التقى عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، المشرف على الساحة الفلسطينية في لبنان، عزام الأحمد، يرافقه سفير دولة فلسطين في لبنان الأستاذ أشرف دبور وقائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب، الدكتور عبد الرحمن البزري في منزله في صيدا بحضور كل من السيد ماجد حمتو، والحاج سعد الدين الخليلي، والشيخ يوسف المسلماني.

 وفي ختام اللقاء أدلى البزري بتصريحٍ اعتبر فيه ان اللقاء يأتي في إطار التشاور الدائم بيننا لأن الجميع يعلم بالخصوصية التي تجمع بين صيدا تحديداً ولبنان عموماً بالقضية الفلسطينية، ويأتي هذا اللقاء في ظل تسليط الأضواء على ما يسمى بالخروقات الأمنية في مخيم عين الحلوة. وأضاف أنه من الصحيح وجود بعض الخروقات الأمنية المعينة والمحددة في المخيم الا أن الساحة اللبنانية عموماً مليئة بالخروقات الأمنية وبالتالي لا يجب أن يعطى أي خرق أمني في مخيم عين الحلوة أو يحمل ما لا تحمله الخروقات الأمنية المماثلة في مناطق أخرى، مؤكداً ان موضوع مخيم عين الحلوة دقيق جداً وهو يهم صيدا من نهر الأولي الى نهر سينيق وهذا امتداد منطقي وسكاني وطبيعي لمخيم عين الحلوة الذي يتداخل مع صيدا وبالتالي فإن الخرق الصيداوي والخرق الفلسطيني الأمني هو خرق واحد ومسؤوليتنا في معالجته كما قال الأخ عزام بالطرق الدبلوماسية والطرق التي تضمن سلامة المنطقة وسلامة المخيم وجواره وسلامة المدينة والسلامة الوطنية اللبنانية".

 واستغرب البزري انه في كل مناسبة يكون هناك مبادرة دبلوماسية حقيقية تحرج العدو الصهيوني يكون هنالك تركيز على الخروقات الأمنية في مخيم عين الحلوة وكأني بالبعض يحاول أن يستفيد من هذا الخرق الأمني الذي هو مرفوض بالطبع ولكنه ليس مستغرباً أو غريباً جداً في بلدٍ مثل لبنان وفي منطقة مثل منطقتنا كأنما يراد به التركيز على هذه الناحية من الشأن الفلسطيني وأن ينسى العالم مركزية القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني. وختم البزري مشدداً على قناعته أنه عندما تكون القضية الفلسطينية بخير تكون الأمة بخير، وربما لو كنا مشينا بالقضية الفلسطينية بجدية والتزام لما وصلت الأمور الى ما آلت اليه اليوم، معتقداً ان هذا التركيز على الخرق الأمني الفلسطيني هو تركيز غير سليم آملاً ممن وقع بالخطأ عن حسن نية أن يتدارك ذلك، فمسؤليتنا هي حماية المخيم وحماية المدينة وجوارها وحماية السلم الأهلي اللبناني.

بدوره أدلى الأحمد بتصريحٍ قال فيه: "تشرفنا بلقاء الدكتور عبد الرحمن البزري وهو أخ عزيز والتزامه اللبناني بقدر التزامه الفلسطيني وهو من السياسيين المخلصين لقضايا أمته وأمتنا العربية وإرتباطه بالقضية الفلسطينية ارتباط لهذا الانتماء".

 وأضاف "في هذه الأيام الأضواء كلها مسلطة نحو مخيم عين الحلوة في محاولاتٍ خبيثة من قبل البعض تسيئ الى لبنان والى المخيمات والى القضية الفلسطينية. وأضاف تداولنا الرأي حول الوضع والمشكلة التي جرى تسليط الأضواء عليها في المخيم هل هناك مطلوبين للحكومة اللبنانية موجودين داخل المخيم أم لا؟ وكيفية المعالجة؟. وجهات نظرنا متفقة تماماً يجب أن يعالج الموضوع بحكمة وتروي وبروح المسؤولية وبأسلوب سياسي حضاري بعيداً عن محاولات التوتير ونشر الإشاعات فرؤيتنا كانت موحدة".

