تحقيق: غادة اسعد- نجح بنيامين نتنياهو، بتحصيل 30 مقعدًا في الكنيست الـ20، ما دفعه إلى الإعلان فور تأكده من فوزه، أنّه لن يتحالَف مع المعسكر الصهيوني، الموصوف بالأكثر اعتدالاً، وبكل سهولة استطاعَ تحقيق ائتلافٍ كبير، يجعله يطمئن على الأقل خلال نصف مدة حكمه، أن يُحافظ – كما شدّد في خطابه بُعَيد صدور نتائج الانتخابات – على "الحكومة الجديدة قويّة ومستقرّة وأن يكون أمنها مُصانًا وأن يبذل جهودًا مضاعفة لتحقيق الرفاه الاجتماعي لجميع الإسرائيليين".
غير ان الواقع السياسي والحزبي في إسرائيل غير مُستقِر، ما يعني عدم وجود ضمانات لمكوث نتنياهو أربع سنوات أخرى في دفة الحكم، فرغم نجاحه بائتلافه مع أحزاب الوسط والأحزاب الدينية المتشدِّدة، وحصوله على 67 مقعدًا، فإنّ المستقبل الإسرائيلي غير البعيد يُخبّئ مفاجآت كثيرة على مستوى الأحزاب بمجملها، والتي تشكّل بمجموعها 120 عضو كنيست، وهي: "الليكود": 67 مقعدًا، "المعسكر الصهيوني": 24 مقعدًا، "القائمة العربية المشتركة": 13 مقعدًا، "هناك مستقبل" (برئاسة يائير لبيد - وسطي): 11 مقعدًا، "كلنا"- (برئاسة موشيه كحلون-وسطي): 10 مقاعد، "البيت اليهودي" (بزعامة نفتالي بنيت): 8مقاعد، "شاس" (برئاسة ارييه درعي): 7 مقاعد، "يهدوت هتوراة" (بزعامة يعكوف ليتسمان): 6مقاعد، "يسرائيل بيتينو" (بزعامة ليبرمان): 6 مقاعد، "ميرتس" (برئاسة زهافا غلئون): 5مقاعد، يُذكر أنّ نسبة التصويت في إسرائيل وصلت إلى نحو 72.2% من الناخبين، وهي أعلى بنسبة بنسبة 4.6% عن نسبة التصويت في العام 2013.
من الواضح أنّ نتائج الانتخابات ستُساهم بتحسين الوضع الاقتصادي لحزب الليكود، وستصل ميزانية الحزب إلى 34.37 مليون شيكل، علمًا أنّ الميزانية السابقة كانت 30 مليون شيكل. والتزامات الليكود تصل إلى 12 مليون شيكل موزّعة على شكل قروض بنكية، وبحصولهم على التمويل الجديد ستحصل القائمة في الكنيست على 69 ألف شيكل لكل عضو كنيست، كما يحصل الحزب من الحكومة الجديدة على 2 مليون شيكل لتمويل مشترك، مقابل 1.2 مليون شيكل للحكومة السابقة.


كيف فاز نتنياهو؟!
لم تأتِ نتائج الانتخابات، مُفاجئة، كما توقّع البعض، بل كانت متوقّعة بالنسبة لكثير من المحللين، فرغم أنّ  نتنياهو عاشَ أجواءً صعبة في الفترة الأخيرة، بينها انتظار قرار رئيس الكيان بخصوص التهم المرتبطة باستغلاله وزوجته منصبه في تبذير أموال المؤسسة الإسرائيلية، وأزمة السكن الخانقة التي يعيشها الإسرائيليون والتي قد تسفر عنها احتجاجات كبيرة، علاوةً على تحديه للولايات المتحدة، الحليف الأول لإسرائيل في الشرق الأوسط، إلا أننا لا نستطيع أن نُنكر أنّ نتنياهو يعرِف من أين تؤكل الكتِف، بمعنى أنه يعرف كيف يُعبّئ الشارع الإسرائيلي بالخوف الكبير من إيران وداعش وغزة أيضًا، وهو استمالَ بالأساس الأحزاب الصهيونية المتدينة والمُتطرِفة، والتي تُعادي العرب في الداخل أيضًا.
