نظّم "مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب" و"المنتدى العالمي لمناهضة العزل" المؤتمر الثاني عشر لمناهضة العزل في قصر الاونيسكو في العاصمة اللبنانية بيروت، الخميس 26 شباط 2015 ويستمر لغاية الأول من آذار المقبل.

شارك في المؤتمر المقدم مرشد الحاج إبراهيم ممثلاً مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وممثل مدير قوى الأمن الداخلي، والوزير السابق الدكتور عصام نعمان، وأمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات، وأمين سر إقليم حركة فتح في لبنان الحاج رفعت شناعة وأعضاء الإقليم، وممثل سفير دولة فلسطين في لبنان خالد عبادي، وقيادة حركة فتح في بيروت، ومنسق عام الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق معن بشور، وممثلو الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية والإسلامية، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وممثلون عن المؤسسات والجمعيات اللبنانية والفلسطينية، ونشطاء عرب وأجانب، وعدد كبير من الأسرى المحررين من السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى كتّاب وباحثين ورجال صحافة.

بدأ المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه كلمة الأمين العام لمركز الخيام محمد صفا ومما جاء في كلمته الافتتاحية:

نرفض العزل في السجون من الناحية الإنسانية والطبية والسياسية لأن العزل نوع من التعذيب النفسي والجسدي، هو إعدام بطيء للإنسان ومحو لفكره وذاكرته وإلغاء لوجوده، نرفض ونقاوم هذا النوع من العزل.

عزل الشعوب وحصار الدول وفرض العقوبات الاقتصادية عليها لأسباب سياسية كما هو الحال تجاه كوبا، ايران، فنزويلا وغزة، وفلسطين، هو من أفظع الانتهاكات لحقوق الإنسان ولمبادئ الإعلام العالمي، هذا العزل أو الحصار الاقتصادي والسياسي تدفع ثمنه الشعوب جوعاً وفقراً.

نرفض ونقاوم هذا النوع من العزل الامبريال.. عزل المقاومين ووضعهم على قوائم الإرهاب هو انتهاك لشرعة حقوق الإنسان، فالمقاومة حق من حقوق الإنسان للدفاع عن أرضه وتحرير وطنه ومن يقاوم الاحتلال سواء في لبنان أو فلسطين أو أي بلد أخر ليس إرهابياً.

إن الأنظمة الاستبدادية الديكتاتورية صادرت الحريات العامة والخاصة لشعوبها ووضعت المعارضين في السجون.. داعش ليس فقط مشروع أميركي هدفه عزل البلدان العربية وتقسيمها وتفتيتها ومنع تطورها الاقتصادي والاجتماعي بل إن وجود أنظمة ديكتاتورية ملكية طائفية خلق التربة الخصبة للتدخل الخارجي ولولادة أبشع ظاهرة للإرهاب والإجرام في عصرنا الحالي.

نرفض ونقاوم عزل الأنظمة لشعوبها ولن تنسينا داعش وبحجة الحرب على الإرهاب لتزين دواعشنا الداخلية من أنظمة استبدادية وملكية وطائفية. نرفض ونقاوم العزل في السجون والعزل الامبريالي وعزل المقاومين وعزل الشعوب وكل أشكال العزل السياسي والطائفي والفكري والديني والحزبي وهذا المؤتمر هو مبادرة سنوية لتوحيد كل الجهود عبر الحوار والنقاش بين كل المناضلين من كافة بلدان العالم لمناهضة العزل بتأسيس جبهة عالمية لمناهضة ومقاومة العزل بكافة أشكاله.

كلمة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوار الساحلي جاء فيها: "إن القانون الدولي الإنساني الذي يجب أن يكون القانون الأسمى والذي يعلو القوانين المحلية لكل الدول أول ما يشير إليه هو حقوق الإنسان وهي حقوق مكتسبة لكل إنسان على وجه البسيطة ولا يمكن لأي قانون أن يناقضها أو ينتزعها منه ولا يمكن أيضا لأي دستور أن يحرمه منها . نظرياً هناك مؤتمرات تعقد ولقاءات تتم وبرلمانات تسن قوانين وجمعيات بالآلاف في العالم كلها تتكلم عن حقوق الإنسان عن السجون وعن الاعتقالات التعسفية وغيرها من القضايا ولكن على من تطبق قراراتها؟ إن المسؤول الأول عن انتهاك حقوق الإنسان وسياسات العزل المنظمة والاعتقالات التعسفية هي الأمم المتحدة والأمريكان وغيرهم من الدول التي تدعي التقدم".

