نظّمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والمنظمة النسائية الديمقراطية الفلسطينية حفل تأبين للمناضلة "نهاية محمـد" ذات الكفاح العريق في الدفاع عن قضايا الشعب الفلسطيني والحقوق النسوية من اجل وحدة وتطوير الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، في قاعة الشهيد القائد ابو عدنان قيس في مخيم مار الياس في بيروت تكريمًا ووفاءً لها بإعتبارها أحـد مؤسسي الجبهة.

 وأمت القاعة العديد من الوفود المعزية يتقدّمهم سفير دولة فلسطين لدى لبنان اشرف دبور وممثلون عن العماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط والنائب السابق عصام نعمان، والمناضل معن بشور، اضافة الى ممثلين عن الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية ووفد من الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية تقدّمته الاخت زهرة ربيع وممثلات الاطر النسوية الفلسطينية، وحشد من ممثلي التيارات السياسية والحزبية والشعبية والنقابية والنسائية وشخصيات لبنانية وفلسطينية. وتقبّل التعازي عدد من اعضاء المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية وعلى رأسهم الرفاق: صالح زيدان، وعلي فيصل، ومحمد خليل، وابراهيم النمر وخالدات حسين اضافة الى عدد من اعضاء اللجنة المركزية.

 وتخلل التأبين القاء الكلمات، كانت أولها كلمة المنظمة النسائية الديمقراطية الفلسطينية ألقتها خالدات حسين فاشارت الى دور الفقيدة النضالي وفي اطار الحركة النسائية الفلسطينية والعربية، حيث كانت من المساهمين في تأسيس عدد من الائتلافات النسوية الفلسطينية والعربية وكانت لها بصمات واضحة في القوانين والتشريعات الفلسطينية المتعلّقة بالمرأة وايضا الاستراتيجيات النضالية الخاصة بالاسرة، وعرفت كيف تجمع ما بين النضال الوطني التحرري من اجل دحر الاحتلال والنضال النسوي الهادف الى تحرر المراة والمساواة بين الجنسين. وقالت حسين:  "نفتقدك وتفتقدك معنا ساحات المواجهات النسوية ضد الاحتلال عند بوابات قلنديا وتفتقدك ايضا ساحات النضال من اجل حرية المراة.. لانك من المؤمنات والمناضلات اللواتي نقلنَ الينا ايمانهنّ بأن حرية فلسطين ترتبط بحرية المرأة وان حرية المرأة ترتبط بحرية فلسطين".

كلمة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية القتها عضو المجلس الاداري للاتحاد عضو قيادة فرع الاتحاد بلبنان "زهـرة ربيع" قائلة: "ناضلَت الشهيدة من اجل وحدة الاتحاد العام للمراة ووحدة الاطر المشتركة والعمل النسوي الموحد الذي يخدم نضال وحقوق المراة الفلسطينية. ان رحيل مناضلاتنا ومناضلينا لا يمكن ان يوقف نضال شعبنا. ونعاهد الشهيدة على المضي في خط النضال لدحر الاحتلال واقامة دولتنا الحرة خالية من كل اشكال الاستيطان".

من جهته قال المناضل اللبناني معن بشور: "قدّمت حياتها من اجل فلسطين وكانت واحدة من قافلة أعطوا حياتهم من اجل اعدل قضية في هذا العصر.. التقيت بالراحلة خلال المراحل الاولى لتأسيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، ورأيت كم كانت شعلة تتوهج متميزة بذلك التفاني والحيوية المتفقة في عملها.. وما يعزينا اليوم انها بنت حزبًا ظلت وفية لتراثه، وبنت جبهة تحمل مبادئ وإرادة عظيمة في النضال الوطني".

أمّا كلمة الجبهة الديمقراطية فألقاها عضو مكتبها السياسي علي فيصل قائلا: "ان التاريخ النضالي للراحلة اكبر من ان نعرف عنه، فكانت علمَاً من اعلام الحركة النسائية الفلسطينية وأدّت دورًا نضاليًا مشهودًا له في الحركة الوطنية الفلسطينية. وقد بدأت رحلة نضالها منذ وقت مبكر وغادرتنا بعد رحلة نضال طويلة تاركة خلفها تاريخا نفخر ونعتز به في الجبهة الديمقراطية".

وأكّد ان الوقت ليس في صالح قضيتنا الوطنية والمطلوب الاسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها جميع القوى والشخصيات الوطنية الفاعلة وبما يمكنها من تفادي اوجه الخلل والقصور الذي عاشته الحكومة السابقة، والتوافق على برنامج سياسي يحمي ثوابت ومكتسبات الشعب الفلسطيني في اطار شراكة وطنية تلحظ دورا للمرأة الفلسطينية في صنع القرارت الوطنية واستراتيجية نضالية جديدة كخطوة على طريق انهاء الانقسام، وايضا توفير الاجواء المناسبة لانتفاضة شعبية ضد الاحتلال والاستيطان".  ودعا فيصل الى رفض اية صيغ دولية لاستئناف عملية المفاوضات بما فيها المبادرة الفرنسية التي تهبط بسقفها عن الحد الادنى من الحقوق الفلسطينية خاصة بما يتعلق بالاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية، المجمَع على رفضه فلسطينيًا، هذا اضافة الى المساس بباقي مكونات المشروع والحقوق الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها القدس والاستيطان والحدود وشطب حق العودة وبما يشكّل انقلابًا على قرار الأمم المتحدة الذي اعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة. واشار الى الاحداث الامنية التي شهدتها بعض المخيمات داعيًا الى اتخاذ كل الاجراءات الكفيلة بعدم تكرارها عبر اشراك الحالة الشعبية في معالجة كل اوضاع المخيمات، وبما يوفر الاجواء الايجابية التي تضمن مواصلة التحرك الواسع الذي يخوضه الشعب الفلسطيني بشكل موحّد دفاعاً عن حقه في العودة وايضًا دفاعًا عن حقوقه ومصالحه الاجتماعية، داعيًا الجميع الى التعاطي مع اي خلل امني بروح المسؤولية الوطنية وبما يعزز الموقف الفلسطيني الساعي إلى مزيد من تحصين وتعزيز حالة الناي بالنفس بعيدا عن الازمتَين المحلية والاقليمية.