 وختم الأحمد واضعاً الدكتور عبد الرحمن البزري بصورة الاتصالات واللقاءات التي قام بها مع المسؤولين اللبنانيين حول هذه المواضيع وحول الوضع الفلسطيني بشكل عام أيضاً بما فيه تطورات الوضع داخل فلسطين خاصة في ظل التأزم القائم حالياً نتيجة سياسة الاستيطان والتوسع الاسرائيلية وحفظ الأموال الفلسطينية بسبب تمسك القيادة الفلسطينية بالتحرك باتجاه انهاء الاحتلال وأيضاً الدفاع عن القدس التي أصبحت مهددة فعلياً، وضرورة حجز الطاقات العربية والاسلامية والمسيحية لحمايتها من محاولات التهويد وتغيير معالمها.

وفي ردٍ على سؤال حول ما اذا كان هناك تأكيد على وجود شادي المولوي داخل مخيم عين الحلوة؟

أجاب قائلاً: "أبلِغنا من بعض المسؤولين اللبنانيين أنه هناك سواء هذا الشخص ومعه شخص آخر موجودين في المخيم، لكن نحن لا يوجد لدينا معلومات اطلاقاً، وفي إطار التنسيق المشترك سنتابع هذه المعلومة وفق قواعد التنسيق القائمة بيننا وبين المسؤولين اللبنانيين المعنيين والأجهزة اللبنانية، لن نقبل أن يكون المخيم ملجأً للخارجين عن القانون أو المطلوبين من قبل الدولة اللبنانية تحت أي ظرف، وسنتعاون لنكشف الحقيقة، ولنذكر حتى أن الدخول للمخيم لسنا نحن الذين نتحكم به. إذا كان دخل فيكون دخل خلسة لأن كل الأجهزة في داخل المخيم لم تشاهده ولا يوجد حتى هذه اللحظة معلومات داخل المخيم عن وجوده، سندقق بما أبلغنا به ونأمل أن نُعالج المسألة. وحول اعتراف ممثل عصبة الأنصار عن وجود المولوي داخل المخيم قال: ان ممثل عصبة الأنصار كان موجود في اجتماع في مقر السفارة للجنة المتابعة الأمنية في صيدا وكان هو مشارك وسمعت منه كلمة إذا كان موجوداً! لم أسمع منه في الاجتماع أنه موجود وانما قال اذا كان موجوداً علينا أن نطلب منه أن يُغادر، ولم يُبلغنا أنه شاهده أو لديه معلومات محددة". وسئل أيضاً حول ما إذا كان هناك مخاوف من تحويل المخيم كرمز لقضية سياسية فلسطينية الى رمز أو الى ملجأ للإرهابيين والمطلوبين المتشددين؟ فقال: "يبدو انه هناك محاولة لتوريط المخيم بالشأن اللبناني وبما يجري في المنطقة تحت هذا العنوان قال: لا يوجد لدينا أي تخوف من أن يصبح المخيم مرتع، هناك أي هذه التيارات التي أشرت اليها انتشرت في معظم الدول العربية خاصة دول المشرق، وهناك اضطرابات أمنية دمرت دول حقيقية، فلسطين لا يجود فيها مثل هذه التيارات يحسب لها حساب فكيف بالمخيم نحن همنا فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية وتأمين العودة وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، لكن محاولات استغلال المخيمات الفلسطينية والورقة الفلسطينية قائمة منذ بروز القضية الفلسطينية، وأود أن أذكر لا تنسوا ما جرى في مخيم نهر البارد فهناك محاولات للتدخل وزجنا في المخيم، ولكننا ننسق مع الدولة اللبنانية ومع القوى والشخصيات السياسية اللبنانية حول هذا الموضوع وخاصة في صيدا والجنوب عموماً فنحن متأكدون بأنهم لن ينجحوا في تحويل المخيم بؤرة لهم".