وتطرق الساحلي إلى عدة مواضيع منها محاصرة كوبا ومحاولة عزلها، السجون التعسفية السرية منها والعلني، عزل الجمهورية الإسلامية إيران، سوريا وما يحصل بها لا علاقة له بالديمقراطية، المواد التي ينص عليها الاعلان العالمي لحقوق الإنسان.

إن الشعب الفلسطيني اثبت انه بنضاله ومقاومته يستطيع أن ينتصر على سياسات العزل والأسر والقتل واستطاعت فصائل المقاومة الفلسطينية تغيير قواعد اللعبة وأصبحت إسرائيل تحسب ألف حساب قبل القيام بأي اعتداء وهي اليوم اجبن من أن تقوم بأي مبادرة والماضي لن يعود ولم تعد الأراضي الفلسطينية المحررة ملعباً سهلاً للجيش الصهيوني.

لقد استطاعت المقاومة الإسلامية أن تدحر الجيش الذي كان يسمى الجيش الذي لا يقهر في أيار عام 2000 واستطاعت المقاومة المسلحة أن تحرر الأسرى في سجن الخيام وكان المشهد رائعاً عند دخول الأهالي لتحرير أبنائهم وفي العام 2006 حققت المقاومة والشعب اللبناني نصراً مشهوداً غير مسبوق على إسرائيل وألحقت بالكيان الإسرائيلي هزيمة لن ينساها لأنها أسست لبداية النهاية وأرست قواعد توازن الردع والرعب.

كلمة عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني علي غريب قال"نشهد ممارسات وأنماط سياسية متعددة للعزل منها:

أولاً: سياسة الامبريالية والاستعمار القديم والحديث والراهن والمشترك بينها حجز حريات المواطنين المستعمرين ومنعهم من إدارة شؤون بلادهم وأحوالهم ونهب ثرواتهم .

ثانياً: العزل عبر سياسة التمييز العنصري وقد مارس هذا النوع عدد من الدول وعلى رأسهم الصهيونية العالمية على ارض فلسطين وفي جنوب إفريقيا كما مارس عدد أخر من الدول ضد الأقليات ومنهم تركيا.

ثالثاً: العزل يحصل أيضا عبر الأصولية الدينية التي تكفر كل رأي مخالف لرأيها وعقيدتها بحيث يكون مصيره القتل أو النفي أو التهجير الجماعي وفي المحصلة العزل تمرد على نصوص المعاهدات والمواثيق الدولية التي تحفظ حقوق الإنسان وهو إلغاء للديمقراطية وعدم الاعتراف بالآخر.

وفي النهاية نحن مطالبون جميعاً بدعم كل حركة شعبية مناهضة لسياسة العزل في كافة وجوهه

كما نطالب المؤتمر برفع توصية تطالب كافة الدول لوقف عمليات الحصار الاقتصادي وإطلاق الحرية للمعتقلين السياسيين كافة من السجون والمطالبة الدائمة برفع الشرعية عن الكيان الإسرائيلي في كافة المحافل والمؤتمرات والهيئات الدولية.

كلمة عميد الخارجية في الحزب السوري القومي الاجتماعي حسان صقر قال:هذا المنتدى الذي يسعى في ما يسعى إليه إلى إرساء مفاهيم جديدة للسيادة والحرية والاستقلال مفاهيم تختلف عن ما يجري تسويقه لنا ومن خلال بعضنا أحيانا فللغرب وحلفائه الإقليميين مشروع للهيمنة على شعوبنا ومقدراتها وخيراتها وهذا لا يمكن له أن يكون إلا عبر عزل القوى المقاومة والتغيرية في المجتمعات وقطع الطريق عليها لمنعها من تحقيق التغيير اللازم في المجتمع كما لضرب قوى المقاومة التي هي أساس أي نزعة استقلالية حقيقية  وهذا المشروع ليس حديث العهد في منطقتنا فهو قد بدأ مع محاصرة المقاومات التي نشأت في فلسطين ولبنان والقوى الداعمة لها في الشام وصولا إلى الإقليم وحتى عالمياً.

