خاص/  مجلة القدس العدد «316»  - تحقيق: وسام خليفة، عدي غزاوي

تعاني مدينة القدس من محاولات اسرائيلية مستمرة لتهويدها بشتى الطرق والمجالات ومن اهمها التعليم. وقد حرصت السلطات الاسرائيلية منذ احتلالها المدينة على تهويد التعليم في محاولة منها لطمس الثقافة العربية الفلسطينية واستبدالها بالثقافة الاسرائيلية التي صُنِعَت وقت احتلال فلسطين، وقيام الكيان الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية، مستخدمةً العديد من الطرق ووسائل الضغط..

إسرائيل تهوّد التعليم بمراحل ممنهجة
يؤكّد مدير التربية والتعليم في مدينة القدس سمير جبريل أن أهم الصعوبات التي تواجهها وزارة التربية والتعليم في مدينة القدس هي الاساليب الـمُتّبعة من الجانب الاسرائيلي لتهويد التعليم، موضحًا: "إن المحاولات الاسرائيلية لتهويد المنهاج في القدس ليست جديدة حيث كانت اولى البدايات العام 1967 بعد احتلال المدينة مباشرة عبر محاولة فرض المنهاج الاسرائيلي على مدارس القدس، وقد قُوبِل ذلك بالرفض من قِبَل الاهالي والهيئات التدريسية واصبح التدريس حينها يُقدَّم في بيوت سكنية بسبب الاستيلاء على المدارس الحقيقية مثل مدرسة الرشيدية والمأمونية ومدارس كثيرة. وبسبب الرفض تراجعت السلطات الاسرائيلية عن هذا المخطط، لتعود فتمارسه على مراحل، كانت الاولى المرحلة الثانوية، ثم المتوسطة، وصولاً للمرحلة الاساسية، ثمّ جعلوا من بعض المدارس تحت سيطرتهم مثل مدارس المعارف والبلدية ولكنهم قاموا بفرض تدريس اللغة العبرية واستمرت الى يومنا هذا".
ويتابع "مع دخول السلطة الفلسطينية أعادت اسرائيل المحاولة مرة اخرى حين تمّت طباعة المنهاج الفلسطيني لأول مرة العام 2000، فقامت بأخذ الكتاب الفلسطيني وطبع شعارها على كل كتب السلطة، ولكن هذه الخطوة لم تُلاحَق لأن الشعار لم يؤثّر على مضمون الكتاب ولكنهم لم يكتفوا بهذه الخطوة حيث قاموا قبل 3 أعوام تقريبًا بإعادة طباعة الكتاب الفلسطيني وحذف كل ماهو متعلّق بالهوية والأماكن والمسمّيات الفلسطينية كي يُخرجِوا المنهاج الفلسطيني من أهميته التربوية. ومنذ عامين ايضًا حاولوا تمرير المنهاج الاسرائيلي بدعوى انه أفضل من الفلسطيني ويوفّر للشباب فرص عمل أفضل وتقديم امتحان الثانوية الاسرائيلي (البجروت) بطريقة ميسّرة بدون عقبات والدعاية الإسرائيلية اثبتت كذب الجانب الاسرائيلي من خلال عدم تكافؤ فرص العمل للفلسطينيين الذين يعيشون في الداخل الفلسطيني وبعدم توفر فرص للدراسة كنظرائهم من الاسرائيليين".


