بحث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين الدكتور أحمد أبو هولي مع وفد مرافق مؤلف من ياسر أبو كشك وعلي صوافطة وأبو إياد الشعلان وجمال فياض، أوضاع اللاجئين الفلسطينيين واحتياجاتهم وسبل معالجة المشاكل المعيشية التي تواجه المخيمات الفلسطينية- شمال لبنان، وذلك في مقر حركة "فتح" - مخيم البداوي يوم الخميس 28/3/2019.

بدايةً رحب أمين حركة "فتح" في الشمال أبو جهاد فياض بالدكتور أحمد أبو هولي والوفد المرافق والحضور معتبرًا أن زيارة أبو هولي إلى مخيمات لبنان مؤشرًا مهما في سبيل خدمة اللاجئين والوقوف عند احتياجاتهم والعمل على حل المعضلات التي يعيشونها في ظل منع الفلسطينيين من العمل والتملك في لبنان.

واطلع د. أبو هولي على التحديات التي تواجه قضية اللاجئين الفلسطينيين خلال هذا العام في ظل المسعى الأمريكي إلى إلغاء أو تغيير التفويض الممنوح للأونروا الذي ينتهي في سبتمبر القادم في إطار مخططها الرامي إلى إنهاء دور الأونروا بعد قرار قطع مساعداتها كاملة عن الأونروا في سبتمبر الماضي كمدخل لتصفية قضية اللاجئين، مبينا إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية لديها خطة تحرك على مستوى المجموعة 77+ الصين التي تترأسها دولة فلسطين هذا العام وخطة تحرك أخرى على مستوى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لحشد الدعم المالي والسياسي للأونروا لتجديد التفويض الممنوح لها بالقرار 302 .

ولفت د. أبو هولي إلى أن ما حصلت عليه الأونروا من تبرعات مالية يغطي خدماتها حتى منتصف العام الحالي وإن لم تحصل على تمويلات إضافية من المانحين فإنها ستواجه عجزًا ماليًا سيؤثر على طبيعة خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين.

كما وأكد على أن دائرة شؤون اللاجئين على تواصل مع إدارة الأونروا، وأن لقاءات دولية تعقد معها للتشاور والتباحث في شكل وطبيعة خطوات التحرك لمواجهة العجز المالي المتوقع من خلال البحث عن ممولين جدد وتوسيع قاعدة المانحين.

وتابع مثمنًا دور الأونروا وأهمية استمرارها في تقديم خدماتها ما دام الحل السياسي لقضية اللاجئين غائبا.

وتطرق د. أبو هولي الذي يترأس اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة إلى تحضيرات اللجنة الوطنية العليا لإحياء الذكرى الـ"71" للنكبة، مؤكدًا على ضرورة توحيد كل الجهود في الوطن والشتات لإيحاء ذكرى النكبة تنفيذا لقرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية للتأكيد على وحدة قضية اللاجئين الفلسطينيين وعدم تجزئتها تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلس

واكد على أن فعاليات النكبة ستحمل رسائل سياسية "رسائل الإجماع الوطني الفلسطيني" برفض صفقة القرن الأمريكية وكل المحاولات الإسرائيلية الأمريكية لتصفية قضية اللاجئين، وإنهاء عمل الأونروا والتأكيد على التمسك بالحقوق والثوابت التي لا يمكن التهاون فيها أو المساومة عليها، بما في ذلك القدس التي ستبقى عاصمة الأرض والهوية ومحور الارتكاز لقضيتنا الوطنية إلى جانب قضية اللاجئين وعودتهم إلى ديارهم.

وشدد أبو هولي على أن المخيمات الفلسطينية على سلم أولويات وإهتمامات القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، كاشفاً بأن دائرة شؤون اللاجئين وفق استراتيجيتها للعام 2019 وضعت خطة للمساهمة في تخفيف معاناة اللاجئين وتأمين العيش الكريم لهم.

