المستقبل/النهار/اللواء/البلد: «الفصائل» و«القوى» تطالب بالتحقيق في حوادث «عين الحلوة»

عقدت قيادة الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية اجتماعا طارئا في مقر سفارة فلسطين في بيروت، بحضور سفير دولة فلسطين اشرف دبور وناقش المجتمعون الاحداث المؤسفة التي شهدها مخيم عين الحلوة والاوضاع الامنية في المخيمات وعلى اثر الاجتماع تحدث عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية.. علي فيصل موجها التحية الى ابناء شعبنا في مخيمات لبنان وعلى الاخص في مخيم عين الحلوة وحي طيطبا على ما ابدوه من حس وطني عال في التعالي على الجراح وتفويت الفرصة على كل العابثين بمخيماتنا او الاساءة الى امنها واستقرارها..

وتابع فيصل قائلا: من الطبيعي ان تلقى مثل هذه الاحداث الادانة والاستنكار من قبل الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية لما تشكله من اساءة كبيرة الى شعبنا وقضيته الوطنية والى امنه ونضاله من اجل حقوقه الوطنية خاصة حقه في العودة وبالتالي كان لا بد من هذا اللقاء لمعالجة تداعيات ما حدث بروح وطنية مسؤولية تضع مصلحة الشعب الفلسطيني فوق كل الاعتبار، مؤكدين في الوقت ذاته على ضرورة حل جميع الخلافات الداخلية بالحوار المسؤول وعدم اللجوء الى السلاح وسيلة لحل خلافاتنا.

وناقش المجتمعون كل الجوانب المتعلقة بالاحداث وكلفوا اللجنة الامنية العليا بمتابعة ما حصل ومعالجة جميع التداعيات الناتجة عنه وايضا تشكيل لجنة تحقيق واجراء المصالحات الميدانية اللازمة بين جميع المعنيين وداخل الاحياء.

كما ناقش المجتمعون اوضاع مخيم نهر البارد وتخفيض خدمات الاونروا ودعوا الى مواصلة الجهود والتحركات من اجل توفيرالاموال اللازمة لعملية اعمار البارد ووقف اجراءات الاونروا بشأن تقليص الخدمات..

وقد قررت القيادة السياسية الموحدة ابقاء اجتماعاتها مفتوحة لمتابعة الاوضاع في المخيمات ومعالجة تداعياتها والسهر على حفظ الامن والاستقرار في المخيمات وجواره

وأوضح بيان للفصائل، أن المجتمعين «دانوا الحوادث الاخيرة في المخيمات وأكدوا على معالجتها بالحوار وعدم اللجوء الى السلاح والعنف. كما أكدوا التمسك بالمبادرة الفلسطينية الموحدة التي أعلنتها الفصائل في لبنان والملتزمة بالحفاظ على أمن واستقرار المخيمات وجوارها والحفاظ على العلاقات الاخوية اللبنانية - الفلسطينية وتفعيل القوة الأمنية المشتركة في المخيمات«.

ولفت البيان الى أنه تم تكليف «اللجنة الأمنية العليا بمتابعة الحادث وتداعياته وتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على حقيقة ما جرى».

فيصل

بعد الاجتماع، قال عضو قيادة «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين«، علي فيصل: «من الطبيعي ان تلقى مثل هذه الحوادث الادانة والاستنكار من قبل الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية لما تشكله من اساءة كبيرة الى شعبنا وقضيته الوطنية والى امنه ونضاله من اجل حقوقه الوطنية خاصة حقه في العودة وبالتالي كان لا بد من هذا اللقاء لمعالجة تداعيات ما حدث بروح وطنية مسؤولة تضع مصلحة الشعب الفلسطيني فوق كل الاعتبار، مؤكدين في الوقت ذاته ضرورة حل جميع الخلافات الداخلية بالحوار المسؤول وعدم اللجوء الى السلاح وسيلة لحل خلافاتنا«.

مجلس علماء فلسطين

واستنكر الناطق الرسمي لمجلس علماء فلسطين في لبنان الشيخ محمد الموعد ما دار من اقتتال في اليوم الأول من شهر رمضان في مخيم عين الحلوة، مؤكداً «حرمة الاقتتال وإراقة الدماء«.

