ألقى سيادة الرئيس محمود عباس كلمة خلال افتتاح اجتماع القيادة، بمقر الرئاسة في رام الله، مساء اليوم الثلاثاء 2014/7/22.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والإخوة
منذ اللحظة الأولى لهذا العدوان الإسرائيلي الهمجي ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة والقدس والضفة الغربية رفعنا صوتنا عاليًا بوجوب وقف هذا العدوان، وأجرينا اتصالات إقليمية دولية واسعة من أجل ذلك، وطلبنا من الرئيس المصري السيسي على وجه الخصوص التحرك من أجل وقف العدوان حقنا لدماء شعبنا، وقد استجاب مشكورًا، وقدمت مصر مبادرة تتضمن وقفًا فوريًا لإطلاق النار والعمل على إنهاء الحصار وفتح المعابر وباقي الاستحقاقات الأخرى.
ومباشرة توجهنا لجمهورية مصر العربية، وأجرينا مباحثات مع الرئيس والفصائل الفلسطينية ذات العلاقة من حماس والجهاد، ثم توجهنا إلى تركيا وقطر، حيث واصلنا العمل مع قيادات البلدين والتقينا مع الأخ خالد مشعل من أجل وقف العدوان الإسرائيلي، والتوصل لوقف إطلاق النار ومن ثم العمل على إنهاء الحصار، وفتح المعابر، ووقف أشكال العدوان كافة بما يشمل احترام حقوق الصيد البحري وإلغاء ما يسمى المناطق العازلة الحدودية، والإفراج عن أسرى صفقة شاليط التي أعادت إسرائيل اعتقالهم، والإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى وأعضاء المجلس التشريعي، والعمل الفوري على إدخال المساعدات الإنسانية وعقد مؤتمر دولي للمانحين لإعادة إعمار غزة.
الأخوات والإخوة
لقد آن الأوان ليرفع الجميع صوته عاليا ليقول كلمة حق صارخة مدوية في وجه آلة القتل والدمار الإسرائيلية، إن قوات الاحتلال الغاشمة تجاوزت كل الحدود وانتهكت كل القوانين والأخلاق الإنسانية والدولية، وبمنتهى الوحشية والهمجية، ونحن نعلم أننا لا نملك قوة الطائرات والمدفعية، لكننا نملك ما هو أقوى من قوة النار والحديد والغطرسة، نملك قوة الحق والعدل فنحن أصحاب حق لا تمحوه قوة مهما بلغت، وهو حق تاريخي عمد بالتضحيات الجسام، نحن نملك وحدتنا وتماسكنا، لذلك أدعو الجميع للتعاضد ونبذ الخلافات في هذه اللحظات العصيبة والتحلي جميعًا بالمسؤولية الوطنية والابتعاد عن الفصائلية الحزبية الضيقة، ولندرك أن الهدف الرئيس لهذا العدوان الإسرائيلي تدمير قضيتنا الوطنية وإجهاض المصالحة.
إننا نؤكد لأبناء شعبنا أننا متمسكون بالوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، وحكومة الوفاق الوطني، وسنواصل اتصالاتنا وتحركاتنا الإقليمية والدولية ولن نتخلى عن مسؤولياتنا، وسنذهب لكل مكان لوقف العدوان وانتزاع حقوقنا المشروعة، وسنلاحق كل مرتكبي الجرائم ضد أبناء شعبنا مهما طال الزمن، دون أن تمر هذه الجرائم من دون محاسبة وعقاب.
إنني أكرر مجددا ضرورة إخراج القضية الفلسطينية من أي تجاذبات أيا كانت والكف عن إتباع سياسة الكيل بمكيالين، فإن نقطة دم واحدة من طفل فلسطيني أغلى عندنا من كل شيء في هذا العالم.

أود أن أوجه كلمة إلى أبناء شعبنا عامة، وإلى الأحبة في قطاع غزة على وجه الخصوص:
أيها الأعزاء الصامدون الصابرون إن آلامكم هي آلامنا وآلام شعبنا حيث ما وجد، وإن معاناتكم وما تتعرضون له اليوم ليحفر جرحا عميقا في قلبنا، فكل قطرة دم وكل شهيد يسقط نجد ألمه في أعماق وجداننا ولن تستطيع الكلمات أن تصف ما نشعر به، وما يختلج في خاطرنا اتجاهكم، فجراحكم هي جراحنا وغضبنا لكبير ولن ننسى ولن نغفر وشعبنا لن يركع إلا للواحد القهار، ولن ينعم أحد في العالم بالأمن والاستقرار ما لم ينعم بهما أطفال غزة والقدس والضفة بل أطفال فلسطين في كل مكان.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والنصر بإذن الله للحق والعدل ولإرادة شعبنا الذي دفع ثمنا غاليا من أجل حريته واستقلاله ولن يرهبنا القتل ولا التدمير وسنعيد بناء ما دمره العدوان، وسنضمد جراحنا حين يأتي اليوم المحتوم الذي ننتصر فيه، وترفرف رايات القدس عالية فوق الأقصى والقيامة في القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين المستقلة إن شاء الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)
والسلام عليكم ورحمة الله