الخدمات التعليمية في القدس ليست بالمستوى المطلوب
حول تقييمه لوضع المدارس في القدس يقول جبريل: "المدارس في القدس غير موزّعة بالتساوي، فهناك مدارس تابعة للمعارف الاسرائيلية وهناك مدارس تابعة لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية مثل مدارس الاوقاف والمدارس الخاصة. بالنسبة لمدارس المعارف والبلدية فهي تشكّل 50% من المدارس وباقي المدارس تشكّل الـ50% الباقية مع وجود مدارس تحت اشراف جهات اسرائيلية واشخاص فلسطينيين يعملون بشكل تجاري أو ما يصطلِح على تسميته اهل القدس بـ(مدارس المقاولات) حيث تقوم مقام بلدية الاحتلال في تقديم الخدمات التعليمية الا انها ليست بالمستوى المطلوب، حيث ان هذه المدارس تنقصها البيئة الدراسية المناسبة والكوادر التعليمية ولا يوجد حقوق للعاملين فيها، فهي تغطي النقص في الغرف الصفية والتي يجب على الاحتلال توفيرها للطلبة في المدينة المحتلة وبالنهاية تكون الخسارة من نصيب الطالب والتعليم. بالطبع لن ننسى المدارس التابعة لوكالة الغوث وهي تشكّل 2% تقريبًا وهناك تراجع في عددها ونوعية التعليم المقدّم فيها".
ويتابع جبريل "حسب الاحصائيات الاسرائيلية هناك 1900 طالب يدرسون المنهاج الاسرائيلي في القدس الشرقية، وهذا رقم قليل بالمقارنة مع عدد طلاب القدس حيث تقارب نسبتهم الـ1.5%، ولكن اذا بقي العدد على حاله سيزداد الرقم بشكل كبير ويجب ايجاد حلول لاستقطاب الطلَبة لدراسة المنهاج الفلسطيني كإلغاء امتحان الثانوية العامة، وايجاد نظام بديل اكثر سهولة وفعالية فهو بحاجة لتعديل الانظمة وبعض الاجراءات".
ويردف "خياراتنا صعبة وكثيرة لكن علينا العمل على منع المس بالتعليم. فدور السلطة الفلسطينية يكمن في تقديم الكتب الفلسطينية بشكل مباشر في القدس حتى لا يقع بأيدي الطلاب كتب تمس بالكتب الفلسطينية، وأيضًا من واجب السلطة توفير أبنية مدرسية من خلال دعم عربي واسلامي وعالمي، كما ينبغي تغيير نظام التعليم القديم حتى لا يكون صعبًا في المناهج الفلسطينية وخاصة الثانوية العامة والاستعاضة عنه بنظام اكثر تنظيمًا ويحقق المطلوب، وفوق ذلك هناك ضرورة لزيادة الاهتمام بالتعليم في مدينة القدس من الجهات العربية والفلسطينية، بما ان التعليم عامل مهم في تعزيز صمود اهل القدس لأن الانسان المتعلّم يساعد في الحفاظ على قضيته والدفاع عنها".


المدارس الحكومية في القدس تعترضها معوقات متعددة
تشرح مديرة المدرسة النظامية الثانوية للبنات في القدس مها الخطيب عمق معاناة المدارس الحكومية في القدس، فتقول: "التعليم في القدس صعب جدًا لأن المعيقات كثيرة. تقع مدرستنا في بيت حنينا وهي المدرسة الحكومية الوحيدة التابعة للسلطة الفلسطينية وتشمل المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية. تحيط بالمدرسة مدرستان تابعتان للبلدية، وهذا ما يزعج حقًا لان اغلب الناس، بحكم وضع القدس غير المستقر، يفضّلون ألا يرسلوا بناتهن الى مدارس داخل القدس، إضافةً إلى صعوبة الظروف كافةً من غلاء المواصلات وغيره، فأصبح الامر صعبًا على الجميع، حيث اننا لا نستطيع شراء مبانٍ لأنها تحتاج الى مبالغ وترميم، وكم كنت اتمنى ان يكون هنالك فرصة لزيارة مدرستنا والاطلاع على وضع المدرسة فهي من اكبر المدارس الحكومية حيثُ لدينا 1250 طالبة، ولكن المدرسة غير مهيّأة من الناحية الصحية والنفسية لاستيعاب هذا العدد، إذ ان كل ثلاث طالبات يجلسن في مقعد واحد، ولكن رغم كل ذلك الحمدلله ما زلنا صامدين. كذلك أدّى تهويد المناهج لتفضيل الطلاب تقديم الثانوية في المدارس الاسرائيلية لئلا يتقدّموا للثانوية العامة ويرسبوا، فمن خلال المنهج الاسرائيلي تلقائيًا سواء أنجحوا ام لم يفعلوا سيجدون عملاً".
وتضيف "سنويًا يأتي الى مدرستنا ما يقارب 150 طالبة من مدارس أخرى وخصوصًا من مدارس خاصة إذ لا يستطيع الاهالي مواصلة دفع تكاليف المدرسة، لكننا لا نستطيع ان نتحمل كل هذا العبء والعدد من الطلبة، لذا يجب النظر الى هذه الامور بشكل جدي. فلماذا يُسمَح للاسرائيليين بشراء المباني وانشاء المدارس في اراضينا، ونحن لا نستطيع؟! هناك نقود تاتي الى القدس الى اين تذهب؟!".


