نظَّم حزب البعث العربي الاشتراكي- قُطر فلسطين، وجبهة التحرير العربية احتفالاً جماهيريًّا بمناسبة مرور 72 عامًا على تأسيس الحزب، و50 عامًا على انطلاقة جبهة التحرير العربية، في المركز الثقافي العربي في مخيَّم برج البراجنة في بيروت، قبيل ظهر الأحد 14-4-2019 أحيته فرقة جبهة التحرير العربية للفنون الشعبية.

وحضر الحفل ممثِّل سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور مدير عام المجلس الأعلى الفلسطيني للشباب والرياضة في لبنان خالد عبادي، وممثِّل حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي أبو قاسم إبراهيم، وعضو القيادة القطرية- قطر فلسطين حسين رميلي، وأعضاء قيادة حركة "فتح" في منطقة بيروت وقيادة الحركة وكوادرها في مخيمَي برج البراجنة وشاتيلا، وممثِّلو الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللبنانية، والمؤسسات والجمعيات والروابط الأهلية اللبنانية، وقادة وضُبّاط قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في بيروت ومخيّماتها، وممثّلو اللجان الشعبية، ومختار برج البراجنة نبيل عبدالعزيز الحركة، ووجهاء وفعاليات وأهالي مخيّم برج البراجنة، كوادر ومسؤولو ومناصرو وأصدقاء جبهة التحرير العربية.

بدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت مع قراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء، تلا ذلك النشيدان الوطنيّان اللبناني والفلسطيني، ثُمَّ كلمة "م.ت.ف" وجبهة التحرير العربية، ألقاها عضو قيادة ساحة لبنان في الجبهة محمد إسماعيل، فحيّا شهداء كل فصائل الثورة الفلسطينية الذين سقطوا دفاعًا عن الأرض والوطن، معتبرًا إياهم كواكب مضيئة في تاريخ النضال الفلسطيني. وناشد جميع فصائل العمل الوطني أن يتوحَّدوا لمواجهة المشروع الصهيوني، وأن تكون بوصلتهم باتّجاه فلسطين فقط، لافتًا إلى أنّه لا بديل عن المقاومة.

واستذكر إسماعيل أهمَّ المحطات النضالية التاريخية لحزب البعث العربي الاشتراكي، ونوَّه بدور الجبهة العربية والتزامها بـ"م.ت.ف" منذ تأسيسها، والدفاع عن لبنان، واستذكر العملية البطولية للشهيد أسعد منصور والتي استطاعت خلالها الجبهة وفصائل الثورة استرجاع مارون الراس (الحدود الفلسطينية) ودحر العدو الصهيوني وتحقيق النصر.

وتطرّق إسماعيل إلى الإنجازات التي حقَّقها الحزب من أجل فلسطين، ومواكب الشهداء التي قدّمت أرواحها فداءً للوطن مشيرًا إلى أنّ الحزب أقام العديد من معسكرات التدريب وخرَّج آلاف المقاتلين لمواجهة وقتال العدو الصهيوني. ورأى أنَّ البعث وفلسطين روحٌ واحدة، والمواقف موحّدة، والدوافع معروفةٌ وهي باتجاه المقاومة ورفض التطبيع، رافضًا الانقسام، وداعيًا إلى تطبيق اتفاقيات المصالحة الوطنية من أجل فلسطين.

وألقى عضو القيادة القطرية أبو قاسم إبراهيم كلمة الأحزاب اللبنانية، قال فيها: "في كل عام في السابع من نيسان نحتفل وإياكم بتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي وانطلاقة جبهة التحرير العربية. في أربعينيات القرن الماضي ثُلّة من رجال آمنوا بعطاء الأمة واقتدارها، اجتمعوا على كلمة واحدة أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، ليكون لهذه الكلمة صداها من المحيط إلى الخليج. فكان حزب البعث بفكرهِ وعقيدتهِ حلاًّ لما تعانيه الأمة العربية من تمزق وتفتيت مؤكِّدًا الهُوية الوجدانية العربية التي أعطت الإنسانية حضارةً وثقافة، فرحم الله الرعيل الأول وفي مقدمتهم القائد المؤسس ميشيل عفلق".