وأكد «أن الذي يقرر مصير المخيم الشعب الفلسطيني، وليس أفراداً أو أحزاباً أو حركات، كما لا يحق لأحد أن يتحكم بمصير المخيم وحياة الناس وأمنهم لأهداف ومكتسبات شخصية وحزبية معروفة للجميع، لا تخدم القضية الفلسطينية إطلاقاً.

 

 

النهار: كاغ من مخيم برج البراجنة: لتقديم دعم إضافي إلى "الأونروا"

دعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ "المانحين الدوليين إلى تقديم مزيد من المساعدات الدولية الى وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين وتشغيلهم في الشرق الأدنى" من أجل تأمين حاجات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان واللاجئين من سوريا".

كلام كاغ جاء خلال جولة قامت بها في مخيم برج البراجنة يرافقها المدير العام لمكتب "الأونروا" ماتياس شمالي. وقد أطلع مسؤولون في "الأونروا" كاغ على عمل المنظمة في المخيمات الـ12 للاجئين الفلسطينيين في لبنان، بما في ذلك برج البراجنة، وعلى التحديات المتنامية التي تواجههم بسبب تضاؤل الدعم الدولي من المانحين. وقالت كاغ: "يواجه سكان المخيم صعوبات هائلة، ويجب بذل الجهود الممكنة لتوفير دعم أكبر للاجئين الفلسطينيين".

والتقت كاغ لاجئين فلسطينيين من سوريا وزارت عيادة طبية تديرها "الأونروا" ومركزا للمسنين.

وفي لقاء مع لجان الشباب واللجان الشعبية، اطلعت كاغ على الوضع في مخيم برج البراجنة بما في ذلك مشاكل الفقر والنقص في الخدمات الطبية والبطالة والإيواء.

ورحبت بالهدوء في المخيم وخصوصا منذ بدء الأزمة في سوريا، مشجعة على "مزيد من التعاون بين السلطات الفلسطينية واللبنانية لتأمين استمرار هذا الهدوء".

 

الديار: عين الحلوة: فتح الخاسرة

ماهر الخطيب

من دون سابق إنذار، عاد مخيم عين الحلوة إلى الواجهة من جديد، ليعكس صراعاً لافتاً، كان يكبر بعيداً على الأضواء بهدف السيطرة على أحياء المخيم، بين أكثر من جهة إسلامية وغير إسلامية، ليحمله معه مؤشرات خطيرة بالنسبة إلى المستقبل، خصوصاً بعد أن أثبتت القوى والفصائل الفاعلة عجزها عن ضبط الأوضاع بداخله.

على مدى الأشهر السابقة، كانت تسمع القيادات الفلسطينية والإسلامية في عين الحلوة، كلاماً واضحاً من قبل المسؤولين الأمنيين، بضرورة العمل على تحصين أمنه وإستقراره، نتيجة المعلومات المؤكدة عن سعي بعض الجهات الخارجية، بالتعاون مع الجماعات المتطرفة الناشطة بداخلها من بقايا فتح الإسلام وجند الشام، على قلب الأوضاع رأساً على عقب متى تسمح لها بالظروف بذلك، لكنها مع الأسف فشلت في القيام بأي خطوة جدية، لا بل تمادت تلك الجماعات بجرائمها، ولولا حكمت بعض القوى، لا سيما حزب الله بعد إغتيال أكثر من عنصر مقرب منه، لكان عين الحلوة دخل إلى المجهول منذ فترة.

في هذا السياق، توضح مصادر فلسطينية من داخل المخيم، أن الإشتباكات الأخيرة، التي نتجت أصلاً عن خلاف فردي بين شخصين، أثبتت بما لا يقبل الشك أن كل الجهات تعدّ نفسها لمواجهة كبرى بأي لحظة، وتشير إلى أن الخلاف الفردي أدى إلى سقوط عدد من الضحايا والجرحى، بعد توسع المواجهات على نحو واسع، وتسأل: «كيف سيكون الوضع في حال كان الخلاف سياسي أم عقائدي؟»

بالنسبة إلى هذه المصادر، المشكلة الأساسية تكمن في غياب دور القوة الأمنية المشتركة، التي راهن عليها الكثيرون من أجل إعادة الأمن إلى أحياء عين الحلوة، لكنها على ما يبدو ليست أكثر من شرطة مرور، وتضيف: «في كل مرة تثبت أنها غير قادرة على فرض هيبتها، في حين أن القوى المتطرفة تتمدد، وهي باتت متواجدة في أكثر من 5 أحياء، في حين كانت في السابق تسيطر على اثنين فقط».

