علمت من مصادر عدة ان هناك اعتداءات منظمة ضد الاخوة المسيحيين والاحباش في البلدة القديمة في القدس وهؤلاء ينطلقون من المسجد الاقصى حيث يتولى بعض من يفسرون الدين على هواهم واحزابهم تعبئة هؤلاء المغرر بهم ضد الاخوة المسيحيين ولا يأتون على ذكر بساطير الاحتلال ومستوطنيه الذين يدنسون المسجد الاقصى يومياً.
نحن هنا لسنا أمام حالات فردية بل عمل تقوم به جماعة مدفوعة الأجر نقداً، فالاعتداء على الضيوف الاردنيين في المسجد الأقصى كان مبيتاً حيث تم الاعلان مسبقاً أن قاضي قضاة الأردن الشيخ أحمد هليل ووزير الأوقاف الأردني هايل داود سيكونان في المسجد لصلاة الجمعة.. وكثيراً ما تعرض زوار المسجد الأقصى من العرب والمسلمين إلى مثل هذه التحرشات لأهداف حزبية سياسية، وكأن هناك قرضاويين وغيرهم يحرضون للإبقاء على المسجد الأقصى خالياً من الزوار المسلمين، فلماذا مثلاً جرى استقبال وزير تركي بحفاوة؟ هل لأن علاقته مع حماس جيدة ومع حزب التحرير حيث تدخل لصالح حزب التحرير في غزة حتى يحيي ذكرى سقوط الخلافة العثمانية هناك؟
لا نريد لشعبنا أن ينزلق في هذه النعرات الدينية ولا الحزبية بل نريده صفاً واحداً في مواجهة الهجوم الاستيطاني الذي يتركز على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وقد زرت القدس قبل فترة ولاحظت وجود أفواج من الحجاج المسيحيين قدموا من افريقيا وجنوب شرق آسيا وأوروبا والولايات المتحدة في مجموعات تنشد الأناشيد الدينية في درب الآلام فغطى وجودهم على المستوطنين، فلماذا نمنع المسلمين من الحضور حتى يرفعوا معنويات أهلنا في القدس ويحركوا الأنشطة السياحية فيها؟
إن العابثين بالنسيج المجتمعي الفلسطيني والتعايش الدائم والمتسامح بين الأديان يحاولون جرنا إلى عين الاعصار اللعين الذي يجتاح دول المنطقة ويدمر ويخرب ويقتل ولا يرى الاحتلال. فلنكن فلسطينيين ندافع عن هويتنا الفسيفسائية التاريخية وعن ديننا المتسامح وعن العهدة العمرية، حتى نقبر المؤامرة قبل ولادتها، ونفضح الوسواس الخناس الذي يعمل لايقاد الفتنة بين أبناء شعبنا خدمة للمشروع الاستيطاني الاحتلالي.