الظروف الحياتية في القدس تؤثر على عطاء المعلّمين
توضح الخطيب أن المعلّمين في المدارس الحكومية هم من أكثر المتضررين من ظروف الحياة في القدس، وتشرح ذلك قائلةً: "المعلّمون في مدارسنا وضعهم المادي لا يقارَن بالمعلّمين امثالهم في مدارس البلدية والمعارف، فهؤلاء يبدؤون بالحد الادنى من الأجور في اسرائيل وهو 5300 شيكل، اما بالنسبه لنا، بل وبالنسبة لي حتى كوني مديرة للمدرسة منذُ أكثر من 8 سنوات وسأتقاعد هذا العام، فمؤخًّرا فقط بدأت أتقاضى 5500 شيكل، وبالتالي هذا يشكّل عبئًا كبيرًا على المعلمين في القدس الذين يحملون أعباء الحياة وتكلُفتها العالية شهريًا إذ لدينا الأرنونة (الضريبة الاسرائيلية) والمواصلات وكل شيء لدينا باهظ الثمن، لذا فتدني الأجر يمثّل عامل احباط يسهم بالتأثير على عطاء المعلّم ويؤدي بالتالي دورًا كبيرًا في تدني التحصيل الاكاديمي للطلاب. لذلك اصبح المعلّمون الجدد يكملون دبلوم تربية في جامعة معترف فيها لدى الاسرائيليين لتدبير عمل في مدارس البلدية، فأنا هناك معلّمة لطلاب عرب وكذلك في مدارس الحكومة لكن هناك احصل 10,000 وفي الحكومة احصل على 4000. كذلك فالحالة المادية تنعكس على الطلاب، حيثُ أن هناك كثيرًا من طالباتي في المدرسة رب أُسرهنّ شهيد او اسير، وكل ذلك مُحبِط للجيل الصاعد، ومن هنا نلحظ النسِب المرتفعة من التسرّب المدرسي ولا سيما في مدارس الذكور، بالإضافة لعوامل أخرى كالزواج المبكر للفتيات في بعض المناطق كالشيخ سعد او عناتا او المكبر. وإلى جانب ذلك هناك عملية تفريغ للمدارس المهنية في القدس من الطلاب. فزوجي مدير المدرسة المهنية في عاطوروت، وقد كانت من أفضل واكبر المدارس المهنية في القدس وكانت مفتوحة لطلاب الضفة، ولكن الحال انقلب اليوم، خاصةً بعد أن تم فتح مدرستين بجانبها مدارس سخنين وهي مراكز تدريب مهني وليست مدرسةَ (توجيهي) فأصبح الاهالي يرسلون ابناءهم الى هناك بهدف تعليمهم مهنة للعمل بها وفيما بعد يتم تسجيلهم في مدارس البلدية لدى الاسرائيليين مباشرة ليتم تدريبهم، ومنه إلى سوق العمل".


ما يُعطَى من معلومات يعود لمدى التزام المعلّم بقضية فلسطين
في سؤال حول الصعوبات التي يواجهها المعلمون في شرح ما يتضمّن ذِكرًا لإسرائيل وما يخصها في المناهج التربوية، وخصوصًا في مدارس المعارف، أجابت الخطيب "حسب معرفتي الشخصية واتصالي المباشر مع معلمي البلدية فإن هذا يعود الى المعلم ذاته ومدى انتمائه ووطنيته لفلسطين، فهناك معلمون لا يتطرقون الى تلك المواضيع بتاتًا، وهنالك اخرون يواضبون على اطلاع الطلاب على كل ما يخص وطنهم فلسطين. نحن بشكل عام في مدارس القدس والمعارف ما زالنا ندرّس المنهاج الفلسطيني، وقليل منهم من يدرس المنهاج الاسرائيلي، أما من يدرّسون منهاج "البجروت" فهم من يدرّس تاريخ اسرائيل تبعًا لمنهاج اسرائيلي بحت. أيضًا نحن لدينا في منهاجنا للتربية الوطنية للصف الثامن والتاسع الكثير من المعلومات المغلوطة والتي تتطرّق لذكر إسرائيل، ولكن معلمات مدرستي لا يأتون على ذكر ما يخص إسرائيل بتاتًا، بل هم يتحدثون عن وطننا فقط".


المنهاج الاسرائيلي يطمس المعالم الفلسطينية ويبرز تاريخ اسرائيل
تروي الصحفية المقدسية سلوى ابو لبدة، تجربتها مع ابنائها الستة والمناهج الاسرائيلية والمدارس في القدس، حيثُ تقول: "عاش أولادي هذه المعاناة وهي ليست حديثة على مدينة القدس حيث مورست منذ بداية الاحتلال على مراحل حتى فوجئنا بالمناهج الجديدة والتي توصف بأنها مناهج عبرية بحتة تتصف بحذف اي شيء يدل على الوجود الفلسطيني في مدينة القدس، ومن هذه الاساليب تغيير اسماء الشوارع والمناطق والمدن، وهذا امر خطير ستبرز نتائجه على الاجيال اللاحقة عندما ستتعامل مع المسمّيات العبرية عوضًا عن استخدام الاسماء العربية، وهذه الاسماء ستُوثّق في التاريخ وستُنسَى الاسماء العربية التي تربّينا عليها وعرفناها من التاريخ العالمي والاسلامي. وهذا غير مقتصر على المناهج الاسرائيلية بل على الفلسطينية ايضًا، حيث تتم مراجعة المناهج الفلسطينية من قِبَل الجهات الاسرائيلية ليتم بعدها اصدارها، وهذه الممارسات ستجعل من الجيل الجديد جيلاً مهجّنًا من التربية الاسرائيلية، ولكن نحن كأهالي نراهن على المعلّمين الذين يدرّسون اولادنا أن يكونوا اكثر وعيًا في ايصال الحقيقة للطلاب، كما تقع المسؤولية ايضا على الأهالي من خلال تدريسهم لأولادهم وتعريفهم بالمعلومات الصحيحة وتوعيتهم بالمغلوطة كحذفهم للتاريخ الكنعاني لنا كفلسطينيين وتدريس التاريخ الاسرائيلي البحت دون لفت النظر للوجود الفلسطيني التاريخي بهدف شطبه من التاريخ".


