محمد ابو خضير دمك لن يذهب هدراً... الدم الفلسطيني غال جداً

لقد اهدت"الامم المتحدة ضد الفلسطينيين" شعبنا الفلسطيني وعائلة الطفل الشهيد محمد ابو خضير(17) عاماً، في الذكرى السنوية الاولى لقتله واحراقه حياً على ايدي مستوطنين متطرفين (مضيفة بذلك وصمة عار جديدة الى تاريخها وقراراتها التحيزية المطلقة والصريحة لصالح الاحتلال الاسرائيلي)، اذ رفض الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون وفي تقريره السنوي، إدراج اسرائيل ضمن" اللائحة السوداء" للجهات المنتهكة لحقوق الأطفال.

وبدورنا نقول لبان كي مون ان تقريرك منتقص وغير مكتمل، كان حري بك ان تشكر حكام اسرائيل على جريمتهم النكراء لارتكابهم أبشع جريمة في التاريخ القديم والمعاصر حيث لم يسبقهم احد على ارتكاب مثل هذه الجريمة. وان تمنحهم ايضاً جائزة نوبل لقتلهم(2217) شخصاً بعدوانهم على قطاع غزة، من بينهم ( 556) طفلاً و(293) سيدة، وعلى قتلهم افراد المهمات الطبية والصحافيين وقصفهم المدارس ومراكز الامم المتحدة والبنى التحتية والمنشآت وتدميرهم(31974) منزلاً وبناية.

الطفل الفلسطيني محمد ابو خضير والبالغ من العمر(17)عاماً من شعفاط في القدس المحتلة في 2 تموز من العام المنصرم قام مستوطنون بخطفه وتعذيبه قبل ان يقوموا بإحراقه حياً، وهذه الجريمة غير المسبوقة لم تحرك ساكناً الضمير العالمي لأن الضحية فتىً فلسطيني..

في ذكراه الأولى.. ولإيقاظ الضمير الاممي والعالمي من سباتهم العميق... ولتذكير العالم ان الدم الفلسطيني غال جداً وانه لن يذهب هدراً، احيت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" المناسبة بمجموعة فاعليات ونشاطات في المناطق والمخيمات الفلسطينية.

ففي بيروت وضمن اعتصام خميس الأسرى، اعتصمت فصائل الثورة والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللبنانية وممثلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني ورجال دين وصحافة وكشافة المرشدات الفلسطينية وحشد من ابناء المخيمات الفلسطينية في بيروت، أمام الصليب الأحمر الدولي في الحمرا، قبيل ظهر 2/7/2015 حيث القيت الكلمات، وفي نهاية الإعتصام تم تسليم مذكرة الى مندوب الصليب الاحمر الدولي وائل ياسين.

ومن الشخصيات المشاركة في الإعتصام نائب رئيس مجلس امناء مؤسسة القدس الدولية الوزير السابق بشارة مرهج، ومنسق عام الحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة العربية معن بشور، وامين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في لبنان فتحي ابو العردات، وممثل سفارة دولة فلسطين خالد عبادي، الامين العام لاتحاد المحامين العرب عمر الزين، وممثل التيار الوطني الحر رمزي  دسوم، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية علي فيصل، وممثل حركة حماس ابو العبد مشهور، وممثل الجهاد الاسلامي ابو وسام منور، وممثل حزب الإتحاد خالد المعلم.

وكانت البداية مع كلمة ألقاها مرهج جاء فيها: "نلتقي اليوم ابناء الشعب الفلسطيني وابناء الشعب اللبناني للاحتفال بذكرى شاب فلسطيني مناضل  محمد ابو خضير، الذي قضى شهيدًا وهو يصارع العدو الصهيوني، وبالامس حاول العدو الصهيوني احتلال بيروت ولكنه بعد ساعات خرج ذليلاً لأن المقاومة لاحقته من بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع، وبوجود مناضلين مثل محمد ابو خضير في المدن الفلسطينية، في غزة والقدس والخليل، سيخرج الجيش الاسرائيلي وسيخرج الغزاة  لأن المناضلين الفلسطينيين رفاق محمد ابو خضير لن يسكتوا عن الاحتلال وسيلاحقونه من بيت إلى بيت  ومن شارع إلى شارع حتى تحرر فلسطين وتعود إلى اهلها".

        واضاف: "سنظل نحتفل بذكرى الشهيد محمد ابو خضير وبكل الاسرى  في السجون الاسرائيلية ونقول لهم جميعا انهم في القلب والوجدان، انهم في ذاكرة هذه الأمة وان التاريخ سينصفهم إذا كانوا يلاقون الاهمال اليوم من الانظمة العربية المتخاذلة فإن الشعوب العربية والقوى العربية تعتز بهم وتفخر بهم ولن تخذلهم".

        ودعا مرهج كافة الفصائل والقوى الفلسطينية إلى التوحد في  المؤسسات والميادين وفي المنتديات الدولية حتى تقوى كلمة فلسطين وتكون لها الوقع الذي تستحقه هذه القضية المركزية الكبرى في الوجدان.