وفي الوقت الذي تؤكد فيه المصادر أن الأوضاع داخل المخيم تقلق الأجهزة الأمنية اللبنانية، خصوصاً أنها قادرة على التوسع أكثر نحو الجوار اللبناني، الذي لا يحتاج إلى أكثر من شرارة ليشتعل، توضح أن الخاسر الأكبر من وراء كل ما يحصل هو حركة فتح، التي أصبحت على ما يبدو عاجزة عن القيام بأي مهمة، مع العلم أن أي إنتكاسة تحصل في عين الحلوة ستكون نتائجها كبيرة جداً، على مستوى القضية الفلسطينية وحق العودة، لا سيما بعد الذي حصل في نهر البارد واليرموك.

وتشير المصادر الفلسطينية أن ما يحصل من تدهور ناتج بشكل أساسي عن تردي الاوضاع داخل حركة فتح، نتيجة الأزمة المالية والخلافات الداخلية على السلطة، وتلفت إلى أن جهات لبنانية عملت جاهدة على التوصل إلى مصالحة بين الفريقين في وقت سابق، إلا أنها فشلت في تحقيق أي تقدم، نظراً إلى أن الخلاف لا يتوقف عند أشخاص بل يمتد إلى جهات داعمة عربية وأجنبية، وتشدد على أن الساحة اللبنانية هي جزء أساسي من هذا الصراع، وربما يكون الإنفجار الفلسطيني الأول في داخلها.

إنطلاقاً من ذلك، تدعو مصادر أمنية فلسطينية، إلى مراقبة ما حصل خلال الإشتباكات الأخيرة بشكل دقيق، حيث أثبتت القوى المتطرفة أنها قادرة على نقل عناصرها من منطقة إلى أخرى بسرعة قياسية، في حين أكد القائد السابق للكفاح المسلح الفلسطيني العميد «اللينو» أنه جاهز لخوض أي مواجهة، أما حركتي فتح وحماس تبدلتا الإتهامات بينهما، في إنعكاس إلى الخلاف القائم منذ سنوات بينهما، والذي كان من المفترض أن تكون الساحة اللبنانية بعيدة عنه، وهو ظهر إلى العلن من خلال ما نقلته وكالة «القدس» للأنباء عن لسان قائد القوة الأمنية المشتركة العميد خالد الشايب، حيث أكد الأخير أن سبب الإشتباك هو صراع على النفوذ بين حركة حماس وحركة فتح، من خلال فادي الصالح المحسوب على حماس، ومجموعة عبد سلطان المحسوب على فتح.

وترى المصادر الأمنية الفلسطينية أن القوى المتطرفة هي الرابح الأكبر من هذا الواقع، فهي القوة الوحيدة القادرة على التمدد في ظل الإنقسام القائم على أكثر من مستوى، في الوقت الذي كان المطلوب فيه أن تجتمع مختلف القوى الفلسطينية والإسلامية من أجل منعها من جر عين الحلوة إلى المجهول، وتعتبر أن المؤشرات الحالية لا تبشر بالخير، حيث باتت المواجهة الكبرى منتظرة في أي وقت، خصوصاً أن هناك تحضيرات فعلية لذلك، ولم يعد من الممكن مواجهة الجماعات المتطرفة من دون دفع ثمن كبير.

