بمناسبة السابع والعشرين من نيسان، اليوم الوطني لجبهة التحرير الفلسطينية، وإحياءً ليوم الأسير الفلسطيني، وتحت شعار التمسُّك بالقدس والعودة ودعم الشرعية الفلسطينية، وتضامنًا مع الأسرى في معتقلات العدو الصهيوني، نظَّمت قيادة "جبهة التحرير الفلسطينية" وقفةً وطنيّةً تضامنيّةً أمام تجمع المدارس في مخيَّم عين الحلوة جنوبي لبنان، اليوم الأحد ١٤-٤-٢٠١٩.

وشارك في الوقفة قائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وأمين سر حركة "فتح" - إقليم لبنان حسين فيّاض، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، وأعضاء قيادة المنطقة وأُمناء سر شُعَبها التنظيميّة وأعضاؤها، وعضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف، وعضو اللجنة المركزية لحزب الشعب غسّان أيوب، وعضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي تامر عزيز، وأمين سر جبهة التحرير الفلسطينية في لبنان محيي الدين كعوش، وأمين سر اتحاد نقابات عمال فلسطين في لبنان أبو يوسف العدوي، إلى جانب ممثّلين عن فصائل "م.ت.ف" واللجان الشعبيّة في منطقة صيدا وحركة "الانتفاضة الفلسطينية" والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وحشود جماهيرية.

وبعد قراءة الفاتحة وعزف النشيدَين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني، تحدَّث بِاسم "م.ت.ف" العميد ماهر شبايطة فوجَّه التحية إلى الرفاق في "ج.ت.ف" في يومهم الوطني، ونوَّه بموفقها النضالي التاريخي الملتزم بالخط السياسي الوطني الفلسطيني من أجل تحقيق الأهداف الوطنية وبالشرعية الفلسطينية وبـ"م.ت.ف" مُشيدًا بدورها في رأب الصدع الفلسطيني وببصماتها المميّزة على المستويَين العسكري والسياسي، ولافتًا إلى أنَّ أسر أمينها العام القائد أبو العباس في سجون الاحتلال الأميركي للعراق هو برهان على وقوف الجبهة في الخندق الصحيح.

وتابع: "نوجِّه التحية لأسرى الحُريّة مؤكّدين لهم أنَّ قضيّتهم أقوى من كلِّ شيء، ونناشدُ الجميع ضرورة إبعاد قضية الأسرى عن أيّة مساومات سياسية أو أمنية مع الاحتلال الإسرائيلي، فقضيّتنا ليست صفقة غذاء مقابل الهدوء. ونعاهد الشهداء أن يبقى شعبنا في لبنان وفيًّا للقادة الشهداء أبو جهاد والكمالَين وأبو يوسف النجّار".

واستذكر العميد شبايطة ما قاله نتنياهو عن عدم تسليم غزّة للرئيس محمود عبّاس، وأضاف: "هذه ما هي إلّا مكافأة لأصحاب السترات البرتقالية مباشرة وبلا حرج أمام جمهور بقي مخدوعًا بمقولات الجهاد والمقاومة. ولكنَّ "م.ت.ف" لا تستبدل الحُريّة برغيف الخبز، ولن تقبل أن تكون قضيتنا إنسانية وحلّها بحقائب الدولارات المليونية عبر عدونا من دول إقليمية مقابل تقسيم الوطن، ولن يستطيعوا بمؤامراتهم أن ينالوا من مشروعنا الوطني".

وثمَّن موقف الرئيس محمود عبّاس الثابت على الثوابت الوطنية، ونوَّه بموقفه في القمّة العربية الأخيرة برفضه صفقة القرن ومقايضة اللاجئين والقدس وحقوقنا الوطنية بأي صفقة ومطالبته الجميع بإسقاطها، منوِّهًا أيضًا بإنجازاته في معركة التمثيل والاحتواء والاعتراف بـ"م.ت.ف" والاعتراف بالدولة الفلسطينية ورفع علم فلسطين في الأمم المتحدة.

كما وجه العميد شبايطة التحية للحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة د.محمد اشتية لافتًا إلى أنَّها "تمثِّل الكلَّ الفلسطيني لأنّها من صلب البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية"، وأكَّد أنَّ معركتنا اليوم معركة وجود ولا مجال فيها للحياد والتردد بل الانخراط بلا شروط والعمل لمصلحة الشعب الفلسطيني، ووجه التحية لجبهة التحرير الفلسطينية في يومها الوطني.