فما حصل مع الشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات من حصار وتهجير وعزل ممنهج خدمة للعدو الإسرائيلي وتعزيز دوره كشرطي في المنطقة حاملاً العصا الغليظة التي تضرب قوى التحرر والمقاومة هو شاهد على هذا الغرب الناقد للقيم الذي ينادي بها، وعندما رأي صلابة الفلسطينيين وتمسكهم بأرضهم حاول ضرب كل عوامل صموده الذاتية فشن الحروب عبر إسرائيل على غزة مراراً ودمر البنى التحتية وقطع التواصل بين مناطق الضفة والقدس وحاول محو الذاكرة والتاريخ عبر سرقة تاريخ فلسطين ونسبة إلى مجموعة من اليهود اللذين أتوا من كل أصقاع الأرض ليسرقوا الأرض والهوية.

أما دعوتنا لهذا المؤتمر هي أن نتعلم من أخصامنا فنحن مدعوون إلى تضامن وتنسيق دائم وليس موسمي، فأن القضية التي تنكبنا أنفسنا من اجلها تفرض منا الاتحاد في هذه المواجهة، والغريب بأن يتحد الظالمون على باطلهم ونفترق على حقنا.

كلمة أمين عام الحزب الديمقراطي الشعبي نزيه حمزة قال: يكتسب هذا المؤتمر العالمي الثاني عشر لمناهضة العزل أهمية كبرى في هذه المرحلة الحاسمة في تاريخ تفاقم الصراعات والحروب الدولية وفي إلقاء الضوء على القضايا والمشاكل المتفجرة والتي أصبحت تشكل خطراً محدقاً على السلم العالمي وعلى مصير الإنسانية في العالم بحيث ازدادت التدخلات السياسية والعسكرية والمخابراتية من قبل الامبريالية العالمية وعلى رأسها الامبريالية الأميركية وتصاعد نسبة انتهاك حقوق الإنسان وعمليات الاغتيال والقتل للمناضلين الوطنيين والمفكرين والصحافيين على الصعيد العالمي وخاصة في البلدان النامية والفقيرة.

إن ازدياد تراكم الأزمات الاقتصادية والبنيوية للنظام الرأسمالي العالمي يجعله حتماً يسير باتجاه الفساد والفتن والنزاعات بين الدول وفي خلف الحروب الأهلية والإرهاب، وما يسمى بالفوضى الخلاقة وذلك لان الامبريالية في مراحل أزماتها المتفاقمة تسير بوتيرة سريعة نحو الفاشية وافتعال المؤامرات والحروب المدمرة وإنها تبتكر شتى أساليب الإرهاب والإجرام بواسطة المرتزقة والدول المحلقة والتابعة.

دور وصمود المحور الممانع المقاومة في إفشال العديد من هذه المخططات ودوره أيضا المؤثر والفاعل في تحول الميزان الإقليمي والعالمي من سيطرة القطب الواحد إلى بداية تشكل نظام دولي جديد متعدد الأقطاب وان هذا الواقع على الصعيد العالمي من شأنه أن يعطي مساحة للعالم وبخاصة الدول النامية بإمكانية تحقيق التطور الديمقراطي والتنمية والعدالة الاجتماعية.

إن تصاعد وتيرة خطر الإرهاب الدولي والتكفيري بشكل خاص في لبنان والمنطقة العربية والعالم وبدور امبريالي واضح ينبغي على الحكومة أن تسارع إلى وضع خطة وطنية إستراتيجية في تحصين الساحة الداخلية وبتعزيز الوحدة الوطنية في مكافحة الإرهاب التكفيري وخطر تدخلات واعتداءات العدو الإسرائيلي واستفزازاته العسكرية المتكررة ضد لبنان والمنطقة وذلك بالاستناد إلى ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.

كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها فتحي أبو العردات قال: لقد مارست دولة الاحتلال إسرائيلي أبشع أنواع التمييز العنصري والعزل ضد شعبنا الفلسطيني منذ احتلالها لأرض فلسطين عام 48 ونشأت كيانها المزعوم التي طرد فيها الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه وخسر وطنه لصالح إقامة الكيان الصهيوني وتسبب ذلك بما عرف بنكبة فلسطين التي نتج عنها احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية وطرد سكانها الأصليين وتحويلهم إلى لاجئين وارتكاب عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية في محاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية.

