أكَّد أمين سر إقليم حركة "فتح" في لبنان الحاج رفعت شناعة أن أهم القضايا الآنية هي الالتفاف حول الوحدة الوطنية الفلسطينية.

ونوّه خلال لقاء تلفزيوني مباشر على فضائية المنار اللبنانية، اليوم السبت 26\7\2014، إلى أن سيادة الرئيس محمود عباس "ابو مازن" لمحَ الخطر الاسرائيلي منذُ تشكُّل حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني، إذ حاولت حكومة الاحتلال ضرب هذا الانجاز عبر مقاطعة الحكومة ومنع الوزراء من التنقل لشل وعرقلة عملها.

وأشار شناعة إلى ان "موضوع اختفاء المستوطنين الثلاثة، الذين عُثِر عليهم فيما بعد مقتولين، ما كان إلا ذريعة من قِبَل اسرائيل للخروج من العُزلة التي ألفت نفسها فيها بسبب تشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني والمواقف الدولية، وخصوصًا الأوروبية، الداعمة للقضية الفلسطينية، فكان ان اوجدت مسرحية، قوامها ثلاثة مستوطنين لقوا حتفهم، فتم الاتفاق مع ذويهم على استغلال موتهم لإنقاذ اسرائيل، وخير دليل على ذلك كان رد فعل ذويهم الفاتر لدى علمهم بخبر وفاة اولادهم ورؤية جثثهم، وقد أكّدت صحيفة هآرتس الاسرائيلية أن الاحتلال كان على علم بمقتل المستوطنين منذ الايام الاولى". ولفت في الآن عينه إلى أن المستوطنين اختفوا في المنطقة "ج" الخاضعة للسيطرة الكلية من قِبَل الاحتلال، متسائلاً ان كان أمن اسرائيل هشًا لدرجة فقدان ثلاثةٍ من مستوطنيها لأكثر من اسبوعين لتعاود ايجادهم في مسافة لا تبعد ربع ساعة عن مكان اختفائهم، ومنوّهًا إلى أن الرئيس ابو مازن تعامل مع الموقف بحكمة بالغة وحرص في خطابه على عدم اعطاء نتنياهو فرصة استثمار هذه الحادثة والخروج بمكاسب منها.

وفيما يتعلَّق بإعلان اسرائيل عن تمديد التهدئة التي كانت قد اعلنت عنها لمدة 12 ساعة اليوم السبت، لـ4 ساعات اضافية، لفت شناعة إلى أن وضع شعبنا في غزة يتطلّب استمرار الهدنة لأنهم بحاجة للتنفس على الأقل، ونوّه إلى أن اعلان إسرائيل الهدنة يعني أن الطرف الاسرائيلي بحالة من الضيق، وإلا لما كان وافق على الهدنة، ودعا للاستفادة من الهدنة في تنظيم الوضع الفلسطيني الداخلي، خاصةً أن إسرائيل لم تدخل قطاع غزة لاحتلاله وإنما لأهداف محددة ضمن برنامجها لتحقيق الانقسام، وأشار إلى أنها تعدُّ انها حقّقت انتصار بعدد الشهداء والجرحى الذي تسببت به.

وأوضح  أن الاحتلال يحاول الاستفادة من الضغط الشعبي حول مجزرة غزة ليحوّلها لعملية ابتزاز تضمن له بعض المكتسبات، مشيرًا إلى ان العدو كان قد بدأ القصف قبل تاريخ العدوان حيث شرع يقصف غزة بعد مسرحية المستوطنين في حالة تحضير لعدوان، وقد استغل هذه الحادثة لاجتياح المحافظات والبيوت وتمكّن من خلال ذلك للأسف من الحصول على معلومات هائلة من آلات التصوير والحواسيب وغيرها.

وأضاف شناعة "الآن نتنياهو اقنع حكومته وجمهوره من المتطرفين، وحتى المعتدلين، انه رجل قوي وما زال يمسك زمام الامور، وان حكومته ستستمر، وللأسف فـ80% من المجتمع الإسرائيلي يؤيّد اداء نتنياهو في في معركة غزة، لأنه مجتمع قبلي عصبي حاقد على الشعب الفلسطيني".

وشدَّد شناعة على أن نتنياهو فشل في محاولته لكسر الارادة الوطنية من خلال العدوان، وأضاف "الشعب صامد والمقاومة كانت على مستوى عالٍ من الاداء، والمرحلة القادمة مرحلة اعادة بناء للوضع الداخلي وصياغة العلاقات على مستوى راقٍ لمواجه الاحتلال على كل الجبهات ابتداء بالسياسية والقانونية والدلبوماسية والمقاومة الشعبية في الضفة وغزة وأشكال المقاومة التي نريد اعتمادها مستقبلاً، وختم شناعة بالقول "المشكلة ليست في التفاوض، بل في قضية على ماذا سيكون التفاوض. وهذا ما تحدده القيادة، وهناك اجتماع قريب دعا له سيادة الرئيس للقيادة بكاملها من منظمة التحرير وحماس والجهاد من أجل تحديد رؤية مشتركة لكيفية مواجهة العدوان لئلا يبقى النقاش من مسافة".

من جهة أخرى أشار شناعة فيما يتعلَّق بأزمة رواتب حركة حماس إلى أن مسألة تفريغ 40 إلى 50 ألف موظّف من عناصر حماس في السلطة، ودفع رواتب لهم هي مسألة تتطلّب امكانيات كبيرة ليست في طاقة السلطة الوطنية، وأضاف "يمكن لحماس ان تواصل دفع رواتب موظفيها حتى توفير التمويل بالتعاون مع الدول العربية".