(الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). صدق الله العظيم

لقد تألّمنا كثيراً عندما سمعنا نبأ العدوان على سعادة معالي الوزير جواد المعروف بنزاهته، وأخلاقياته، ووطنيته، جاء مندفعاً بمشاعره الأخوية والوطنية والإنسانية ليقوم بواجبه في الصمود أمام العدوان الغاشم الذي أدى إلى ما يزيد على مئتي شهيد وألف وستماية جريح، ليقف إلى جانب أهله وشعبه في قطاع غزة، قطاع الشهامة والعزة والبطولة، لكن عصابة مشبوهة أخذت على عاتقها أن تُفسد كل الأحلام، وتُدمِّر كل التطلعات، عصابة ارتكبت جريمتها بالإساءة وبكامل الحرية في الإساءة أمام المارة، ضاربين بعرض الحائط كل القيم والمبادئ السامية، والسلوكيات الأدبية، إنها رسالة واضحة ليس إلى معالي الوزير فقط وإنما هي رسالة حاقدة مملوءة بالكراهية الوطنية، تحكمها العقلية التخريبية.

 

أخي معالي الوزير...

ما حصل رسالة واضحة إلى حكومة الوفاق الوطني بأن القيِّمين على القطاع لا يريدون إنجاح حكومة الوفاق الوطني بل يريدون إفشالها من أجل أن لا تتم المصالحة الوطنية عملياً.. إنها رسالة واضحة بأن مصير الجرحى في المستشفيات وتوفير الدواء والعلاج لإنقاذهم من الموت لا يعني هذه العصابة.. إنها رسالة أوضح إلى سيادة الرئيس أبو مازن رئيس دولة فلسطين بأن لا يحلم بأن تكون هناك وحدة وطنية، ووزارات موحَّدة، وعمل فلسطيني مشترك لإنهاء الانقسام.. إنها رسالة واضحة إلى معالي رئيس الوزراء بأنك تحمل هذه الصفة في الضفة لكن من غير المسموح أن تحملها في قطاع غزة، فالقطاع ما زال مُختطَفاً وله رجالاته، والأخوَّة الوطنية ممنوعة لأنها تدمِّر الانقسام.. إنها رسالة إلى المجتمع الدولي بأنَّ الرئيس أبو مازن يحكم الضفة لكنه لا يحكم القطاع، ولذلك لن تقوم دولة واحدة.

سعادة الوزير الاهانة التي وُجِّهت إليك هي إهانة لكل الشرفاء في الشعب الفلسطيني، وإلى كلِّ عشاق الوحدة الوطنية، وإلى شعب قطاع غزة المنكوب الذي يدفع الثمن يومياً شهداء وجرحى ودماراً.

نحن نُكبر فيك شهامتَك، وصبرَك على الأذى، وإصرارك على الوقوف مع أهلك ومع قطاعك الذي عشقْت.

نتمنى عليك أن لا يؤثِّر هذا الحدث على مجريات الأمور، وأن تبقى أنت أكبر من الصغائر، وتذكَّر دائماً أن الرسائل العظيمة لا يحملها إلاَّ الكبار وأسوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أهانه أعداؤه وأسالوا دمه لكنه لم يخرج عن رسالته وطوره، وظل متمسكاً بمبادئ الإسلام حفاظاً على العقيدة وإنقاذ البشرية، فلنكن أحد تلامذة هذه المدرسة العظيمة. تذكَّرْ دائماً معالي الوزير أن هناك مليونا ومئتي ألف من أهالي قطاع غزة افترشوا الأرض لمدة ثلاثة أيام ليلاً نهاراً من أجل أن يحتفلوا بمناسبة انطلاقة الثورة الفلسطينية، انطلاقة حركة فتح، من أجل أن يقولوا للرمز ياسر عرفات نحن على العهد باقون، وأن يقولوا للرئيس أبو مازن عاهدناك على الثوابت الوطنية، ولن نكون إلاَّ جنوداً أوفياء لفلسطين وشعب فلسطين.

وأننا لمنتصرون

أمين سر إقليم لبنان

 الحاج رفعت شناعة 16/7/2014