استحضرت مملكة البحرين، القدس المحتلة في محاضرتين منفصلتين لمدير قسم الجغرافيا والخرائط في جمعية الدراسات العربية بالقدس، خليل التفكجي، والأخصائي تكنولوجيا المعلومات والنظم والجغرافية في برنامج إعمار بلدة القدس القديمة، زهدي بالي، بعنوان "القدس، الحق والحقيقة: توثيق أملاكها وحماية تراثها".

وكان مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة "دِراسات"، استضاف مساء اليوم الاثنين، محاضرة التفكجي، فيما استضاف المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، أمس الأحد محاضرة للتفكجي، وبالي، وسط حضور مميز ورسمي، على رأسه وكيل وزارة الخارجية البحرينية للشؤون الدولية، رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة "دِراسات" الدكتور عبدالله بن أحمد بن عبدالله آل خليفة، وسفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين خالد عارف، ومديرة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الدكتورة شادية طوقان، وعدد من منتسبي وزارة خارجية البحرين ووزارة شؤون الإعلام وأعضاء من مجلسي الشورى والنواب والسفراء العرب لدى المملكة، وشخصيات اعتبارية .

وألقى المتحدثان التفكجي، وبالي، الضوء على عدد من القضايا المتعلقة بعملية حفظ تراث مدينة القدس وملامحها العمرانية كمنهجيات وخطوات توثيق الملكيات في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وطرق جمع المعلومات وتسجيلها، كما تطرقت المحاضرتان إلى قضية استعمار مدينة القدس وسياسات الاستيطان والتهويد فيها.

وأوضح التفكجي أنّ الاحتلال يستبق قضية القدس في المرحلة النهائية عبر طريقيْن رئيسيْن، يتمثل أولهما في التوسع الاستيطاني المكثف، ويتجسّد ثانيهما في جدار الفصل العنصري.

وأكّد أنّ الاحتلال بدأ بسياسة مبرمجة مبنية على مخطّط استراتيجي يهدف إلى تقليص نسبة السكان العرب، مشيراً إلى تخصيص حكومة الاحتلال لمليار ونصف المليار دولار لأجل ذلك، ومؤكّداً أنّ الصورة المستقبلية لمدينة القدس ستكون مختلفة تماماً عن صورتها الحالية.

وقال التفكجي: صحيح أن إسرائيل سيطرت على الأرض وصادرتها واحتلت منازل الفلسطينيين، لكن وجود نحو 340 ألف فلسطيني في مدينة القدس سيظل شوكة في حلقهم. فعلى الرغم من كل إجراءات الاحتلال بحق الفلسطينيين في المدينة، إلا أنهم نموا سكانياً وأصبحوا اليوم يشكلون نحو 38 في المائة من عدد سكان المدينة.

وأكد رئيس مجلس أمناء "دراسات" الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة أن تقديم الدعم والمساندة للقضية الفلسطينية ومتابعة الأوضاع في مدينة القدس سيظل على الدوام يتصدر أولويات البحرين التي تسعى دائما لتأكيد محورية هذه القضية في مختلف المحافل لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق بشتى السبل.

وقال الشيخ عبدالله خلال تكريمه في مركز "دِراسات" للخبير الفلسطيني المتخصص في شؤون القدس خليل التفكجي: إننا نستلهم الإصرار على دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة من رؤية الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي يؤكد دائما وأبدا محورية قضية القدس، مشيرا إلى أن الرؤية الملكية تنعكس على أداء كل المؤسسات في البحرين، وعلى رأسها وزارة الخارجية التي تعمل بقيادة الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة بأن تبقى القضية الفلسطينية على رأس أولويات السياسة الخارجية في البحرين سواء داخل أروقة الأمم المتحدة أو في الاجتماعات الثنائية وغيرها من حراك الدبلوماسية البحرينية على مستوى العالم.

وأشاد بعمل "لجنة فلسطين" في مجلس النواب البحريني وحرصها على إبقاء هذه القضية أولوية في المجلس، وما تقدمه من دعم ومساندة للفلسطينيين في شتى المجالات.

بدوره أشاد السفير خالد عارف بالدور الكبير الذي تقوم به البحرين وبتوجيهات من قبل الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لتدعيم صمود الشعب الفلسطيني والإبقاء على عروبة القدس، وعلى وقوفه بجانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مؤكدا على حقه بإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشار إلى أنه تم افتتاح مكتبة البحرين العامة في البلدة القديمة في القدس الشريف بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP ، وجامعة القدس، وهي تعد أول مكتبة في البلدة القديمة منذ عام 1967، وتقع في إحدى المباني التاريخية في القدس المحتلة وتدار من قبل جامعة القدس.