ويبدو أنّ الإسرائيليين لا يثقون كفايةً بقدرة المعسكر الصهيوني على حمايتهم أمنيًا، كما لا يؤمِنون بالسلام مع الفلسطينيين، لأنهم لا يثقون أصلاً بالسلطة الفلسطينية، خاصةً بعد خطواتها أحادية الجانب باللجوء إلى الأمم المتحدة والمطالبة بإعلان دولة، إضافة إلى قرار السلطة الفلسطينية بتعزيز مقاطعة البضائع الإسرائيلية، يأتي هذا بالتوازي مع خطابات نتنياهو العنصرية والتحريضية، وتصريحه أنه لن يعترف بدولة فلسطينية، وأنه سيزيد البؤر الاستيطانية، وأنه سيقف بالمرصاد لمواجهة الفلسطينيين في القدس، وتشديده على تقسيم الأقصى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كل ذلك زاد منسوب العنصرية لدى الإسرائيليين، لذا اختاروا الرجُل الذي يرفع صوته بقوة ويتحدى العالم مِن أجل إسرائيل، كما تحدى نتنياهو وألقى خطابه دون خوفٍ أو تردّد.
صحيح أنّ تصريحات المعسكر الصهيوني كانت تتحدث عن تحصيل حقوق اجتماعية واقتصادية، وتغيير الخطاب إلى خطاب يساري، يتقبّل الآخر ويساوي بينَ الجميع، لكنْ يبدو أن الإسرائيليين لا يعرفون أو لا يثقون ببوجي (هرتسوغ)، ولا يرون فيه شخصية قويّة كما يبدو نتنياهو، أما الأصوات التي حصدها هرستوغ فهي أصوات الراغبين بالتغيير في إسرائيل، لكن المؤسِف أنّ حزبَي الليكود والمعسكر الصهيوني حصدا أصواتًا هائلة لدى المجتمع العربي، كان من الممكن أن تمنح القائمة العربيّة المشتركة أكثر من 15 مقعدًا، وهذا ما فضحته نتائج الانتخابات.


حاربَ على كُلِ صوتٍ ليبقى رئيسًا للحكومة!
جاء في الصحافة العبرية أنّ نتنياهو لا يعرف معنى الديمقراطية والمساواة، ولم يُطبقها خلال سياسته. أما الفوز الساحق الذي حققه في اللحظات الأخيرة، فجاء بعد خشيته من نجاح العرب بالتأثير على حكومته وفرض قراراتٍ أو إسقاط حكومة، حيثُ وجّه نداءٍ لمصوتيه من المستوطنين واليهود المتدينين والمتطرفين يُناديهم بإنقاذه، بذريعة أنّ العرب قرروا الخروج والتصويت بكثافة، ما قلبَ الدفة لصالحه.
هكذا فاز نتنياهو حين أدخل الخوف في عقول الإسرائيليين، وكرّر حديثه عن خطر عربي وفلسطيني ينتظرهم، قد يُنهي الدولة اليهودية إلى الأبد، فيمالم ينجح هرتسوغ بخطابٍ يقول فيه أنه يؤمِن بحدود دولة إسرائيل الحالية، وبالحاجة لأصدقاء في العالم، وأنّ الفلسطينيين يمكنهم أن يكونوا شركاءً، وأنّ إسرائيل ستفشل إذا ما ظلّت تعيش على فكرة المستوطنات.