وتحدث أيضا عن أهمية دور الساحة اللبنانية وأهمية استنفاذ الطاقات وبذل كل الجهود للتخفيف عن أهلنا في لبنان ورفع معاناتهم.

وثمن د. أبو هولي موقف لبنان الشقيق الداعم للقضية الفلسطينية ولحقوق شعبنا المشروعة في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس والداعم لحقه العادل في العودة إلى دياره التي هجر منها عام 1948 ورفض التوطين.

واستمع أبو هولي من رؤساء وأعضاء اللجان الشعبية عن أوضاع اللاجئين المعيشية والظروف الحياتية الصعبة التي يعيشونها والمشاكل التي تعاني منها المخيمات وخاصة العلاقة مع الأونروا والتقليصات التي طاولت كل نواحي تقديماتها والكهرباء وشح المياه ومشاكل الصرف الصحي.

وطالبوا بضرورة إعادة تفعيل أطر ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية لخلق فرص عمل للشباب الفلسطيني في المخيمات.

فيما تطرق ممثلو اللجان الشعبية في المخيمات اللبنانية للحقوق المدنية للفلسطينيين في لبنان وانتقاصها ووجوب مراجعتها وأن هذا لا يتعارض مع حقهم بالعودة الذي لا تنازل عنه ولا يمس بالواقع اللبناني مؤكدين حرصهم على العودة ورفض التوطين.

وطالبوا بأن ينظر إلى المخيمات بنظرة أكثر شمولًا من جانب دائرة شؤون اللاجئين والقيادة لواقع اللاجئين في المخيمات في لبنان في ظل الظروف الحياتية الصعبة التي يعيشونها.

كما أكدوا على ضرورة إيلاء الإهتمام بالأندية الشبابية والنسوية والعيادات الصحية وغيرها من المرافق التي تخدم اللاجئ الفلسطيني، مطالبين بموازنة ثابتة تشغيلية للجان المخيمات لمعالجة القضايا الطارئة، وموازنة خاصة للمشاريع في المخيمات كما طالبوا بتوسيع التمثيل لجان المخيمات لتشمل الاتحادات والفعاليات والكفاءات من أجل تفعيل اللجان للقيام بدورها على أكمل وجه.

وطلب د. أبو هولي أمناء سر اللجان الشعبية بتقديم تصور وخطط لكل مخيم حول المشاكل والاحتياجات وتحديد الأولويات وتقديم القضايا الطارئة لدراستها من طرف الدائرة واعداً بمتابعتها والتواصل مع الأونروا والأطراف المعنية لمعالجتها.

ثم تحدث أمين سر اللجان الشعبية في لبنان أبو إياد الشعلان، الذي أشار إلى التغيير في عمل دائرة شؤون اللاجئين منذ 1/6/2019.

وأضاف: "بتنا نستطيع التدخل لحل أي موضوع في أي مخيم ونحن نتابع شؤون المخيمات مع د. جمال فياض مسؤول الدائرة في لبنان ونحن نعتبر أن العمل الميداني هو بمثابة امتحان للجميع".

ثم قام الدكتور أبو هولي بزيارة لمقبرة الشهداء حيث وضع إكليل من الزهر على ضريح الجندي المجهول وقرأ سورة الفاتحة، وأهديَ الثواب لأرواح الشهداء.

بعد ذلك قام أبو هولي بزيارات ميدانية تفقدية لمخيم نهر البارد، وأطلع على آخر تطورات الأعمار للمخيم القديم وأبدى استعداده لمتابعة هذا الملف مع الجهات المختصة لبنانيًا وفلسطينيًا ومع الأونروا للتسريع في إستكمال الأعمار لتخفيف الآباء على أهالي المخيم المنوب.

كما زار الدكتور أبو هولي مكتب حركة "فتح" - شعبة مخيم البارد حيث كان في استقباله أمين سر الشعبة الحاج ناصر سويدان، وأعضاء الشعبة وفعاليات من المخيم.