ساعات وتقرر ادارة البيت الأبيض واحدا من أمرين اما الانتصار لمبادئ الحرية والعدالة, والابقاء على تمثال الحرية رمزا اميركيا محترما لدى شعوب العالم, وتحديدا لدى شعبنا الفلسطيني, او الوقوع في فخ المشروع الصهيوني, ودفع الدولة الأعظم في العالم الى الهاوية, حيث لا تنفع المصالح, وتنعدم القيم الأخلاقية والمبادئ.
لادارة الولايات المتحدة الأميركية حق رؤية مصالحها الاستراتيجية مع اسرائيل, أما نحن شعب فلسطين, فلا نرى مصلحة عليا تفوق وتعلو على مصلحتنا في الحرية والاستقلال اليوم قبل الغد, فقد اعطينا المجتمع الدولي, وزعيمته الادارة الأميركية كل الفرص, للعودة الى جادة المبادئ الأميركية ذاتها, والانتصار لمبدأ السلام القائم على حقوق شعبنا كما اقرت بها الشرعية الدولية, ولنا على البيت البيض حق النظر بعين العقلانية, من زاوية القيم الأميركية التي انبرى لسان اوباما ومن قبله رؤساء (USA) وهم يتحدثون بها, ويسوقونها كمبررات لحروبهم الكبرى في الشرق الأوسط والعالم, فالولايات المتحدة قطب يتحمل مسؤولية الحفاظ على التوازن في العالم, واذا سقطت في فخ المشروع الصهيوني المتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال, فانها ستنسف بيديها اكثر من مئتي عام من تاريخ الشعب الأميركي, وتعيده الى سيرة ( الغزاة ) ومفاهيمهم, وأباطيلهم, فالولايات المتحدة لن تنفعها قوتها العسكرية, الاقتصادية والسياسية, ولن تقوى على النهوض ثانية, ان رفع مندوبها في مجلس الأمن ( صوت الفيتو ) لاسقاط مشروع القرار (الفلسطيني - العربي ) لانهاء الاحتلال الاسرائيلي لأرض دولة فلسطين, ليس لأننا سنصارع اعتى قوة في العالم, وانما هي النتيجة الحتمية لمصير دولة عظمى تتنكر لحق الشعوب في الحرية, وتقرير المصير, دولة عظمى, ما زال مشرعوها واصحاب القرارات الاستراتيجية فيها يفكرون بعقلية ( الرجل الأبيض المتفوق ), وسبله في القضاء على اصحاب الأرض الأصليين, عقلية استمد قادة الحركة الصهيونية مفاهيمهم وتعاليمهم, واشتقوا منها مقولة (شعب الله المختار ).
مع بزوغ اشراقة هذا اليوم الخميس الثامن عشر من كانون الأول 2014 سيدخل الشعب الفلسطيني منعطفا ودربا كفاحيا جديدا, يمضي بارادة وعزة وكبرياء, فأمام الأحرار خيارات مشروعة كثيرة, ليس آخرها الانضمام الى محكمة الجنايات الدولية, واحضار قادة في دولة الاحتلال من العسكريين والسياسيين الى قفص العدالة الأممية, لمحاكمتهم كمجرمي حرب.
ستخسر الولايات المتحدة الأميركية, وتخسر دولة الاحتلال, اما الشعب الفلسطيني فانه الرابح من هذه المعركة السياسية, حتى لو عميت ابصار القاطنين في البيت الأبيض, ونصروا دولة الاحتلال على شعب الأرض المقدسة, واستخدموا الفيتو رافضين حريته واستقلاله, سنكسب معركة تحرير وعي العالم من زيف وكذب الدعاية الأميركية, ونسقط قناع الديمقراطية عن وجوه الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء, فثورة الشعب الفلسطيني كانت وما زالت رمز حركات التحرر في العالم, وكان لها شرف المساهمة عمليا في تحرر شعوب مظلومة وفقيرة من الهيمنة والسيطرة الأميركية، وسيكون لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية, شرف تحرير الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم من وهم ثنائية (الحرية والعدالة) الأميركية، وان لا صديق لهؤلاء الا الذي يجاريهم في سياستهم الاستكبارية, ويلتقي معهم عند نقطة (التفوق العنصري) فنحن ان كنا شعبا صغيرا, على رقعة ارض صغيرة ونعيش عقودا تقارب المئة عام من الكفاح والنضال لنيل حريتنا, الا اننا سنثبت للعالم, اننا بعقلانية رئيس الشعب الفلسطيني, وقائد حركة تحرره الوطنية, وحكمته, وصبره, وباستخدام اسلحتنا الاستراتيجية القانونية المشروعة, استطعنا خلق قوانين جديدة للصراعات, نكسر بمشروعيتها مفاهيم الغزاة, وظنونهم بقدرتهم على استعبادنا او اذلالنا او اخضاعنا بعد عجزهم عن ابادتنا وانكار وجودنا...فليس بالسلاح الناري وحده ينال الانسان حريته.