعـوة لتخـويـل القـوة الأمنية ممارسـة صلاحياتها بملاحقـة ومعاقبة المخلّين بالأمن وفق نُظُم مرعية الاجـراء ودون العـودة بكل صغيرة أو كبيـرة للقيادة السياسيـة. 

أُغلِـق التحقيق الصحفي يوم الخميس 21/8/2015