غزة/ منال خميس:
مع إعلان رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة، عزام الأحمد، في مؤتمر صحفي عقده مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق بالقاهرة، عن الاتفاق على إنجاز خطوات عملية تصب في تمكين حكومة الوفاق الوطني من القيام بمهامها على الأرض في قطاع غزة، أعربت قيادات كتائب شهداء الأقصى-الجناح العسكري لحركة "فتح" عن أملها في أن تسري خطوات هذا الاتفاق الأخير عملياً على الأرض، تحقيقاً لوحدة الدم الفلسطيني بإنهاء الانقسام ولتتمكّن من أداء واجبها الوطني في مقاومة الاحتلال دون أية  قيود أو ضغوطات ميدانية كانت تمارسها ضدها حركة حماس منذ العام 2007.


شهداء الأقصى..عماد المنظومة الكفاحية
تشكّلت كتائب شهداء الأقصى، بقرار من الرئيس الشهيد ياسر عرفات الذي وفّر لها الدعم المادي والغطاء السياسي ‏بعد اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2002، انطلاقًا إلى خيار فتح الأفق ‏السياسي أمام تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني بواسطة المقاومة ‏المسلَّحة بعد انسداد الأُفق في خيار التسوية السلمية.
وتنضوي تحت لواء كتائب شهداء الأقصى عدة مجموعات مسلّحة بمسميات مختلفة من ضمنها، مجموعات الشهيد أيمن جودة، لواء الشهيد نضال العمودي، كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني، وحدات الاستشهادي نبيل مسعود، كتائب الشهيد أحمد أبو الريش، كتائب شهداء الأقصى - جيش العاصفة، لواء الشهيد جهاد العمارين، صقور فتح، مجموعات الشهيد مجدي الخطيب، وحدات المرابطين.
ويقول الناطق العسكري باسم "مجموعات الشهيد أيمن جودة" ابو ثائر لـ"القدس": "عند الحديث عن كتائب شهداء الأقصى كجناح عسكري لحركة فتح، فإننا نتحدّث عن جزء أساسي من المنظومة النضالية والكفاحية لشعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده في الوطن والشتات انطلاقًا من القاعدة الأساسية التي انطلقت على أساسها حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وهي أن الكفاح المسلَّح هو الأداة الحقيقية والفاعلة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وطرده من أرض الوطن، بل وتصفيته جسديًا وثقافيًا واقتصاديًا، فكانت قوات العاصفة ولا تزال حتى الآن هي الموروث الكفاحي لما تلاها من مجموعات فدائية وأجنحة عسكرية لفتح وصولاً لكتائب الأقصى التي وضعت بصمة واضحة في مقاومتها للاحتلال بكافة الوسائل المتاحة مع انطلاق شرارة انتفاضة الأقصى المباركة، من خلال العمليات الاستشهادية داخل الأرض المحتلة وفي المغتصبات الصهيونية التي كانت جاثمة على أرض قطاع غــزة، إلى جانب العديد من الاشتباكات المسلَّحة مع جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين التي أسفرت عن قتل وإصابة العشرات من جنوده ومستوطنيه".
وبحسب البيانات العسكرية والمؤتمرات الصحافية، واعترافات الاحتلال نفسه، فقد كان لكتائب شهداء الأقصى حضورٌ ميداني قوي ومميّز في ميدان التصدي للعدوان الأخير الذي نفَّذته قوات الاحتلال الإسرائيلي براً وبحراً وجواً على قطاع غزة، تجسّد بإيقاع ضربات موجعة للعدو سواء أكان على أرض غزة بالمواجهة المباشرة أو داخل الأراضي المحتلة حيث أمطرت الكتائب المدن والبلدات الإسرائيلية بمئات الصواريخ محلية الصنع والمتطورة، وفي الوقت ذاته قدَّمت عدداً من خيرة أبنائها وقادتها الميدانيين والعديد من الجرحى من عناصرها ومقاتليها.