وكشفت الصحافة العبريّة تمادي نتنياهو في التحريض على العرب في الداخل والتلويح بضرورة كسر شوكة أوباما وأوروبا اللتين تساندان السلطة الفلسطينية ولهما تأثير في انتخابات الكنيست المحليّة. وفي تحليلٍ للكاتب "يوسي فيرتير" رأى أنّ نتنياهو كان يعرف أنّه سيحصل على أصوات، مع ذلك أظهر قلقًا واستغلّه لصالحه، حتى أنه صمت عن استطلاعات الرأي التي أظهرت تفوّقًا للمعسكر الصهيوني بأربعة مقاعد على الليكود، إلى ما قبل أربعة ايام من انتخابات الكنيست، عندها، جمع حوله رؤساء المستوطنات، وقال لهم إنّ عليكم حزم امتعتكم والرحيل عن المستوطنات، متذرعًا بمقولة "يريدون إسقاطي، ليس بسببي وإنما بسببكم أنتم، فالحكومات الأجنبية والأوروبية والملياردات من الولايات المتحدة والمكسيك ومن قطر والسلطة الفلسطينية جيمعهم يريدون بيوتكم، أي أرض آبائنا"، ولم يكتفِ نتنياهو بذلك، بل طالب جماعات المستوطنين بإفشال التصويت في البلدات العربية، ونجح مندوبو الصناديق من المستوطنين اليهود مِن سرقة أصوات لصالح العرب.


القائمة العربية المشتركة وحُلم التأثير!  
بـ13 مقعدًا حلّت القائمة العربية المشتركة، كقوة ثالثة في الكنيست، وهي مركّبة من أربعة أحزاب، وهي المرة الأولى التي تأتلف فيها الأحزاب العربية بقائمة واحدة مشتركة لتخوض انتخابات البرلمان الإسرائيلي، علمًا أنّ نسبة العرب تتجاوز المليون ونصف المليون، أي 21% من سكان إسرائيل، دون الأخذ بعين الاعتبار سكان القدس والجولان المحتلين.
ورغم أن الوِحدة الفلسطينية في الداخل رفعت نسبة التصويت في الداخل، لأولِ مرّة إلى 13 مقعدًا، أي أنها زادت بمقعدين على الأقل، إلا أن الأحزاب المشاركة في المنافسة كانت تتوقّع حصولها معًا على 15 مقعدًا على الأقل، لتكون نِدًا قويًا وقوّة مانعة في الكنيست، ولمحاربة العنصرية الإسرائيلية في عقر برلمانها، غير أنّ أسبابًا كثيرة حالت دون ذلك، وهي متعلّقة بتركيبة الأحزاب العربيّة واستعدادها الكافي، وعملها في استجلاب الأصوات، إلى جانب مخطط نتنياهو التحريضي الذي استخدم ارتفاع نسبة التصويت لدى العرب سلاحًا لإخراج المستوطنين للاقتراع ربع ساعة قبل إغلاق الصناديق. لكن في خضم ذلك لا يمكننا انكار أنّ بعض المصوتين ساندوا الأحزاب اليهودية، خاصةً المتطرِّفة منها، وفي غالبها يضيف ممثلاً عربيًّا، لا يحمل أجندة وطنية ولا يؤمِن بفلسطينيته وعروبته كفاية، ما يجعل التصويت يتجه لهؤلاء العرب في الأحزاب الصهيونية- للأسف، ورغم عمل الفلسطينيين على نشر التوعية على المستوى الحزبي المنفرد والقائمة المشتركة، إلا أنّ هناك مَن يصوِّت للأحزاب الصهيونية إما لأنه لا يؤمِن بعروبته بشكلٍ كافٍ، أو لأنه يشعُر أنه أقليّة وعليه حماية نفسه مِن خلال اللجوء إلى أحزابٍ صهيونية معروفّة.


اليمين المتطرِّف يقول إنه رصد تزويرًا في الصناديق العربيّة والمشتركة تنفي!
أدعى اليمين المتطرف أنّه استطاع منع التزوير في 150 صندوق اقتراع في القرى العربية، وكانت القناة العاشرة الإسرائيلية قد نشرت تقريرًا مصورًا اعتمد بالأساس على تحقيق أجراه اليمين الفاشي في إسرائيل، أدعت من خلاله أنّ عمليات تزوير وقعت في بعض الصناديق في القرى العربية.
