دعا الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح، الولايات المتحدة الأميركية التي استعملت حق النقض "الفيتو" 41 مرة، فيما يخص القضية الفلسطينية بعدم استخدامه مجددا، والعمل على إتاحة الفرصة لتمرير مشروع القرار المطروح على مجلس الأمن من أجل إنهاء الاحتلال الاسرائيلي وفق جدول زمني محدد.

وحذر صبيح في كلمته أمام افتتاح الدورة الـ93 لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة، والتي انطلقت اعمالها اليوم الأحد بالجامعة العربية، من خطورة استمرار الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية والتداعيات الكارثية لذلك والتي تهدد استقرار المنطقة برمتها.

وقال، هناك حراك دولي يقوم به الرئيس محمود عباس من اجل العمل على انهاء الاحتلال الاسرائيلي، على الرغم من الضغوط غير العادية التي يواجهها الرئيس، حيث لا تزال اسرائيل تهدده حتى على المستوى الشخصي وبشكل مباشر للمرة التاسعة على التوالي لثنيه عن هذا التحرك.

ونبه صبيح في كلمته الى أهمية ما يجري حاليا من خطوات عربية وفلسطينية لحشد الدعم الدولي لمشروع القرار العربي في مجلس الأمن، داعيا الولايات المتحدة الأميركية التي استعملت حق النقض "الفيتو" 41 مرة فيما يخص القضية الفلسطينية بعدم استخدامه مجددا، والعمل على اتاحة الفرصة لتمرير مشروع القرار المطروح على مجلس الأمن من اجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي وفق جدول زمني محدد.

كما طالب بتحرك عربي قوي وجدي باستخدام كافة الامكانيات لحشد الدعم امام كافة المحافل الدولية، لوضع حد للاحتلال الاسرائيلي وإنهائه، والعمل على تحقيق تطلعات الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من حزيران 1967.

من جانبه أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس الاجتماع زكريا الأغا، على أهمية هذا المؤتمر خاصة أنه يأتي بعد أشهر قليلة من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، الذي خلف خسائر جمة من بينها سقوط اكثر من 2200 شهيد، و12 ألف جريح، 25% منهم معاقون، بالإضافة الى هدم آلاف المنازل وتشريد الآلاف من أهل القطاع.

وأشار الاغا، الى أنه بالرغم من النجاح الذي حققه مؤتمر القاهرة لإعادة اعمار قطاع غزة الا أن عجلة الاعمار لم تبدأ بعد، وما زال القطاع يعاني تفاقم المشكلات وفي صدارتها ازمة انقطاع الكهرباء، ودمار البنية التحتية فضلا عن استمرار الحصار ومواصلة عمليات الاستيطان في الضفة الغربية والقدس.

وانتقد الأغا فشل الجهود الدولية في الزام إسرائيل بالعمل على انهاء الاحتلال، مطالبا بمواصلة التحرك العربي والدولي في هذا الاطار وصولا إلى حل الدولتين.

وأعرب، عن أمله بتحقيق انفراج على صعيد قضية اللاجئين وضمان عودتهم الى ديارهم، داعيا المجتمع الدولي والمانحين الى الاستجابة لاحتياجاتهم وحقوقهم المشروعة في العودة والتعويض، مشددا على أهمية دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الاونروا'، محذرا من مخاطر تراجع دور الوكالة والتأثير السلبي لذلك على حياة اللاجئين.

من جانبها أكدت مدير شؤون فلسطين بوزارة الخارجية المصرية المستشار مي خليل، دعم مصر للقيادة الفلسطينية ممثلة في الرئيس محمود عباس في التحرك أمام المحافل الدولية من أجل انهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وفق جدول زمني محدد.

كما أكدت حرص مصر على تسهيل فتح معبر رفح البري لعبور العالقين من الشعب الفلسطيني على الرغم من الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد وبالذات محاربة الإرهاب في منطقة شمال سيناء، كما تقوم مصر بالضغط على الحكومة الاسرائيلية لفتح معابرها مع قطاع غزة للسماح بمرور الافراد والبضائع.

وشددت على ان القضية الفلسطينية تشكل احد أهم أولويات السياسة الخارجية المصرية ايمانا بحق الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه المشروعة التي تكفلها المواثيق الدولية.

ونبهت الى أن القضية الفلسطينية تمر بمنعطف خطير وتواجه العديد من التحديات الجسام بما في ذلك تعثر جهود اعادة احياء المفاوضات الخاصة بعملية السلام وإزالة العقبات التي تواجهها في الوقت الذي تتزايد فيه وتيرة الانتهاكات الاسرائيلية، محذرة من تداعيات استمرار الوضع الراهن في كافة الاراضي الفلسطينية على مستقبل السلام في الوقت الذي يغيب فيه شريك اسرائيلي جاد.

يذكر ان المؤتمر يناقش على مدى خمسة أيام عددا من الموضوعات التي تتعلق بتطورات القضية الفلسطينية والانتهاكات الخطيرة لحقوق الشعب الفلسطيني، خاصة العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، بالإضافة الى قضية القدس، وما تتعرض له من هجمة إسرائيلية تهويدية شرسة، ومحاولات طمس هويتها العربية، والاعتداءات المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية واستمرار الحفريات أسفل وحول المسجد الأقصى، والاقتحامات المتكررة له من قبل المستوطنين والساسة والمتطرفين الإسرائيليين تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي ومحاولات إسرائيل لفرض التقسيم الزمني والمكاني بالمسجد الأقصى المبارك، إلى جانب محاولات هدم جسر باب المغاربة وتصاعد الاستيطان فيها، وفرض الضرائب الباهظة على أهلها المقدسيين وسحب الهويات وهدم المنازل في محاولة تهجير قسري لهم عن المدينة، واستهداف القيادات الفلسطينية المقدسية، واتخاذ كافة الخطوات اللاشرعية للاستيلاء على أملاك المقدسيين وإسكان المستوطنين فيها عنوة بادعاء كاذب بملكيتها.

كما يبحث تصاعد النشاط الاستيطاني الإسرائيلي، خاصة في مدينة القدس المحتلة، والرفض الإسرائيلي لكافة النداءات الدولية لإيقافه وما يمثله استمراره من تحد وتدمير لأي جهود لاستئناف المفاوضات السلمية، إلى جانب جدار الفصل العنصري، واستمرار إسرائيل في بناء الجدار والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية الخاصة والعامة، والأضرار الناتجة عنه، والتداعيات الخطيرة لذلك على حياة المواطنين الفلسطينيين الاجتماعية والاقتصادية والقانونية في الضفة الغربية المحتلة بصفة عامة، خاصة في مدينة القدس المحتلة، والأضرار الناجمة عن استمرار بناء الجدار، بالإضافة الى اللاجئين الفلسطينيين، وآخر تطورات أوضاعهم في الدول العربية المضيفة، وما تقدمه الدول العربية المضيفة من خدمات للاجئين الفلسطينيين، والأوضاع الخطيرة التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، وكذلك آخر التطورات بشأن قيام الحكومة الإسرائيلية ببيع أملاك اللاجئين الفلسطينيين والتصرف بها في عملية نهب متواصلة لها.

كما يناقش أيضا نشاط وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وأوضاعها المالية، ومتابعة الخدمات التي تقدمها الوكالة للاجئين الفلسطينيين والأزمة المالية الخطيرة التي تواجها والعجز الذي تعانيه موازنتها العامة.

ومن المقرر عرض توصيات المؤتمر على مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في الدورة المقبلة.