بيان صادر عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الساحة اللبنانية

"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً" صدق الله العظيم

ونحن نواجه أحلك الظروف افتقدنا قائداً فلسطينياً فتحاوياً يتمتع بالأصالة الوطنية، والإيمان العميق، والإرادة القوية، إنه القائد والوزير وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الشهيد البطل زياد ابو عين.

برحيله فان حركة فتح تكون قد خسرت رجلاً تربى في أحضانها، وتعلَّم أصول الثورة والكفاح على يدي قائد مدرسة الوطنية الفلسطينية الشهيد الرمز ياسر عرفات، ومهندس الانتفاضة الأولى ابو جهاد الوزير، والثابت على الثوابت الوطنية الرئيس محمود عباس أبو مازن، وغيرهم من القادة الشهداء المؤسسين.

لقد تعلَّم رحمه الله من القيادة المؤسسة لحركة فتح الجرأة والمواجهة، وتعلَّم أنَّ القائد الفتحاوي هو قائدٌ ميداني يعيش مع شعبه وأهله.

لذلك فقد انخرط مع أبناء شعبه في مواجهة جنود الاحتلال والمستوطنين الذين يعتدون على أهالي القرى وأرضهم وأشجارهم، وكان باستمرار يتقدم صفوف المواجهة دون ان يأبهَ لكل التهديدات والتحذيرات فهو يؤمن بأن تحرير الأرض، وتحقيق الاستقلال يحتاج الى الدماء والشهداء.

ان الشهيد القائد زياد أبو عين المكلف من قبل الحكومة الفلسطينية برئاسة ملف هئية الجدار والاستيطان يدرك أن مهمته صعبة وشاقة، فهو يواجه ملفاً معقداً وساخناً ولكنه رحمه الله كانت له الثقة الكاملة بنفسه وبأهدافه، وبشعبه، ولذلك كان دائماً يخوض غمار المواجهات دون تردد.

الشهيد القائد زياد أبو عين له تاريخ مشرِّفٌ ومليء بالمواقف الصلبة، لقد تسلَّم الكثيرَ من المهام منذ التحاقه بحركة فتح، واعتقل العديدَ من المرات، وخاض غمار مختلف الانتفاضات بصلابة ورجولة متناهية.

فارق الحياة صباح اليوم الأربعاء 10/12/2014 وهو يشارك مع أهل قرية ترمسعيا في التصدي لجنود الاحتلال العنصريين النازيين، والذين تعمَّدوا ضربه بأعقاب البنادق في مناطق حسَّاسة من جسده إضافة إلى رمي القنابل الغازية السامة عليه وعلى زملائه، وكانت عمليةُ قتله متعمدةً نظراً لما يمثله من مواصفات القائد الذي لا يتردد.

باسم أهلنا وشعبنا في لبنان، وباسم كافة مكونات وأطر حركة فتح في الساحة اللبنانية فإننا نعبَّر عن عميق ألمنا لرحيل قائد معروف من أبناء الحركة، ونتقدم بالتعازي الصادقة من سيادة الرئيس أبو مازن، وقيادة وأعضاء المجلس الثوري للحركة، وايضاً من اللجنة المركزية لحركة فتح، ومن حكومة التوافق الوطني، وقبل كل شيء من أسرته وعائلته، ونؤكد بأنَّ هذا الحدث الإجرامي سيكون له تأثيراتٌ كثيرة على مجريات الصراع ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وبهذه المناسبة نعاهد قوافل الشهداء، كما عاهدنا سيادة الرئيس أبو مازن بأننا على العهد باقون، وسنظل أوفياء لفلسطين ولفتح التي أطلقها الشهيد الرمز ياسر عرفات.

وانها لثورة حتى النصر

حركة "فتح"/ الساحة اللبنانية

10/12/2014