نظم تيار الفجر لقاء تضامني في مقره بصيدا، بحضور علمائي وإسلامي وحزبي لبناني وفلسطيني إلى توسيع تحركات شعبية وتحرك عربي وإسلامي لحماية المسجد الأقصى، مطالباً المؤسسات الاسلامية الدولية بالتدخل العاجل والضغط على المجتمع الدولي ليقوم بواجبه في وقف هذه الاعتداءات التي تمس بكل الاتفاقيات الدولية التي تحمي حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية والأماكن المقدسة.

 وكانت الكلمة الاولى الى رئيس تيار الفجر عبد الله الترياقي،  حذر فيها من مخطط اسرائيلي خبيث لتقسيم المسجد الأقصى، معتبراً أن "المسجد الاقصى خط احمر والاعتداء عليه يعني الاعتداء على كل المسلمين في العالم، مشيراً الى ان اسرائيل تهدف إلى تمرير مشروع تقسيم المسجد الاقصى وتسهيل دخول المستوطنين الى باحاته بالتزامن مع الحفريات المستمرة اسفله مما يتسبب بانهيارات لجدرانه وأرضيته".

ورأى الترياقي أن المسجد الأقصى لا يمكن انقاذه إلا باستنهاض فلسطيني وعربي وإسلامي شامل يقدم الصراع مع المشروع الصهيوني على كل ما عاداه من مشاريع وتناقضات جانبية أخرى تعتبر أقل أهمية وحيوية من هذا الصراع المصيري الذي يحتل فيه المسجد الاقصى نقطة مركزية .

واعتبر الترياقي في ختام كلمته أن الحملة العسكرية الدولية الاميركية – الاوربية التي تشن في العراق وسوريا تحت عنوان مقاومة الارهاب، ما هي إلا ستار لتغطية الأهداف الاستعمارية الاستكبارية الحقيقية المتجسدة بحماية الكيان الصهيوني عبر نشر وتعميم الفتن الطائفية والمذهبية في المنطقة التي تخدم أهداف العدو الصهيوني في تفتيت المنطقة وإضعافها.

ودعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود الأمة الإسلامية إلى النهوض من كبوتها وتوجيه البوصلة نحو فلسطين ونبذ الخلافات الطائفية والمذهبية التي تنخر جسم الأمة.

وحذر من المؤامرة الأميركية الصهيونية التي تحاول أن تشوه الإسلام وتشعل الصراعات الداخلية المدمرة وتنشر ثقافة التكفير وتبعدهم عن صراعهم مع العدو الحقيقي للأمة الذي يحتل القدس وفلسطين ويقتل ويشرد ويأسر أبطالها وأهلها.

وحيا أبطال العمليات الاستشهادية الذين يعيدون بدمائهم وجهادهم الأمة إلى الطريق الصحيح طريق تحرير فلسطين والأقصى والمقدسات، أنتم الذين تصححون مسار الأمة اليوم بجهادكم فالثبات الثبات حتى يأتي الله بنصره عما قريب.

وألقى كلمة حزب الله مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله النائب السابق حسن حب الله فرأى أن المسؤولية تجاه فلسطين كبيرة فهي قضية الأمة المركزية كما أعلن ذلك الامام الخميني منذ بدية ثورته المباركة ويتحمل هذه المسؤولية كل القيادات أياً كان موقعها وتوجهها لا يمكن لأي موقع أن يتخلى عن فلسطين ونصرتها والانخراط في مشروع تحريرها.

 وشدد حب الله على أن ما يجري في المنطقة هو محاولة لتزوير الإسلام وإسقاط مشروعه الذي يريد جمع الأمة وتوحيدها وتوظيف قواها باتجاه طرد الاحتلال الصهيوني واقتلاعه وتحرير المسجد الأقصى.

ممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة ألقى كلمة باسم قوى التحالف الفلسطيني فوجه التحية لشهداء فلسطين وشهداء القدس الذين يواجهون مشروع التهويد والاستيطان وتقسيم المسجد الأقصى وابتلاعه بدمائهم وسكاكينهم وسياراتهم وكل ما يقع في أيديهم.