على هذا الصعيد، تعتبر هذه المصادر أنه إلى جانب عصبة الأنصار التي تحافظ على قوتها، وتبرز بين الحين والآخر، يبدو أن اللينو يسعى إلى فرض نفسه بقوة في المعادلة، لا سيما أن لديه ما يقارب 300 عنصر المدربين والمجهزين من أجل خوض مواجهات، وهو بالإضافة إلى ذلك لديه خبرة في التعامل مع الجماعات المتطرفة، التي خاض معها أكثر من مواجهة في السابق، واليوم لديه الدعم الكافي من قبل بعض الجهات لتحقيق هذا الهدف، وتضيف: «الرجل يريد أن يضرب عصفورين بحجر واحد، الأول يؤكد من خلاله أنه الرجل الأقوى على الساحة الفلسطنية في عين الحلوة، والثاني يوجه من خلال رسالة إلى حركة فتح بأنها لم تكن على حق في الإجراءات التي اتخذتها ضده في السابق».

في المحصلة، تجزم هذه المصادر بأن المواجهة أصبحت أمراً واقعاً، إن لم تكن اليوم فهي غداً، وتعتبر أن المواطنين العاديين هم من سيدفع ثمنها غالياً، بسبب حالة الإهمال والترهل والصراع التي تمر بها مختلف الفصائل.

 

اللواء: طاولة حوار حول حق عمل اللاجئين الفلسطينيين

دعا «الائتلاف اللبناني الفلسطيني لحملة حق العمل للاجئين الفلسطينيين في لبنان»، لحضور طاولة الحوار مع السفراء في لبنان لمناقشة التقرير الدوري الشامل الثاني لعام 2015 والمقدّم من «شبكة المنظّمات والمؤسّسات اللبنانية والفلسطينية» الناشطة في مجال حقوق الإنسان.

ويناقش التقرير حالة حقوق الإنسان للاجئين الفلسطينيين في لبنان والتوصيات السابقة، وكما ويقدم توصيات جديدة على الدول الحاضرة لتبنّيها وطرحها على الدولة اللبنانية في اجتماع مجلس حقوق الإنسان في جنيف في تشرين الأوّل 2015، من العاشرة حتى الواحدة ظهر الجمعة المقبل 26 الجاري، في اوتيل «الريفيرا»، كورنيش المنارة - بيروت.

 

اللواء: لقاء تضامني مع الأسير خضر عدنان في «دار الندوة»

في إطار «الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة»، دعت «اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في لسجون الاحتلال الصهيوني»، للمشاركة في اللقاء التضامني الثاني مع الأسير المجاهد الشيخ خضر عدنان بصموده الأسطوري، وهو يواجه خطر الموت لإضرابه عن الطعام، وتضامناً مع كافة أسرى الحرية، عند الثانية عشرة ظهر اليوم (الثلاثاء) في «دار الندوة» - الحمراء - بيروت.

 

النهار: توقيف سارق في عين الرمانة

اوقفت دورية من فصيلة الشياح الفلسطيني م.ع. (41 عاماً) بالجرم المشهود خلال سرقته بعض محتويات منزل في محلة عين الرمانة، وتبين أنه من أصحاب السوابق بجرائم الخطف والسلب والابتزاز، وقد أقدم على سرقة 9 منازل من مناطق مختلفة بينها كفرشيما والشويفات وفرن الشباك والحدت.

أودع الموقوف مفرزة بعبدا القضائية للتوسع في التحقيق .

 

المستقبل: «حماس» نحو هدنة طويلة مع إسرائيل؟

أسعد حيدر

لا توجد مواعيد مقدسة. لذلك نهاية حزيران، ليس اليوم الموعود لتوقيع الاتفاق النووي الأميركي الإيراني، للسماح بتسوية نهائية صالحة للتوقيع من الطرفين الأميركي والإيراني معاً. ليس سهلاً على الإيراني توقيع اتفاق سيقدم فيه تنازلات قاسية تتأكد يوماً بعد يوم. الشعب الإيراني يلح على انجاز الاتفاق. القيادة الإيرانية تريده لكنها تتردد حتى تنجز صياغة تبريراتها للتنازلات التي اضطرت لتقديمها، والتي لا بد أن تثير أسئلة كثيرة وصعبة على الصعيد الشعبي ومنها لماذا تأخرتم كل هذا الوقت وأجبرتم العائلات على المعاناة اليومية وقبل ذلك سخرتم كل ثرواتنا لبناء مشروع تعرفون أن «سقفه» محدود لا يمكنكم خرقه؟.