ثم كانت كلمة دسوم، حيثُ قال: "نتقدم بأسمى آيات التبريكات من الشيخ المجاهد خضر عدنان لكسره قيود الاعتقال وانتصاره على سجانيه عبر خوضه معركة الامعاء الخاوية ونتوجه الى بقية الاسرى الابطال الذين ما زالوا قابعين في زنازين الظلم الصهيونية لنقول لهم ان الارادة الصلبة تصنع المعجزات ولنشد من أزرهم لأن هذا العدو الغاشم لا يفهم الا لغة التحدي وهو يفتقد لابسط الحقوق الانسانية ويضرب عرض الحائط المواثيق الدولية  المتعلقة بحقوق الانسان.

نحن اليوم في الذكرى السنوية الاولى على الجريمة المدوية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق شهيد الفجر الفتى محمد ابو خضير الذي عُذّب وأُحرِق حياً والرأي العام العربي والدولي يغط في سبات عميق.

اننا نناشد المنظمات الدولية التي تعنى بحقوق الانسان والعدالة الدولية الضغط على هذا العدو الصهيوني المجرم الذي يستبيح فلسطين ارضاً وشعباً كي يتوقف عن غيه واجرامة اللامتناهي".

وبعد ذلك كانت كلمة أبو العردات، ومما جاء فيها "نجتمع هنا اليوم في الذكرى السنوية الاولى للشهيد محمد ابو خضير الذي احرقته عصابات الصهاينة وهو حي، هذه الجريمة النكراء التي هزت ضمائر العالم أجمع يجب ان لا تمر دون حساب، حتى تستقيم العدالة وترتاح النفوس. نعم نجتمع هنا فلسطينيين ولبنانيين من أجل ان ينال هؤلاء القتلَة عقابهم، وبالأمس كنا في الوطن والتقينا بعائلة ابو خضير التي زارت لبنان حيث اكدنا لهم اننا لن نرتاح حتى ينال المجرمون عقابهم ، نعم من هنا من امام مقر الصليب الأحمر الدولي نتوجه الى المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الأنسان والى كل الأحرار ان يحاصروا هذا الكيان الصهيوني الغاصب، من اجل تقديم القتلى الى محكمة الجنايات الدولية لينالوا العقاب. ونتوجه الى اهل الشهيد ونقول لهم نعم نحن هنا ومعكم يا اهالي  الشهداء، نحن هنا من لبنان معكم قلبًا وقالبًا، لقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، التحية لأهلنا في فلسطين ولبنان، التحية الى اللجنة الوطنية واهلنا في المخيمات. واننا على العهد باقون.

أمّا ابو وسام منور فقال: "في الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد الفتى  محمد ابو خضير ندرك تماماً ان هذا العدو المجرم هو ومستوطنوه ومغتصبوه لا يفهمون الا لغة القوة، هذا الكيان المدعوم من المجتمع الدولي بكل اطيافه وكل مسمياته هو فوق الحساب، المطلوب من مؤسسات المجتمع الدولي الحقوقية والانسانية ان تقوم بدورها.

بالامس انتصر الشيخ خضر عدنان بعد 55 يوماً من الاضراب في معركة  الارادة والتحدي فكانت له الحرية التي ينتظرها خلال ايام، لذا هذا العدو لا يفهم الا لغة التحدي والمقاومة لغة الاصرار على الحقوق التي لا نتنازل عنها ابداً فقضية فلسطين الشعب والارض والمقدسات لا يمكن ان نفرّط بها".

وبعدها كانت كلمة عمر الزين، طالب فيها الصليب الأحمر الدولي بالتالي:

اولاً: التفتيش الدوري لوضع اليد على الجرائم التي تُرتكَب في معتقلات العدو الاسرائيلي.

ثانياً: فضح الجرائم اللانسانية بكل انواعها التي ترتكبها السلطة المحتلة في فلسطين.

ثالثاً فرض التقيد بالانظمة والقرارات والمواثيق والمعاهدات الدولية بشتى الطرق المتاحة على الجلاد واجهزته الامنية.

وطالب القيادات الفلسطينية بمايلي:

اولاً: وضع ملف الاسرى والمعتقلين والجرائم التي ترتكب بحقهم من العدو الصهيوني امام المحكمة الجنائية الدولية.

ثانياً: مطالبة الامم المتحدة باصدار القرار بتشكيل محكمة خاصة لمحاكمة الجلادين الصهاينة عن جرائمهم في فلسطين.

كما طالب الزين البرلمانات العالمية والعربية والاسلامية التحرك السريع لاطلاق الاسرى والمعتقلين من المجلس التشريعي الفلسطيني البالغ عددهم 7 نواب ومن المنظمات الحقوقية في العالم وفي مقدّمهم منظمات المرأة للتحرك والعمل للافراج عن النساء المعتقلات اللاتي تجاوز عددهن المائة".