وبعدها ألقى تلاه عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير صلاح اليوسف كلمةً استهلّها باستذكار ما جاء في خطاب الرئيس أبو مازن في مهرجان فعاليات القدس عاصمة للثقافة الإسلامية في مدينة أريحا حين دعا الجميع لشدِّ الرحال إلى القدس قائلاً: (اشتروا ساعة رباط فيها وفي أكنافها فذلك خير من الدنيا وما فيها).

وأشار إلى أنَّ يوم الأسير الفلسطيني مناسبة وطنية ترمز لما قدّمه الشعب الفلسطيني من تضحيات تأكيدًا للإصرار على التمسُّك بالمشروع الوطني الفلسطيني وبمسيرة الثورة والتحرير والعودة، وأكَّد أنَّ التنازل أو التفريط بالقدس والعودة أمر مستحيل لأنَّهما جوهر القضية الفلسطينية التي أكَّدها الشهيد الرمز ياسر عرفات ويكررها اليوم الأمين على الأمانة الرئيس محمود عباس الرافض لصفقة القرن الأميركية.

وقال: "إنَّنا اليوم ونحن نقف في هذه الوقفة التضامنية تزامنًا مع يوم الأسير الفلسطيني يخوض الأسرى الفلسطينيون معركة الكرامة والحرية والإضراب المفتوح بدعم من شعبنا، وقيادتنا الشرعية والقوى الوطنية الفلسطينية في "م.ت.ف" لن يتركوا الأسرى وحدهم، وعلينا تنفيذ أوسع حملة تضامن وإسنادهم في إضرابهم البطولي، ونحنُ اليوم في "ج.ت.ف" ومن مخيَّم عين الحلوة نؤكِّد دعمنا الكامل لقضية الأسرى".

وباركَ تشكيل الحكومة الجديدة الفلسطينية برئاسة د.محمد اشتية التي تشكّلت من فصائل "م.ت.ف" باعتبارها حكومة الكل الفلسطيني والمدافعة عن "م.ت.ف" وعن شرعية تمثيلها الأوحد للشعب الفلسطيني، وأضاف: "نقول لمَن يدّعون الحرص على "م.ت.ف" أن يُترجموا مواقفهم على أرض الواقع، وأن ينخرطوا بشكل مباشر فيها حتى نستطيع التصدي لجميع المؤامرات والمشاريع التصفوية التي تستهدف "م.ت.ف" ومشروعنا الوطني الفلسطيني"، وأعلن تأييد فصائل م.ت.ف. للحكومة الجديدة.

واستنكر استمرار الانقلاب الحمساوي في غزّة، ولفتَ إلى أنَّ الحراك الشعبي في غزّة تحت شعار "بدنا نعيش" يدقُّ ناقوس الخطر برفض غزة الظلم والانقسام مُطالبًا قوى الأمن الواقع في غزّة بالعودة إلى رشدهم وقبول رأي الشعب والعودة إلى الشرعية وتطبيق قرارات المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام لا المناورة وكسب الوقت لتمرير صفقة القرن.

أمَّا حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية في لبنان، فأشار إلى أنَّها تزداد سوءًا وتعكس نفسها على أبناء المخيّمات الفلسطينية داعيًا إلى وضع خطة إنقاذ سريعة تبدأ بالعمل المشترك وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية ضمن إطار "م.ت.ف" وسفارة دولة فلسطين في لبنان مرجعيّةً سياسيةً ودبلوماسيةً لها برئاسة السفير أشرف دبور.

وطالب الحكومة اللبنانية ولجنة الحوار اللبناني الفلسطيني بالبدء بحوار رسمي يؤدي في نهاية المطاف إلى تخفيف المعاناة عن شعبنا الفلسطيني، ووضع خطة مشتركة لدعم "الأونروا"، واستكمال بناء مخيَّم نهر البارد.

وختمَ كلمته بالتأكيد على أنَّ "ج.ت.ف" و"م.ت.ف" وعلى رأسها حركة "فتح" حريصون كل الحرص على أمن واستقرار المخيّمات وخاصة عين الحلوة، ووجَّه التحيّة إلى الشهداء وخاصة شهداء شهر نيسان من أبناء مخيَّم عين الحلوة.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان