يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن وفي الشتات

قام المستوطنون الصهاينة صباح يوم الجمعة بارتكاب جريمة لا تقل أهمية عن جريمة حرق ثم قتل الفتى محمد حسين أبو خضير  في 2\6\2014 في مخيم شعفاط. الجريمة التي ارتُكبت صباح يوم الجمعة 31\7\2015 والتي نفّذتها ما تسمى عصابات تدفيع الثمن، وقد استهدفت منزلين من قرية دوما جنوب مدينة نابلس، وقد تم إحراق منزلي سعد محمد دوابشة، ومأمون رشيد دوابشة بمن فيهما من الاطفال والنساء.

إن منزل المواطن سعد دوابشة كان الاكثر تضرراً حيث أُصيبت الأسرة بكاملها، ونسبة الحروق عالية، أما الطفل علي سعد دوابشة وعمره سنة ونصف فقد فارق الحياة متأثراً بجراحه.

لقد هزَّت هذه الجريمة المُستنكَرة المجتمع الفلسطيني في الداخل والشتات، كما هزَّت الجريمة ببشاعتها العالمَ بأسره، وهناك حالة غضب واستنكار ونقمة عارمة على الاحتلال الاسرائيلي، وعلى حكومة نتنياهو العنصرية.

إنَّ مثل هذه الجرائم لن تستمر ونحن في لبنان نتقدم بالتحية لأهالي قرية دوما، ولعائلة الدوابشة، ونشد على أيديهم، ونعزيهم باستشهاد الطفل علي سعيد دوابشة الذي أصبح رمزاً من رموز فلسطين إلى جانب محمد الدرة ومحمد ابو خضير، وايمان حجو، وفارس عودة، ونسأل الله سبحانه وتعالى الشفاء الكامل لوالدته، ولأخيه، والصبر  والسلوان لوالده وعائلته.

إننا في إقليم لبنان نثمِّن التفاعل السياسي، والتحرك المركزي والدولي الذي قامت به القيادة الفلسطينية وعلى رأسها رئيس دولة فلسطين الذي دعا إلى اجتماع عاجل للجنة التنفيذية رداً على التصعيد الارهابي العنصري الإسرائيلي، حيث تم اتخاذ سلسلة من القرارات لمعالجة ما جرى لوضع حدٍ نهائي لمثل هذه الهمجية المُخطَّط لها من قبل قيادة المستوطنين، والتي ترعاها الحكومة نفسها لإرهاب أهلناـ  وفرض وقائع جديدة على الارض.

كما نحيي رئيس حكومة التوافق والاخوة اعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح الذين واكبوا هذه الفاجعة منذ البداية، وساندوا ودعموا موقف الاهل في دوما جنوب نابلس.

على ضوء الجريمة التي حصلت أصبحت هناك ضرورة مطلقة كي يتبنى مجلسُ الامن قراراً بإنشاء نظام خاص للحماية الدولية للشعب الفلسطيني في أراضي دولة فلسطين المحتلة العام 1967، والتي اعترف بها العالم. وهذه مسؤولية المجتمع الدولي، والمؤسسات القانونية والحقوقية الدولية وخاصة منظمة حقوق الانسان، ومحكمة لاهالي الدولية.

وفي هذا المجال فإننا ندعو لإنجاز الوحدة الوطنية، وطي صفحة الانقسام، لأن بقاء الانقسام هو المشجِّع الاول للمستوطنين كي يمارسوا إرهابهم، وبقاء الانقسام يشرذم الجهود، ويدمِّر الثقة بين الاطراف الفلسطينية ويمنع القيام بأي عمل موحَّد وهنا جوهر المُشكلة والمعاناة، كما أننا نؤكد بأن هذا الحدث المؤلم يدفعنا الى تعزيز وتفعيل دور المقاومة الشعبية من جميع الشرائح الاجتماعية، وعلى كافة الأصعدة، ونحن على ثقة بأنه إذا ما توحَّدت الجهود في القرى والاحياء، واذا ما نُظِّمت على قاعدة الاعتماد على الاهالي، وعلى الطريقة التي استخدمها أهالي قصرة، عندما اعتقلوا المستوطنين وأدَّبُوهم ليكون درساً لهم.

نحن على ثقة بأن شعبنا يمتلك قوة الارادة الوطنية، وصلابة المواجهة، ووضوح الرؤية، والتجربة الثورية الرفيعة، والخبرات التي أسست لإنتفاضة الحجارة العام 1987، وانتفاضة الاقصى، وانطلاقاً من هذه الخبرات فإن قيادتنا في الداخل وكوادرنا واعضاء تنظيمنا يمتلكون الوعي والاصرار على اجتراح الوسائل والأساليب التي تلقن الاحتلالَ ومستوطنيه الدروسَ القاسية.

رحمَ الله شهداءنا وادخلهم فسيح جناته.

وشفى اللهُ جرحانا وعافاهم.

والتحية كل التحية لأبطالنا ورواد ثورتنا وعنوان صمودنا أسرانا البواسل.

وانها لثورة حتى النصر

                                                                                                   حركة فتح- إقليم لبنان

                                                                                                        1\8\2015