توقع المتآمرون الأميركيون الذين خططوا لما يسمى الفوضى الخلاقة أن تستمر القلاقل في الأقطار العربية لفترة طويلة، واستندوا الى أن تحالفهم مع الاخوان المسلمين واطلاق يدهم في البلاد العربية من شأنه أن يدخل البلاد العربية في حالة عدم استقرار واقتتال لمدة لا تقل عن نصف قرن اي نصف قرن من المذابح تكون الادارة الأميركية خلالها قد وضعت خططاً لمرحلة مقبلة حسب ظروف العالم. ومن يظن أن مشروع الاخوان قد سقط في المنطقة فهو واهم لأن الهدف ليس تسليم المنطقة للاخوان بل ضرب الاخوان بالجماعات الأخرى والأنظمة أي ضرب كله بكله كما يقال، لأن المطلوب الاقتتال وعدم الاستقرار فقط، ولو استقر حكم اخواني لاختلقوا له مصاعب لاحقة. ولو كان هناك حزب علماني او وثني او سكرجي او كندرجي له فروع في الاقطار العربية لتحالف معه الاميركيون لأن هدفهم اثارة عدم الاستقرار فقط مقابل الحفاظ على مصالحهم.
ذات سنة في التسعينيات التقى العاهل الأردني الراحل الملك حسين الرئيس الراحل ياسر عرفات في قصره في عمان بعد أوسلو بفترة.. وكان عرفات يريد الاستفسار من الملك حول السياسة الأميركية وهل بالامكان الوثوق بهم لأنه حديث العهد في التعامل معهم، فنظر الملك الى الطيب عبد الرحيم وكان برفقة أبو عمار وقال هات سيجارة يا طيب.. وأشعلها ونفث دخانها.. وقال لأبو عمار: هناك ثابتان في السياسة الأميركية حسب تجربتي خلال 40 سنة وهما اسرائيل والنفط. وما بين هذا وذاك لا يهمهم أي شيء.. لا شعوب ولا أنظمة.
كانت اجابة الملك كافية ووافية وهي الحقيقة التي غابت عن ذهن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وأدركها متأخراً وقال : المتغطي بالأميركان عريان.. ولعل كثيراً من الزعماء العرب في الخليج وغيره اكتشفوا حقيقة أن واشنطن تضحي بأنظمة وشخوص لكنها لا تضحي باسرائيل وبالنفط. ولهذا فان الربيع العربي الذي أوجدته واشنطن وحلفاؤها لم يمس بالنفط ولا باسرائيل لأنهما مقدسان ويعرف كل حيوان أتت به واشنطن أو دعمته أو سلحته ان كان نظاما او حزبا او جماعة أن اسرائيل والنفط خط أحمر.ولهذا نشهد احيانا سقوط قذائف بالخطأ على الجولان المحتل في الاقتتال بين الجماعات هناك فترد اسرائيل بقصف الطرفين ويضع كل طرف صرماية قديمة في فمه ويخرس ويعتذر لاسرائيل.