أحيت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" قيادة منطقة بيروت ذكرى يوم الأرض ومعركة الكرامة باحتفال سياسي وفني أحيته الفرق الفنية "عشاق الأقصى"، و"كشافة الكرامة" و"البيادر" السبت 28 آذار 2015 في ساحة قاعة الشعب – مخيم شاتيلا.

بحضور مسؤول العلاقات السياسية في الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور بهاء أبو كرّوم ، وممثل سفارة دولة فلسطين في لبنان حسان ششنية، وأمين سر إقليم حركة فتح في لبنان الحاج رفعت شناعة وأعضاء الإقليم، ومساعد المفوض الدكتور نبيل شعث في مفوضية العلاقات الدولية لحركة "فتح" الدكتور حسام زملط، وأمين سر حركة "فتح" في بيروت شمير أبو عفش، وأعضاء المنطقة، وممثل حزب الإتحاد عبد الفتاح ناصر، وعضو الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق الدكتور ناصر حيدر، وممثل ندوة العمل الوطني جهاد الخطيب، وممثل المؤتمر الشعبي اللبناني المحامي محمد عفرة، وممثلو فصائل الثورة والقوى والأحزاب الوطنية اللبنانية والإسلامية الفلسطينية، وممثلو قوى الأمن الوطني واللجان الشعبية والمؤسسات الأهلية الفلسطينية، وفرقة الكشافة المرشدات وحشد من أهالي المخيم.

بدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت مع قراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء، ثم النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، وألقى بعد ذلك الدكتور أبو كروم كلمة الحزب التقدمي الاشتراكي، جاء فيها: "في البداية أود أن أشكر حركة "فتح" للثقة التي اولوتوموني إياها لأقف معكم اليوم في "يوم الأرض" أرض فلسطين الغالية العزيزة الأبية، وذكرى معركة الكرامة، كرامة الشعب الفلسطيني، كرامة الشعوب العربية. من هنا من بيروت، بيروت التي وقفت دائماً إلى جانب القضية الفلسطينية و إلى جانب الشعب الفلسطيني وبالتحديد من مخيم شاتيلا، المخيمات التي عانت وضحت من أجل القضية الفلسطينية وكأني استحضر اليوم هامت المعلم الشهيد كمال جنبلاط يقف إلى جانب ومع القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات. يقفون جنباً إلى جنب، وكتفاً بكتف، ويداً بيد إلى جانب إخوتهم في المقاومة الفلسطينية التي فتحت طريق الكرامة ودرب الكرامة إلى فلسطين ويقفون مع رفاقهم في الحركة الوطنية اللبنانية مع الشهيد جورج حاوي، مع المناضل محسن إبراهيم في سبيل النضال المشترك وفي سبيل القضية المشتركة التي اجتمع من حولها الفلسطينيون واللبنانيون في معركة واحدة، معركة المصير ومعركة استعادة الشرعية والدولة الفلسطينية  والأراضي المحتلة وإزالة الاحتلال".

واستطرد أبو كروم قائلاً: وكما كنا بالأمس كذلك اليوم، يقف الحزب التقدمي الاشتراكي جنباً إلى جنب مع الإخوة في حركة "فتح" في النضال من أجل تثبيت الحق الفلسطيني  ومن أجل تثبيت الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

 وتابع: بمناسبة يوم الأرض وذكرى معركة الكرامة ليس صدفة أن تحتفل حركة "فتح" في الأرض والكرامة معاً لأنه لا كرامة بلا أرض ولا هوية بلا أرض ولا حرية بلا أرض ولا وطن بلا أرض، عاماً بعد عام تتزايد التحديات التي يخوضها الاحتلال الإسرائيلي بالإضافة إلى استمراره في سياسة الاستيطان وتهويد القدس وانتهاك المقدسات والحرمات ورفض اعطاء الشعب الفلسطيني حقه بأن يكون له أرض، وأن يكون له وطن إضافة إلى المسار التفاوضي كل ذلك اذا اضفنا له الانتصار الذي حققه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو خلال الانتخابات الأخيرة. هذه الانتخابات التي شنها وأنجزها بحملة انتخابية أسقط فيها حق الفلسطينيين في أن يكون لهم دولة واسقط فيها خيار الدولتين وكل ذلك  يفرض تحدياً على القيادة الفلسطينية، القيادة التي رسمت السبيل من أجل الذهاب إلى خيار الأمم المتحدة وبذلك كان هذا الخيار صائباً وحكيماً اختارته القيادة الفلسطينية من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية دولة على حقوق ودولة على حدود ودولة كرستها تضحيات الشعب الفلسطيني وتضحيات الأبطال الفلسطينيين خلال مسيرة النضال التي خاضها الشعب الفلسطيني هذا المسار الذي قادته القيادة الفلسطينية يترافق مع عدد من المستوجبات، أهمها: إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني، إعادة تفتيت مرتكزات المصالحة والعمل على  تطبيق ما تم الاتفاق عليه إضافة إلى الشروع في إعادة اعمار قطاع غزة. إضافة إلى ذلك بناء البرنامج الوطني الفلسطيني بمشاركة كافة الأطراف الفلسطينية، وأيضا إشراك جميع أطياف الفلسطينيين في القطاع والضفة في الداخل والشتات في الأسرى والمعتقلات إلى برنامج إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية وللمؤسسات الفلسطينية.

مضيفاً: "إن القرار الوطني الفلسطيني المستقل، القرار الذي تحدث عنه القائد الرمز أبو عمار والذي دفع حياته للتمسك به، إن هذا القرار هو الذي يشكل الخلاص للشعب الفلسطيني والذي يخرجهم من دائرة التجاذبات والصراعات والنزاعات وتوظيف التضحيات الفلسطينية من أجل مشاريع اقليمية ومشاريع خارج الإطار وخارج المصلحة الفلسطينية".

أما بالنسبة للجهود الفلسطينية على الساحة اللبنانية قال أبو كروم "لقد قامت القيادات الفلسطينية بعمل جبار وبجهود كثيرة من أجل حماية الوجود الفلسطيني في لبنان ولقد اتبعت بذلك سياسة حكيمة تخرج الفلسطينيين من دائرة التجاذبات الداخلية اللبنانية وتضعهم في إطار مصلحة الفلسطينيين في أن يكونوا بمنأى عن كل التجاذبات والصراعات الداخلية وهذه السياسة هي التي تحمي الفلسطينيين في لبنان".

وعلى الصعيد الإقليمي قال: يعمل البعض في ظل التطورات الاقليمية التي تجري حالياً الضغط حسان ششنية مصلحة للفلسطينيين إلا أن يكونوا بجانب الخيارات العربية المجمع عليها بجانب القرارت العربية الشرعية وبجانب المشهد العربي الموحد الغيور على الشعب الفلسطيني، لا يلزم الفلسطينيين باتخاذ قرارت قد تنعكس على تضحياتهم وعلى نضالهم وقد تنعكس على مسار التضحية بوجه العدو الاسرائيلي اتركوا الشعب الفلسطيني يحدد خيارته بنفسه واستراتجياته بنفسه ويحدد سياسته بنفسه هذه السياسات التي تعيد الاعتبار للاولوية الفلسطينية في مسيرة النضال الطويل.

 

كلمة حركة فتح ألقاها الحاج رفعت شناعة، جاء فيها: "نرحب بكم ونحن نحتفي بيوم الأرض ويوم الكرامة ويوم دلال المغربي. نعم في مثل هذه الأيام كان شعبنا الفلسطيني في الثلاثين من آذار صباحاً، كان ينتفض في مختلف القرى في الجليل والمثلث والنقب بوجه الاحتلال الاسرائيلي الذي حشد الدبابات والمدفعية لمواجهة الإضراب الذي أعلن عنه في الثلاثين من آذار ضد الاستيطان وضد مصادرة الاراضي العربية الفلسطينية وكانت الملحمة والاشتباكات الدامية بين المدنيين الفلسطينيين الذين خرجوا في تظاهرات شعبية جماهيرية واسعة للاحتجاج على الاحتلال. في مثل ذلك اليوم كانت الصورة الرائعة لشعبنا الفلسطيني يتحدى بصدره جنود الاحتلال سقط 6 شهداء وعشرات الجرحى خلال ساعات لكن هذه الواقعة ظلت تاريخية لأنها شملت كل الأرض الفلسطينية. واليوم ونحن نتذكر هذا التاريخ لا ننسى حقيقة الوحدة التي تحققت مؤخراً بين مختلف القوائم العربية في فلسطين في الانتخابات التي جرت، لأنها جاءت لتعزز صمود شعبنا بين مختلف تياراته وسياسته من أجل أن يكونوا موحدين بوجه الاحتلال الصهيوني الذي يدنس المقدسات ويهوّد الأراضي ويستوطن ويقتل.

