تحل في مثل هذا اليوم الذكرى ال55 لمجزرة كفر قاسم الرهيبة التي قتل فيها حرس الحدود الإسرائيلي 49 مواطنا من أهل كفر قاسم، أطفالا ونساء، رجالا ومسنين، هذه المجزرة التي سقط الضحايا بأمر مسبق وقتلوا بدم بارد , لم يغفر للأطفال كونهم أطفال ولا للنساء كونهم نساء أو كبار السن أو عمال جهدوا في عملهم ليحصلوا على قوت عيشهم ولم يعرفوا أن أمر بحقهم أخد مسبقا.

تزامنت مجزرة كفر قاسم مع حرب العدوان الثلاثي على مصر يوم الاثنين 29/10/1956 والذي قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر بعد أن أعلن جمال عبد الناصر عن تأميم قناة السويس، فهدف هذا العدوان إعادة السيطرة على القناة  ومصر وضرب حركة التحرر الوطني العربية التي ترأسها جمال عبد الناصر، وكان من أهداف اشتراك إسرائيل  في هذه الحرب خلق ظروف جديدة تسهل لها تصفية القضية الفلسطينية وترحيل المواطنين العرب القاطنين على الحدود الشرقية حسبما صرح العديد من الضباط والسياسيين الإسرائيليين في ذلك الوقت، وكان لقسم منهم مسؤولية  مباشرة عن المجزرة، ففي ذلك الوقت وربما أيضا اليوم كان هناك العديد من مخططات الترانسفير والترحيل التي أخاطتها الأوساط الحاكمة لتهجير وإجلاء  المواطنين العرب الذين بقوا بأراضيهم، وقد أرادوا أن تكون كفر قاسم بابا أخر لبداية تشريد وترحيل للمواطنين العرب.

كشف هذه المجزرة لم يكن سهلا أمام ما قامت به السلطات من محاولات التعتيم وقلب الصورة واليوم تقوم الجماهير العربية بإحياء ذكرى المجزرة والتنديد بها وبمسبباتها واستذكارا للضحايا الأبرياء حتى لا تتكرر مثل هذه الجريمة وأيضا لما تمثله من نقطة هامة في نضال الجماهير العربية الفلسطينية وحفاظها على الهوية القومية وحقوقها على تراب هذا الوطن ومن اجل الصمود ومن اجل التطور والنمو والمساواة التامة في الحقوق.

لم يحاسب مرتكبي هذه المجزرة ولا يمكن أن ثمن عشرات النفوس الطيبة البريئة يساوي قرشا، وبعد مرور عشرات السنين على مجزرة كمفر قاسم ما زالت سياسة التمييز، وسياسة الحرب مستمرة ويسقط يوميا ضحايا أبرياء من المدنين أطفالا ونساء وشيوخ  ورجالا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأضيف بعدها إلى تاريخ الجماهير العربية يوم الأرض وهبة أكتوبر  التي كانت نقاط على طريق صمود الجماهير العربية ونضالها من اجل المساواة والسلام.فدماء الشهداء والضحايا لان يغفره تعويضات إنما السلام والعادل والمساواة التامة.

المجزرة

يقوم الملازم في جيش الإحتلال "غبريئيل دهان" بإبلاغ سريته بالمهمة وهي إطلاق النار من أجل القتل على كل إنسان دون تمييز بين نساء أو أطفال أو رجال أنه "عمل مشروع"، فقام العريف " يهودا زشنسكي" بتبليغ مختار كفر قاسم وديع صرصور بأمر منع التجول، فأجاب لسؤال المختار عن مصير العائدين بأنه سيهتم بهم.

ومع اقتراب الساعة الخامسة كانت وحدات حرس الحدود منتشرة على مداخل القرية وفي الساعة الخامسة تلقوا كلمة السر لبدا العملية.

أوقفوا كل شخص عائد إلى القرية وتأكدوا من إنهم من سكان كفر قاسم وأمروهم بالاصطفاف على حافة الطريق، ومن ثم أطلقوا النار، وابتعدوا عن الجثث وأوقفوا جماعة أخرى من العائدين وأطلقوا النار جماعة تلو الأخرى.

وصل عدد ضحايا مجزرة كفر قاسم إلى 49 ضحية من النساء والأطفال والنساء، وفي البلدات المجاورة قتل من الطيبة شاب خرج من بيته الى بيت الجيران وكان عمرة 14 سنة، وفي الطيرة قتل رجل يبلغ الستين من عمرة كان عائدا من عمله في الحراسة، وفي باقة الغربية فقد احد الشباب وعمرة 14 عاما.

 

التعتيم على المجزرة

قامت سلطات الإحتلال بتجديد كل طاقاتها وأجهزتها لمنع انتشار ومعرفة حقيقة المجزرة الرهيبة التي ارتكبها جنودها، فبالإضافة لمنع التجول، منعت أيضا الدخول والخروج من كفر قاسم، ومنعت النشر أو ما يمكن أن يدل أو يرمز إليها، وأطبقت الأفواة والتزمت الصمت , وتداول الأمر في الأوساط الحاكمة بالهمس