بعثت عائلة الزعيم الأممي الكبير نيلسون مانديلا، رسالة إلى الشعب الفلسطيني، تحيي فيه صموده المستمر، ونضاله المشروع من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، عن أرضه ومقدساته، وتمكينه من إقامة الدولة المستقلة وتقرير المصير، وذلك من مزرعة ليليزليف التاريخية أمس الأحد.

وقالت العائلة في الرسالة التي وقعها المتصرف القانوني والأدبي باسم العائلة، عضو الجمعية الوطنية ماندلا مانديلا، 'أن روح جدي نيلسون مانديلا تقف مع الشعب الفلسطيني في نضاله العادل'. وأضاف خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد لمناسبة الإعلان عن بدء فعاليات أسبوع الآبارتهايد الإسرائيلي الحادي عشر، في جمهورية جنوب إفريقيا، 'لو كان جدي موجودا بيننا الآن، لكان فخورا بهذا الجيل جنوب الإفريقي الذي يرفع راية التضامن مع الشعب الفلسطيني'.

وأكدت العائلة، بأن 'تضامننا مع فلسطين لن يكون عبر الكلمات والخطابات المكتوبة على الورق وفقط، وإنما سيكون من خلال ترجمة فعلية لقناعتنا بالتضامن مع الشعب الفلسطيني على الأرض، من خلال المشاركة الفاعلة في حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها BDS'.

من جانبه عبر شاكا سيسولو، حفيد القائدين الوطنيين وولتر وألبرتينا سيسولو، عن قناعته بأن 'نضال شعب جنوب إفريقيا ضد نظام الفصل العنصري، الذي قاده الأجداد، له تكملة هذا اليوم عنوانها الوقوف في وجه نظام الآبارتهايد الإسرائيلي'.

وطالب سيسولو كافة مواطنيه بالانخراط الفعلي في العمل التضامني مع الشعب الفلسطيني، داعيا إياهم 'إلى المشاركة في فعاليات أسبوع الآبارتهايد الإسرائيلي كي يكون صوتهم مسموعا لدى العالم'.

وصرحت الناشطة روستان داوود التي تنحدر من أصول مسلمة ويهودية مشتركة، بأن 'تاريخ جنوب إفريقيا وتاريخ فلسطين يجمعه مربع واحد، عبرت عنه قرارات الأمم المتحدة التي أدانت نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وإسرائيل'. وأردفت بأن سلوك الاحتلال الإسرائيلي العنصري ضد الشعب الفلسطيني يتطلب من كافة الأديان والعقائد بما فيها اليهودية أن تقف من أجل إنهائه وتمكين الشعب الفلسطيني من حريته واستقلاله'.

كما قال يوهان نايدي أحد أبناء وزراء فترة حكم نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، عن دعمه المطلق 'لكل الشجعان الذين يقفون مع حرية الشعب الفلسطيني، ويعلنون رفضهم للسياسات العنصرية الإسرائيلية'. فيما أعلنت الناشطة عليا كاترادا باسم عائلة المناضل الكبير أحمد كاترادا، عن تنويع الفعاليات هذا العام، في أسبوع الآبارتهايد الإسرائيلي في نسخته الحادية عشرة، 'لتصل إلى قرى ومدن جديدة في جنوب إفريقيا، بشكل مميز عن الأعوام السابقة'.

من جهتها كشفت المنسقة العامة لفعاليات الأسبوع، بشيرة سورتي، أن 'أكثر من 85 منظمة وفعالية حزبية وحقوقية ونقابية ومدنية قد انضمت للمشاركة في فعاليات أسبوع الآبارتهايد الإسرائيلي'. وأردفت أن عدد الفعاليات المزمع انطلاقها من 2 وحتى 8 آذار، قد ارتفع في اليومين الأخيرين ليصل إلى أكثر من 190 فعالية في عموم مناطق جنوب إفريقيا'.

وشددت على تنوع الفعاليات بين السياسي والثقافي والرياضي والأدبي والمسرحي والتوعوي والتفاعلي، وأشارت إلى تنظيم عدة ماراثونات رياضية أبرزها الماراثون الذي تستضيفه مدينة سويتو، معقل الحركة الوطنية الجنوب إفريقية يوم 7 آذار، ويشارك فيه سكرتير عام حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم ANC، كويدي مانتاشي.

جدير بالذكر، أن مزرعة ليليزليف تقع في منطقة ريفونيا شمال جوهانسبرغ، امتلكها الحزب الشيوعي الجنوب إفريقي SACP، منذ عام 1960م، واستخدمتها قيادة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي للنضال السري ضد نظام الآبارتهايد في جنوب إفريقيا، وإدارة عمليات الجناح المسلح للحزب الملقب بـ 'رمح الأمة'، حتى تم إلقاء القبض في 11 تموز 1963م، على قيادة حزب المؤتمر والحزب الشيوعي تحت الأرض الذين بلغ عددهم 19 مناضلا، وحاكمهم نظام الفصل العنصري ومعهم مانديلا في محكمة ريفونيا الشهيرة، التي قضت عليهم بأحكام قاسية وأودعتهم في سجن جزيرة روبين آيلاند، حتى إطلاق سراح نيلسون مانديلا في شباط عام 1990م سبقه وتبعه رفاقه الآخرون.