يجب التأكيد على ان الهجوم الاسرائيلي الاجرامي قائم على كل الاراضي الفلسطينية ويستهدف الضفة وقطاع غزة لأنهما جناحا الوطن، كما يستهدف اراضي السلطة الوطنية بأكملها، واراضي الدولة الفلسطينية بكاملها، هو عدوان على الشرعية الفلسطنية بكاملها، انه عدوان على القضية الفلسطينية بكل مكوناتها، وذلك بهدف التصفية وفرض الحلول الاسرائيلية.

من الواضح أن هذا التصعيد في العدوان لم يأت من فراغ وانما جاء بعد اضطرار الجانب الاسرائيلي الى وقف المفاوضات علناً لانه لم يفِ بالافراج  عن الدفعة الرابعة من الاسرى، بعد ذلك وقع نتنياهو في أزمة حقيقية امام العالم بأسره وبات مضطراً لافتعال  أزمة، واشعال حريق يلتهم الاخضر واليابس للتغطية على ما حصل من انتكاسة ، وانقاذ موقفه كرئيس وزراء، ومحاولة إلقاء التهمة على الرئيس ابو مازن، وهنا لبُّ المشكلة .

في الوقت الذي يقف فيه الشعب الفلسطيني مدافعاً عن حقوقه الوطنية وعن ارضه وانجازاته، فإنَّ العدو الاسرائيلي يخوض معركة الابادة البشرية والقتل والتدمير ، ويخوض ايضاً معركة الدفاع عن الاستيطان، وعن الاحتلال،وعن المكاسب الصهيونية، وعن الكيان العنصري بإقامة الدولة اليهودية .

الكيان الاسرائيلي حتى مساء اليوم الاحد 13-7-2014 إرتكب سلسلة من الجرائم أدت إلى استشهاد ما يزيد على (170) شهيداً، وما يزيد على سبعماية جريح ويأتي في اطار حرب شاملة ليلاً ونهاراً وتطال اسراً بكاملها، التي ارتقى منها 18 شهيد في غارة واحدة وهذا مثير للاستغراب.

الرئيس ابو مازن منذ البداية عمل جاهداً على وقف الحرب حتى يمنع سقوط الضحايا من المدنيين من ابناء شعبنا، وشكل لجنة سياسية من اللجنة التنفيذية لمتابعة الاتصالات مع المؤسسات الدولية المعنية ، ومحاولة إقناع مجلس الامن للقيام بأخذ قرار لحماية الشعب الفلسطيني، لكن مجلس الامن للأسف وبسبب التحريض على الفلسطينيين لم نحصل منه على ما نريد، وما زال الرئيس يسعى للحصول على موقف من جمعية حقوق الانسان، ومن محكمة الجنايات الدولية.

بعد ان اخذ مجلس الوزراء المصغر قراراً بشن الهجوم البري على قطاع غزة باتت الترجمة على الارض واردة رغم الاجتهادات المختلفة حول طبيعة ومساحة الهجوم، وما هو متوقع حقيقة ان لا يكون الهجوم واسعاً وانما يكون محدودا ويقوم العدو بإختيار مناطق تتناسب مع الاهداف المرسومة.

المشكلة البارزة هي ان الجانب الفلسطيني سيقوم بإطلاق الصواريخ التي تصل إلى مئة كلم واكثر، وطالت اهدافاً قرب حيفا وتل ابيب، ومع وجود حالة رعب جراء الصواريخ إلاَّ أنه لم يسقط قتلى وجرحى في صفوف الطرف الاسرائيلي نظراَ لوجود الملاجىء الكافية للجميع، ووجود صفارات الانذار، ووجود القبة الفولاذية التي تمتص العدد الاكبر من الصواريخ، اما الطائرات الاسرائيلية فهي تحقق اهدافها كاملة وتحدث المجازر، واستمرار الحرب هو استمرار سقوط الضحايا من الجانب الفلسطيني، وهذا ما جعل الرئيس ابو مازن يعمل ليل نهار لوقف العدوان والوصول إلى حل يضمن حياة المواطنين.

الرئيس ابو مازن يقول للعالم بأن اسرائيل هي المعتدية وان شعبنا يقوم بالدفاع عن نفسه، وهو ليس في حالة إعتداء، الرئيس سيظل يسعى لوقف العدوان من اجل حماية الشعب الفلسطيني، ومن اجل حماية الوحدة الوطنية، والمصالحة الفلسطينية، وطي صفحة الانقسام إلى الابد.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل سنتمكن من حماية الجبهة الداخلية الفلسطينية؟ وهل سنتمكن من وضع استراتيجية موحدة لمقاومة الاحتلال؟ وتحديد الخيارات المطلوبة سياساً وعسكرياً؟ وبالتالي هل سنحطِّم الهجوم العسكري بصمود المصالحة الوطنية ؟