وأخيراً اتفق الفلسطينيون داخل الكيان الاسرائيلي على خوض الانتخابات المقبلة في قائمة موحدة لتمثيلهم في الكنيست. فقد اقتنع قادة الأقلية العربية على أن توحدهم بات ضرورياً بعد أن صار وجودهم في خطر ضمن كيان يجاهر قادته بأن اسرائيل دولة لليهود وأن غير اليهود هم مواطنون درجة ثانية, بل صارت العنصرية شعاراً انتخابياً على ألسنة بنيامين نتنياهو رئيس الليكود وقادة اليمين الآخرين مثل "البيت اليهودي" بزعامة بينيت و"اسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان.
ومن المتوقع أن يتحول هؤلاء الى أغلبية في نهاية العشرينيات من القرن الحالي لكن من المتوقع أن يكون الفلسطينيون أغلبية داخل فلسطين في العام المقبل كما جاء في احصائية فلسطينية اذا أضفنا الضفة الغربية وقطاع غزة.
لكن التمثيل العربي في الكنيست ظل منقوصاً بسبب تشتت الأصوات على قوائم عربية متناحرة وضمن أحزاب يهودية أخرى بعضها يميني عنصري وليس ديمقراطيا, ولهذا لم يؤثروا في الحياة السياسية. ويمكن للقائمة الموحدة أن تحصد 15 عضواً في الكنيست، لكن اذا تم تشكيل قائمة عربية جديدة، كما يحاول البعض، فإن طموح هؤلاء سيفسد هذا التوحد ويعيدنا الى المربع الأول وتذهب جهود التوحد أمام رياح العنصرية أدراج الرياح فمن يحاول الآن افساد لحظة الوحدة لأول مرة فإنه كأنما يعمل تحت مظلة ليبرمان وبينيت, فلو حقق مراده في ايصال عضو واحد للكنيست فإنه في الواقع يجعل القائمة الموحدة تخسر مقعدين بسبب تشتت الأصوات، ولهذا يبدو أي صوت نشاز في مواجهة القائمة الموحدة كطعنة في الظهر للصوت العربي ولصالح اليمين الاسرائيلي المتطرف ولا ادل على ذلك ان ليبرمان سارع الى تقديم طلب للجنة الانخابات لشطب القائمة العربية بل ودعا الى ترانسفير طوعي للعرب تحت اغراء المال وربما لاحقا بقوة السلاح.
وقد آن الأوان لنقول لعشاق الزعامة إنهم لا يعملون للهدف المشترك بل لمصالح خاصة، وهذه المصالح الخاصة هي التي أضاعت الصوت العربي وحقوق القرى والمدن العربية، وأظن أن وعي الجماهير وتجاربها ستصب في المصلحة العامة، فلا تحولوا الصوت الى سوط لجلد أنفسكم لصالح العنصرية.