وفي سبيل أحكام الطوق الأمني وضعت سلطات الحكم العسكري جميع الجوانب الخدماتية والإدارية والتعليمية والتجارية والصناعية والزراعية وكل ما يتصل بحياة المواطنين اليومية بعد أن أصدرت للمواطنين في الضفة والقطاع بطاقات هوية شخصية تحت سيطرة ضباط ارتباط تابعين للحكم العسكري وإشراف الجهاز مباشرة على مكاتب العمل والتشغيل في مختلف مدن وقرى ومخيمات الضفة والقطاع إلى جانب استصدار التراخيص المهنية وتصاريح العبور من والى الضفة والقطاع وتصاريح الزيارات العائلية إلى الأردن وبقية الدول العربية.

ولم تف دولة الاحتلال بالتزامها بعد اتفاقات اوسلو ولم تفرج عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين القدامى بل وبالعكس استمرت في سياستها العدوانية وتعنتها وقد أدى ذلك إلى اندلاع انتفاضة الأقصى التي اعتقل واستشهد خلالها ألاف الفلسطينيين من بينهم نساء وأطفال وكبار السن.

وفي إطار تعزيز السيطرة على الأراضي الفلسطينية المحتلة قامت دولة الاحتلال ببناء شبكة من الطرق البديلة مخصصة للفلسطينيين وهي طرق ثانوية ذات مواصفات متدنية من حيث السعة المرورية المحدودة بطول 500 كم موزعة بشكل يحرم الفلسطينيين من استخدام الطرق الالتفافية الإسرائيلية المقامة حالياً على الأراضي الفلسطينية حيث تعتبر هذه الطرق جزء من تكريس خطة الفصل الإسرائيلية الأحادية الجانب وذلك بحجة حماية المستوطنين بالإضافة إلى بناء 18 نفقاً وممراً تحت الأرض.

وعن الأسرى في السجون الإسرائيلية قال أبو العردات: اتخذ الأسرى المعزولون عدة خطوات احتجاجية تمثلت بإرجاع وجبات الطعام، حيث شارك الأسرى المعزولون في الإضراب المفتوح في سجون الاحتلال عام  2004 إضافة إلى معارك الأمعاء الخاوية التي خاضها المعتقلون في مواجهة سلطات الاحتلال التي اضطرت للانصياع لمطالبهم والإفراج عن عدد منهم.

إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تشرع وبقانون انتهاكاتها لحقوق الإنسان الأسير فقانون مصلحة السجون الإسرائيلية لعام 1971 ينص على السماح بعزل الأسير بذرائع أمنية بحيث أصبح العزل وسيلة مشروعة بيد مدير السجن وضباطه.

ولم تكتف السلطات بإبقاء المشروعية بعزل الأسرى بيد سلطات السجون والمحكمة العليا وإنما وضعت قانوناً لتشريع عزل الأسرى الفلسطينيين يسمى قانون شاليط الذي اقره الكنسيت الإسرائيلي بالقراءة التمهيدية الأولى 26-5-2010 والذي ينص على تشديد العقوبات والإجراءات بحق المعتقلين ومنها عدم تحديد فترة عزل الأسير انفرادياً وإبقائها بشكل مفتوح.

وتعد سياسة العزل انتهاكاً صارخاً لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي والإنساني وأحكامه ونصوصه، ومخالفة لقرارات الأمم المتحدة، وللعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي نصت على وجوب معاملة الأسرى معاملة إنسانية، واحترام كرامتهم، وعدم جواز حرمان الأسير المحتجز من الاتصال بالعالم الخارجي، وخاصة أسرته أو محاميه لفترة تزيد عن أيام.

كما كان هناك كلمة في الافتتاحية للمنتدى العالمي لمناهضة العزل ألقتها ساندرا قوس، وكلمة للجبهة الشعبية التركية. هذا وتلي في المؤتمر برقية من الرفيق نايف حواتمة هنأ فيها المؤتمرون على انعقاد المؤتمر، وتمنى لهم النجاح .

بعدها تم افتتاح معرض صور بعنوان "أحرار خلف القضبان" عرض فيه صور المعتقلين والأسرى في المعتقلات الإسرائيلية والأمريكية وبعض الدول.

كما عقدت ثلاثة جلسات، الأولى بعنوان "المعتقلون السياسيون وسجون العزل" تضمنت مداخلات وقدمت أوراق عمل لعدد من الأسرى المحررين في مركز الخيام والجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين والهيئة الوطنية للمعتقلين والحزب الشيوعي اللبناني والحملة الدولية لإطلاق سراح جورج عبدالله ومنتدى البحرين لحقوق الإنسان ولجنة أهالي المعتقلين في السجون التركية ولجنة الحرية لأحمد السعدات وحركة المعتقلين السياسيين في أوروبا.

