نشر ديفيد وارد، النائب البرلماني من الحزب الليبرالي الديمقراطي البريطاني، الثلاثاء الماضي في حسابه الشخصي على موقع "تويتر": "السؤال الكبير هنا هو: إذا عشت في غزة، هل كنت سأطلق الصواريخ على إسرائيل؟ على الأغلب أجل". وانضم وارد إلى الملايين من المغردين على "تويتر" للتعبير عن رفضه للعدوان على غزة، حيث أصبحت عبارة: "العدوان على غزة" من أكثر العبارات تداولا على الموقع الإلكتروني.
ولكن فور كتابة تغريدته، واجه وارد اتهامات بأنه يدعو للعنف، وسيخضع لتحقيقات إدارية لأنه دافع عن إطلاق حماس صواريخ على إسرائيل. ورفض وارد الاعتذار عن تغريداته وأوضح قائلا إنه لا يغض الطرف عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل إلا أنه يتفهم حجم اليأس الذي يعيشه الفلسطينيون وما يجعلهم يفعلون ذلك. ولكن أردف قائلا: "إذا أعطى تصريحي الانطباع المعاكس، أرجو أن تتقبلوا اعتذاري".
وقال وارد في بيان من مكتب الحزب الذي ينتمي إليه: "في حين أدافع عن حق وجود إسرائيل والدفاع عن نفسها، سأستمر في التحدث عن حقوق الشعب الفلسطيني الذي يواجه معاناة لا توصف. وعلى المجتمع الدولي الحد من الأزمة الإنسانية وحماية المواطنين الذين يعيشون في غزة. أنا أستطيع أن أفهم محنتهم ويأسهم وحاجتهم للمساعدة".
واقترح وارد في البيان أن الحل هو: "وقف إطلاق النار في هذا الصراع، وهو أمر ضروري. إذا أردنا وضع حد للمعاناة، وإنشاء مجتمع آمن للناس في غزة، فيجب أن تكون الخطوة الأولى إنهاء العنف من الجانبين". وردا على تعليقه، قال مكتب الحزب الليبرالي الديمقراطي لصحيفة "الشرق الأوسط": "على ضوء اعتذار ديفيد وارد، الحزب سيقرر في الوقت المناسب إذا كان ينبغي اتخاذ مزيد من الإجراءات التأديبية". وأضاف المكتب: "هذه التصريحات التي أطلقها وارد على موقع (تويتر) لا تمثل الليبراليين الديمقراطيين".
وأكد المكتب أن "قواعد الحزب البرلماني البريطاني تتطلب عقد جلسة رسمية بين رئيس الحزب وديفيد وارد، وسيجري ذلك في الوقت المناسب"، وأضاف الحزب أن نائب رئيس الوزراء البريطاني، نك كليغ، وهو ينتمي إلى الحزب نفسه، في واجهة مفاوضات السلام بين إسرائيل وغزة، مشيرا إلى أن "الحزب يأخذ هذا الأمر بجدية كبيرة، وسيتعامل مع وارد في هذه القضية تأديبيا".
وطالب رئيس حزب المحافظين، غرانت شابس، النائب وارد بسحب تعليقه حول غزة، مضيفا: "هذا أمر مروع، فلا يصح أن يدعو أي نائب للعنف، وعلى السيد وارد أن ينسحب الآن، فهذا أمر غير مسؤول ألبتة".
يذكر أن وارد أوقف لعدة أسابيع، العام الماضي، بعد إطلاقه العديد من التعليقات المثيرة للجدل، حول الإسرائيليين، أدان فيها معاملتهم السيئة للفلسطينيين. وكان الحزب قد علق عضوية وارد في تموز العام الماضي بعدما شكك في الوجود المستمر لإسرائيل ورفضه الاعتذار عن تصريحاته، وقال حينها على "تويتر": "إلى أي مدى يمكن أن تستمر دولة إسرائيل العنصرية؟".