وأشار التقرير أنّ اليمين الفاشي تحرّك بإيعاز من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي طالب بالتصدي لتوجه العرب بكثافة إلى صناديق الاقتراع، ولاقى اليمين دعمًا شرطيًا، ومساندةً قوية من قيادات يمينيّة، متطرّفة، وجاء في التقرير المصوّر أنّه سيتم التحقيق في صناديق ببلدات: الطيبة، الطيرة، رهط، عرابة والناصرة.
إلى ذلك نفى المدير المالي ووكيل القائمة المشتركة منصور دهامشة لـ"القدس" ما جاء في التقرير المتلفز، وأضاف: "لو كانت الادعاءات صحيحة لتوجه المراقبون إلى لجنة الانتخابات، لكن من الواضح أنّ ادعاءاتهم تضليليّة وتصب لصالح اليمين ورئيس الحكومة لإحباط الوحدة العربيّة".


د.يوسف جبارين: ثقة الجماهير ذخيرتنا لمجابهة العنصرية
يقول النائب العربي الجديد في الكنيست، وهو أخصائي حقوقي، د.يوسف جبارين: "على الرغم من مشاعر الارتياح لإنجاز القائمة إلا أنّ نتائج الانتخابات عمومًا تثير القلق".
ويضيف: "لقد أماطت الانتخابات الأخيرة اللثام مرة أخرى عن الوجه الحقيقي لنتنياهو الذي ظهر بشكل شخصي يوم الانتخابات وحرّض على المواطنين العرب في محاولة منه لنزع الشرعيّة عن أحقيتهم بالتصويت والتأثير على مجريات الأمور السياسيّة في البلاد، هذا التوجه يعزّز من التوجهات العنصريّة ضد الأقليّة القوميّة".
ويضيف: "من الأهميّة بمكان الإشارة إلى خطوة البيت الأبيض الذي عبر عن قلقه وامتعاضه من توجه نتنياهو والحملة الدعائيّة التحريضيّة التي قام بها في فترة الانتخابات الأمر الذي يتعارض مع القيم الديمقراطيّة، لذا تقع علينا مسؤولية كبيرة جدًا خصوصًا بعد الدعم الكبير الذي حصلنا عليه من جماهيرنا، ما يتطلب منّا العمل سويةً من خلال القائمة المشتركة وطرح قضايا شعبنا ومناهضة التشريعات القانونيّة العنصريّة التي تنتقص من مكانتنا كأقليّة قوميّة أصلانيّة في هذه البلاد".


تحديات في مواجهة سياسة نتنياهو
حذّر الاتحاد الأوروبي استنادًا إلى تقارير يوميّة تنقلها وسائل الإعلام المختلفة من القدس، وكان آخرها تقرير سرّي لصحيفة "الغارديان البريطانية"، من أنّ إسرائيل تقف في نقطة الغليان التي تقعد القدس في داخلها، على ضوء استمرار البناء الاستيطاني شرقي الخط الأخضر، ومواصلة الخروقات والاختراقات للمسجد الأقصى، ما يهدد حلّ الدولتين.
وأوصى تقرير للاتحاد الأوروبي بضرورة اتخاذ سلسلة من الإجراءات بهدف ممارسة الضغط على إسرائيل لإعادتها إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين. وجاء أيضًا أنه "لم تكن القدس مقسمة بهذا الشكل الحاد منذ عام 1967 حين احتل الجيش الإسرائيلي القدس الشرقية، لذا فإنّ استمرار البناء غير القانوني بالقدس، والتوتر المتصاعد حول المسجد الأقصى والخروقات التي سجلت هناك طيلة العام الماضي قد تفجر موجة عنف لم نشهد مثلها"، في إشارة إلى استشهاد الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير، والعمليات المتتالية التي وقعت في القدس بينها قتل خمسة مستوطنين، إضافة إلى الاقتحام اليومي للحرم القدسي الشريف، والإجراءات العقابية بحق أهالي القدس بينها الإخطارات بالهدم، وتدمير منازل المقدسيين.