الجلسة الثانية بعنوان "المفقودون واللاجئون" تغيب عنها لجنة أهالي المفقودين وجمعية سوليدا.. شارك فيها مركز التنمية الإنسانية  ممثلة برئيسها الباحث سهيل الناطور، كما بحث في الجلسة موضوع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا .

الجلسة الثالثة.. الحرب والسلم في الشرق الأوسط، ثورات أم تدخلات امبريالية:

حاضر فيها كل من: الحركة الوطنية للتغيير الديمقراطي، الحزب الشيوعي اللبناني، الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب الله، حركة فتح، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جمعية المحامين الأتراك.. لجنة الشيوعيين الفرنسيين، اتحاد مناهضة الحرب – سويسرا، الناشطة الايرلندية جون كلي.

وألقى أمين سر إقليم حركة فتح ومسؤول مفوضية الإعلام والثقافة في لبنان الحاج رفعت شناعة كلمة قال فيها: ما زالت القاعدة السياسية المعروفة بأن الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين هي الثابتة والسارية المفعول حتى الآن ، فالأطراف الأساسية التي زرعت الكيان الإسرائيلي الغريب عن أرضنا في أرضنا على حساب شعبنا ووطنه التاريخي وفي المقدمة من هذه الأطراف الحركة الصهيونية، والامبريالية نجحت في زرع هذا الكيان الصهيوني العنصري العدواني في قلب الوطن العربي، ومنحته عوامل القوة التسليحية، والمالية، والسياسية، والغطاء الدولي كي يمارس كل أصناف العدوان والتدمير، وارتكاب المجازر، والتنكيل والتعذيب، واستهداف دول المنطقة بالعدوان إثر العدوان، ونسف كل القيم والمعايير الأخلاقية والإنسانية والسياسية، وتشكيل حالة تمردية على الشرعية الدولية والمواثيق والمعاهدات، وقد نجحت الولايات المتحدة وعلى مدى عشرات السنوات في حماية الكيان الصهيوني الإسرائيلي من المساءلة والمحاسبة، واستخدام حق النقض الفيتو لتقويض كافة القرارات التي تقدم إلى مجلس الأمن الدولي والمتعلقة بالقضية الفلسطينية، وبحقوق الشعب الفلسطيني المعترف بها، وهذا ما زاد العدو الإسرائيلي غطرسة، ودموية، وعنصرية، وأصبح هذا الكيان الصهيوني الذي أدّعى أنه بلد ديمقراطي وانه قطعة من أوروبا، أصبح عنواناً للعدوان، والقهر، والتعذيب، وراعياً ناجحاً للفتن الطائفية والمذهبية، ومغذياً  للصراعات السياسية، وأصبح قاعدة عسكرية هائلة متطورة جاهزة للتدخل والحسم وتنفيذ تعليمات الأم الشرعية لهذا الوليد الغريب عن المنطقة.

ومنذ وجد الكيان الإسرائيلي على أرضنا التاريخية والحروب متفجرة، ودول المنطقة متصارعة، ونار الفتن لم تخمد لان طبيعة هذا الكيان الغريب وتركيبته لا يمتلك القدرة على الاستمرار في الحياة إلا من خلال إذكاء نار الصراعات السياسية والطائفية والمذهبية والإقليمية، والتشجيع على التقسيم والتقاسم، كي تبقى هي الدولة الطائفية الأقوى والأقدر على تحريك النزاعات ورعايتها.

إٍنَّ القضية الفلسطينية تمرُّ بهذه السنوات الأخيرة في أسوأ المراحل حيث أن الحروب والصراعات والمعارك التي تعمُّ معظم دول الشرق الأوسط بدأت تلتهم طاقات وقدرات وجيوش واقتصاد هذه الدول، كما استطاعت الفتك بالجيوش والفئات الشابة والأطفال والنساء، وتحولت العواصم العربية التي كانت تشكل عرائس الشرق وجنانها إلى مدن مدمرة ومحترقة، ومرتعاً لكل أصناف المجازر وجنون القتل والإبادة.