هذا سؤال من فيض من الأسئلة التي ستجد مكاناً لتحديد المواقف خلال الانتخابات التشريعية ومجلس الخبراء قبل مطلع الربيع القادم. إيران ما بعد الاتفاق لن تكون إيران ما قبله. لكل حالة شروطها وأدواتها. التغيير في إيران سيطال كل حركتها في المنطقة، ليس بالضرورة أن تتخلى عن أحلامها وطموحاتها «الامبراطورية»، لكن من الآن وحتى تتوضح الاجابات والمواقف التي يمكن البناء عليها، فإن المنطقة وتحديداً «الهلال الشيعي» الممتد من حلب الى عدن، سيشهد المزيد من الحرائق والهجرات والمآسي، والتحولات التي قد تشكل مسارات خطيرة على مستقبل جميع القوى والبنى التي تشكل جغرافية المنطقة. لذلك من المستحيل، الحديث عن مستقبل سوريا والعراق واليمن وحتى لبنان السابح في الفراغ منذ أكثر من عام.

وسط هذا المجهول، يتشكل مستقبل جديد للقضية الفلسطينية، قائم على اليأس من الحاضر وعلى أمل أن يتم بناء مستقبل على يد جيل جديد استوعب كل تجارب الماضي. سواء كانت مفاوضات، أو مباحثات مباشرة أو غير مباشرة، فإنها تفتح الباب بين حركة «حماس» وإسرائيل نحو «هدنة طويلة» غير محدودة.

لا شك أن «الغزاويين»، الذين أثبتوا دائماً أنهم «مصنع« للرجال، قد تعبوا من الحروب التي كانت آخرها «الجرف الصامد». تعبوا لأنها حروب بلا نتائج تستحق التضحيات والحصار، ولا هي مفتوحة على أفق يدعو الى التفاؤل والأمل.

حرب «الجرف الصامد» لن تكون آخر الحروب، لكن كما يبدو قد تكون الحرب التي تعقبها هدنة طويلة الأجل. يمكن لحركة «حماس» أن تقدم سلسلة من الأسباب التي تدفعها للتفاهم مع إسرائيل وهي التي أسقطت الوحدة الفلسطينية باسم متابعة المقاومة، وهي التي رفضت اتفاق أوسلو والدولة الفلسطينية، لأن ذلك حرام لأن فلسطين تكون، من النهر الى البحر أو لا تكون. لذلك أساءت الى الرئيس الشهيد ياسر عرفات. «حزب الله» فتح لإيران الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان. «حماس» فتحت حدود غزة أمام إيران ومنحت «خطابها المقاوم» حجة التعددية بأن طهران لا تفرق في المقاومة بين شيعي وسني. فماذا حدث حتى تنقلب «حماس» على نفسها وتقبل «هدنة مفتوحة»؟

لا شك أن «الفوضى الخلاقة» في المنطقة قد «قصقصت» أجنحة «حماس». خسرت «حماس» في مصر خسارة قاسية مع سقوط سلطة الاخوان ومحمد مرسي، ومن ثمّ «حزب النهضة» في تونس، وتراجع «العدالة والتنمية» في تركيا، الى جانب خسارة الدعم الإيراني. أكد النظام الإيراني أنه لا يرحم في تحالفاته. الالتزام والانخراط الكامل أو الانفكاك والطلاق. أقفلت طهران «حنفيتها» أمام «حماس»، أسوأ ما جرى أثناء حرب «الجرف الصامد» وما بعده، فلا سلاح للقتال ولا مال للبناء. مضى عام كامل و»الغزاويون» في العراء على مرأى منازلهم المهدمة.