 ودعا بركة العالم الإسلامي والعرب إلى إدراك المخاطر التي تهدد المسجد الأقصى وبذل كل الجهود لوقف هذا العدوان الصهيوني اليومي على المسجد الأقصى والقدس الهادف لبناء كنيس يهودي مكان المسجد الأقصى.

وأكد عضو المكتب السياسي في حركة "أمل" بسام كجك على أن الفتنة في العالم العربي والإسلامي تهدف لتضييع قضية فلسطين وتصفيتها. ووجه رسالة إلى أهل فلسطين معاهداً على أن نبقى معكم في معركتكم لتحرير فلسطين ولن ندخر وسعاً من أجل دعمكم وإيقاد جذوة المقاومة في الأمة.

كلمة الختام كانت لأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في صيدا العميد ماهر شبايطة جاء فيها: "كانت ولا زالت القدس القبلة الأولى ولأجلها نعشق الشهادة، هذا ليس شعاراً، وإن جمعنا اليوم لأجلها، والقدس عاصمتنا الأبدية لا نفرط بحبة تراب منها، هكذا أوصانا الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وهذه الأيام تمر ذكرى استشهاده العاشرة، فهو قدم حياته كلها رخيصة لأجلها واستشهد فداها، ونحتفل هذه الأيام بإعلان استقلال فلسطين، الذي اعلن منذ عام 88، فكيف تستقل بلادنا والقدس ليست عاصمتنا، القدس بأقصاها ومسراها وقيامتها وبكل أحيائها رمز صمودنا، وعلامة الفخر في وجودنا واستمرارية ثورتنا حتى نيل الحرية، وان ما ضحى به الشهداء من ارواحهم والأسرى من حريتهم كفيل بإزالة الاحتلال ودحره، وإن انتفاضة القدس التي فجرها شهيد الفجر محمد أبو خضير مستمرة وهي تبدع في رسم صورة الشهادة والتحدي والفداء، فعمليات الدهس والدعس ليست سوى حلقة في مسلسل الابتكار وغدا سنشهد عمليات نوعية أخرى، فمخيم شعفاط والشيخ جراح والعيسوية وكل أحياء القدس لن يوقفها احتلال وقمع واعتقال، وهؤلاء المناضلون سطروا أروع ايات البطولة، فهم لم يبيعوا بيوتهم وأرضهم بأغلى الأثمان وقرروا المواجهة ورفضوا الاغراءات وكل الطرق الالتفافية الإسرائيلية لتهجيرهم، لكنهم فشلوا وها هي انتفاضتهم تنتقل الى أرضنا المحتلة، الى كفر كنا وسخين حيفا وعكا والناصرة، وفي كل مدن وقرى الضفة الغربية، ولولا كان رجال امننا الذين قدموا ما يقرب من أربعة الاف شهيد خلال السنوات لما رأينا التظاهرات وصد الاعتداءات الإسرائيلية، واني أؤكد لكم ان السلطة الوطنية بقيادة الرئيس محمود عباس ترعى هذه المقاومة الشعبية بكل قواها، وسنعلن قريبا فك الارتباطات والعلاقات ان لم ينسحب الاحتلال من الضفة والقدس وذلك بعد توجهنا الى مجلس الامن مجدداً مهما كلفنا ويهمنا أن نشير الى ان القدس ستبقى بوصلتنا نحن اللاجئون في المخيمات وان وحدتنا الفلسطينية مستمرة ولن تهتز على الرغم من كل محاولات البعض ان يزرع الشرخ بيننا، وسنبقى موحدين نهتف على القدس رايحين شهداء بالملايين. وان لاجئي لبنان سيظلون على عهدهم لوطنهم وقدسهم حتى التحرير، وان وجودهم في المنفى سينتهي طال الزمان ام قصر، وسيشكلون بوعيهم ووحدتهم وحيادهم الإيجابي كفنا لمنع انتقال النار المحيطة الى المخيمات وسنكون صمام امان للجوار اللبناني في كل الظروف والمناسبات، المجد للشهداء والحرية للأسرى، وإنها لثورة حتى النصر".