أكد عضو اللجنة التنفيذية لـ'م.ت.ف'، رئيس دائرة شؤون القدس أحمد قريع، أن إسرائيل شنت عدوانا صاخبا على قطاع غزة بالطائرات والدبابات بهدف فصله، وتشن بالتوازي عدوانا صامتا حثيثا ومستمرا على القدس بهدف تهويدها وضمها.

واستعرض قريع خلال استقباله القنصل البريطاني العام في القدس اليستير ماكفيل، اليوم الاثنين، في أبو ديس، التطورات السياسية الاخيرة على ضوء اتفاق وقف اطلاق النار والجهود المبذولة لتثبيته، كما تناول ايضا التصعيد الاسرائيلي المستمر على الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية خاصة القدس، مشيرا الى القرارات الاسرائيلية الاخيرة ببناء اكثر من 700 وحدة استيطانية في محيط القدس، والاستيلاء على 4000 دونم جنوب بيت لحم، واصفا هذه الانتهاكات 'بالدليل القاطع على استعار العدوان الاسرائيلي الاستيطاني على الضفة الغربية بهدف الاجهاز على امكانية تحقيق حل الدولتين'.

وحذر قريع من خطورة الاعتداءات الاسرائيلية الممنهجة على المسجد الاقصى المبارك الرامية الى تقسيمه مكانا وزمانا، واشار الى مشروع القانون الاسرائيلي امام 'الكنيست' الذي يهدف الى تشريع هذا التقسيم، محذرا من عواقب هذه الخطوة ليس فقط على امكانية تحقيق السلام العادل والدائم، إنما اثره على الاستقرار في المنطقة برمتها.

وطالب قريع، المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته ازاء هذا التصعيد الخطير اذا ما كان راغبا حقا بإنهاء الصراع، لأن فرص التوصل الى تسوية سياسية عادلة آخذة بالتلاشي بشكل سريع، الامر الذي يستدعي ان يقوم العالم ممثلا باللجنة الرباعية بتقديم خطة شاملة لانهاء الاحتلال على اساس الشرعية الدولية تقود الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس، وتقدم حلا عادلا لقضية اللاجئين وفقا لقرار 194 وعلى اساس مبادرة السلام العربية.

واضاف، أن الشعب الفلسطيني لا يتطلع بعد كل هذه التضحيات التي بذلت والدماء التي سفكت لتدابير مرحلية تدير اسرائيل من خلاله الصراع بهدف استدامة الوضع القائم، إنما يتطلع الى انهاء جذر الصراع المتمثل بالاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وانكاره لحقوق الشعب الفلسطينية المشروعة، بغير ذلك فإن العدوان الاسرائيلي الاخير على غزة والقدس وكافة الاراضي الفلسطينية لن يكون آخر الحروب.

وشدد قريع، على دعم الجهود التي يبذلها الرئيس محمود عباس لتثبيت الوحدة الوطنية ألفلسطينية والتحرك على الصعيد الدولي والامم المتحدة ومنظماتها، محذرا من التدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني من قبل اطراف لا تريد الخير لفلسطين او لقضية السلام في المنطقة، ومؤكدا ان البديل لن يكون الا الفوضى العارمة والتطرف الذي لن يقود الا الى طريق ملتبس النهايات.