ولا شك أن «حماس» التي تعرف إيران أدركت أن التغيير في الموقف الإيراني منها ليس مؤقتاً ولا محكوماً فقط بمواقفها، وإنما أيضاً لأن إيران دولة يهتف شعبها «لا غزة ولا لبنان نحن نحب إيران«. ولذلك فإن الولي الفقيه آية الله علي خامنئي وهو المقبل على عالم جديد من العلاقات، تحدث سابقاً عن «استفتاء يشترك فيه الفلسطينيون والإسرائيليون (دون أن يسميهم) لتحديد مستقبل فلسطين. فلماذا لا تبحث «حماس» المحاصرة من إسرائيل وإيران ومصر وخسائر «الإخوان المسلمين» عن حلول جديدة تحميها من نهايتها في السلطة وحتى الوجود السياسي؟

أخيراً فإن الخلاف المكشوف مع مصر أنتج عداء طال الأمن القومي المصري، ما أدى الى إغلاق المعابر والأنفاق، فتأكدت الكارثة.

السؤال الكبير، هل ستتمكن «حماس» من فرض اتفاق مع إسرائيل بوجود «حركة الجهاد» و»داعش» الوليدة ؟ وهل سيؤدي ذلك الى صدامات داخلية تضطر فيها «حماس» الى طلب النجدة من «فتح» والسلطة الفسلطينية؟

كل شيء ممكن في عالم يتغير بالقوة والدماء.

 

النهار: طبخة بحص جديدة للفلسطينيين؟

ماجد كيالي

في الحقيقة لا جديد في المبادرة الفرنسية المقترحة، ولا على أي صعيد يتعلق بحقوق الفلسطينيين، سوى الوعد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، في حال لم تنجح المفاوضات الجديدة، المقترحة بين الجانبين، في فترة زمنية مدتها 18 شهرا. والمعنى أن هذه المبادرة تستهدف فقط شراء الوقت، واعادة الطرفين إلى اللعبة التفاوضية مجددا، ولفت الانتباه إلى الدور الفرنسي على الصعيد الدولي، اما مشكلتها فهي تتلخص برفض إسرائيل لها، وممانعة الولايات المتحدة لأي خطوة عملية ضاغطة على إسرائيل.

تتجاهل فرنسا، في تحركها الأخير، أن المسيرة التفاوضية بدأت منذ أكثر من عقدين (1993)، وأن الفلسطينيين التزموا بالتهدئة، او بالهدنة، وحتى بالتنسيق الأمني، منذ عقد كامل، اي منذ انتهاء الانتفاضة الثانية، لا سيما مع صعود أبو مازن إلى سدة السلطة (2006). كما تتجاهل وقائع ان الفلسطينيين كانوا وافقوا على خطة "خريطة الطريق" (2002)، ثم على مسار أنابوليس (2007)، وبعدها على المقترح الاميركي باستئناف المفاوضات لمدة عام (اواسط 2013)، وأن كل ذلك لم ينجح لاصطدامه بمواقف إسرائيل المتمثلة برفضها ولو وقفاً جزئياً ومؤقتاً لأنشطتها الاستيطانية، وعدم قبولها الاعتراف بدولة مستقلة للفلسطينيين في ارضهم المحتلة عام 1967، وإصرارها على فرض مزيد من الشروط عليهم، ضمنها طلب اعترافهم بها كدولة يهودية.

في المضمون يقترح الفرنسيون احالة العملية التفاوضية إلى مجلس الأمن الدولي، على ان يتم التباحث في الخطوط العامة لعملية السلام في مؤتمر دولي يعقد لهذا الغرض، بحيث يتمخض عن اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مع إيجاد حل متفق عليه لقضية اللاجئين. ومعلوم أن الفلسطينيين ابدوا ترحيبهم بهذه المبادرة في حين رفضتها إسرائيل من منطلق رفضها أي تدخل في مفاوضاتها مع الفلسطينيين.

هكذا من المرجح ان تصل هذه المبادرة إلى حائط مسدود، بسبب رفض إسرائيل لها، وتراجع اهتمام الإدارة الاميركية بالعملية التفاوضية، سيما مع انشغالها بقضايا اقليمية ودولية أكثر اشتعالا او الحاحا، وبحكم غياب حال الضغط العربي على إسرائيل، ومع اخذنا في الاعتبار افتقاد فرنسا لأوراق القوة او الضغط التي تمكنها من ترجمة مبادرتها. بيد أن الأهم من كل ذلك أن هذه المبادرة تأتي في زمن سياسي لا يشتغل في مصلحة التسوية، بخاصة مع كل هذا الاضطراب، او الخراب، المجتمعي والدولتي في المشرق العربي.