ويؤكد الناطق العسكري باسم "لواء الشهيد نضال العمودي" أبو محمد لـ"القدس"، أن القيادة السياسية لحركة "فتح" كانت تشجِّعهم باستمرار لمواصلة  الدفاع عن غزة والمشاركة في صد العداون، لافتاً إلى أن أعضاء من اللجنة المركزية للحركة  كانوا على تواصل معهم يطمئنون عليهم ويشدون من أزرهم أثناء المعارك، وبالتوازي مع ذلك فقد أعلن فخامة الرئيس محمود عباس أثناء المفاوضات لوقف العدوان، عن فخره واعتزازه بوجود أكثر من 850 شهيدًا فتحاويًا من مجموع شهداء العدوان مما يشير الى النضال  والعطاء الفتحاوي المتواصل الذي لا ينضب".


سير العمليات العسكرية
بحسب الناطق العسكري باسم "مجموعات الشهيد عبد القادر الحسيني" ابو الوليد فقد قدّمت كتائبه خمسة شهداء من خيرة أبنائها وقادتها الميدانيين وعلى رأسهم الشهيد مروان إسليم، والقائد العسكري لمحور المنطقة الوسطى الشهيد مازن الجربة، اضافة الى عدد من الجرحى واستهداف بيوت العديد من مقاتليهم.
وعن سير عمليات كتائب شهداء الأقصى أثناء العدوان على غزة، أوضح "أبو الوليد" لـ"القدس": "لقد ارتكبت اسرائيل جرائم نازية بحق المدنيين العزّل من النساء والأطفال والشيوخ، فكان قرارنا الرد على هذه الجرائم البشعة والصمود في وجه هذا العدوان، واستطاع مقاتلونا إطلاق 933 صاروخًا وقذيفة ضمن عملية أسميناها (سيف الله المسلول)، وخاضوا عدة اشتباكات من مسافة صفر مع قوات الاحتلال في الزنة، والقرارة، والشجاعية، وبيت حانون، ورفح، وجحر الديك، ولعلَّ أبرز هذه العمليات هي الاشتباك المسلّح الذي خاضه مقاتلونا في منطقة الزنة شرق خانيونس حيثُ اعترف العدو بمقتل نجل قائد جيش الاحتلال في المنطقة الجنوبية سامي ترجمان الرقيب أفيتار ترجمان وإصابة 5 آخرين أُعلِن لاحقًا عن مقتل اثنين منهم.كما تم أيضاً قنص جنديَين وضابط برتبة كولونيل على يد قناصتنا، وتفجير جرافة من نوع D9  في شمال غزة وتفجير دبابة من نوع ميركافاه بقذيفة تاندوم شرق رفح".
واستطرد قائلاً:" الأهم من كل هذا أن عملية التصنيع والتطوير العسكري كانت تعمل بشكل عادي دون أي تأثر أثناء المعركة، واستطاع مقاتلونا في وحدة التصنيع تطوير وتصنيع صاروخ جديد أُطلِق عليه اسم "K40" تيمُّناً بأمير الشهداء القائد خليل الوزير، وتم إطلاق أكثر من ثلاثين صاروخاً من هذا النوع، وقد اعترف رئيس بلدية إسدود بأن هذا الصاروخ قد أوقع خسائر كبيرة جداً في المباني كما تحدّث عن قوته التفجيرية وضخامة صوته".


كتائب الأقصى تتحدّى محدودية الامكانيات وتحقق الانجازات
أكّد الناطق باسم "كتائب شهداء الأقصى- جيش العاصفة" ابو جهاد لـ"القدس" أن كتائبه، "قامت بواجبها الوطني برغم كل التعقيدات والعراقيل على مستوى عالٍ من الأداء والفعالية، وقدَّمت الشهداء الرجال، وأطلقت ما يقارب 629 ضربة صاروخية شملت مختلف المناطق المحتلة العام 1947 والمناطق الاستيطانية المحاذية لغزة، وقد مثّلت الهجمات الصاروخية تميُّزاً في الدقة للمواقع العسكرية الاسرائيلية وتم إصابة العديد من أماكن تجمُّعات آليات الاحتلال المعادية".