لقد أضاعت الأطراف العربية المعنية بالقضية الفلسطينية البوصلة الحقيقية باعتبار هذه القضية هي لب الصراع مع العدو الصهيوني، وفرضت على الجميع اهتمامات جديدة واعتبارات الحرص على البقاء والاستمرار أمام الصراعات الدائرة في البلد الواحد وذلك بفعل التدخلات الخارجية، والمعادلات الإقليمية والدولية الجديدة والتي فرضتها طبيعة الصراعات المتفجِّرة والمتدحرجة.

ومع فقدان البوصلة لدى العواصم بحكم الظروف القائمة خسرت فلسطين سندها العربي القوي الذي يجب أن يكون موحِّداً ومتماسكاً.

هذه الظروف المستجدة بكل أبعادها العسكرية والأمنية والسياسية انعكست على الواقع الفلسطيني ووضعت الشعب الفلسطيني وقيادته أمام تحديات ومعضلات باتت تهدد مستقبل القضية الفلسطينية وواقعها. وهناك عقبات واستعصاءات لابد من تجاوزها والتغلُّب عليها، فمنها عوامل داخلية ذاتية ومنها ما يتعلق بطبيعة الصراع الدائر ومستلزماته وأدواته وآفاقه.

الساحة الفلسطينية ما زالت تدور في مستنقع الانقسام الذي بدأ مع الانقلاب العام 2007 واستمرَّ الانقسام رغم الحوارات التي جرت، ورغم المؤتمرات التي عُقدت، ورغم الوثائق التي وُقِّعت في العديد من العواصم، ورغم التصريحات المتفائلة، ورغم تشكيل اللجان المشتركة إلاَّ أنَّ ذلك كله لم يُمكِّن الساحة الفلسطينية من النهوض واستجماع قواها وانجاز المصالحة الفعلية، فالانقسام الجغرافي بين الضفة وقطاع غزة، ما زال قائماً، وما زالت سلطة أمر الواقع في القطاع هي صاحبة القرار، وحكومة الوفاق الوطني المتًفق عليها لم تُمكَّن من أخذ دورها الميداني في قطاع غزة، والمعابر لم تُسلَّم لحرس الرئاسة حسب الاتفاق، وهذا قاد الدول المتبرعة والمانحة في مؤتمر القاهرة أن توقف دعمها بسبب غياب السلطة الوطنية، وهكذا توقفت عملية إعادة الإعمار، وما زال الأهالي يعيشون ظروف الحياة المأساوية والتشرد، والبؤس والدمار المتراكم عبر ثلاثة حروب منذ العام 2008- 2009. السلطة الوطنية تكثِّف اتصالاتها وجهودها دولياً وإقليميا وعربياً لتأمين ما أمكن من المساعدات والمعونات الاغاثية والاقتصادية، وهي تعطي قطاع غزة الأولوية في الاهتمامات ولا ننسى أن57% من موازنة السلطة تُصرف في قطاع غزة. وهناك جهود مكثَّفة جماعية تجري في الآونة الأخيرة لعقد جلسة جديدة جامعة بحضور الجميع خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي جرت في القطاع بعد ذكرى الانطلاقة الخمسين وحتى تاريخ 20/2/2015 لم يظهر شيء جديد.