لكن هذا الاستنتاج لا يقفل الباب أمام تطورات اخرى في علاقة إسرائيل بالفلسطينيين، إذ لا ننسى أن اتفاق اوسلو حصل بعيد حرب الخليج الثانية، أي أن ظروف الاضطرابات اليوم قد تدفع اسرائيل لتخليق معادلات جديدة في علاقاتها مع الواقع الفلسطيني في الضفة وفي غزة، على النحو الذي يخدم مصالحها طبعا.

 

النهار: متى الأقصى والمهد؟

امين قمورية

"بروفة" إحراق كنيسة الطابغة في طبريا على أيدي "دواعش" اليهود، حققت مرادها. المكان ليس مجرد معبد، انه مقام ديني وتاريخي عريق حقق فيه المسيح اعجوبة تكثير الخبز والسمك... مع ذلك كانت ردود الفعل دون حجم الفاحشة. فآذان اهل الديار اعتادت ترداد انباء تدمير المعابد والكنائس والمساجد والتكايا والزوايا وجرف الآثار والمقامات وحرق التاريخ من سومر وبابل الى تومبكتو مرورا بنمرود والحضر ونينوى ومتحف بغداد وقلاع سوريا وحصونها وشواهدها، ولم يعد لفاجعة جديدة ان تعكر مزاجاً أو تثير انتباهاً في ظل سيل المجازر الانسانية والثقافية المرتكبة.

آثار تدمر التي صمدت تاريخاً تنتظر الآن تدميراً يليه اندثار وسط صمت القبور. "دواعش" اليهود الذين احرقوا الطابغة ليسوا حاضرين في مدينة زنوبيا. ولسنا من هواة القاء كل تبعات تخلفنا وهمجيتنا على "المؤامرة الصهيونية العالمية"، ذلك ان "دواعشنا" كثر وهم من كل الاطياف والالوان، وإن حمل بعض هؤلاء صفة رسمي أو حزبي أو عقائدي، فانه في الميدان لم يظهر حسا انسانيا أو حمية ثقافية ارقى من تلك التي يظهرها حامل صفة الارهابي. بيد ان "داعش" الاسرائيلي لا يخفي سعادته بما يرتكبه "دواعشنا"، فقتل التاريخ الانساني وطمسه، ومحو ذاكرة الخصوم واصحاب المعتقدات الاخرى، هواية صهيونية قديمة، كي يبقى منظور واحد لقراءة الماضي والمستقبل هو المنظور التوراتي. وفي هذا المجال، أبدع علماء الآثار والمؤرخون الاسرائيليون في تشويه الحقائق والمعتقدات وتحريفها، بينما اتقن "دواعشنا" ممارسة أفعال الابادة في كل ما هو حضاري وقيمي عندنا.

في ظل الغرق العربي في وحول الانحلال السياسي والثقافي والاخلاقي، البروفة الاسرائيلية التي نجحت في طبريا، قد تتكرر في القدس والخليل والناصرة وبيت لحم. فمن يردع "دواعش" اسرائيل عن الرقص فوق ركام الاقصى والمهد، اذا كان رب البيت العربي بالطبل ضارباً؟ ومن يملك الحياء بين العرب لرفع الصوت اذا ما رحل بضع مئات الالوف من الفلسطينيين من الجليل والنقب والضفة بالاكراه أو بالاقناع، بعدما صار نصف سكان العراق وسوريا واليمن وليبيا نازحين خارج بيوتهم أو خارج أوطانهم؟

يهودية دولة اسرائيل، ليست مجرد وهم وكلام هراء، هي أفعال تمارس كل يوم خطوة خطوة، تهويداً وعنصرية مقيتة في الداخل وضرباً للوحدة الفلسطينية وتفسيخاً لدول الجوار الى حين تحقيق الهدف المنشود. وفي انتظار اعلانها رسميا بعد الحصول على الاعتراف اللازم بها، لا عجب ان تظل النيران مشتعلة في الاقليم ممهدة لرسم خرائط مغايرة تقوم على أسس أو بالاحرى خوازيق جديدة تتلاءم مع طبيعة المولود الجديد.