وأضاف: "في عام 1969 كانت انطلاقة جبهة التحرير العربية إثر مبادرة أطلقها حزب البعث العربي الاشتراكي في مؤتمره القومي التاسع، كتنظيم فلسطيني أعطى بُعدًا قوميًّا للصراع مع العدو الصهيوني، رابطًا بين تحرير فلسطين ووحدة الأمة العربية، فكان شعارها فلسطين طريق الوحدة، والوحدة طريق فلسطين، مؤمنًا بخيار الكفاح الشعبي أسلوبًا وحيدًا لتحرير فلسطين".

وتابع أبو قاسم: "إيمانًا منّا بأنّ فلسطين لن تحررها الحكومات، إنّما الكفاح الشعبي المسلّح، فلا أمل أو رجاء من النظام العربي والقوى الإمبريالية وفي مقدّمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي ما دامت تقف موقفًا مُعاديًا للأمة العربية، وتقف إلى جانب العدو الصهيوني. فأميركا لم تكن يومًا راغبًا للسلام، بل طرفًا مُنحازًا كليّا للعدو الصهيوني، فبالأمس القريب أقدمت الإدارة الأمريكية على نقل سفارتها إلى القدس متحدّيةً بذلك القرارات الدولي، وحاولت إلغاء المؤسسة الدولية "الأونروا"، وأغلقت مكتب منظمة التحرير في أمريكا، وآخر ما قام به المتصهين ترامب الاعتراف بحق العدو الصهيوني بالجولان، وهذا أيضًا خرق للقرارات الدولية. كلُّ هذا لم يعلن رسميًّا عن صفقة القرن، إذا كانت هذه البدايات فما هو المتوقّع من صفقة القرن؟!".

وقال أبو قاسم: "إنّ هذه الصفقة ما هي إلاّ غاية للقضاء على القضية الفلسطينية، ومن المتوقع أنّ يكون العنوان الرئيس لصفقة القرن الوطن البديل، وهذا المشروع ليس جديدًا فكل المشاريع التصفوية التي تم التآمر عليها باءت بالفشل، ومصير صفقة القرن حتمًا سيفشلها شعبٌ فلسطين بكل قواه الحيّة وعمقهِ العربي الشعبي ولن يُفرط بثوابتهِ الوطنية، ولن يقبل التنازل عن شبر من ارض فلسطين الطاهرة، فإرادة شعبنا شاهدناها في عزيمة أسرانا البواسل وفي معركة الكرامة ومعركة الأمعاء الخاوية، وشاهدناها في عيون عمر أبو ليلى وفارس عودة وفي براءة إيمان حجو في عهد التميمي وفي عنفوان وكبرياء القائد ياسر عرفات".

ورأى أنّه مهما عظمت وكبرت التحديات فإنّه باستطاعتنا كشعب مقاوم موحّد أن نُسقِط كل المؤامرات والمشاريع التصفوية، بالوحدة الوطنية، وبإنهاء الانقسام يتحقق تحرير فلسطين، وطالب بتنفيذ ما اتُفِق عليه بين الفصائل الفلسطينية في لقاءاتهم في القاهرة وإنهاء حالة الانقسام وتفعيل مؤسسات "م.ت.ف" الممثِّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والحاضن لكل الأطياف السياسية الفلسطينية، مُشدِّدًا على ضرورة انضواء جميع الفصائل الانضمام تحت راية "م.ت.ف"، ومحذِّرًا من أنَّ الانقسام خطره أشّد وطأة على القضية الفلسطينية من صفقة القرن.

كما طالب الدولة اللبنانية بشقيها التنفيذي والتشريعي بحل مشكلة اللاجئين الإنسانية بما يضمن لهم حياة كريمة بإقرار الحقوق المدنية والاجتماعية مؤكِّدًا أنّ كل الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني في لبنان أجمع على رفض التوطين، وأنَّ الوجود الفلسطيني في لبنان مؤقت إلى حين العودة.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان