أوصت الورشة الإقليمية السادسة حول عدالة الأطفال في العالم العربي التي عقدت في القاهرة، بتشكيل لجنة صياغة عربية من فروع الحركة العالمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لصياغة دليل إرشادات عربي حول العدالة الصديقة للأطفال، مؤلفة من فروع الحركة في كل من فلسطين، وتونس، ومصر، والأردن وبقيادة المكتب الإقليمي للحركة.

كما أوصت الورشة التي استمرت أربعة أيام واختتمت أعمالها أمس، بإنشاء قاعدة بيانات إقليمية حول عدالة الأطفال، بالإضافة إلى إصدار تقرير متخصص حول حالة حقوق الطفل في الدول الأعضاء بشكل أكثر تخصصا حول الأطفال في خلاف مع القانون، والأطفال ضحايا العنف، لأغراض المناصرة مع ضرورة الاستمرار في العمل على تعديلات القوانين والتشريعات الوطنية الخاصة بحقوق الأطفال في العالم العربي.

ويذكر أن المفوض العام للشرق الأوسط وشمال أفريقيا - المكتب الاقليمي للحركة رفعت قسيس، عرض في كلمته، في الورشة، تجربة الحركة الدولية، قطاع فلسطين، في الدفاع عن حقوق فلسطين ضد ما يعانونه من انتهاكات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، خاصة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقال إن ما نشهده هو تراجع حاد لحقوق الطفل بشكل عام، وما يجري في العالم العربي ضحيته هو الطفل، خاصة في فلسطين، مؤكدا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تنتهك حقوق الطفل الفلسطيني بشكل كبير، حيث أنه بحاجة إلى علاج واهتمام نفسي واجتماعي نتيجة العدوان الأخير على قطاع غزة.

وأضاف قسيس: 'إننا في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال نسلط الأضواء على هذه الانتهاكات التي تمارسها إسرائيل بحق الأطفال وتوثيقها من أجل محاكمة الاحتلال مستقبلا، وهي أساس عملنا في الحركة، ولا بد أن تدفع إسرائيل ثمن جرائمها، حيث لا يوجد طفل فلسطيني لا يتعرض إلى انتهاك لحقوقه اليومية.'

وبين أنه يوجد وحدة محامين تقوم بالترافع عن الأطفال المعتقلين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث تقوم بأخذ الإفادات، وإصدار التقارير وإرسالها إلى كافة المؤسسات الدولية، للضغط على إسرائيل لاحترام توقيعاتها على احترام حقوق الأطفال، 'حيث نحقق بعض الأحيان نجاحا في هذا المجال ونفشل أحيانا أخرى'.

وبدورها، دعت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى وضع خطة عمل مشتركة من أجل إيجاد نظم خاصة لحماية الأطفال في المنطقة العربية، خاصة في فلسطين ومناطق النزاع لتطوير قدراتهم في بيئات آمنة، كما طالبت بمراجعة التشريعات القانونية الحالية في التعامل بقضايا الأطفال لتوائم التوجهات الإصلاحية الدولية في مجال العدالة الخاصة للأطفال.

وناقشت الورشة عددا من المحاور حول الآثار النفسية على الأطفال النازحين والمهجرين، وعرض نماذج لواقع العنف ضد الأطفال، والاعتداءات الجنسية ضد القاصرين.

ويشار إلى أن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين، بالتعاون مع الأمانة العامة للحركة العالمية في جنيف أطلقت العمل الإقليمي المشترك عام 2011، بهدف تعزيز وحماية حقوق الأطفال في خلاف مع القانون، والأطفال ضحايا العنف المجتمعي، من خلال رفع الوعي والمراقبة لانتهاكات حقوق الأطفال في العالم العربي بالاستناد لمعايير الحماية التي نصت عليها المعايير الدولية لحقوق الطفل، خاصة الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، حيث باتت تشكل هذه الاتفاقية المرجعية الأولى في عمل البرنامج.

ويتطلع البرنامج الإقليمي إلى تفعيل وإيجاد أدوات تنسيق وتشبيك إقليمية بين الفروع العربية للحركة والهيئات الرسمية ذات العلاقة، للعمل معا لبناء مجتمعات آمنة للأطفال تحترم حقوقهم وتعمل على إيجاد مجتمعات صديقة للأطفال يتم من خلالها التمهيد لبناء مفاهيم عدالة صديقة للأطفال، وقوانين وسياسات وتشريعات وطنية وعربية تساهم في توفير بيئة آمنة تضمن مشاركة فاعلة للأطفال في اتخاذ قرارات، والمساهمة في عملية التغيير المجتمعي بما ينسجم ومصالحهم الفضلى وضمان حقوقهم.