عاد ليلة أمس إلى لبنان، امين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، فتحي ابو العردات عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" وعضو المجلس الوطني الفلسطيني قادمًا من تركيا بعد مشاركته في اجتماعات المؤتمر العاشر لاتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي بمدينة إسطنبول، التي عُقِدت يوم الاربعاء الماضي، وكان أبو العردات قد شارك في الدورة ضمن الوفد البرلماني الفلسطيني المشارك في الدورة.

وتحدث أبو العردات في الدورة عن التحديات والأخطار التي تواجهها  الأمة الإسلامية، مؤكّدًا مركزية القضية الفلسطينية وثوابتها الوطنية، وفي مقدمها قضية مدينة القدس التي تتعرض لأبشع أنواع الانتهاكات التهويد من قِبَل سلطات الإحتلال  الإسرائيلي، والإعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسجد الأقصى، من قبل المستوطنين والمتطرفين الصهاينة وجنود الإحتلال، داعيا الأمة الإسلامية اإلى تحمل مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية وقضية القدس.

كما دعا ابو العردات إلى مكافحة الفقر في العالم الإسلامي وضرورة النهوض بالمجتمعات الإسلامية، وإخراجها من أوضاعها في عملیة التنمیة والنمو العلمي والتكنولوجي تجاه مستقبلها لتقریر مصیرها بنفسها .. معتبراً الدعوة الی الدیمقراطیة والاستقلال واحیاء الهویة الاسلامیة تشکل مطلباً للشعوب الاسلامیة.

وتحدث أبو العردات عن ضرورة العمل على مكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف، التي تعيث فسادًا بالأرض، وخاصة ما تشهده المنطقة من تنامي حركات الإرهاب والتطرف الديني، وهو يحتاج من العالم الإسلامي موقفا مشتركا لمكافحة الإرهاب، والتصدي لهذه الظاهرة بنشر تعاليم الدين الإسلامي الصحيح.

كما أكد أن الإسلام دين تسامح وحوار، ودعا إلى حوار بين الحضارات، وجميع الأديان، معتبرا أن القضية الفلسطينية بحاجة إلى تكاتف كل الجهود من أجل نصرتها وإحقاق الحقوق الفلسطينية

وشارك أبو العردات في اجتماع الدورة السابعة عشرة للجنة العامة الذي تطرق لتقرير الأمين العام للاتحاد المفصل بجميع الأنشطة التي قامت بها أجهزة الاتحاد خلال العام المنصرم، وانتُخِبت الكاميرون نائبًا للرئيس عن المجموعة الافريقية، والإمارات عن المجموعة العربية.

وأعلن أبو العردات أن البرلمان الإسلامي أصدر بيانه الختامي صباح أمس، وأكد فيه إدانة الإرهاب والعنف والتطرف بأشكاله وممارساته ومظاهره كافة، مشددًّا على رفض استغلال الأعمال الإرهابية ضد سلامة أراضي الدول واستقلالها السياسي. كما دعا لتعزيز قيم تسامح والحوار والوسطية في مواجهة الإرهاب.

وأضاف أبو العردات أن البيان الختامي لمؤتمر البرلمان الإسلامي جدد موقفه الثابت في دعم ومناصرة القضية الفلسطينية والحق المشروع في بناء دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، ومطالبة المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءاته لوقف الانتهاكات والعمليات الإرهابية التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، كما أعلن البرلمان الإسلامي تضامنه مع الشعب السوري والشعب اللبناني في الأراضي العربية المحتلة، والتضامن مع السودان والصومال، ومالي، وحماية الجماعات والأقليات المسلمة.

جاء ذلك في الجلسة الختامية لمؤتمر البرلمان الإسلامي الذي اختتم أعماله أمس الخميس 22\1\2015، في العاصمة التركية إسطنبول، تحت شعار: «الاستجابة لتحديات القرن الـ21: إحلال السلام العالمي، العدالة، الاستقرار والأمن».

وقد شارك الوفد الفلسطيني في اجتماعات لجنة فلسطين، ولجنة حقوق الإنسان، ولجنة الشؤون الاقتصادية والبيئة، والاجتماع التشاوري للمجموعتين الخليجية والعربية، واجتماع الأمناء العامين، والدورة السابعة عشرة للجنة العامة للاتحاد، والدورة العاشرة لمؤتمر الاتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي.

وقد ناقش الاتحاد في الدورة العاشرة للمؤتمر مذكرة التفاهم بشأن التعاون بين اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي، ودراسة واعتماد تقارير اللجان الدائمة المتخصصة والأجهزة المتفرعة، والشؤون التنظيمية للاتحاد، وتقرير الأمين العام للاتحاد.

وكانت المجموعة العربية قد عقدت اجتماعًا لها على هامش المؤتمر، واتفقت على توزيع الدول على لجان الاتحاد، حيث انتخبت فلسطين عضوا في اللجنة السياسة والعلاقات الخارجية، ولبنان للجنة التنفيذية للاتحاد.

من ناحية أخرى، شارك وفد المجلس الوطني الفلسطيني في تأسيس الجمعية العامة للأمناء العامين لدول الاتحاد، حيث تهدف الجمعية لتقوية التواصل والحوار والتعاون بين المجالس البرلمانية من خلال الأمناء العامين لها، من خلال تبادل الخبرات والتجارب والزيارات لإدخال إضافة نوعية على العمل البرلماني في دول الاتحاد.

وشهدت الدورة التي يستضيفها البرلمان التركي برئاسة رئيس مجلس الأمة التركي الكبير جميل تشيشك انتخاب اعضاء هيئة المكتب واعتماد جدول الأعمال وبرنامج عمل الدورة وتقرير الأمين العام والمصادقة على طلب عضوية الاتحاد المقدمة من مجلس النواب النيجيري.

كما اعتمدت الدورة مذكرة التفاهم بين الاتحاد ومنظمة التعاون الاسلامي، اضافة الى اعتماد تقارير مشروعات القرارات المقدمة من اللجان الدائمة والاجهزة المتفرعة واعداد واعتماد اعلان اسطنبول والبيان الختامي للمؤتمر.

وتناولت الدورة في بند الشئون التنظيمية ترشح أعضاء اللجنة العامة للاتحاد وترشح أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد واعضاء اللجان الدائمة المتخصصة لعام 2015م.