نظَّمت قيادة حركة "فتح" في منطقة الشمال وقفةً تضامنيّةً مع الأسرى الفلسطينيين والعرب في معتقلات الاحتلال الصهيوني أمام مقرِّ الصليب الأحمر الدولي في طرابلس، اليوم الخميس 18-4-2019، شاركَ فيها ممثِّلو الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية وقوى أحزاب لبنانية، وفعاليات من مخيَّمات الشمال ومدينة طرابلس.

كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرّها في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض وجاء فيها :"نلتقي في يوم الأسير الفلسطيني لنتضامن مع أسرانا الأبطال جنرالات الصبر والصمود الذين ضحّوا بحُرّيّتهم من أجل حريتنا واستقلالنا وبناء دولتنا المستقلة فوق ترابنا الوطني. ومن هنا أمام مقر الصليب الأحمر الدولي الذي نطالبه ومن خلاله للمجتمع الدولي وكافة مؤسسات حقوق الإنسان التدخل لإفراج عنهم وإنهاء معاناة أسرانا القابعين في معتقلات الاحتلال في الزنازين خلف القضبان".

وأضاف: "أسرانا الأبطال موحّدون بأهدافهم ومطالبهم الإنسانية التي تتلخَّص بزيارات الأهالي وإنهاء سياسة العزل وتقديم العلاج للمرضى منهم، وهدفهم الأسمى هو تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية، ولذلك فإنَّنا نُناشد القيادة الفلسطينية من فصائل العمل الوطني كافّةً العودة إلى وثيقة الأسرى لإنجاز الوحدة الوطنية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية لأنَّ وحدتنا الوطنية كفيلةٌ بمواجهة جميع المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا.

وأكَّد فيّاض أنَّ كلَّ المشاريع المدعومة من أميركا وبعض الدول العربية التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال إقامة دولة فلسطينية في سيناء إنَّما تهدف إلى التخلي عن القدس والضفة الغربية وعودة اللاجئين وأنَّها مرفوضة، وأنَّ حركتنا وقيادتنا وشعبنا لن يقبلوا بديلاً عن فلسطين إلّا فلسطين، ودعا الجميع إلى الالتفاف حول "م.ت.ف" الممثِّل الشرعي للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، والدخول في أُطُرها للعمل سويًّا من أجل تفعيل وتطوير مؤسّساتها لتبقى حامية المشروع الوطني الفلسطيني.

وقال: "إنَّ شعبنا الفلسطيني ينهض مثل طائر الفينيق رغم الصمت العربي والمؤامرات والتطبيع الذي تتهافت عليه بعض الأنظمة العربية إرضاءً للمعتوه ترامب، وهو لن يتنازل عن حقِّه بأرضه وعودته وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس شاء من شاء وأبى من أبى. ونؤكِّد أنَّ صفقة القرن لن تمر، ولن يستطيعوا فرضَها علينا، وأنَّ القدس ستبقى عربية إسلامية ومسيحية، والجولان ستبقى أرضًا عربية لسورية الشقيقة. القدس هي عاصمة فلسطين وبوابة السماء وأرض الإسراء والمعراج، وسنبقى مرابطين في القدس لمواجهة الصهاينة ومستوطنيهم للدفاع عن المسجد الأقصى حتى الانتصار على العدو المغتصب لأرض الآباء والأجداد".

وتطرَّق فياض إلى مناسبات شهر نيسان المليئة بالتضحيات والشهداء والمحطّات التاريخية مستذكرًا معركة القسطل التي قادها الشهيد عبد القادر الحسيني بسبب تخاذل العرب، ومجزرة دير ياسين في 9-4-1948 على أيدي العصابات، واغتيال قوة صهيونية الشهداء القادة كمال عدوان وكمال ناصر وابو يوسف النجار في بيروت في 10/4/1973، واغتيال الاحتلال القائد الشهيد خليل الوزير "أبو جهاد" في تونس في 16/4/1988.

ودعا فيّاض الكل الفلسطيني والعربي للوقوف إلى جانب الرئيس أبو مازن الرافض لصفقة القرن والمتمسِّك بكافة حقوقنا الوطنية بإقامة الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين إلى قراهم التي هُجِّروا منها تنفيذًا للقرار الدولي 194، مؤكِّدا ما قاله السيد الرئيس بأنَّه (لا دولة بلا غزة ولا دولة في غزة بدون الضفة والقدس).

وختمَ فيّاض موجِّهًا التحية للأسرى الأبطال وأكَّد الوقوف إلى جانبهم، وجدَّد لهم العهدَ بعدم التخلّي عنهم وعن الأهداف التي اعتُقِلوا من أجلها مؤكِّدًا أنَّ "شمس الحرية والنصر للحق الفلسطيني ستشرق".

كلمة التيار الوطني الحر ألقتها مسؤولة العلاقات العامة في الحزب مايا خوري فقالت: "مرّةً جديدةً تُسجّلُ الحركةُ الفلسطينيّةُ الأسيرةُ بوحدتِها الميدانيّةِ المتينةِ والمعزّزةِ بإرادتِها الصُّلبةِ، وتصميمِها، والتفافِ شعبِها الفلسطينيّ حولَها في أماكن وُجودِهِ كافّة، وتضامنِ الأحرارِ في العالمِ معها، انتصارًا على السجّانِ الصّهيوني، المدعومِ أمريكيّاً، الفاقدِ للثّقةِ وحسنِ الظّن به".

