تنوعت الأوصاف والمواقف التي طرحتها صحف إسرائيل الثلاث الرئيسية الصادرة اليوم الخميس في باب التعليق على مؤتمر "نتنياهو- يعلون" الصحفي الذي عقداه يوم أمس في تل ابيب بعيد انفضاض جلسة الكابينت التي قيل بأنها ستناقش موقف إسرائيل من مستجدات الحرب على غزة وتطورات الميدان.

خرج نتنياهو غاضبا من الجلسة ليعتلي منصة الخطابة في حالة من الارباك والتلعثم أضاعت صورة نتنياهو المعهودة كرجل إعلام يجيد التعامل مع الكاميرات ويتقن المناورة أمام المايكروفونات ليظهر بصورة الرجل الباهت المتعب الذي أضناه الصراع الداخلي مع أقطاب اليمين المتطرف الذي يمسك بتلابيب الكابينت ومفاصل القرار في الحكومة دون ان يترك لنتنياهو وحليفة يعلون مجالا للمناورة والمداورة ضيقا تجلى في هجوم علني هو الأول من نوعه منذ إقامة الحكومة شنه نتنياهو على وزراء في الكابينت ترفع عن ذكر الأسماء مسهبا بالوصف لدرجة ان شخصياتهم ظهرت جلية أمام الصحفيين والنقاد الذين لم يجدوا صعوبة بتعبئة الفراغ المتروك جانب الأسماء إنهم "ليبرمان ونفتالي بينت" ومن حالفهم من الوزاري الذين اتهمهم نتنياهو بالانفعال الزائد وعدم الحكمة وتخريب الجهود الرامية لتحقيق مصالح إسرائيل العليا عبر إطلاق تصريحات منفعلة وغير مسؤولة تارة وتسرب معلومات من محاضر اجتماعات الكابينت تارة أخرى ليتحول المؤتمر الصحفي من مؤتمر انتظره الإسرائيليون والعالم ليستمعوا إلى موقف إسرائيل من الحرب الدائرة على أبواب الدولة العبرية وفي أجواء كبريات مدنها إلى منصة لتبادل الاتهامات وتصفية الحسابات الداخلية.

شكل المؤتمر الصحفي خيبة أمل انعكست في عناوين صحف إسرائيل الرئيسية الصادرة اليوم "معاريف، يديعوت احرونوت، معاريف" وفي مقالات نشرها كبار كتاب الأعمدة الإسرائيليين.

"المؤتمر الخازوق" عنوان اختاره الكاتب "بن كاسبيت" لمقالة نشرها على صدر صفحة معاريف الأولى" وهي صحيفة يمينة ليختصر من خلاله توصيف المؤتمر الصحفي وقال في مستهله " انتظر العالم اجمع حابسا أنفاسه المؤتمر الصحفي الذي سيعقده القادة الذين يتولون ألان قيادة إسرائيل ليسمع العالم منهم هل قتل محمد ضيف ام لا ؟ لكن يبدو ان نتنياهو ويعلون لم يكن لديهم أي معلومات تتعلق بمصير الضيف لينتقلوا من فورهم لشن الهجوم على وزراء الكابينت ويبدو ان هذا هو السبب الرئيس للاجتماع التلفزيوني الذي نظمه هذا الثنائي يوم أمس".

إن حاجة نتنياهو إلى الانقضاض على وزراء الكابنيت والتنكيل بهم علنا لا ترتبط بالحاجة الى مواجهة حماس بل بحاجة نتنياهو الى مواجهة خطر لبيرمان وبينت وتسيفي ليفني فقال نتنياهو بذر الرماد في عيون الجمهور الإسرائيلي.

وفي عنوان جانبي آخر، قالت صحيفة معاريف بان نتنياهو استغل المؤتمر الصحفي ليشن الهجوم على ليبرمان ونفتالي بينت وليرسل إشارات تصالحيه اتجاه الحكومة الفلسطينية متحدثا عن أفق سياسي وعن انتظاره استئناف المفاوضات مع الحكومة الفلسطينية.

وبدورها اختارت صحيفة "يديعوت احرونوت" عبارة "حرب الكابينت" عنوانا رئيسيا لها تقدم على محاولة إسرائيل اغتيال محمد ضيف.

وكتبت الصحيفة تحت العنوان الرئيس حرب الكابينت "شن نتنياهو هجوما عنيفا على أعضاء الكابينت ليبرمان ونفتالي بينت دون ان يذكرهم بالاسم وقال"يطلقون الشعارات الفارغة ويدلون بأحاديث جوفاء واني أخشى أن أطلعهم على معلومات ومعطيات حساسة خشية ان يسربوها لوسائل الإعلام".

ووفقا للصحيفة رفض نتنياهو طلب "بينت" عدم إجراء مفاوضات مع حماس فيما قالت مصادر إسرائيلي مطلعة ان هجوم نتنياهو تعييرا عن عمق الأزمة وشدة الضغط الذي يواجهه هذه الأيام.

وفضلت صحيفة "هارتس" كعاتدها ترك التعليق على هذا الموضوع لكتبة الأعمدة فيها حيث نشرت أربعة مقالات لكبار الكتاب فيها الأول كان للكاتب "يوسي فيرتر" وحمل عنوان "عملية اغتيال وتصفية داخل الكابينت" جاء فيه ان نتنياهو استغل المؤتمر الصحفي ليوجه سهامه الى عدوين الأول هو حماس التي تقوم وبكل وقاحة بإطلاق الصواريخ دون توقف رغم الضربة الموجعة التي تلقتها فيما خصص السهام الأخرى ليوجهها الى نحر وزراء في الكابينت".

واختارت الكاتب اليسار المعروف "غدعون ليفي" كعادته مقالا خلافيا شديد اللهجة حمل عنوان "زوجته وابنه" ليهاجم نتنياهو على اتخاذه قرار اغتيال او محاولة اغتيال محمد ضيف جاء فيه " تخيلوا لا سمح الله ان قامت حماس هذه الليلة باغتيال سارة نتنياهو وابنها يائير نتنياهو او "رويتال ونداف غانتس" ابن وزوجة رئيس الاركان" ماذا كانت ستستفيد من اغتيال قاس كهذا؟ وكيف كانت اسرائيل سترد عليه؟ هل ستخضع لطلباته ؟ هل كان الرأي العام سيميل نحو الاعتدال؟ واي فائدة كانت ستجنيها حماس؟ لو نجحت هذه الليلة وأعود واقول لا سمح الله باغتيال رئيس الحكومة ورئيس الاركان ؟ هل كنا لن نجد لهم بديلا؟ هل كانت ستسارع اسرائيل الى بناء ميناء عميق في غزة ؟ اكيد من قرر محاولة اغتيال محمد ضيف ونحج بقتل زوجته وداد وابنه الرضيع علي لم يفكر بهذه المفاهيم والمضامين لان اسرائيل لم تكن يوما مستعدة ان تعلب لعبة تبادل الادوار وان تتخيل نفسها مكان الطرف الاخر.

والمسؤولون عن اغتيال عائلة محمد ضيف لم يبحثوا سوى عن صورة نصر او للاسف صورة الالم شديد يكفي لوقف اطلاق الصواريخ لكن دوما كان تأثير هذه العمليات عكسيا.