مضيفاً: "في هذه الأيام وبعد أن خضنا معركة الكرامة وانتصر عدد قليل من أبطالنا على رأسهم ياسر عرفات وأبو جهاد وأبو صبري صيدم وغيرهم والفصائل التي كانت آنذاك، صمدوا بوجه جحافل الصهاينة الإسرائيليين وتصدوا لهم وكانت بالسلاح الأبيض داخل بلدة الكرامة وإلى جانب مقاتلينا لا يمكن ولا ننسى موقف الجيش الاردني الذي قاتل بشراسة وقصف التقدم الإسرائيلي، وخسرت إسرائيل العديد من آلياتها العسكرية، وخسرت ما لا يقل عن 46 جندياً إسرائيلياً كان بعضهم مكبلاً ومفحّماً داخل الدبابات لأن من وضعهم داخل الدبابات كبلّهم لأنه كان يعرف شراسة المقاوم الفلسطيني".

واستطرد شناعة قائلاً: نحن اليوم كشعب فلسطيني مطلوب منا أن نتوحد، مطلوب منا ليس أن نتصالح، لكن أن نحقق وحدتنا  الوطنية عملياً بمعنى أن يكون لنا كل الأراضي الفلسطينية، هي أرض واحدة، قطاع غزة والضفة، هي أرض الدولة الفلسطينية المستقلة التي اعترف بها العالم. 138 دولة اعترفت بفلسطين عضو مراقب في الأمم المتحدة دولة حقيقة من حقها أن تمارس كافة صلاحيات الدول. نحن اليوم نتمنى على كافة الأخوة وخاصة حركة "حماس" أن يكون هناك عمل جاد بكل مصداقية من أجل توحيد الضفة والقطاع لأننا لا نسمح أن تكون هناك أي مشاريع أخرى تعيد الشعب الفلسطيني مجزءً أو مقسماً، نحن نريد التوحد من أجل أن ننتصر على عدو قد توحد من أجل أن يهزم شعبنا وقضيتنا وارادتنا لكننا نقول في همة شعبنا وبحكمة قيادتنا وخاصة الرئيس أبو مازن الذي أخذ قرارات جريئة في المجلس المركزي الأخير فيما يتعلق بفك العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي وخاصة التنسيق الأمني، وأيضاً ما يتعلق بموضوع الاحتلال ووجوده والجانب الاقتصادي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني. نحن اليوم على مفترق طرق نحن واثقون بأننا باذن الله منتصرون لأننا اليوم نسير في عدة مسارات دفعة واحدة، وهذا مكسب سياسي ودبلوماسي وقانوني في محكمة الجنايات الدولية وايضاً تفعيل المقاومة الشعبية على أرض فلسطين في مختلف القرى والمدن. نحن اليوم في خيارات صعبة فإما أن نتوحد  وننتصر وإما أن نبقى مفرقين وننهزم. نحن أمام أمانة وضعها شعبنا في أعناقنا، شعبنا في غزة الذي عاش ثلاثة حروب مع تدمير كامل لكثير من الأحياء وحتى الآن لم يعمر قطاع غزة منذ عام 2009 ولذلك نحن نقول المطلوب منا جميعاً أن نتفق مع حكومة الوفاق الوطني التي وقّع عليها الجميع واختارها الجميع، أن نقبل بوجود هذه الحكومة حتى نسمح بدخول الأموال التي تبرع بها العالم لبناء قطاع غزة، العالم يقول هو لا يتعامل مع تنظيمات لا مع "فتح" ولا مع "حماس" هو يتعامل مع حكومة، وليسمح الجميع لهذه الحكومة أن تأخذ دورها على أرض الواقع حتى ننصف شعبنا الذي قدّم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وشعبنا يستحق الاحترام ويستحق أن ننحني له وأمامه من أجل أن نكون أوفياء لشهدائنا  لجرحانا وأسرانا الأبطال.

بعدها بدأت الفقرة حيث قدمت فرقة عشاق الأقصى وصلات غنائية وطنية نالت إعجاب الحضور فصفقوا لها مطوّلاً. ثم قدمت كشافة الكرامة دبكة الشمالية، فألهبت حماس الجمهور حيث نصبت الدبكات الجانبية وعلت زغاريد النسوة. أما فرقة البيادر فقد أثارت بدبكاتها الفولكلوريا التراثية على وقع أناشيد حركة فتح الحمية والحماس في نفوس الجمهور الذين تفاعلوا أيضاً عبر نصب الدبكات في الساحة.