وتابع:"كان لزاماً علينا أن ندافع عن شعبنا في حقه بالعيش بحرية وكرامة، ومواجهة آلة البطش المتغطرسة وتحصين توازن الرعب بكل ما يمكن حتى توقف هذا العدوان، وأن نحقِّق صمودًا وطنيًا يُظهر إرادة الشعب وقواه الحية الأمينة على مصالحه ومستقبله، كما كنا في حركة فتح، منذ فجر التاريخ الرصاصة الأولى في الدفاع عن شعبنا سنظل ونبقى الأمناء في مواجهة العدو ومخططاته من اجل الظفر بالحرية والاستقلال".
من جانبه استعرض "ابو ثائر" آليات الرد على العدوان على غزة قائلاً: "كانت البداية باستهداف كافة التجُّمعات الاستيطانية المحاذية لقطاع غزة، إلى جانب مناطق تجمعات الآليات العسكرية التي كانت تقصف مدن ومخيمات قطاعنا الحبيب وذلك بإطلاق رشقات صاروخية بكافة المديات ووفق رؤية عسكرية استراتيجية كان لها تأثير فعلي مباشر ماديًا ومعنويًا على كيان الاحتلال وجيشه، ورغم أن الإمكانيات المتاحة من عتاد عسكري كماً وكيفاً لم تكن بالقدر الذي يوازي آلة الحرب الاسرائيلية إلا أن الإصرار على المواجهة كان سيد الموقف مهما كلّفنا ذلك من ثمن".
وتابع: "ومع ما تمتلكه بعض الفصائل في قطاع غزة وخاصة كتائب  القسام  وسرايا القدس من عتاد عسكري وتمكُّنٍ استراتيجي على أرض الميدان من خلال الأنفاق والتحرك المؤمَّن تحت الأرض،كانت كتاب الأقصى تواجه المخاطر الحقيقية من خلال إطلاق الرشقات الصاروخية من فوق الأرض رغم حالة المراقبة الجوية الشديدة من قِبَل الاحتلال وكافة الوسائل الإلكترونية والقصف المباشر لأي هدف".
وبدوره قال أبومحمد "رغم تعقيدات العمل فقد استطاعت هذه الحرب الشعواء أن توحِّد المقاومين من كافة الفصائل، وتجعلهم يعملون في خندق واحد بقلب رجل واحد، ثابتين على حق شعبهم ولم يتراجعوا عن دربهم طيلة 51 يوماً".
وتابع مؤكّدًا "هذه المرحلة كانت مرحلة اختبار لمقاتلينا، ولعتادنا العسكري، وقدراتنا  العسكرية والقتالية، وكانت لنا انجازات عميقة على المستوى الميداني لم تكن الحرب فقط عسكرية  بل كانت اقتصادية، ونفسية، واعلامية، ومنذُ بدء المعركة كان لنا شرف قتل اول ضابط أمن للاحتلال في معبر كرم ابو سالم عند البوابة الجنوبية، وتدمير ناقلة جند بالمنطقة الوسطى ما أدى لوقوع عدة اصبات في صفوف جنود العدو، ولا ننسى المعركة التي شهدتها البوابة الشمالية الشرقية لبيت حانون والتي تجسّد بها الاسم الذي اطلقناه على المعركة (طريق العاصفة)، حيثُ أوقع مجاهدونا جنود العدو في كمين أسفر عن مقتل ضابط هندسة اسرائيلي واستحوذنا على صواريخ لاو، وعبوات ومتفجرات وعتاد وأسلحة".