الاتحاد الأوروبي طالب بتشديد العقوبات على إسرائيل بسبب استمراره ببناء المستوطنات في المدينة، ما يؤجج الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ودعا إلى تشديد العقوبات الأوروبية على الكيان الإسرائيلي، بسبب مواصلته بناء المستوطنات في المدينة، حيث ربط النشاط الاستيطاني بتأجيج الصراع.
من جهته أكدّ الكاتب المقدسي راسم عبيدات لـ"القدس" أنّ "إسرائيل ستتمادى في توسيع الاستيطان في القدس على حساب المقدسيين، ما يعني تضييق الخناق ودفعهم إلى مرحلة اليأس والشعور بالمهانة والإحباط"، وأضاف "كما أنّ هناك قلقًا كبيرًا من زيادة حملات الاستيلاء على المنازل والممتلكات المقدسية، وتشديد العقوبات الجماعية بحق السكان، واعتقال الشباب والأطفال، وهدم منازل الشهداء المقدسيين، وفرض الضرائب والمخالفات وسحب الجنسية الإسرائيلية من المواطنين وطردهم خارج المدينة، كل ذلك سعيًا لتهويد وتفريغ كامل البلدة القديمة من ساكنها، وتشويه التعليم وسلخ الأراضي ما يُشكل عملية تطهير عرقي شاملة للمقدسيين".
وفي محاولة لتجنّب استعداد واشنطن لمعاقبة حليفتها إسرائيل، وتهديدات الاتحاد الأوروبي بتنفيذ عقوبات على الأخيرة، خرج نتنياهو بقرار تكتيكي مفاده أنّ الدولة الفلسطينية غير ممكنة في هذه المرحلة، وأنّه يواجه خطرًا أشد هو النووي الإيراني، كما أشارَ في سياقٍ متصل أنه يخشى من تنظيم الدولة الإسلامية للوصول إلى حدود إسرائيل، وهكذا رفع نتنياهو فزاعة الأمن في وجه أمريكا للهروب من التزامه تجاه القضية الفلسطينية وضرورة حلها كما تطلُب الولايات المتحدة.
في المُقابِل، يتطلع الإسرائيليون إلى ضرورة حل الأزمة الاقتصادية في البلاد، وكان سلاح اليمين مغازلة الطبقات الفقيرة، وضرورة معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية، والتركيز على الهيكلية والتنفيذية في القطاع العام وفي الاقتصاد، والإسهام في معالجة ارتفاع غلاء المعيشة وغلاء الشقق السكنيّة، وهي إشكاليات خطيرة، فنحو 60% من الإسرائيليين يرون أنّ المسألة الاجتماعية والاقتصادية يجب أن تكون على رأس سلم الأولويات، قبل الشؤون الخارجية والأمن.


يهودية الدولة تحدٍ للعرب
لم تتوقف يومًا تصريحات وتلميحات نتنياهو عن أنّ إسرائيل هي الدولة القومية لليهود فقط، وبات الإسرائيليون يتصرفون على هذا النحو بفعل التحريض وزرع الكراهية والعنصرية، وفي ما يُمنع حق العودة للفلسطينيين، تفتح الأبواب لأي يهودي في العالم يرغب بالوصول إلى أرض السمن والعسل، كما وصفوها.
ووفق "قانون أراضي الدولة" فإن كل الأراضي هي ملكٌ للدولة يحظر بيعها أو نقل ملكيتها، وهذا يشمل رموزها أيضا، أي العلم والنشيد والكنيست، والقوانين المستمدة من التعاليم التوراتية.
بينما يفسر محللون سياسة إسرائيل على أنها شعور بالنقص وفقدان الطمأنينة، حيثُ انها رغم مرور ستة عقود ونيّف، لا تزال تبحث عن هويتها وتحاول تأكيد ذاتها، بينما فشلت في تحقيق الديمقراطية والحداثة والعلمانية التي تحدثت عنها في أساطيرها، بينما تتجه أحزابها السياسية والدينية إلى تكوين ما وصفه محللون بـ"دولة تنظيم- يهودية"، أيضًا.