القدس الشريف عروسة عروبتكم ونبض إسلامكم وفيه ماضيكم ومستقبلكم وحاضركم ومن القدس الشريف دقت وأزفت ساعة الانعتاق من الاحتلال، وإرهاصات الانتفاضة الثالثة لواحة في الُأفق ... فمنذُُ فترة طويلة والقدس الشريف أطهر بقاع الأرض بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة تتعرض للتهويد والتقسيم وتغير معالمها الديمغرافية والجغرافية، ومحاولات مستمرة لطمس طابعها العربي والإسلامي من قبل غُلاة الصهاينة والذين يعتبرون أنفسهم أسياد البشرية وأن الناس كلهم خُلقوا من أجل أن يكونوا خُدامًا وعبيدًا لهم؛ ومنذ عام 1948م وضياع فلسطين بدأت التعبئة الفكرية والايدلوجية الصهيونية التوراتية الحاقدة تدمغ في عقول وقلوب أطفال اليهود: "أن العرب يجب قتلهم وإبادتهم ويجب أن يتعلم أبناء اليهود الرماية والقنص على صدور ورؤوس العرب"، ووصلت الجُرأة  بالصهاينة إلى إغلاق المسجد الأقصى المبارك في وجه المصلين المسلمين، وإلى التهديد العلني بهدم المسجد الأقصى المبارك وبناء الهيكل مكانهُ؛ وتلي ذلك التهديد اعتداءات واقتحامات يومية  للأقصى  ووصل الأمر إلى أكثر وأخطر من ذلك حينما قام المستوطنون بخطف الطفل المقدسي محمد أبو خضير وحرقهُ حيًا، ليستمر مسلسل خطف المقدسين ومحاولة قتلهم والتنكيل بهم وبالنساء والأطفال والشباب والشيوخ، بدعم كامل من جيش الاحتلال المُجرم؛ لقد استأسد هؤلاء الأغنام لما علموا من طيبة أبناء شعبنا وجنوحهم للسلام وحرصهم على التعايش بسلام!! ولكن اليهود أجبن خلق الله عز وجل؛ استغلوا ذلك الأمر وانشغال الدول العربية (بداوعشهم) المُتخلفة عقولهم وفكرهم المُنحرف عن البوصلة الحقيقية للجهاد في فلسطين ضد اليهود المغتصبين؛ وانشغل البعض الأخر بهمومهم الداخلية وبربيعهم الدموي المدعوم من الغرب المُجرم وأصبح المسلم يقتل أخوه المسلم؛؛ وازدادت وتيرة التنكيل بالمقدسين وبكل أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجدهم في الأرض المحتلة حتي وصل القتل والتنكيل إلى الفلسطينيين في فلسطين المحتلة عام 48م؛؛؛ ولقد نسوا هؤلاء الصهاينة أو تناسوا أنفسهم ومن هم أبناء القردة والخنازير؛ ونسوا من نحن؛ إننا شعب الجبارين المجاهدين والمؤمنين بالله ورسوله؛ شعب الفدائيين، والذين جدهم جد، وسيوفهم بتارة وقلوبهم جبارة؛ وبدأت انتفاضتهم تلوح في الأفق في القدس بعد استشهاد الشاب المقدسي شنقًا وإعدامًا يوسف الرموني- ولقد بلغ السيل الزُبي وبلغت القلوب الحناجر وأقل ما يقُال في أولئك الصهاينة المستوطنين الخنازير، هو كلام الله عز وجل وكما وصفهم القرآن الكريم "ولتجدنهم أحرص الناس على حياة"، وجاءت كلمة حياة في الآية الكريمة نكرة، أي أنهم يحبون الحياة ولو كانت حياتهم مثل حياة الكلاب أو الخنازير أو أذل حياة المهم أن لا يموتوا؛ وكانوا منذ قديم الزمان جُبناء ، دّيدُنهم الغدر والخيانة، قتلة الأنبياء والمرسلين، شيمتهم الكذب ونقض العهود والمواثيق، تحسبهُم جميعًا وقوبهم شتي، لقد تطاول هؤلاء الأقزام الصهاينة من غلاة المستوطنين أحفاد القردة والخنازير كثيرًا، وبلغت حقارتهم حد المعقول وتجاوزت الخطوط الحمراء كلها؛ وكان الرد الطبيعي من أبطال فلسطين أبطال القدس والذي قال فيهم الشاعر محمود درويش " القدس من في القدس إلا أنت" نعم أنتم خير أجناد الأرض – أيها المرابطون على ثري فلسطين والمسجد الأقصى المبارك، أنُتم تدافعون عن كرامة الأمة العربية والإسلامية أنتم الشهداء الحقيقيون والمجاهدون والفدائيون المخلصون، أنتم أبناء وإخوة صلاح الدين الأيوبي وأبو عمار والياسين والشقاقي وأبو على مصطفي، لقد كانت اليوم العملية البطولية النوعية في القدس المحتلة على غُلاة المستوطنين في الكنيس اليهودي رد طبيعي جدًا على جرائم المستوطنين الكبيرة وقوات الاحتلال الداعمة لهم، ليعلموا أن الشعب الفلسطيني لحُمهم مُرٌ ودمائهم الزكية غالية وغالية جدًا وأن انتفاضة القدس الثالثة وُلدت مع استشهاد الفتي محمد أبو خضير وأننا لن نركع إلا لله عز وجل ولن نلين ولن تستكين وسندافع عن مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في فلسطين الأرض المباركة المقدسة بأرواحنا ودمنا ولحمنا وعظمنا وأن قوات الاحتلال وعصابة نتنياهو وقطعان المستوطنين سيدفعون الثمن غاليًا على جرائمهم وأن النار ستحرق من بدأ بإشعالها وأن القدس كُلها شرقيها وغربيها إسلامية عربية مُقدسة وهي خط أحمر لا يمكن لأي أحد في العالم أن ينتهك تلك المقدسات المباركة دون أن يلقي العقاب والرد المناسب وسيعلم غلاة المستوطنين وعصابتهم الإجرامية من وزرائهم أيّ مُنقلبٍ ينقلِبون؛ والله معنا والنصر طريقنا.