كما أنَّ الجهود السياسية والدبلوماسية الفلسطينية التي أثمرت  الاعترافَ بدولة فلسطين عضواً مراقباً بتأييد ساحق في الجمعية العمومية، وتلا ذلك المقاطعة الواسعة الأوروبية لبضائع المستوطنات وكافة  الشركات والمعاهد والجامعات التي لها علاقة بهذا الجانب ، ثم كانت الاعترافات بالدولة الفلسطينية من قبل العديد من المجالس النيابية الأوروبية، والاتحاد الأوروبي نفسه، وأيضاً الاعتراف من قبل السويد واللوكسمبرغ بالدولة الفلسطينية. أضف إلى ذلك انضمام الدولة الفلسطينية إلى ميثاق روما ومحكمة الجنايات الدولية، وهذا ما أثار غضب الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة، وبدأت المقاطعة الاقتصادية، وحجز الأموال الفلسطينية لدى  الجانب الإسرائيلي، وممارسة واشنطن الضغوطات الكبيرة على كافة الدول حتى توقف دفع المستحقات المتفق عليها إلى السلطة الوطنية بهدف تركيعها وحملها على التراجع عن انضمامها إلى محكمة الجنايات الدولية، وبالتالي الخضوع للرغبات الأميركية المتحيَّزة بالكامل إلى الجانب الإسرائيلي. الإصرار القيادي الفلسطيني على ممارسة حقوقه الوطنية والقانونية التي أقرتها الشرعية الدولية، والتوجه إلى تدويل القضية الفلسطينية ورفض المفاوضات العبثية التي فرضتها الولايات المتحدة دون أن تمارس أية ضغوطات على الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس دوراً عنصرياً جائراً من خلال الاستيطان المتواصل والمكثف وتهويد المقدسات وتدمير البيوت، وقتل الأبرياء عمداً وخاصة من الأطفال، وممارسة تعذيب الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية، واستهداف فئة الأطفال دون رادع، وإنما هناك مباركة دائمة من الولايات المتحدة،  بينما يقوم نتنياهو الذي يقود أهم حكومة يمينية عنصرية يتحدى الإدارة الأميركية، وإذلال الرئيس الأميركي أوباما ووزير خارجيته جون كيري علناً وأمام الجميع مستفيداً من دعم الكونجرس له، ووقوف آيباك إلى جانبه. وهذا ما دفع نتنياهو إلى تدمير حل الدولتين، وإسقاط مفهوم الدولة الفلسطينية المستقلة من حساباته بالكامل، والإعلان عن أن القدس الموحدة هي عاصمة الكيان الإسرائيلي، ثم مطالبة الجانب الفلسطيني بالاعتراف بالكيان الإسرائيلي دولة يهودية، أي ليس من حق العرب المسلمين أو المسيحيين الإقامة فيها، أي تثبيت الرواية الإسرائيلية بأن  ارض يهودا والسامرة هي أرض يهودية، وبالتالي فإن نتنياهو يرفض وجود شعب فلسطيني على هذه الأرض الفلسطينية منذ الآلف السنين. وبالتالي هذا كله من خلال الممارسة العملية اليومية في كافة الأراضي الفلسطينية، وخاصة في الضفة الغربية، وفي القدس، والخليل تحديداً حيث تضغط سلطات الاحتلال من أجل تقسيم المسجد الأقصى زمنياً ومكانياً بعد أن قسمت المسجد الإبراهيمي.

 فالقدس اليوم مهددة على كل الأصعدة، أهلها ومقدساتها ، وأرضها، وتراثها وتاريخها ، واقتصادها، ومؤسساتها، فالعدوان قائم على القدس، ولا يتوقف لحظةً بينما الواقع الفلسطيني ما زال يئن تحت كابوس الانقسام من جهة والاحتلال الأسود من جهة ثانية.

هذا وتطرق شناعة إلى الأوضاع في كل من سوريا ولبنان وليبيا ومصر والعراق واليمن وتأثيرات ثورة الربيع العربي على القضية الفلسطينية وتراجع الاهتمام بالقضية المركزية.

المؤتمر سيستأنف أعماله يومي 27 و28 شباط حيث سيناقش في جلسته الرابعة قضية "قوات المقاومة وطرق العزل الممارسة ضدها" وسيتطرق المؤتمرون: إلى قضية الأتراك الثلاثة المطلوبين من قبل الامبريالية والموضوعين على قائمة الإرهاب، واستخدام القوانين ضد الإرهاب لقمع الشعوب، والتضييق على فرقة يوروم والجمعيات في ألمانيا وأوروبا بحجة قوانين الإرهاب، واستغلال مجزرة شارل ايبدو لتعميق الكراهية على الشعوب.

الجلسة الخامسة ستكون تحت عنوان "عزل الدول والشعوب" ( سوريا- أوكرانيا- إيران- كوبا- فنزويلا- كوريا الشمالية- روسيا).

وتحت عنوان" المقاومة العالمية وما الذي يمكن أن نتعلمه من بعضنا البعض "أوروبا وتركيا. وسيتحدث فيها: عمال مصنع كوسوفو.. مهندسو الشعب.. مكتب القانون العام.. مركز حسن فرات غيديك لمكافحة المخدرات"

وبعد مناقشة "المقاومة العالمية وما الذي يمكن أن نتعلمه من بعضنا البعض  إفريقيا وآسيا. وكيفية تنظيم المقاومة ضد الامبرياليين، يوم السبت 28 شباط سيصدر البيان الختامي للمؤتمر.

وسيكون هناك برنامج رحلات إلى صيدا وزيارة معتقل الخيام ولقاء مع الأسرى المحررين وزيارة معرض المقاومة في مليتا.