قتل قائد سرية في لواء "غفعاتي" بجيش الاحتلال الإسرائيلي، في عملية مزارع شبعا البطولية التي نفذها حزب الله اليوم الأربعاء، حسبما افادت القناة الثانية العبرية. 

وكان بيان صدر عن الناطق العسكري باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، قال إن اثنين من جنود الجيش الإسرائيلي قد قتلا خلال الهجوم الذي شنته عناصر من حزب الله شمال إسرائيل، صباح اليوم. 

وأضاف الناطق العسكري باسم جيش الاحتلال، أن 7 جنود آخرين أصيبوا بجروح مختلفة، فيما جرى نقلهم إلى مستشفيات "زيف" في صفد ومستشفى "رمبام" بمدينة حيفا. وأعلم الجيش الإسرائيلي عائلات القتلى بمقتل أبنائهم.

على صعيد متصل، اعتبر ألون بن دافيد، في موقع القناة التلفزيونية العاشرة، أن كلا الطرفين، إسرائيل وحزب الله، غير معنيين بدهورة الأوضاع إلى حرب شاملة، وبالتالي فإن حزب الله بحث عن رد على هجوم القنيطرة يمكن لإسرائيل احتواؤه، في حين تنوي إسرائيل الرد دون الانجرار إلى حرب شاملة قبل الانتخابات بشهر ونصف.

وكتب أنه بعد أسبوع ونصف من الهجوم الذي تسبب بمقتل عدد من قادة حزب الله، فإن الأخير نفذ اليوم عملية انطلاقا من اعتبارات تبدو صائبة بالنسبة له. وكتب أن "حزب الله بحث عن حيز يستطيع العمل فيه، بحيث تستطيع إسرائيل احتواء العملية".

وبحسبه فإن مزارع شبعا المحتلة (التي يسميها "هار دوف") تعتبر حيز عمل مشروع، وأن الحديث عن عملية هي الثالثة في المنطقة منذ العام 2014، وهي جبهة قتالية ناشطة، مثلما كانت عليه بين السنوات 2000 و 2006، حتى الحرب الأخيرة على لبنان. ويكتب أن "تنفيذ عملية على السياج الحدودي يعتبر بالنسبة لحزب الله حدث يمكن لإسرائيل الرد عليه دون الانجرار إلى حرب. كما أن تقديرات حزب الله تشير إلى أن إسرائيل غير معنية بدهورة الأوضاع إلى حرب شاملة.

وأشار إلى أنه في الساعات القريبة سيعرض على رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، ووزير الأمن موشي يعالون، أهداف كثيرة مصنفة في إطار "الرد المحسوب"، بحيث يوضح الرد للجانب الثاني أن إسرائيل لن تمر مر الكرام عن العملية، ومن جهة ثانية يوضح أن إسرائيل غير معنية بالحرب، وأنه لا مصلحة لها في الدخول إلى حرب ثالثة مع لبنان قبيل الانتخابات بشهر ونصف.

ويضيف أن التردد يكمن في انتقاء الأهداف التي تؤدي الرسالة الإسرائيلية، وتسمح للمستوى السياسي الإسرائيلي بالقول إنه رد على العملية، ويتوقف حتى لا تتدهور الأوضاع.

ويقول أيضا إن معرفة إسرائيل بحزب الله باتت عميقة أكثر مما كانت عليه عشية الحرب الأخيرة على لبنان، في العام 2006، كما أنه يوجد لدى إسرائيل القدرة على إنزال ضربة قاسية على حزب الله، ولكن الاعتبارات التي ستوجه متخذي القرار في إسرائيل هي عدم الانجرار إلى حرب أخرى، وأنه بالرغم من الرغبة في تسديد ضربة لحزب الله الآن، إلا أنه من المحتمل أن تحتفظ إسرائيل لنفسها بحق الرد في وقت لاحق.

من جهته، كتب المحلل العسكري للقناة الإسرائيلية الثانية، روني دانيئيل، في موقع القناة أن العملية لم تكن مفاجئة سوى في توقيتها، وأن تصعيد الأوضاع على الحدود الشمالية في المناطق الممتدة ما بين هضبة الجولان والحدود اللبنانية كانت متوقعا.

وأوضح أن التصعيد في هذه المنطقة لم يحصل نتيجة استهداف القافلة في القنيطرة السورية قبل أسبوع، وإنما حدث قبل شهور طويلة بعد أن استكملت إيران وسوريا وحزب الله منظمومة لبناء قدرات عسكرية لتنظيمات شبيهة بحزب الله في الجولان، بهدف فتح جبهة ثانية ضد إسرائيل.

وأضاف أنه منذ عملية القنيطرة كان واضحا أن حزب الله سيرد انتقاما على استهداف قادته العسكريين، وذلك بأمر من إيران أو بإيحاء منها، والسؤال كان متى وأين سيرد.

أما عن طبيعة الرد الإسرائيلي المتوقع، فكتب دانيئيل أن المعضلة الإسرائيلية تبدو على هذا النحو: من جهة لا يوجد رغبة إسرائيلية حقيقية على الرغم من الأجواء الانتخابية في التصعيد إلى مستوى اشتباك شامل أو تبادل ضربات، حسب تعبيره. كذلك الحال لدى حزب الله، فيبدو أنه غير معني بفتح جبهة مع الجيش الإسرائيلي. لذلك، فإن الطرفين يحتسبان جدوى الرد أو العملية. والمعضلة لدى الطرفين شبيهة نوعا ما، وهي كيفية الرد دون إشعال المنطقة.

وأضاف أن التقديران لدى الجيش هي أن حزب الله غارق إلى حد كبير في القتال في سوريا والعراق، لذا سيسعى الحزب إذا صحت التقديرات الاستخبارية إلى إنهاء هذه الجولة على وجه السرعة. 

لكن المعضلة الإسرائيلية من جهة ثانية، حسب دانيئيل هي كيفية مواجهة ومنع تنظيمات معادية من إنشاء قواعد لها في المناطق الحدودية في الجولان للقيام في عمليات تسلل إلى المستوطنات.

وكتب دانيئيل أن الوضع اليوم هو "تبادل ضربات" فيما تجري مشاورات أمنية في كيفية التصرف في الفترة القريبة، وأنه من غير المؤكد أن تنتهي الجولة الحالية قريبا.

وقال إن إطلاق القذائف واستهداف الجيش الإسرائيلي اليوم ليس عملية انتقامية ردا على استهداف جهاد مغنية، وإنما هناك مصلحة أكثر جدية من ورائها، وأن حزب الله يسعى بكل تأكيد إلى رد جدي ومن دون الانكشاف.

ويخلص دانيئيل إلى أن المنتصر في الجولة الحالية هو من سينجح في التفكير ليس في خطوة واحدة إلى الأمام وإنما في أربع خطوات.