انتقاء مدرسة جيدة في القدس قضية صعبة
حول خيارات المدارس المتوفّرة في القدس، تعلّق أبو لبدة قائلةً: "كأم أجد نفسي محاصرة في انتقاء مدرسة تعطي ابني التعليم السليم لقلة عدد المدارس في القدس وتعمُّد اهمالها، واذا فكرت في إلحاقه بمدرسة في الضفة الغربية سأواجه صعوبة عندما نذهب لإصدار هوية قدس تمكّنه من السكن فيها، وذلك لاشتراطهم ان يكون قد تلقّى تعليمه في القدس وليس خارجها مما يضطر بعض الأهالي لإلحاق ابنائهم بمدارس اسرائيلية تدرّس المنهاج الاسرائيلي ولكن مُترجَمًا للعربية  كي يكمل ابناؤهم التعليم".
وتكمِل "في المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم هناك صعوبات كبيرة مثل قلة عدد المدارس وسوء البنية التحتية فيها واكتظاظ الصفوف بأعداد كبيرة من الطلاب، ومن تجربتي الشخصية قمت بادخال ابني لإحدى المدارس الحكومية ولكن واجهت مشكلة في عدم الاهتمام من قِبَل الطاقم التعليمي وذلك لقلة عدد المدرسين مما يضطر الاستاذ لتدريس اكثر من مادة لتعويض النقص في الكادر التعليمي، والعدد الكبير من الطلاب يجعل من وظيفة المعلم اكثر صعوبة في ايصال المعلومة وفي السيطرة على الصف والمدرسة التي يدرسُ فيها ابني تقع داخل البلدة القديمة وهي مُعرّضة لكثير من الاحداث والتوترات، ففي المناسبات الاسرائيلية مثلاً يُمنَع الطلاب من الوصول للمدرسة لقربها من حائط البراق الذي يستخدمه المستوطنون للصلاة مما يجعل من الشوارع ملجأً للطلاب بدلاً من غرفة الصف. اما الطلاب الذين يأتون من خارج البلدة القديمة فهم معرّضون لنفس المعاناة لأن فتح بوابة باب العامود يرتهن بالظروف التي تحددها اسرائيل. وبدورها فإن مدرسة دار "الايتام" التي خرّجت العديد من الشخصيات المهمة والمتفوقة على مستوى الوطن تحوّلت لمدرسة ذات مستوى تعليمي متدنٍ بسبب المضايقات التي تتعرّض لها. فكيف إذًا سنجد جيلاً متعلّمًا بمثل هذه الظروف!".


مدارس القدس بحاجة ماسة للتأهيل
في حين تؤكّد أبو لبدة حاجة المدارس في القدس لإعادة التأهيل اداريًا وتعليميًا فإنها تنوّه إلى أن "المشكلة تكمن في أن اعتراض الاهالي على نوعية التعليم المقدّم سيعطي الفرصة للاسرائيليين لفرض سلطتهم على المدارس بدعوى انها لا تقدم تعليمًا سليمًا وفرض المنهاج الاسرائيلي كبديل مما يضطرنا للسكوت خوفا من خسارة المدرسة".
وتضيف "ابني الاصغر سيخضع لامتحان الثانوية العامة الفلسطيني، ولكن ضمن الظروف التعليمية الصعبة علي ان أُخضِعه لدورات تقوية ودروس خاصة خارج نطاق المدرسة لأضمن تلقيه تعليمًا يمكّنه من اجتياز هذه المرحلة، خاصةً أن مستواه الاكاديمي تراجع جدًا، لعدم تمكّنه في كثير من الأحيان من الوصول للمدرسة وهو أمر أصبح يتكرر بشكل روتيني مما يمثّل خطرًا كبيرًا على التعليم في مدينة القدس".
وتختم الخطيب حديثها مطالبة السلطة بفتح مدارس حكومية جيّدة تقوم بسد الفراغ والعجز والضعف الموجود في قطاع التعليم بمدينة القدس ومساعدة اهل القدس بالاستعاضة عن المدارس الخاصة التي تكلّف الكثير من الاموال في ظل غلاء المعيشة.