الانقسام والتعتيم الاعلامي عاملان مؤثِّران على سير المعركة
يُجمع الناطقون العسكريون باسم كتائب شهداء الأقصى على أن ضعف الامكانيات العسكرية للكتائب مقارنة بعتاد جيش الاحتلال المدجّج بأحدث الأسلحة المصنَّعة بتقنيات عالية، وعدم وجود مواقع تدريب وتجهيز هو لا شك من الصعوبات الاساسية في ميدان المعركة. غير أن الحرب الميدانية تأثّرت كذلك بعاملين كان لهما التأثير الكبير بدورهما وهما الانقسام والتعتيم الإعلامي.
وفي هذا الصدَّد يوضح ابو ثائر "كان لحالة الانقسام الفلسطيني تأثير مباشر على كيفية الإعداد والتجهيز والتدريب لكافة الوحدات والمجموعات العسكرية لحركة فتح في قطاع غزة،  في ظل السيطرة من قبل حركة حماس على غزة ومع ما تبعه ذلك من منع لوجود أي مواقع للتدريب لأي جناح عسكري لفتح".
وتطرَّق ابو محمد الى التعتيم الاعلامي على عمليات الكتائب فقال: "رغم الحرب الاعلامية الشرسة التي كانت تُقاد ضدنا،  والإقصاء من الساحة الاعلامية وسياسة الفصيل الواحد، قبلنا أن نكون الجنود المجهولين لهذه المعركة حتى لو لم يبرز عملنا لأننا كأبناء لحركة فتح انتسبنا لهذه الحركة العملاقة لثوريتها ومدى تضحياتها وأعتقد أن مجاهدينا كانوا بفضل الله عزَّ وجل عند حسن الظن بهم".
وعقّب ابو الوليد على كلام زميله "قررنا أن نكون الجندي المجهول في هذه المعركة وأن نقوم بواجبنا الديني والوطني بالدفاع عن أبناء شعبنا، وسيكون هناك تصدير لتقرير مُصوَّر للعمليات التي نفذها مقاتلونا ضمن عملية (سيف الله المسلول) قريباً جداً وسيتم توزيعها على جميع الفضائيات والوكالات الإعلامية وعرضها في مهرجان أمام جماهير شعبنا".
وأشار أبو محمد إلى أن مجموعاته كانت تتعرَّض لمضايقات يومية حيثُ أوضح "كانت المضايقات تتركّز عند خروج المجموعات لعمليات التربيط والعمل الميداني لوحداتها الصاروخية على طول الحدود، في المناطق المعروفة للتربيط للصواريخ والبحث عن اماكن لزراعة المنصات، ولا سيما من طرف ما يُسمّى بوحدة الضبط الميداني التابعة لحماس التي كانت تقوم بعمليات بحث متتالية لعمليات الحفر والتنبيش عن مسار المنصات، ربما لاعتقادهم أن هذه المنصات تتبع لمليشيات او مجموعات ليس لها علاقة بالمقاومة، وقد ناقشنا هذا الموضوع مع اكثر من شخصية في المقاومة الفلسطينية، لخطورة الموضوع حيثُ أن مقاتيلنا حين يقومون بتحديد الاحداثيات ونصب المنصات، يكونون مكشوفين للعدو، وبالتالي يشكّل "الضبط الميداني" ضغطًا آخر اضافة للضغط الأمني اثناء التربيط وزراعة المنصات".
وتابع ابو محمد "جميع الفصائل بما فيها حماس جسّدت وحدة الدم والبندقية في الميدان، ولكن يبدو ان بعض قيادات حماس السياسية لا تريد التقرب جيدًا من الميدان، فكانت عمليات استدعاء  وفرض اقامة جبرية اثناء وبعد الحرب لبعض الاخوة في القواطع العسكرية على امتداد قطاع غزة تم معالجتها على الفور بعد التواصل مع الاخوة بحركة الجهاد الإسلامي، حيثُ كنا نعمل وإياهم ضمن غرفة عمليات مشتركة، وتواصلنا مع الأخ محمد الهندي" ابو عمر" حول موضوع فرض الاقامات على 10 مقاتلين، فتمت معالجة الموضوع ميدانيا وتم الاعتذار بشكل رسمي لنا".
وعن تجربته الشخصية مع المضايقات قال ابو محمد: "خلال مقابلة أجرتها قناة الميادين مع القيادي في حماس مشير المصري قال في مداخلته ان كل الفصائل بالميدان تعمل في خندق واحد، ولكنه أنكر وجود جناح حركة "فتح" العسكري ومقاومتها، وقمت حينها بمداخلة على مداخلته، اكدّت فيها مشاركتنا في الميدان، لأننا نرفض انكار ونفي وجودنا.
وبعد ثلاثة ايام طلبت قناة الميادين مني مقابلة كباقي فصائل المقاومة،  كجناح مسلّح لحركة فتح أثبت وجوده على الارض، ولكن اثناء المقابلة قام افراد من الأمن الداخلي باقتيادي لغرفة داخلية، واحتجازي لمدة ساعة ونصف الساعة، وتم التحقيق معي واستمر الاستدعاء بعد ذلك، ولدى مراجعتهم من قِبَل مقربين لهم بعد ايام، قالوا ان هذا رد بسيط على ما قاله ابو محمد من رد على مشير المصري عبر شاشة الميادين!".
وختم ابو محمد: "نحن شركاء بالميدان والدم والبندقية والسلاح، ورغم الجراح وما تعرّضنا له من اهانات، من بعض الشخصيات القيادية في حركة حماس إلا اننا خرجنا في مؤتمر صحفي عام على أنقاض البيوت التي دمَّرها الاحتلال، خرجنا مع كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب ابو على مصطفى وكتائب المقاومة وألوية الناصر صلاح الدين، وكل الفصائل خرجت بمؤتمر صحفي موحَّد لتقول للعالم كله ان البندقية اجتمعت في خندق واحد".
ولا يخفي قادة كتائب شهداء الأقصى عتبهم على قيادة حركة "فتح" السياسية التي ما زالت تعتبرهم يغردون خارج السرب، ولكنهم يتوقعون ان هذا الموقف لن يبقى حالة خصوصا بعد المعطيات والتضحيات التي جسدتها الكتائب على الأرض، لا سيما أن أغلبهم ضباط بالسلطة ويحملون مسميات تنظيمية ما بين عضو منطقة حتى امين سر اقليم بحسب قولهم.
وشدّد الناطقون العسكريون على أنه لا بد من التأكــيــد على أن ما حدث لن يكون المعركة الأخيرة مع الاحتلال وعليه فإنه لا بد لهم من الاستمرار في حالة الإعداد والتجهيز والتدريب تحسُّباً لأي مواجهة قادمة، وهم ينظرون بشكل جدي إلى إعادة هيكلة وترتيب أوضاعهم العسكرية والميدانية بما يرتقي إلى مستوي المواجهة مع جيش العدو، وما يطمح إليه أبناء شعبنا من أبناء فتح ومقاتليها، ويدعون للتوحد للقضاء على حالة الانقسام والاتفاق على برنامج وطني يجمع عليه الكل الفلسطيني.
وعلى صعيد ميداني آخر، استبقت كتائب القسام عودة أجهزة السلطة  الفلسطينية للعمل في غزة بحسب اعلان الاتفاق، وأعلنت عن بدئها بتشكيل وتدريب ما أسمته بـ"الجيش الشعبي" "ميليشيا" على مختلف الأسلحة الخفيفة وبعض الأسلحة الثقيلة، ليكون "سندًا وعونًا" لها في أي حرب قادمة على قطاع غزة، بحسب ما أعلنت عنه، ودعت الراغبين للتسجيل لدى مندوب الكتائب لتدريبهم في إطار الجيش الشعبي، وهو ما أكّده أحد قادة "كتائب القسام" في حديث نقلته عنه وكالة قدس برس مشيرًا في الوقت ذاته لتسجيل آلاف الشباب لإسمائهم لدى مندوبي الكتائب في المناطق المختلفة".