وأضافت خوري: "نقفُ اليومَ، أمام هذا الصّرحِ الدّوليّ الإنسانيّ، لكي نرفعَ الصّوتَ عاليًا، كفاكُمْ ظُلمًا وعدوانًا، كفُّوا أَيديَكُمْ؛ لأنَّ بلطجتَكُم باتَتْ مفضوحةً، اِرفعوا الظُّلمَ عن أسرانا، ضعوا حدًّا لإجرامِكُم المتزايدِ الّذي ضرّجَ عالمَنا العربيّ بدمائِهم".

وأعلنت خوري تضامن التّيارِ الوطنيِّ الحرّ الكامل مع القضيّةِ الفلسطينيّةِ أولاً، وقضيةِ الأسرى ثانيًا، ودعمَه لأيِّ تحرُّكٍ فلسطينيًّ في مواجهةِ الغطرسةِ الصهيونيَّةِ، بدءًا من حربِ الأمعاءِ الخاويةِ إلى تحرير الأسرى بقبضاتهم الصّلبةِ وهاماتِهم الشّامخةِ والرّاسخةِ، من أجلِ الحريّةِ ومن أجل الكرامةِ ، وأردفت: "كما قالَ غاندي: (الوطنُ تُميتُهُ الدّموعُ وتُحييهِ الدّماءُ)".

وذكَّرت خوري بما قاله رئيسُ التّيارِ الوطنيِّ الحرّ معالي الوزير جبران باسيل (‏ما أْحْوجَنا إلى التّوازنِ في العلاقاتِ الدوليةِ، في زَمَنٍ تتحوّلُ فيه عاصمةُ الحضارةِ التّاريخيّةِ إلى صرحٍ سُلِبَتْ حريتُهُ وصارَتْ تُهدى بغيرِ حقٍّ إلى مَنْ شرَّدَ النِّساءَ وقَتَلَ الأطفالَ وفجَّر حِقْدَهُ في أشجارِ الزّيتونِ وقُبَبِ الكنائس ومآذن المساجدِ).

وقالت: "إنَّ معركةِ "الكرامة" التي انتصر فيها الأسرى كسَرَتْ قيودَ الأسرِ نحو الحريّةِ، ووجهت رسالةً إلى كلّ المتآمرينَ في العالمِ على القضيةِ الفلسطينيَّةِ، والمنخرطينَ في صفقةِ القرنِ، مفادُها أنَّ أحرارَ الأمّةِ في أطيافِ الأرضِ لن يقفَوا مكتوفي الأيدي، وأنَّ الشّعبَ الفلسطينيّ سيقفُ ثابتًا أمامَ مخططاتِ ومشاريعِ تصفيةِ قضيتهِ الّتي تُديرُ حلقاتِها الإدارةُ الأمريكيّةُ وقادةُ العدوّ الصهيونيّ".

وختمت بالقول: "نُكرّرُ الدعوةَ الّتي أعلنَها فخامةُ رئيسِ الجمهوريةِ العمادُ ميشال عون إلى الأخوةِ العربِ في ما يخصُّ ضرورةَ التلاقي والوحدةِ ومواجهةَ الأطماعِ الإسرائيليةِ، تعالوا نتلاقى على أسمى قضايا التاريخِ، ونتَّحِدْ من أجلِ كنيسةِ المهدِ والمسجدِ الأقصى؛ لأنَّ من استولى على فلسطينَ، احتلَّ الجولانَ اليومَ، واستحوذَ على مزارعَ شبعا وغداً سيستولي على كلِّ أرضٍ عربيّةٍ إذا لم نتَحدْ يدًا بيدٍ من أجلِ قضيّتِنا .

إنَّ إحياءَ "يومَ الأسير"، بهذه الرّوحِ والعزيمةِ والإصرارِ، تأكيدٌ أنَّ ليلَ الزنازينِ إلى زوالٍ، فالشّعبُ الفلسطينيُّ الّذي يملكُ كلَّ مقوّماتِ الإرادةِ الحرّةِ والصّمودِ لا بدَّ مِنْ أنْ ينتصرَ".

ثُمَّ كانت كلمة الفصائل الفلسطينية ألقاها أمين سرِّها الدوري أبو وسيم مرزوق ممَّا جاء فيها: "من قلعة العروبة طرابلس نُعلنُ وقوفَنا إلى جانب الحركة الأسيرة بكلِّ فخرٍ واعتزاز لانتصارهم في معركة الكرامة وإرغامهم لإدارة السجون على الرضوخ إلى مطالبهم بتحسين ظروف اعتقالهم".

وأضاف: "ونحنُ أمام مقر الصليب الأحمر الدولي نُعلي الصوت مطالبين المجتمع الدولي ومؤسسات الحقوقية لحماية أسرانا والعمل على إطلاق سراحهم".

ثُمَّ تلا جمال سكاف رسالةً موجَّهةً لرئيس الأمم المتحدة بِاسم الحضور، وجرى تسليمها لرئيسة بعثة الصليب الأحمر الدولي في طرابلس يسرا خالد.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان