استشهد 3 مواطنين أمس نتيجة انفجار قذيفة من مخلفات الاحتلال في حي الشجاعية، فيما قمعت قوات الاحتلال مسيرات سلمية ضد الجدار والاستيطان بالضفة وجرحت العشرات، في حين كشفت مصادر صحفية عن اعتقال 250 طفلا في القدس المحتلة خلال الشهرين الماضيين.
ففي غزة أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة "استشهاد أيمن أبو جبة (23عاما) وعبدالله أبوعصر(23 عاما) ومحمد أبو عصر (24 عاما) في انفجار قذيفة من مخلفات الاحتلال في حي الشجاعية" .
وقالت مصادر طبية ان شابين آخرين اصيبا جراء الانفجار.
وفي خرق جديد لاتفاق وقف اطلاق النار توغلت عدة آليات عسكرية احتلالية أمس في أراضي المواطنين شرق بلدة القرارة، وسط اطلاق نار وقنابل دخانية في المكان، وقامت الجرافات بأعمال تجريف.
وقمعت قوات الاحتلال، مسيرة المعصرة السلمية الاسبوعية، ومسيرة اخرى في قرية وادي فوكين، غرب بيت لحم.
وأحيا المشاركون في مسيرة المعصرة، ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، ونعوا كوكبة من المناضلين، قضوا قبل ايام وعلى رأسهم العلامة هاني فحص، مشددين على اهمية تفعيل المقاومة الشعبية المؤثرة ضد الاحتلال خاصة جنوب بيت لحم.
وفي وادي فوكين، قمع الاحتلال، فعالية للأهالي، احتجاجا على مصادرة ألفي دونم من اراضي القرية، وادى ذلك الى اندلاع مواجهات، اطلقت خلالها قوات الاحتلال، قنابل الغاز المدمع، والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط.
واعتقلت قوات الاحتلال مصورا صحفيا، ومتضامنين أجنبيين، وجرحت وأصابت عشرات المتظاهرين بالأعيرة المغلفة والغاز خلال قمع مسيرات الجمعة الأسبوعية المناهضة للاستيطان وجدار الضم والتوسع والفصل العنصري في قرى بلعين ونعلين والنبي صالح. وأطلق جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني والمغلف باتجاه متظاهرين محليين وأجانب كانوا يحيون الذكرى الـ 32 لمجزرة صبرا وشاتيلا فوق أراضيهم المصادرة والمهددة في القرى الثلاث.
واعتقلت قوات الاحتلال أربعة مواطنين من محافظة بيت لحم، ونصبت حواجز عسكرية على مداخل بلدة يعبد بعد اقتحامها.
في غضون ذلك ذكرت صحيفة "هآرتس" ان قوات الاحتلال اعتقلت خلال الشهرين الأخيرين نحو 760 مواطنا من القدس المحتلة، بينهم 260 طفلا دون سن الثامنة العشرة، وبين الأطفال العشرات دون سن الثانية عشرة، وذلك خلال المواجهات التي وقعت في المدينة.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته أمس تحت عنوان "انتفاضة الأطفال" إن مشاركة الأطفال في المواجهات مع قوات الاحتلال في القدس ليست ظاهرة جديدة، حيث ان المستوطنين وعناصر الشرطة يعلمون أن غالبية حوادث الرشق بالحجارة تقع مع انتهاء الدوام المدرسي، ولكن هذه "الظاهرة" تتصاعد في الأسابيع الأخيرة أكثر من أي وقت مضى.
ويتضح من التقرير، أن هذا التصعيد لا يأتي من فراغ، حيث أنه في ساعات مساء الأحد، قبل أسبوعين، وبعد ساعات معدودة من استشهاد الفتى محمد سنقرط هاجم العشرات من الملثمين محطة وقود تقع بين العيسوية والتلة الفرنسية وأضرموا النار فيها. وتضاف هذه الحادثة إلى حوادث تصعيد أخرى وقعت في القدس منذ تموز الماضي.
وأشار التقرير إلى أنه في مطلع الأسبوع الماضي اعتقلت قوات الاحتلال 6 أطفال، تتراوح أعمار 4 منهم بين 13- 15 عاما، بتهمة إضرام النار في محطة الوقود. ومددت المحكمة الأربعاء الماضي اعتقالهم بـ5 أيام.
كما أشار التقرير إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت الأسبوع الماضي أيضا ثلاثة أطفال في سن التاسعة، بينهم اثنان اعتقلا أمس الأول في وادي الجوز، وذلك بشبهة رشق مركبات إسرائيلية بالحجارة، بينما اعتقل الثالث الأربعاء الماضي بشبهة إلقاء حجارة باتجاه مركبة عسكرية في الطور، وبعد ساعات من اعتقاله اعتقل طفل آخر من سلوان بذريعة مماثلة.
وأشار التقرير أيضا إلى أنه في مطلع الأسبوع الماضي اعتقلت قوات الاحتلال 6 أطفال تتراوح أعمارهم بين 12-13 عاما من الطور، بشبهة إلقاء زجاجات حارقة باتجاه منازل للمستوطنين.
ويوم الثلاثاء الماضي اعتقلت قوات الاحتلال 22 مقدسيا، بينهم 13 دون سن الثامنة عشرة. وأمس الأول قدمت لوائح اتهام ضد 3 أطفال في جيل 16-17 عاما بتهمة المشاركة في مواجهات ومهاجمة عناصر شرطة الاحتلال.
وقالت الصحيفة ان المحامية ليئا تسيمل، التي تمثل عشرات الأطفال المعتقلين، تهاجم السياسة الصارمة للشرطة والقضاء، والتي تصفها بـ"الانتقامية" تجاه الأطفال، مشيرة إلى أن الشرطة تطلب في الغالب فترات اعتقال طويلة حتى لو كان الحديث عن مخالفات صغيرة، وبالتالي فإن احتمال إطلاق سراح طفل وفرض قيود مخففة عليه، مثل الحبس المنزلي، ضئيلة جدا.
وتشير المحامية أيضا إلى ظروف اعتقال الأطفال، حيث يتم اعتقالهم في ساعات الليل المتأخرة، ويتعرضون للتهديد والصراخ خلال التحقيق الذي يجري من دون حضور ذويهم، وفقما ينص عليه القانون. وتقارن المحامية في هذا السياق السياسة المتبعة تجاه معتقلين يهود نفذوا مخالفات خطيرة، حيث أنه في الاعتداء الخطير على مقدسيين في بيت حنينا، اعتقلت مجموعة من المستوطنين لم يبق منهم سوى واحد فقط رهن الاعتقال.