دارت عجلة الحكومة، وستمضي قدما، ستقلع بقوة دفع الشرعية الوطنية، فهي حكومة الرئيس محمود عبّاس أبو مازن، قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، الرئيس المنتخب، ستجسّم برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، برنامج الصمود والثبات والتطوير، لتقدم نموذجًا ناجحًا وأداء يليق بالقضية والشعب التواق للحرية.

سنمكِّن الحكومة، ونساند رئيسها وأعضاءها بكل العوامل لتنجح، حتى وإن كنا على يقين أن رئيس الوزراء المكلف الدكتور محمد اشتية رجل دولة ناجح، لا يقبل غير النجاح سبيلاً.

ستقلع الحكومة ولكن بقوة دفع الوطنيين الذين يجب عليهم مضاعفة قدراتهم وجهودهم في هذه اللحظات المصيرية الخطيرة، حيث الخطر الوجودي يداهمنا. سنمشي معها في حقول الألغام، نشد على عضد رئيسها وعضد كل وزير تخبرنا خططه وأعماله أنه في المقدمة بالاتجاه الصحيح.

لن نجلس على الأرائك، نشد أنفاس المعسل، وننفث دخان التأويلات، سنقول ما يمليه ضميرنا الوطني علينا، ونعمل في الميادين معها، فهذه حكومتنا ونجاحها يعني الكثير للجماهير الكادحة الصابرة، تعني الصامدين هنا على ارض الوطن، فهؤلاء هم أصحاب المصلحة الأولى والأخيرة في نجاحها، ومن كان مع مصالح الجماهير فان كلمة الحق منه تنفع، تدعم، تعزز بالنقد الموضوعي البنَّاء.

المسألة في حساباتنا وتقديراتنا ليست متعلقة بمنصب وزير أو باسمه، وإنّما بفهمنا لمعنى هذا الموقع والمسؤولية، وأمامنا فرصة كما نعتقد لاستعادة الوعي، وخط التعريف الحقيقي للمنصب والمسؤولية والصلاحيات، من منطلق أنّنا حركة تحرر وطني، واننا جميعا مناضلون مسؤولون كل حسب موقعه ومهمته، يسيرنا عقل وضمير وطني تحرري، فالوزير أن يكون مناضلا أو لا يكون وهذا هو المعيار.

نالت الحكومة ثقة الرئيس، وباتت آمنة من فيضان الإحباط، وبددت الضغط الثقيل الذي كان مسلّطًا على الروح المعنوية للجمهور الفلسطيني؟!

وضعت حواجز وعراقيل أمام الحكومة تحت عناوين التحليل السياسي والاستطلاعات، ومصطلح (أفادت المصادر)، وتمّ توسيع وتعميق الحفر في طريقها، ليس قبل أداء أعضائها القسم وحسب، بل قبل الإعلان عن تشكيلتها!! وهذا ما أكَّد قناعتنا بالأسباب الخاصة عند كلّ واحد تمنى رؤية الحكومة الجديدة مشلولة.

كانت سلوكيات وكلمات المشتغلين على نشر وتعميم الاحباط تشي برغبة دفينة في الاستيقاظ على حال ليس فيه سلطة ولا مراسيم رئاسية ولا حكومة، والسبب أنه حلم بمسمى وموقع وزير، ولأن ضجة الترشيحات والتسريبات أيقظته فتعطلت مفاعيل استخارته التي خبأها تحت وسادته !!!.

عقلية مدمرة، قاتلة، مغتصبة لآمال وطموحات وتفاؤل الناس في الوطن، أولئك الذين يظنون ان ملفات القضية الوطنية قد احترقت بعد سحبها من أيديهم، وان الشعب قد ضاع وتاه، بعد ان تمت تنحيتهم عن المقدمة، وان النظام السياسي قد انهار وأصبح ركاما، بعد ان كانوا يفاخرون انهم أحد اركانه، فأصحاب (مشروع الأنا) السلطوية هؤلاء يظنون أن وجودنا مرهون بوجودهم على سدة الرقم واحد.

توارثت (جماعة الاحباط) المنهج وأساليبه رغم العقود الزمانية وتعدد المراحل الفاصلة بين أولهم وأحدثهم، فهم كانوا قد قالوا: لقد انهزمت الجيوش قبلكم فماذا ستفعلون وأنتم مجرد مجموعات من الفدائيين؟! كان هذا يوم قررنا الانطلاق بالثورة والعمل الفدائي، ثم قالوا: قرارات الأمم المتحدة ليست اكثر من حبر على ورق، عندما ذهبنا لخوض المعركة السياسية والقانونية في ميدان القانون الدولي حتى تم تثبيت الوضع القانوني لفلسطين، وانتزاع اقرار من العالم بحقنا في قيام دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وها هم اليوم يحركون ألسنة وماكينات إعلامية بمقولة: " الحكومة الجديدة ليس بيدها شيء لتفعله " "الحكومة لن تقلع " لا شرعية وطنية للحكومة " فاثبتوا جدارتهم في نيل الميدالية الذهبية بالمنافسة على الوأد )، فيبعدون "الوائدين" الأصليين – اي الجاهليين - إلى ذيل قائمة!!

انعدمت لدى "جماعة الاحباط " البصيرة والرؤية الوطنية، ورأوا القضية والحياة والناس بعين (الأنا) الخالية من الروح، سلطوا قوتها التكبيرية على انوفهم فقط فظنوها حدود الوطن !!، فتقمصوا الوهم وصدقوا أنهم بحجم العالم !!.

أثبت أعضاء (تنظيم الاحباط) خلو أدمغتهم وصدورهم من نعمة العقل ومداركه وقدراته والأحاسيس والمشاعر، عندما رسبوا بالامتحان مع العقل الصناعي الذكي... لانهم كانوا يركضون طولا وعرضا، رأسيا وافقيا للفوز برقن أسمائهم المبجلة فقط في نظرهم ضمن تشكيلة الحكومة، لكنهم سرعان ما انقلبوا، وفتحوا ورشات الاحباط لطعج الثقة بالمُكَلِّف والمُكَلَّف.