الفرحة لم تدخل المخيمات الفلسطينية هذا العيد، فالمجازر التي ارتكبها العدو الاسرائيلي المحتل لفلسطيننا الحبيبة، بحق شعبنا واهلنا في الضفة وغزة وعلى مساحة الوطن، غيّبت العيد وفرحته، غيّبت اصحاب العيد الذين ينتظرونه بفارغ الصبر، انهم اطفال فلسطين الذين مزّقتهم طائرات الحقد الاسرائيلي، فحوّلتهم الى أشلاء.

انه ليس عيد سعيد، انه عيد شهيد، انه عيد شهداء غزة، الذين تبرّعوا بدم الكرامة لأنظمة خانعة، رضيت بالذل والمهانة، على ان تحرك ساكناً.

صبيحة عيد الفطر السعيد، وكعادتها في مثل هذا الوقت، قامت فصائل الثورة الفلسطينية بزيارة مقابر الشهداء في بيروت والضاحية الجنوبية ووضعوا الاكاليل على أضرحة الشهداء في مخيم برج البراجنة وشاتيلا، وجالوا بين القبور، وقرؤوا الفاتحة.

امَّا المقبرة المركزية عند مستديرة الشهداء فقد غصّت بالزائرين منذ الصباح الباكر، حيثُ أمّها سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" آمنة جبريل، والملحق الثقافي ماهر مشيعل، ومنسّق عام الحملة الاهلية لفلسطين والعراق معن بشور على رأس وفد من الحملة، ووفد ملتقى الوفاء لفلسطين القادم من بعض الدول العربية، وممثلو فصائل الثورة الفلسطينية، والقوى والأحزاب الوطنية والإسلامية الفلسطينية، وممثلون عن الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وقيادة حركة "فتح" في بيروت، وحشد من المخيمات .

والقى كل من السفير دبور، وجبريل، وبشور وعلي فيصل، ووفد الملتقى كلمات اكّدت ان "موقف الشعوب العربية مغاير تماماً لموقف أنظمتها المتآمرة"، وشدّدوا على أن معركة غزة هي فاتحة لمعركة التحرير الكبرى، وان دماء الشهداء لن تذهب هدراً وستثمر انتصاراً وتحريراً ودولة، وان وحدة الارادة الفلسطينية هي أقوى من طائراتهم التي تقتل الاطفال.

كما اجمعت المتحدثون على ان معركة غزة هي معركة كل عربي حر، لأنها معركة ضد اسرائيل وبتغطية امريكية، وشدّدوا على أهمية الوحدة الوطنية بين كافة الفصائل، وان تبقى البوصلة دائماً نحو فلسطين، ووجّهوا التحية للمقاومين، وتمنوا الشفاء العاجل للجرحى، والرحمة للشهداء، والحرية للأسرى.

هذا وجال الزائرون في ارجاء المقبرة وقرؤوا الفاتحة للشهداء بعد وضع الاكاليل باسم: الرئيس محمود عباس، وسفارة دولة فلسطين، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وقيادة حركة "فتح"، ومؤسسة اُسَر الشهداء.